الدولار والبتكوين ينطلقان بقوة في بداية عام 2024

العملة المشفرة تتجاوز 45 ألف دولار للمرة الأولى منذ أبريل 2022

ارتفع الدولار في أول يوم تداول في العام الجديد بينما تجاوزت البتكوين 45 ألف دولار يوم الثلاثاء للمرة الأولى منذ أبريل 2022 (رويترز)
ارتفع الدولار في أول يوم تداول في العام الجديد بينما تجاوزت البتكوين 45 ألف دولار يوم الثلاثاء للمرة الأولى منذ أبريل 2022 (رويترز)
TT

الدولار والبتكوين ينطلقان بقوة في بداية عام 2024

ارتفع الدولار في أول يوم تداول في العام الجديد بينما تجاوزت البتكوين 45 ألف دولار يوم الثلاثاء للمرة الأولى منذ أبريل 2022 (رويترز)
ارتفع الدولار في أول يوم تداول في العام الجديد بينما تجاوزت البتكوين 45 ألف دولار يوم الثلاثاء للمرة الأولى منذ أبريل 2022 (رويترز)

بدأ عام 2024 بانطلاقة إيجابية للدولار الأميركي والبتكوين، حيث شهد كلاهما ارتفاعاً مع بداية تعاملات العام الجديد. ويعكس هذا الارتفاع الاتجاهات الاقتصادية العالمية التي من المتوقع أن تستمر في التأثير على أسعار العملات خلال الأشهر الـ12 المقبلة.

توقعات خفض الفائدة تدعم الدولار

فقد ارتفع الدولار في أول يوم تداول في العام الجديد مع تحول الاهتمام إلى بيانات اقتصادية تصدر هذا الأسبوع من المحتمل أن توفر دلالات على التحركات المقبلة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وتتوقع الأسواق الآن بنسبة 86 في المائة خفض المركزي الأميركي لأسعار الفائدة بدءاً من مارس (آذار)، وفقا لأداة «فيد ووتش» التابعة لمؤسسة «سي إم إي»، مع توقع تراجع أسعار الفائدة بأكثر من 150 نقطة أساس هذا العام.

ويتحول التركيز الآن إلى عدد من البيانات الاقتصادية المقرر صدورها هذا الأسبوع، بما في ذلك بيانات الوظائف الشاغرة والوظائف غير الزراعية. ومن المقرر صدور محضر أحدث اجتماع الاحتياطي الفيدرالي والذي عقد في ديسمبر (كانون الأول) يوم الخميس وسيوفر نظرة فاحصة حول تفكير مسؤولي الفيدرالي بشأن تخفيضات أسعار الفائدة هذا العام.

وقد تعرض الين الياباني للضرر الأكبر من صعود الدولار، إذ تراجعت العملة الآسيوية 0.35 في المائة إلى 141.36 ين للدولار، بعد أن هبط الين سبعة في المائة في عام 2023.

وشهد عام 2023 تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات منافسة، 2 في المائة منهياً مكاسب استمرت لعامين. وسجل المؤشر 101.44 في أحدث تداول مرتفعاً 0.059 في المائة وسط تقييم المستثمرين لاحتمالات خفض الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة هذا العام.

في المقابل، تراجع اليورو 0.13 في المائة إلى 1.103 دولار، مبتعداً عن أعلى مستوى في خمسة أشهر عند 1.11395 دولار الذي لامسه الأسبوع الماضي. وارتفعت العملة الأوروبية الموحدة 3 في المائة العام الماضي في أول زيادة سنوية منذ 2020.

وارتفع الجنيه الإسترليني في أحدث تعاملات إلى 1.2729 دولار، مرتفعاً 0.05 في المائة خلال اليوم، بعد أن سجل العام الماضي أقوى أداء منذ 2017 بارتفاع 5 في المائة. ومع ذلك، فإن ضعف الاقتصاد وعدم اليقين المحيط بالانتخابات يجعل من غير المرجح تكرار الأداء.

البتكوين تتجاوز 45 ألف دولار

بدأ عالم العملات المشفرة العام بقفزة قوية، حيث تجاوزت عملة البتكوين 45 ألف دولار يوم الثلاثاء للمرة الأولى منذ أبريل (نيسان) 2022، وسط توقعات متزايدة بأن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية ستوافق قريباً على إدراج صناديق تداول فوري للبتكوين.

ووصلت عملة البتكوين إلى أعلى مستوى في 21 شهراً عند 45.532 دولار بعد ارتفاعها بنسبة 156 في المائة العام الماضي في أقوى أداء سنوي لها منذ عام 2020. وارتفعت في أحدث مرة بنسبة 2.5 في المائة عند 45.318 دولار لكنها لا تزال بعيدة عن المستوى القياسي البالغ 69.000 دولار الذي وصلت إليه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021.

وارتفعت عملة إيثريوم، المرتبطة ببلوكتشين إيثريوم، بنسبة 1.45 في المائة إلى 2.386 دولار يوم الثلاثاء، بعد ارتفاعها بنسبة 91 في المائة في عام 2023.

وكان تركيز المستثمرين منصباً بشكل مباشر على ما إذا كانت هيئة الأوراق المالية الأميركية ستوافق قريباً على إنشاء صندوق للتداول في البورصة بالبتكوين، والذي من شأنه أن يفتح سوق البتكوين لملايين المستثمرين الآخرين ويجذب استثمارات بالمليارات.

ورفضت هيئة الأوراق المالية والبورصة الأميركية عدة طلبات لإطلاق صناديق تداول بتكوين في البورصة في السنوات الأخيرة، بحجة أن سوق العملات المشفرة عرضة للتلاعب.

ومع ذلك، في الأشهر الأخيرة، كانت هناك علامات متزايدة على أن المنظمين على استعداد للتوقيع على بعض صناديق الاستثمار المتداولة في البتكوين الفورية المقترحة والبالغ عددها 13 على الأقل، مع توقعات بأن القرار من المرجح أن يأتي في أوائل يناير (كانون الثاني).

وقال رئيس الأبحاث في «بيبرستون»، كريس ويستون، إن رد الفعل على الرفض المحتمل سيكون واضحاً ومن المرجح أن يشهد انخفاضاً فورياً.

وأضاف في مذكرة: «ومع ذلك، إذا رأينا الضوء الأخضر، فإن السؤال الواضح هو ما إذا كنا سنشتري بناءً على الشائعات أو سيناريو البيع على الأرض أم أنه يشجع على ارتفاع آخر».

وكانت الرهانات المتزايدة على أن المصارف المركزية الكبرى ستخفض أسعار الفائدة هذا العام بمثابة نعمة للعملات المشفرة، مما ساعد على رفع الكآبة التي استقرت على أسواق العملات المشفرة بعد انهيار «إف تي إكس» وفشل أعمال العملات المشفرة الأخرى في عام 2022.

من جهته، قال شريك الصناديق السائلة في «هاشكي كابيتال»، جوبيتر تشنغ: «من المقرر أن يشهد سوق التشفير نمواً ملحوظاً هذا العام، حيث تتمثل العوامل المؤثرة الرئيسية في تدفق صناديق الاستثمار من صناديق الاستثمار المتداولة الفورية، وخفض البتكوين إلى النصف، وسياسة نقدية أكثر تيسيراً في كل من الولايات المتحدة والعالم».


مقالات ذات صلة

الاقتصاد أوراق نقدية من الدولار الأميركي والين الياباني (رويترز)

الدولار يتجه لتسجيل مكاسب شهرية... والين يتراجع

يتجه الدولار إلى تسجيل مكاسب شهرية بدعم من ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية في حين هبط الين إلى أدنى مستوى في ثلاثة أشهر اليوم الاثنين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد موظف يعدّ أوراق الدولار الأميركي ببنك في هانوي بفيتنام (رويترز)

الدولار يتجه نحو مكاسب أسبوعية رابعة

اتجه الدولار نحو تحقيق رابع مكسب أسبوعي، يوم الجمعة، بينما تراجع الين إلى أدنى مستوياته في 3 أشهر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد بوتين يعرض الورقة النقدية الرمزية التي تحاكي عملة المجموعة (نوفوستي)

عملة موحّدة لـ«بريكس»... هل هي قابلة للتطبيق؟

رفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورقة نقدية رمزية تحاكي عملة «بريكس» خلال قمة المجموعة؛ فهل هذه العملة المشتركة قابلة للحياة؟.

«الشرق الأوسط» (قازان - واشنطن)
الاقتصاد متداولون في قاعة «بورصة نيويورك»... (رويترز)

ارتفاع الأسهم الأوروبية والعقود الآجلة الأميركية بعد موجة بيع سابقة

ارتفعت الأسهم الأوروبية والعقود الآجلة للأسهم الأميركية، يوم الخميس، بعد أن عانت أسواق الأسهم من عمليات بيع يوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن - سيدني)

تقرير لـ«أوليفر وايمان» يكشف تعامل الرؤساء التنفيذيين مع تحولات الاقتصاد العالمية

أحد مكاتب شركة «أوليفر وايمان» (إس بي آر إي)
أحد مكاتب شركة «أوليفر وايمان» (إس بي آر إي)
TT

تقرير لـ«أوليفر وايمان» يكشف تعامل الرؤساء التنفيذيين مع تحولات الاقتصاد العالمية

أحد مكاتب شركة «أوليفر وايمان» (إس بي آر إي)
أحد مكاتب شركة «أوليفر وايمان» (إس بي آر إي)

وسط استعدادات السعودية لإطلاق مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» يوم الثلاثاء، كشفت شركة الاستشارات الإدارية العالمية «أوليفر وايمان» عن استطلاع أجرته شمل 100 رئيس تنفيذي لشركات مدرجة في «بورصة نيويورك» يتمتع أغلبها بحضور عالمي فعلي واسع ولديها مصالح في منطقة الشرق الأوسط، لاكتشاف كيفية تعاملهم مع تحولات الاقتصاد العالمية.

وبحسب تقرير «أوليفر وايمان»، فإن 96 في المائة من الرؤساء التنفيذيين يرون في الذكاء الاصطناعي فرصة كبيرة. ومع ذلك، يُظهر التفاؤل بالتكنولوجيا تراجعاً نتيجة المخاوف من الاضطرابات العالمية وزيادة التدخل الحكومي؛ ما دفع 78 في المائة منهم للتخطيط لتكييف عملياتهم لمواجهة هذه التحديات خلال العامين المقبلين.

وعلى الرغم من ذلك، أظهرت النتائج أن التحولات المناخية تعتبر أولوية لدى 12 في المائة فقط من الرؤساء التنفيذيين؛ إذ يراها 45 في المائة منهم تحمل مخاطر وتحديات، في حين يعتقد 55 في المائة أنها توفر فرصاً.

وفي سياق إدارة المخاطر العالمية، يعمل 59 في المائة من القادة على تنويع أو إلغاء المخاطر من سلاسل التوريد الخاصة بشركاتهم.

الذكاء الاصطناعي

وقال الشريك لدى «أوليفر وايمان» في قطاع المؤسسات الحكومية والعامة في مكتب الرياض، عبد الإله البراك، إن نتائج التقرير تنسجم بشكل جيد مع طموحات «قمة مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار» التي ستجمع المستثمرين من جميع أنحاء العالم في الرياض لوضع النمو على رأس الموضوعات التي سيتم بحثها على جدول أعمال القمة.

وأضاف أن التقرير يحدد الفرص الرئيسية في مجال الذكاء الاصطناعي إلى جانب المخاوف التي تبرر اتخاذ إجراءات فورية الآن؛ إذ أشار أكثر من 40 في المائة من الرؤساء التنفيذيين إلى أن عدم التحرك بسرعة كافية بشأن هذه التقنية وتخلفهم عن ركب المنافسين، هما من أبرز المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي بالنسبة لهم.

الشريك لدى «أوليفر وايمان» في قطاع المؤسسات الحكومية والعامة في مكتب الرياض عبد الإله البراك

وأظهرت أبرز نتائج استطلاع «أوليفر وايمان» لآراء 100 رئيس تنفيذي أن الذكاء الاصطناعي سيكون محور «قمة مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار»؛ إذ يرى 96 في المائة من الرؤساء التنفيذيين فيه فرصة لتطوير الأعمال، وليس خطراً يهددها.

وأفصحت النتائج عن تراجع التفاؤل بالتقنيات الجديدة بسبب المخاوف من الاضطرابات وزيادة التدخل الحكومي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويخطط 78 في المائة من الرؤساء التنفيذيين للتكيف مع هذه التحديات خلال العامين المقبلين.

تقلبات التضخم

وأشارت النتائج إلى أن المخاوف الرئيسية لدى الرؤساء التنفيذيين تتمثل في تقلبات التضخم والفائدة بنسبة 51 في المائة، والاضطرابات الجيوسياسية بـ37 في المائة.

ويرى 12 في المائة فقط من الرؤساء التنفيذيين أن التحولات المناخية ضمن أولوياتهم.

كما أظهرت النتائج أن 59 في المائة من الرؤساء التنفيذيين يراجعون استراتيجياتهم في سلاسل التوريد لتقليل المخاطر العالمية؛ مما يعكس نهجاً استباقياً في إدارة عدم اليقين، وفق «أوليفر وايمان».

ويأتي نشر هذا التقرير قبيل انطلاق فعاليات «قمة مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار» يوم الثلاثاء، في العاصمة السعودية الرياض، والتي ستنعقد تحت عنوان: «أفق لا متناهٍ: الاستثمار اليوم لصياغة الغد»، وتقدم إلى المستثمرين وصنّاع السياسات رؤى وأفكاراً حول أبرز التوجهات والفرص التي ترسم معالم القطاع والمؤسسات.