أسعار النفط لأول ارتفاع أسبوعي في شهرين

ضعف الدولار يزيد المكاسب

مصفاة تكرير النفط «بي سي كيه» في مدينة شفيت بشرق ألمانيا (رويترز)
مصفاة تكرير النفط «بي سي كيه» في مدينة شفيت بشرق ألمانيا (رويترز)
TT

أسعار النفط لأول ارتفاع أسبوعي في شهرين

مصفاة تكرير النفط «بي سي كيه» في مدينة شفيت بشرق ألمانيا (رويترز)
مصفاة تكرير النفط «بي سي كيه» في مدينة شفيت بشرق ألمانيا (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط، يوم الجمعة، وكانت تتجه لتحقيق أول زيادة أسبوعية في شهرين بعد الاستفادة من توقعات متفائلة من وكالة الطاقة الدولية بشأن الطلب على النفط في العام المقبل وضعف الدولار.

وبحلول الساعة 12.48 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 58 سنتاً أو 0.76 بالمائة إلى 77.19 دولار للبرميل. وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 62 سنتاً أو 0.87 بالمائة إلى 72.20 دولار.

واتجه كلا الخامين القياسيين نحو تحقيق مكاسب أسبوعية متواضعة، بعد أن عززهما إعلان منتصف الأسبوع من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أنه من المرجح أن يخفض تكاليف الاقتراض العام المقبل.

وقال كيلفن وونغ، المحلل في «أواندا» بسنغافورة: «قد تشهد أسعار النفط قليلاً من (سحب الطلب) بسبب تحسن ظروف السيولة بعد التحول الحذر لمجلس الاحتياطي الفيدرالي».

وانخفض الدولار إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر يوم الخميس بعد أن أشار البنك المركزي الأميركي إلى أن رفع أسعار الفائدة قد انتهى على الأرجح، وأن تكاليف الاقتراض ستتراجع في عام 2024، ويجعل ضعف العملة الأميركية النفط المقوم بالدولار أرخص بالنسبة للمشترين الأجانب.

وفي الوقت نفسه، تراجع البنك المركزي الأوروبي عن الرهانات على التخفيضات الوشيكة في أسعار الفائدة يوم الخميس من خلال التأكيد على أن تكاليف الاقتراض ستظل عند مستويات قياسية على الرغم من انخفاض توقعات التضخم.

وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقرير شهري إن الاستهلاك العالمي من النفط سيرتفع 1.1 مليون برميل يومياً في 2024، بزيادة 130 ألف برميل يومياً عن توقعاتها السابقة، مشيرة إلى تحسن توقعات الطلب الأميركي وانخفاض أسعار النفط.

وتقديرات 2024 أقل من نصف توقعات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لنمو الطلب البالغ 2.25 مليون برميل يومياً.

وزادت البيانات الاقتصادية الضعيفة من الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، من الضغوط على أسعار النفط في الأسابيع الأخيرة. وأظهرت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات في البلاد يوم الجمعة أن تشغيل مصافي التكرير في نوفمبر (تشرين الثاني) انخفض إلى أدنى مستوى له منذ بداية عام 2023، حيث أدى ضغط الهامش على مصافي التكرير غير الحكومية إلى خفض الإنتاج، في حين أثر تباطؤ استهلاك الديزل على الطلب الوطني على الوقود.

وعلى الرغم من المشكلات المستمرة في سوق العقارات في الصين، أظهرت البيانات أيضاً أداءً أفضل من المتوقع في الإنتاج الصناعي وتحسين مبيعات التجزئة، مما يضفي بعض الراحة على معنويات السوق وسط التعافي الاقتصادي الهزيل في البلاد بعد جائحة «كوفيد - 19».

وفي سياق منفصل، أعلنت مجموعة «شل» العملاقة للطاقة يوم الجمعة اعتزامها بيع حصتها البالغة 37.5 بالمائة في مصفاة تكرير النفط «بي سي كيه» في مدينة شفيت بشرق ألمانيا لمجموعة «براكس» البريطانية. وقالت «شل» إنها وقعت اتفاقاً بهذا الخصوص مع المجموعة البريطانية.

وصارت الأسهم في مصفاة النفط، التي استحوذت عليها ألمانيا من شركة «روسنفت» الروسية صاحبة أكبر حصة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، في وضع معلق، بينما عملت أوروبا على التعافي من أزمة الطاقة التي واجهتها العام الماضي.

وتتوقع «شل» إتمام الصفقة في النصف الأول من 2024، الأمر الذي من شأنه أن يجعل مستقبل المنشأة الصناعية المهمة أكثر وضوحاً بعض الشيء. وليس من المنتظر مبدئياً أن تتسبب الصفقة في حدوث تغييرات في إمدادات المصفاة للمستهلكين بالبنزين والديزل ولمطار العاصمة الألمانية «بي إي آر» بالكيروسين.

وقالت «شل» في بيان: «إن بيع الأصول جزء من نية (شل) لقصر محفظتها العالمية في التكرير على المواقع الأساسية المندمجة في مراكز (شل) التشغيلية»، دون أن تكشف النقاب عن الشروط المالية، حسبما ذكرت وكالة «بلومبرغ».

كانت «شل» أعلنت قبل سنوات بالفعل عن اعتزامها بيع حصتها في المصفاة، وظلت مجموعة «الكيمينه» النمساوية على مدار فترة طويلة هي المرشحة لشراء حصة «شل»، لكن عملية الاستحواذ التي تم الإعلان عنها في عام 2021 لم تتم لأن «روسنفت» الروسية، التي كانت تمتلك حصة تزيد عن 54 بالمائة في المصفاة عن طريق شركتين مملوكتين لها، استعانت بمبدأ «حق الشفعة» لمنع الصفقة.


مقالات ذات صلة

مخاوف الطلب وقوة الدولار يدفعان النفط لتراجع أسبوعي 3 %

الاقتصاد ناقلة نفطية راسية في ميناء روستوك الألماني (رويترز)

مخاوف الطلب وقوة الدولار يدفعان النفط لتراجع أسبوعي 3 %

انخفضت أسعار النفط، الجمعة، وسط مخاوف بشأن نمو الطلب خلال 2025، خصوصاً في الصين، أكبر مستورد للخام

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ترمب يلقي تصريحاً في مار-إيه-لاجو في بالم بيتش، فلوريدا، 16 ديسمبر 2024 (رويترز)

ترمب يهدد أوروبا... زيادة شراء النفط والغاز الأميركي أو مواجهة الرسوم

قال الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، إن الاتحاد الأوروبي قد يواجه فرض رسوم جمركية إذا لم يسع لتقليص العجز التجاري المتزايد مع الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
المشرق العربي مصفاة بانياس السورية (متداولة)

تقرير: مصفاة بانياس السورية أنتجت آخِر حصة من البنزين الجمعة

ذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز»، اليوم الخميس، أن مصفاة بانياس النفطية السورية علّقت عملياتها بعد توقفها عن استقبال النفط الخام من إيران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مضخات النفط عند شروق الشمس بالقرب من بيكرسفيلد بكاليفورنيا (رويترز)

أسعار النفط تتأثر سلباً بتلميحات «الفيدرالي» لعام 2025

تراجعت أسعار النفط، يوم الخميس، بعد أن أشار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى أنه سيخفف وتيرة خفض أسعار الفائدة في عام 2025.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد حفارات تعمل في حقل نفط بولاية كاليفورنيا الأميركية (رويترز)

النفط يرتفع مع ترقب قرار بشأن الفائدة الأميركية

ارتفعت أسعار النفط في بداية تعاملات جلسة الأربعاء، مع بقاء المستثمرين حذرين قبيل قرار البنك المركزي الأميركي بشأن سعر الفائدة المتوقع بنهاية اليوم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

صفقة ضخمة بقيمة 266 مليون دولار لتعزيز السيولة في العقار السعودي

أحد المشاريع التابعة لبرنامج «سكني» (الشرق الأوسط)
أحد المشاريع التابعة لبرنامج «سكني» (الشرق الأوسط)
TT

صفقة ضخمة بقيمة 266 مليون دولار لتعزيز السيولة في العقار السعودي

أحد المشاريع التابعة لبرنامج «سكني» (الشرق الأوسط)
أحد المشاريع التابعة لبرنامج «سكني» (الشرق الأوسط)

وقّعت الشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري، المملوكة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، اتفاقية لشراء محفظة تمويل عقاري بقيمة مليار ريال (266.7 مليون دولار)، مع شركة «بداية للتمويل»، حيث تُعد هذه الصفقة أكبر اتفاقية من نوعها لضخ السيولة في السوق العقارية بالمملكة.

جاء التوقيع، يوم الأحد، بحضور وزير البلديات والإسكان رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري ماجد الحقيل، ورئيس مجلس إدارة «بداية للتمويل» عبد العزيز العمير.

تأتي هذه الاتفاقية امتداداً لجهود الشركة المتواصلة لتعزيز سوق التمويل العقاري السكني بالمملكة والتوسع في مجال إعادة التمويل، حيث تُعدّ هذه الصفقة أكبر اتفاقية من نوعها لشركات التمويل، ما يعكس التزام الطرفين بتقديم حلول تمويل عقاري مبتكرة للمواطنين والمساهمة في تحقيق مستهدفات برنامج الإسكان - أحد برامج «رؤية 2030» - التي تهدف إلى زيادة نسبة تملك الأُسر السعودية للمنازل.

وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري مجيد العبد الجبار، أن هذه الاتفاقية تأتي في إطار توسيع الشراكة مع «بداية للتمويل»، إذ ستسهم في ضخ مزيد من السيولة وتعزيز الاستقرار في سوق التمويل العقاري بالمملكة.

وأضاف العبد الجبار أن هذه الاتفاقية تمثل خطوة مهمة في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لبرنامج الإسكان، من خلال المساهمة في زيادة تملك المواطنين لمنازلهم، كما تُعدّ جزءاً من توجه الشركة نحو بناء شراكات استراتيجية مع الجهات التمويلية الرائدة، والتي تهدف، من خلالها، إلى تطوير سوق ثانوية نشطة للتمويل العقاري السكني بالمملكة.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لـ«بداية للتمويل» محمود دحدولي إن هذه الاتفاقية الاستراتيجية مع الشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري تُعد خطوة مهمة لتعزيز الدور التكاملي في تقديم حلول تمويلية مبتكرة تسهم في دعم تطور سوق الأوراق المالية من خلال محافظ التمويل العقاري.

وأضاف دحدولي أن هذه الاتفاقية تأتي ضمن رؤية الشركة الهادفة إلى تمكين مستقبل مالي أكثر إشراقاً لعملائنا، من خلال تقديم حلول تمويلية مبتكرة وموثوق بها تتيح للمواطنين تحقيق تطلعاتهم وتلبية احتياجاتهم، بما يتواءم مع مستهدفات برنامج الإسكان لزيادة نسبة تملك المواطنين للمنازل.

يُذكر أن الشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري تأسست من قِبل «صندوق الاستثمارات العامة» في عام 2017؛ بهدف تطوير سوق التمويل العقاري بالمملكة، وذلك بعد حصولها على ترخيص من البنك المركزي السعودي، للعمل في مجال إعادة التمويل العقاري، حيث تؤدي دوراً أساسياً في تحقيق مستهدفات برنامج الإسكان ضمن «رؤية 2030» الرامية إلى رفع معدل تملك المنازل بين المواطنين السعوديين، وذلك من خلال توفير السيولة للممولين، لتمكينهم من توفير تمويل سكني ميسور التكلفة للأفراد، والعمل بشكل وثيق مع الشركاء لدعم منظومة الإسكان بالمملكة.