وزير ليبي: نسعى للاستفادة من تجربة السعودية في سوق العمل

كشف لـ«الشرق الأوسط» عن العمل على رفع مشاركة المرأة وتمكينها

نائب وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للعمل يلتقي وزير العمل والتأهيل الليبي في مدينة الرياض (واس)
نائب وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للعمل يلتقي وزير العمل والتأهيل الليبي في مدينة الرياض (واس)
TT

وزير ليبي: نسعى للاستفادة من تجربة السعودية في سوق العمل

نائب وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للعمل يلتقي وزير العمل والتأهيل الليبي في مدينة الرياض (واس)
نائب وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للعمل يلتقي وزير العمل والتأهيل الليبي في مدينة الرياض (واس)

كشف وزير العمل والتأهيل الليبي، علي العابد الرضا، لـ«الشرق الأوسط»، أنه جرى الاتفاق مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية على إعداد مذكرة تفاهم لـ«الاستفادة من تجربة المملكة في تنظيم سوق العمل الليبي، والسكن العمالي والتفتيش الوظيفي، إضافة إلى دعم مشاريع رواد الأعمال»، مشيراً إلى أنه سيجري تشكيل لجان فنية بين الوزارتين لتبادل الخبرات.

وكان «صندوق النقد الدولي» قد أنهى، الشهر الماضي، زيارة لليبيا، برئاسة ديميتري غيرشينسون الذي قال إن ليبيا تحتاج إلى رؤية اقتصادية واضحة، ودعمها بالمساعدة الفنية، لافتاً إلى أنها تحتاج على المدى المتوسط إلى استراتيجية اقتصادية لتنويع أنشطتها، بعيداً عن الهيدروكربونات وتعزيز الجهود لتحقيق نمو أقوى وأكثر شمولاً لجميع الفئات بقيادة القطاع الخاص.

وقد تعرضت ليبيا لفيضانات مدمرة، في سبتمبر (أيلول) العام الحالي، أرهقت اقتصادها المُنهَك أصلاً، وأودت بحياة أكثر من 11 ألف شخص.

وأكد العابد الرضا أن مذكرة التفاهم ترتبط بالاستفادة من تجربة المملكة في تنظيم اليد العاملة الأجنبية، لتطبيقها في ليبيا، موضحاً أن اليد العاملة في بلاده «كبيرة جداً وتفتقر إلى التنظيم لندعم بها الاقتصاد الليبي».

وأوضح أن طرابلس تستهدف الاستفادة إلى الحد الأقصى من تجربة المملكة على صعيد دعم القطاع الخاص وتعزيز تواصله مع القطاع العام، إضافة إلى «توطين المِهن المهمة الحساسة، ومن خلالها يجري تطوير سوق العمل وخلق فرص للشباب الباحثين عن العمل».

وكان وزير العمل والتأهيل الليبي قد التقى نائب وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للعمل، الدكتور عبد الله أبوثنين، وذلك خلال وجوده في الرياض للمشاركة في المؤتمر الدولي لسوق العمل بنسخته الأولى، التي شهدت حضوراً تجاوز الـ6000 مشارك، ضمّ نخبة من الخبراء الدوليين والمتخصصين، وعدداً من الوزراء والمسؤولين الحكوميين من 40 دولة.

ولفت العابد الرضا إلى أن «بلاده تستهدف رفع مشاركة المرأة في سوق العمل أكثر من 20 في المائة حالياً»، مشدداً على أن دور المرأة أصبح مهماً جداً لامتلاكها مهارات كبيرة وخاصة في المناصب القيادية والإدارية، إضافة إلى أن الإنتاجية الإدارية لديها أصبحت مرتفعة جداً، مقارنة بالرجل. كما شدد على أهمية تدريب وتطوير المرأة لديهم، لإدخالها في سوق عمل القطاع الخاص، ودعم المنشآت الصغرى والمتوسطة الخاصة بها، وكذلك بالنسبة للسيدات الأرامل وفاقدات العوز.

وأوضح العابد الرضا أنه التقى عدداً كبيراً من الخبراء والمسؤولين بدول العالم في المؤتمر؛ لمناقشة التحديات التي تواجه سوق العمل، وأهمُّها الذكاء الاصطناعي، لافتاً إلى أن الاتفاقيات التي جرت مناقشتها تخص تنظيم سوق العمل وتطوير اليد العاملة وتنظيمها لتبادل الخبرات بين الدول المشارِكة.

وأضاف العابد الرضا أنه دعا لعقد ملتقى للخبراء العرب الموجودين في دول العالم؛ للاطلاع منهم على كيفية الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي؛ بهدف دعم سوق العمل، وخصوصاً في دول الشرق الأوسط.

وكان البنك الدولي قد أشار، في يونيو (حزيران) الماضي، إلى أن الاقتصاد الليبي سجل، في عام 2022، انكماشاً بواقع 1.2 في المائة، في حين كانت البطالة عند مستويات مرتفعة بنسبة 19.6 في المائة، حيث إن أكثر من 85 في المائة من السكان النشطين اقتصادياً يعملون في القطاع العام والاقتصاد غير الرسمي.


مقالات ذات صلة

خبير من «هارفارد»: صفة «نادرة ومطلوبة» تُميّز الأشخاص الأكثر نجاحاً

يوميات الشرق القدرة على التكيّف هي مهارة شخصية «يتزايد الطلب عليها» في مجموعة واسعة من الصناعات (رويترز)

خبير من «هارفارد»: صفة «نادرة ومطلوبة» تُميّز الأشخاص الأكثر نجاحاً

اكتشف فولر أن ما يميّز أصحاب الإنجازات العالية عن أي شخص آخر، ليس ثقتهم أو فطنتهم التجارية، وإنما قدرتهم على التكيف.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق بالنسبة لأولئك الذين يتلقون المئات من الرسائل الإلكترونية يومياً من الضروري تجربة استراتيجيات فعالة لإدارة البريد الوارد (رويترز)

ما أهم نصيحة لتواصل أفضل عبر البريد الإلكتروني؟

إذا كنت تريد أن تتحسن في إتقان لعبة البريد الإلكتروني فيجب عليك إعطاء الأولوية لشيء واحد، كما يقول أحد خبراء اللغة: حسن التوقيت.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق كيفية تحسين العلاقات في مكان العمل (رويترز)

الموظفون يعيشون «أزمة ثقة» برؤسائهم... ما السبب برأي علم النفس؟

إذا كنت تواجه أزمة ثقة بمديرك في الوقت الحالي، فأنت لست وحدك، حسب تقرير لشبكة «سي إن بي سي».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يهدف التدريب لتزويد المديرين بالمهارات اللازمة لدعم الصحة العقلية للأشخاص الذين يديرونهم (جامعة نوتنغهام )

تدريبات الصحة العقلية تحسن أداء المديرين

يرتبط التدريب على الصحة العقلية للمديرين التنفيذيين ارتباطاً وثيقاً بأداء أفضل للأعمال داخل مؤسساتهم، كما يمكن أن يوفر للشركات أموالاً كبيرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
لمسات الموضة كيف يختار الرجال ملابس العمل بشكل أنيق؟

كيف يختار الرجال ملابس العمل بشكل أنيق؟

شارك ديريك جاي، خبير الموضة ببعض نصائح للرجال لاختيار الملابس المناسبة للمكتب.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الحكومة الأميركية تدافع أمام القضاء عن إلزام مالكي «تيك توك» ببيعه

شعار «تيك توك» (أ.ف.ب)
شعار «تيك توك» (أ.ف.ب)
TT

الحكومة الأميركية تدافع أمام القضاء عن إلزام مالكي «تيك توك» ببيعه

شعار «تيك توك» (أ.ف.ب)
شعار «تيك توك» (أ.ف.ب)

في فصل جديد من المواجهة بين شبكة التواصل الاجتماعي الصينية «تيك توك» والحكومة الأميركية، قدمت وزارة العدل الأميركية الجمعة حججها إلى المحكمة الفيدرالية التي ستقرر ما إذا كان القانون الهادف إلى البيع القسري للتطبيق يتماشى مع الدستور أم لا.

واعتمد الكونغرس الأميركي في أبريل (نيسان)، قانوناً يجبر «بايتدانس»؛ الشركة المالكة لتطبيق «تيك توك»، على بيعه لمستثمرين غير صينيين خلال 9 أشهر، وإلا تواجه خطر حظرها في الولايات المتحدة.

ويرى التطبيق أن هذا القانون ينتهك حرية التعبير التي يكفلها الدستور الأميركي في التعديل الأول منه.

لكن الحكومة الأميركية تؤكد أن القانون يهدف إلى الاستجابة لمخاوف تتعلق بالأمن القومي، وليس إلى الحد من حرية التعبير، عادّة أن ليس بإمكان «بايتدانس» الاستفادة في هذه الحالة من الحماية التي ينص عليها التعديل الأول من الدستور.

ووفقاً للحجج التي قدمتها وزارة العدل الأميركية، تتعلق المخاوف بأن «بايتدانس» ملزمة على الاستجابة لطلبات السلطات الصينية في الوصول إلى بيانات المستخدمين الأميركيين، كما يمكن للتطبيق أيضاً فرض رقابة على محتوى معين على منصته أو تسليط الضوء على آخر.

وكتبت وزارة العدل في ملف حججها، أنه «نظراً لانتشار (تيك توك) الواسع في الولايات المتحدة، فإن قدرة الصين على استخدام ميزات (تيك توك) لتحقيق هدفها الأساسي المتمثل في الإضرار بالمصالح الأميركية يخلق تهديداً عميقاً وواسع النطاق للأمن القومي».

وذكر الملف أيضاً أن «تيك توك» يمنح بكين «الوسائل لتقويض الأمن القومي الأميركي» من خلال جمع كميات كبيرة من البيانات الحساسة من المستخدمين الأميركيين واستخدام خوارزمية خاصة للتحكم في مقاطع الفيديو التي يشاهدها المستخدمون.

وأضافت وزارة العدل الأميركية «يمكن التحكم بهذه الخوارزمية يدوياً». وتابعت: «موقعها في الصين من شأنه أن يسمح للحكومة الصينية بالتحكم سراً في الخوارزمية - وبالتالي تشكيل المحتوى الذي يتلقاه المستخدمون الأميركيون سراً».

علم الولايات المتحدة وأعلاه شعار التطبيق الصيني «تيك توك» (رويترز)

وردت الشركة المالكة لتطبيق «تيك توك» السبت بالقول إن «الدستور إلى جانبنا».

وعدّت الشركة أن «حظر تيك توك من شأنه إسكات أصوات 170 مليون أميركي، في انتهاك للتعديل الأول للدستور»، في إشارة إلى مستخدميه بالولايات المتحدة.

وأضاف التطبيق: «كما قلنا في السابق، لم تقدم الحكومة أبداً دليلاً على تأكيداتها»، بما في ذلك أثناء اعتماد القانون.

ولكن أوضح مسؤول أميركي أن أجهزة الاستخبارات الأميركية تشعر بالقلق بشأن إمكانية قيام بكين «باستخدام تطبيقات الهاتف الجوال سلاحاً».

وشدّد المسؤول على أن «الهدف من القانون هو ضمان أنه يمكن للصغار والمسنين على حد سواء، وكل (الفئات العمرية) بينهم، استخدام التطبيق بكل أمان، مع الثقة في أن بياناتهم ليست في متناول الحكومة الصينية أو أن ما يشاهدونه لم تقرره الحكومة الصينية».

ورأى مسؤول في وزارة العدل الأميركية أن «من الواضح أن الحكومة الصينية تسعى منذ سنوات إلى وضع يدها على كميات كبيرة من البيانات الأميركية بأي طرق ممكنة، بينها هجمات سيبرانية أو شراء بيانات عبر الإنترنت، وتدرِّب نماذج من الذكاء الاصطناعي لاستخدام هذه البيانات».

ويرى «تيك توك» أن طلب بيع التطبيق «مستحيل ببساطة»، خصوصاً خلال فترة زمنية محدد.

وجاء في الشكوى المقدمة من «تيك توك» و«بايتدانس»، أنه «لأول مرة في التاريخ، اعتمد الكونغرس تشريعاً يستهدف منصة واحدة لفرض حظره على مستوى البلاد ومنع كل أميركي من المشاركة في مجتمع عالمي واحد يضم أكثر من مليار شخص».

وأكدت «بايتدانس» أنها لا تنوي بيع «تيك توك»، معتمدة المسار القضائي وصولاً إلى المحكمة العليا الأميركية، باعتباره الرد الوحيد لمنع الحظر في 19 يناير (كانون الثاني) 2025.

وظل «تيك توك» لسنوات في مرمى السلطات الأميركية لوضع حد لاستخدامه في البلاد.

وفي عام 2020، نجح «تيك توك» في تعليق قرار بحظره أصدرته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من خلال طلب استئناف. وعلّق قاضٍ القرار مؤقتاً، عادّاً أن الأسباب المقدمة للحظر مبالغ فيها، وأن حرية التعبير مهددة.

لكن يهدف القانون الأميركي الجديد إلى التغلب على الصعوبات التي تمت مواجهتها سابقاً.

ويرى خبراء أن المحكمة العليا قد تأخذ في الحسبان حججاً تشير إلى إمكانية تهديد التطبيق للأمن القومي يقدمها مسؤولون في الولايات المتحدة.

ولكن من الصعب حالياً تصور إمكانية استحواذ طرف آخر على «تيك توك»، حتى لو كانت «بايتدانس» منفتحة على إمكانية بيعه، إذ لم يتقدم أحد بالفعل لشرائه.

وليس من السهل توفر طرف لديه أموال كافية للاستحواذ على تطبيق يضم 170 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، وأكثر من مليار مستخدم في كل أنحاء العالم، في حين أن الشركات الرقمية العملاقة هي بلا شك الوحيدة التي تمتلك الإمكانات اللازمة للاستحواذ على التطبيق.