أسعار النفط مستقرة وتتحرك بحذر... وموسكو تؤكد الوفاء الكامل بالتزاماتها

السعودية تخفض سعر الخام العربي الخفيف لآسيا في يناير

أحد موظفي «أرامكو» يسير بالقرب من خزان نفط في مصفاة رأس تنورة بالسعودية (رويترز)
أحد موظفي «أرامكو» يسير بالقرب من خزان نفط في مصفاة رأس تنورة بالسعودية (رويترز)
TT

أسعار النفط مستقرة وتتحرك بحذر... وموسكو تؤكد الوفاء الكامل بالتزاماتها

أحد موظفي «أرامكو» يسير بالقرب من خزان نفط في مصفاة رأس تنورة بالسعودية (رويترز)
أحد موظفي «أرامكو» يسير بالقرب من خزان نفط في مصفاة رأس تنورة بالسعودية (رويترز)

قدمت تصريحات الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، بعض الدعم لأسعار النفط خلال تعاملات جلسة الثلاثاء، وسط حالة عدم اليقين بشأن الطلب العالمي على الخام، بعد استئناف العنف في الشرق الأوسط، بعد هدنة استمرت أيام. في وقت أكدت فيه روسيا التزامها بالتخفيضات الطوعية المعلنة ضمن إطار «أوبك بلس».

ويسعى المتداولون في أسواق النفط لاستشراف مؤشرات قد تساعدهم على بناء مراكز مالية جديدة على المدى المتوسط والبعيد، وسط حالة من عدم اليقين تجاه الاقتصاد العالمي.

وجاءت التخفيضات السعودية لأسعار خامها العربي الخفيف الرائد للعملاء الآسيويين في يناير (كانون الثاني)، للمرة الأولى منذ 7 أشهر، لتعطي إشارة للمتعاملين، في ظل ضعف العلاوات في السوق المادية وسط مخاوف من فائض العرض.

وذكرت مصادر مطلعة، وفق «رويترز»، أن السعودية خفضت سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف للتحميل في يناير إلى آسيا 50 سنتاً للبرميل، عن ديسمبر (كانون الأول) إلى 3.50 دولار للبرميل فوق أسعار عمان/ دبي.

وسبقت التخفيضات السعرية للسعودية بيانات أميركية صادرة صباح الثلاثاء، أفادت بأن طلبيات المصانع انخفضت بأكثر من توقعات المحللين في أكتوبر (تشرين الأول)، في تراجع هو الأعلى منذ أكثر من 3 سنوات، مما ضغط على المعنويات في سوق النفط. ودعمت هذه البيانات وجهة النظر القائلة إن أسعار الفائدة المرتفعة بدأت تحد من الإنفاق.

وحصلت الأسعار على بعض الدعم أيضاً، بعد تصريحات لعضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، إيزابيل شنابل، التي قالت لـ«رويترز»، إن البنك يمكن أن يستبعد رفع أسعار الفائدة مرة أخرى بعد انخفاض «ملحوظ» في التضخم.

غير أن استئناف القتال بين إسرائيل و«حماس»، أثار مخاوف حيال الإمدادات، وكذلك فعلت الهجمات على 3 سفن تجارية في المياه الدولية، جنوب البحر الأحمر.

وبحلول الساعة 13:58 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 0.9 في المائة إلى 78.18 دولار للبرميل، وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.8 في المائة إلى 73.23 دولار للبرميل.

واتفقت مجموعة «أوبك بلس» التي تضم منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاءها، يوم الخميس، على تخفيضات طوعية للإنتاج، إجماليها نحو 2.2 مليون برميل يومياً، وذلك للربع الأول من عام 2024.

وأكد ألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء الروسي، التزام بلاده الكامل بالتزاماتها بخفض إمدادات النفط والوقود طوعاً، في أوائل يناير. وأضاف أن «روسيا ستبدأ في تشديد القيود على إمدادات النفط والوقود في إطار التزامات (أوبك بلس) في أوائل ديسمبر».

ويرى ريكاردو إيفانجليستا -محلل أول بشركة الوساطة المالية «ActivTrades»- أنه «عند تقييم التأثير الفعلي لقرار (أوبك بلس)، ينبغي الأخذ في الاعتبار حقيقة تراجع النشاط الاقتصادي في الصين، فضلاً عن إظهار الاقتصاد الأميركي علامات تباطؤ واضحة، مما يعني أن جانب الطلب قد يشهد انخفاضاً كبيراً، وهو ما يجعل القرار (وحده) عاجزاً عن رفع سعر البرميل».

وأضاف إيفانجليستا لـ«الشرق الأوسط»، أنه «مع ذلك، تظل خسائر النفط محدودة بسبب التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط؛ خصوصاً بعد الهجمات المتكررة على سفن الشحن التي تعبر خط النفط الاستراتيجي في البحر الأحمر، مما يهدد بتصعيد الصراع بين إسرائيل و(حماس)».

وتظل أسعار النفط، رغم ارتفاعها خلال جلسة الثلاثاء، ضمن إطار أدنى مستوى لها في أسبوعين، والذي لامسته في الجلسة السابقة. وفق إيفانجليستا.


مقالات ذات صلة

مصر: أعمال البحث عن الغاز الطبيعي بالبحر المتوسط «مبشرة للغاية»

الاقتصاد وزير البترول المصري كريم بدوي خلال حديثه في مؤتمر مؤسسة «إيجيبت أويل آند غاز» (وزارة البترول المصرية)

مصر: أعمال البحث عن الغاز الطبيعي بالبحر المتوسط «مبشرة للغاية»

قال وزير البترول المصري كريم بدوي إن أعمال البحث والاستكشاف للغاز الطبيعي في البحر المتوسط مع الشركات العالمية «مبشرة للغاية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)

نيجيريا تلجأ إلى الغاز الطبيعي مع ارتفاع أسعار النقل بعد رفع دعم البنزين

ارتفعت تكاليف النقل في نيجيريا بشكل كبير مع ارتفاع سعر البنزين بأكثر من 3 أمثاله، بعدما أنهى الرئيس النيجيري دعم الوقود في أكثر دول أفريقيا اكتظاظاً بالسكان.

«الشرق الأوسط» (أبوجا)
الاقتصاد منصة غاز في عرض البحر (رويترز)

«قطر للطاقة» تعزز حصصها البحرية بحوض «أورانج» في ناميبيا

أعلنت شركة «قطر للطاقة»، الأحد، أنها أبرمت اتفاقية مع شركة «توتال إنرجيز» لشراء حصص استكشاف بحرية إضافية في حوض «أورانج» قبالة سواحل ناميبيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مصانع تابع لشركة «أوكيو»... (أونا)

«أوكيو للصناعات الأساسية» العمانية تتلقّى تعهداً من 4 مستثمرين بشراء 30 % من الأسهم

تلقّت «أوكيو للصناعات الأساسية» العمانية تعهداً باكتتاب بـ30 في المائة من الأسهم المطروحة للاكتتاب العام من 4 مستثمرين رئيسيين بإجمالي نحو 146.6 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)

استدعاء أميركي للملياردير الهندي أداني بتهمة رشوة

الملياردير الهندي غوتام أداني متحدثاً خلال حفل افتتاح بعد أن أكملت «مجموعة أداني» شراء ميناء حيفا في يناير 2023 (رويترز)
الملياردير الهندي غوتام أداني متحدثاً خلال حفل افتتاح بعد أن أكملت «مجموعة أداني» شراء ميناء حيفا في يناير 2023 (رويترز)
TT

استدعاء أميركي للملياردير الهندي أداني بتهمة رشوة

الملياردير الهندي غوتام أداني متحدثاً خلال حفل افتتاح بعد أن أكملت «مجموعة أداني» شراء ميناء حيفا في يناير 2023 (رويترز)
الملياردير الهندي غوتام أداني متحدثاً خلال حفل افتتاح بعد أن أكملت «مجموعة أداني» شراء ميناء حيفا في يناير 2023 (رويترز)

أصدرت «هيئة الأوراق المالية» والبورصات الأميركية مذكرة استدعاء للملياردير الهندي غوتام أداني، المتهم في مزاعم رشوة أميركية تتعلق بلائحة اتهام فيدرالية ضخمة ضده، وفق ما أظهر ملف إحدى الحاكم.

وتقاضي «هيئة الأوراق المالية» والبورصات الأميركية رئيس مجموعة «أداني» وابن أخيه ساغار أداني، زاعمةً أنهما تورطا في تقديم رشى بمئات الملايين من الدولارات لمساعدة شركة «أداني» بينما «يروجان زوراً لامتثال الشركة لمبادئ وقوانين مكافحة الرشوة فيما يتعلق بطرح سندات بقيمة 750 مليون دولار»، وفق «رويترز».

يتطلب أمر الاستدعاء تقديم إجابة في غضون 21 يوماً وفقاً للإيداع المؤرخ يوم الأربعاء في المحكمة الفيدرالية بالمنطقة الشرقية من نيويورك.

وتسعى دعوى «هيئة الأوراق المالية» والبورصات إلى فرض عقوبات مالية غير محددة وقيود على عائلة أداني بشأن العمل بصفتهم مسؤولين في الشركات المدرجة.

وقد نفت المجموعة الاتهامات الجنائية ووصفتها بأنها «لا أساس لها من الصحة». وقال مديرها المالي إن لائحة الاتهام مرتبطة بعقد واحد لشركة «أداني» للطاقة الخضراء التي تشكل نحو 10 في المائة من أعمالها، وإنه لم تُتهم أي شركات أخرى في المجموعة بارتكاب مخالفات.

وقد أصدر المدعون الفيدراليون مذكرات اعتقال بحق غوتام وساغار أداني، زاعمين أنهما شاركا في مخطط بقيمة 265 مليون دولار لرشوة مسؤولين هنود لتأمين صفقات لتوريد الطاقة.

وقالت السلطات إن أداني و7 متهمين آخرين، بمن فيهم ابن أخيه ساغار، وافقوا على رشوة مسؤولين حكوميين هنود للحصول على عقود من المتوقع أن تدر عليهم أرباحاً بقيمة ملياري دولار على مدى 20 عاماً، وتطوير مشروع أكبر محطة للطاقة الشمسية في الهند.

هذه الأزمة هي الثانية في غضون عامين التي تضرب تكتل الموانئ والطاقة الذي أسسه أداني (62 عاماً)، أحد أغنى أغنياء العالم. وقد انعكست التداعيات على الفور، حيث مُحيت مليارات الدولارات من القيمة السوقية لشركات مجموعة «أداني»، وألغى رئيس كينيا مشروع مطار ضخم مع المجموعة.