ارتفعت الأجور البريطانية بأبطأ وتيرة في عام تقريباً، وفقاً لبيانات رسمية نشرت يوم الثلاثاء، مما أضاف إلى مؤشرات على تباطؤ تدريجي للضغوط التضخمية في سوق العمل، مما أثار قلق بنك إنجلترا.
وقال مكتب الإحصاءات الوطنية إن نمو الأجور، باستثناء المكافآت، تباطأ للإصدار الثالث على التوالي إلى معدل سنوي 6.6 في المائة في الفترة من سبتمبر (أيلول) إلى نوفمبر (تشرين الثاني)، مقارنة مع 7.2 في المائة بالأشهر الثلاثة حتى أكتوبر (تشرين الأول)، وهو ما يتوافق مع متوسط التوقعات في استطلاع «رويترز».
وكانت هذه أضعف زيادة في الأرباح العادية منذ الأشهر الثلاثة حتى يناير (كانون الثاني) 2023.
وقال يائيل سيلفين، كبير الاقتصاديين في شركة «كي بي إم جي» بالمملكة المتحدة، إن التباطؤ في نمو الأجور يشير إلى مزيد من الضعف في سوق العمل بالمستقبل. وأضاف أن «التباطؤ الملحوظ في نمو الأجور سيخفف من مخاوف بنك إنجلترا بشأن احتمال حدوث دوامة للأجور والأسعار، مما قد يؤدي إلى انخفاض أسرع في التضخم».
ويتوقع سيلفين أيضاً أن تنخفض الوظائف الشاغرة بشكل أكبر، الأمر الذي قد يؤدي إلى عودة نمو الأجور إلى مستويات طبيعية نحو مستويات تتوافق مع هدف التضخم بحلول نهاية العام. وقال: «من المرجح أن يعزز هذا مبررات خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام».
ويشعر بنك إنجلترا بالقلق من أن الأجور ترتفع بسرعة كبيرة، بحيث لا يسمح للتضخم بالهبوط إلى هدفه البالغ 2 في المائة، على الرغم من التباطؤ في المعدل الرئيسي لنمو الأسعار بالأشهر الأخيرة.
وتباطأ نمو الأجور، بما في ذلك المكافآت التي يمكن أن تكون متقلبة، إلى 6.5 في المائة من 7.2 في المائة في الأشهر الثلاثة حتى أكتوبر.
وقالت ليز ماكيون، مديرة الإحصاءات الاقتصادية في مكتب الإحصاءات الوطني: «في حين أن نمو الأجور السنوي لا يزال مرتفعاً من الناحية النقدية، فإننا لا نزال نرى دلائل على أن ضغوط الأجور قد تتراجع بشكل عام. ومع ذلك، مع استمرار انخفاض التضخم بسرعة أكبر، استمرت الأرباح في النمو بالقيمة الحقيقية».
وأظهرت بيانات الأسبوع الماضي، أن الاقتصاد البريطاني ربما سقط في حالة ركود في النصف الثاني من عام 2023.
وقد أظهر إصدار مكتب الإحصاءات الوطني يوم الثلاثاء، انخفاض الوظائف الشاغرة للمرة 18 على التوالي في الأشهر الثلاثة حتى ديسمبر، حيث انخفضت بنحو 49 ألفاً خلال الربع.
ومع ذلك، لا تزال ضغوط التضخم قائمة في سوق العمل، حيث يقوم كثير من أصحاب العمل بزيادة الأجور بشكل حاد، في الوقت الذي يكافحون فيه للاحتفاظ بالموظفين أو توظيفهم.
وانخفض الجنيه الإسترليني مقابل الدولار.
ورفع بنك إنجلترا تكاليف الاقتراض 14 مرة بين ديسمبر 2021 وأغسطس (آب) 2023، وظل سعر الفائدة القياسي عند أعلى مستوى له منذ 15 عاماً منذ ذلك الحين.
وقال المحافظ أندرو بيلي وغيره من كبار المسؤولين في بنك إنجلترا، مراراً وتكراراً في أواخر العام الماضي، إن أسعار الفائدة من المرجح أن تظل مرتفعة «لفترة ممتدة». وكان من المقرر أن يتحدث بيلي أمام المشرعين يوم الثلاثاء، لكن ظهوره تم تأجيله.