ارتفعت أسعار الشحن البحري بأكثر من الضعف، بعد هجوم صاروخي ومحاولة احتجاز تعرضت لهما سفينة تابعة لشركة «ميرسك» في مطلع الأسبوع، مما دفع 18 شركة للشحن إلى تعليق خطط استئناف عبور البحر الأحمر، وهو شريان رئيسي يؤدي لقناة السويس.
ويهاجم الحوثيون في اليمن سفن شحن عالية القيمة في البحر الأحمر منذ نوفمبر (تشرين الثاني) لإظهار الدعم لـ«حركة حماس» التي تقاتل إسرائيل في غزة.
وأجبرت الهجمات السفن على تغيير مسارها لتدور حول الطرف الجنوبي لأفريقيا مما أدى إلى ارتفاع تكاليف هذه الرحلة الأطول، لكن الأسعار لا تزال أقل بكثير من المستويات التي بلغتها في عام 2021 خلال جائحة «كوفيد - 19».
وتربط قناة السويس المصرية البحر الأحمر بالبحر المتوسط، وهي أسرع وسيلة لشحن الوقود والمواد الغذائية والسلع الاستهلاكية من آسيا والشرق الأوسط إلى أوروبا. وتستخدم شركات الشحن هذه الطريق لنقل ما يصل إلى ثلث إجمالي شحنات الحاويات العالمية، التي تنقل بضائع مثل الأثاث والأغذية المجمدة.
وأدت الهجمات بالفعل إلى تأخير تسليم منتجات موجهة لكثير من الشركات، إذ تستخدم شركات مثل «وول مارت» و«إيكيا» و«أمازون» طريق قناة السويس.
وقرر «عدد كبير من الشركات» إعادة توجيه سفنها حول جنوب أفريقيا «من أجل الحد من الهجمات على السفن، وبالطبع تأثير ذلك على البحارة على وجه الخصوص»، حسبما قال الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية أرسينيو دومينغيز لمجلس الأمن الدولي في نيويورك يوم الأربعاء.
وأعلنت شركة الشحن العملاقة «ميرسك» يوم الثلاثاء أنها ستعلق حركة الشحن عبر البحر وخليج عدن حتى إشعار آخر.
ووفق منصة الحجز والدفع للشحن الدولي (فريتوس)، ارتفعت أسعار الشحن من آسيا إلى شمال أوروبا لأكثر من الضعف متجاوزة أربعة آلاف دولار لكل حاوية بطول 12 متراً هذا الأسبوع، وزادت الأسعار من آسيا إلى البحر المتوسط إلى 5175 دولاراً.
وحتى يوم الأربعاء، تم تغيير مسار مئات من سفن الحاويات والسفن الأخرى لتسلك طريق رأس الرجاء الصالح بجنوب أفريقيا لتجنب الهجمات، مما يضيف أسبوعاً إلى عشرين يوما لرحلاتها. كما أن أسعار الشحن إلى مواني أميركا الشمالية الأقل تأثرا بالأمر ترتفع أيضاً.
ويمر ما يصل إلى 30 في المائة من البضائع التي تصل إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة عبر قناة السويس.
وتمثل هجمات البحر الأحمر «مشكلة دولية كبيرة»، حسبما اشتكت حكومات 12 دولة، من بينها ألمانيا والولايات المتحدة، في بيان مشترك يوم الأربعاء. ووفقاً للبيان فإن ما يقرب من 15 في المائة من التجارة البحرية الدولية تمر عبر البحر الأحمر في طريقها من البحر الأبيض المتوسط إلى المحيط الهندي.
ويتوقع مسؤولون تنفيذيون في مجال الخدمات اللوجيستية تحويل بعض هذه الواردات إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة، وهو وجهة مباشرة عبر المحيط الهادي من الصين والمصدرين الآسيويين الآخرين.
وارتفعت أسعار الشحنات من آسيا إلى الساحل الشرقي لأميركا الشمالية بنسبة 55 في المائة لتصل إلى 3900 دولار لكل حاوية بطول 12 متراً. وقال ليفين إن الأسعار بالنسبة للساحل الغربي قفزت 63 في المائة متجاوزة 2700 دولار قبل تحويل مسار البضائع المتوقع لتجنب المشكلات المتعلقة بالبحر الأحمر.
وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار، فإنها لا تزال أقل بكثير من المستويات القياسية الناجمة عن الجائحة في عام 2021، حيث بلغت 14 ألف دولار لكل حاوية بطول 12 متراً متجهة من آسيا إلى شمال أوروبا والبحر المتوسط و22 ألف دولار من آسيا إلى الساحل الشرقي لأميركا الشمالية.