مايلي يكشف عن إصلاحات واسعة النطاق لتحرير اقتصاد الأرجنتين

أعلن خصخصة الشركات المملوكة للدولة... ورفع القيود على التجارة

أعلن الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي إصلاحات اقتصادية شاملة لتقليص دور الدولة في الاقتصاد تشمل خصخصة الشركات المملوكة للدولة وتسهيل الصادرات وإنهاء الرقابة على الأسعار (رويترز)
أعلن الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي إصلاحات اقتصادية شاملة لتقليص دور الدولة في الاقتصاد تشمل خصخصة الشركات المملوكة للدولة وتسهيل الصادرات وإنهاء الرقابة على الأسعار (رويترز)
TT

مايلي يكشف عن إصلاحات واسعة النطاق لتحرير اقتصاد الأرجنتين

أعلن الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي إصلاحات اقتصادية شاملة لتقليص دور الدولة في الاقتصاد تشمل خصخصة الشركات المملوكة للدولة وتسهيل الصادرات وإنهاء الرقابة على الأسعار (رويترز)
أعلن الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي إصلاحات اقتصادية شاملة لتقليص دور الدولة في الاقتصاد تشمل خصخصة الشركات المملوكة للدولة وتسهيل الصادرات وإنهاء الرقابة على الأسعار (رويترز)

في خطوة نحو إعادة هيكلة الاقتصاد المنظّم، أعلن الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي، إصلاحات شاملة للحد من يد الدولة في اقتصاد البلاد، بما في ذلك خطوات لخصخصة الشركات، وتسهيل الصادرات، وإنهاء الرقابة على الأسعار.

وأدرج الزعيم التحرري 30 نقطة أولية من خطته في خطاب متلفز، مساء الأربعاء، لافتاً إلى أنها جزء من حزمة أوسع تحتوي على أكثر من 300 إجراء. وشمل ذلك إلغاء عديد من القوانين المنظمة لأسواق العمل والعقارات، بالإضافة إلى تحويل الشركات المملوكة للدولة جميعها إلى شركات عامة محدودة لتتم خصخصتها في وقت لاحق، بحسب «بلومبرغ».

وقال في الخطاب الذي ألقاه من القصر الرئاسي محاطاً بكامل حكومته: «أوقع مرسوماً عاجلاً. ستبدأ عملية التحرير الاقتصادي التي تحتاجها الأرجنتين بشدة».

إصلاحات شاملة

وتضمنت قائمة التغييرات الأولية في سياسة مايلي، التي كان مهندسها فيديريكو ستورزينيغر، الرئيس السابق للمصرف المركزي خلال حكومة ماوريسيو ماكري، «إعداد الشركات المملوكة للدولة جميعها للخصخصة، والسماح بنقل سيطرة المساهمين في الخطوط الجوية الأرجنتينية جزئياً إلى جهات خاصة، وتحرير خدمات الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية للسماح لشركة (سبيس إكس ستارلينك) بالعمل في الأرجنتين، وإلغاء ضوابط الأسعار على خطط الرعاية الصحية المدفوعة مسبقاً، والقضاء على احتكار وكالات السياحة لتحرير القطاع، وإلغاء قانون الإيجار الحالي الذي يحد من ملكية الأراضي للأجانب في محاولة لتشجيع الاستثمارات».

معارضة الكونغرس والشارع

وبينما قال مايلي إنه سيرسل للمشرّعين مجموعة من المقترحات التكميلية، فمن غير الواضح إلى أي مدى يمكن أن يذهب في تنفيذ خطته بمرسوم. والأمر المؤكد هو أنه سيواجه معارضة في الكونغرس، حيث لا يتمتع بالأغلبية حتى مع الأصوات المشتركة للتحالف الصديق للأعمال الذي من المحتمل أن يدعمه.

ومن المرجح أن يتم الطعن في بعض هذه الإجراءات في المحاكم، وقد بدأت المعارضة بالفعل في تنظيم مظاهرات ضد سياساته. وتم تنظيم أول احتجاج كبير ضد مايلي في وقت سابق من يوم الأربعاء، وتم احتواؤه إلى حد كبير من قبل قوة شرطة كبيرة بشكل غير عادي، مما أدى إلى إغلاق عدد قليل من الشوارع.

وتأتي خطة مايلي بعد أسبوع واحد من إعلان وزير الاقتصاد، لويس كابوتو، تخفيضات كبيرة في الموازنة وتخفيض قيمة البيزو بنسبة 54 في المائة بوصفه جزءاً من برنامج «العلاج بالصدمة»، المصمم لتجنب التضخم المفرط وإعادة الاقتصاد إلى المسار الصحيح. وقد أشادت الأسواق حتى الآن بهذه التحركات، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السندات إلى أعلى مستوياتها منذ عامين، وحافظ على أسعار الصرف الموازية للبيزو دون تغيير يذكر.

هذا وتعدّ الأرجنتين ثاني أكبر اقتصاد في أميركا الجنوبية، ولكنها تمر بأزمة اقتصادية حادة، حيث بلغ معدل التضخم أكثر من 160 في المائة، ويعيش نحو 40 في المائة من السكان في البلد، الذي كان غنياً في يوم من الأيام، تحت خط الفقر. وقد أدى ذلك إلى إنتاجية صناعية منخفضة واقتصاد موازٍ كبير يحرم الدولة من عائدات الضرائب، في ظل استمرار العملة الوطنية (البيزو) في فقدان قيمتها مقابل الدولار الأميركي، واستمرار نمو حجم الدين العام.


مقالات ذات صلة

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

الاقتصاد شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، اليوم، تصنيف السعودية إلى «Aa3» من«A1»، مشيرة إلى جهود المملكة لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أبراج إدارية وخدمية في الضاحية المالية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

حاكم تكساس يأمر الوكالات المحلية ببيع أصولها في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية وكالات الولاية بالتوقف عن الاستثمار في الصين، وبيع أصول هناك في أقرب وقت ممكن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - بكين)
الاقتصاد منظر جوي لناطحة سحاب «شارد» في لندن مع الحي المالي «كناري وارف» (رويترز)

انكماش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ عام 2023

انكمش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ أكثر من عام، كما أثرت الزيادات الضريبية في أول موازنة للحكومة الجديدة على خطط التوظيف والاستثمار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)

في أحدث صورها بـ«غازبروم»... العقوبات الأميركية على روسيا تربك حلفاء واشنطن

تسبب إعلان واشنطن عن عقوبات ضد «غازبروم بنك» الروسي في إرباك العديد من الدول الحليفة لواشنطن حول إمدادات الغاز

«الشرق الأوسط» (عواصم)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.