الفالح: 100 فرصة استثمارية جديدة بـ20 مليار ريال شمال السعودية

الأمير فيصل بن خالد بن سلطان دشّن «منتدى الحدود الشمالية للاستثمار»

جولة أمير منطقة الحدود الشمالية ووزراء ومهتمين بالمجالات الاستثمارية في الأركان المشاركة في المنتدى
جولة أمير منطقة الحدود الشمالية ووزراء ومهتمين بالمجالات الاستثمارية في الأركان المشاركة في المنتدى
TT

الفالح: 100 فرصة استثمارية جديدة بـ20 مليار ريال شمال السعودية

جولة أمير منطقة الحدود الشمالية ووزراء ومهتمين بالمجالات الاستثمارية في الأركان المشاركة في المنتدى
جولة أمير منطقة الحدود الشمالية ووزراء ومهتمين بالمجالات الاستثمارية في الأركان المشاركة في المنتدى

خلال «منتدى الحدود الشمالية للاستثمار» الذي افتتحه الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبد العزيز، أمير منطقة الحدود الشمالية رئيس اللجنة العليا للمنتدى، كشف وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح عن أن منطقة الحدود الشمالية تضم نحو 100 فرصة استثمارية جديدة، بقيمة 20 مليار ريال (5.3 مليار دولار)، عدا الفرص القائمة التي تقدر قيمتها بـ80 مليار ريال.

وتنظم «منتدى الحدود الشمالية للاستثمار»، إمارة المنطقة واتحاد الغرف السعودية في عرعر، بمشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين وخبراء ومستشارين، وعدد من رؤساء الشركات والمديرين التنفيذيين ورجال وسيدات الأعمال.

ويطرح المنتدى أكثر من 157 فرصة استثمارية بمنطقة الحدود الشمالية بقيمة تقدر بنحو 22 مليار ريال، وذلك في عدد من القطاعات المستهدفة مثل النقل والخدمات اللوجستية والتعدين والتعليم والصحة والتطوير العقاري والبلديات والصناعة والسياحة والفندقة والبحث العلمي.

وتضم منطقة الحدود الشمالية في السعودية نحو 7 في المائة من مخزون الفوسفات العالمي، ويبلغ حجم الاستثمار فيه نحو 85 مليار ريال على مرحلتين.

وشهد الأمير فيصل بن خالد بن سلطان الجلسة الرئيسية للمنتدى التي جاءت تحت عنوان «التوجهات الاستثمارية المستقبلية لمنطقة الحدود الشمالية»، التي شارك فيها كل من الوزير الفالح، ووزير التجارة الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي، ووزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن الفضلي، ونائب وزير التعليم الدكتور محمد السديري، ونائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين المهندس خالد المديفر، والرئيس التنفيذي لشركة «معادن» روبرت ويلت.

وتضمّنت الجلسة التأكيد على أنّ منطقة الحدود الشمالية من المناطق الواعدة استثمارياً، بما تمتلكه من موارد طبيعية وبشرية وموقع جغرافي فريد، ومزايا تنافسية في قطاعات مهمّة وحيوية للاقتصاد الوطني؛ مثل التعدين والصناعات التحويلية والنقل والخدمات اللوجستية.

وناقشت الجلسة أبرز التوجهات المستقبلية للاستثمار في المنطقة، وتحفيز نمو الاستثمارات، وأهمّ المتطلّبات التي تحتاج إليها المنطقة؛ لوضعها بموقع بارز على خريطة المملكة الاستثمارية؛ كونها وجهة استثمارية أساسية للاستثمارات المحلية والأجنبية.

وأكّد المشاركون في الجلسة الرئيسية أن المنتدى الاستثماري في الحدود الشمالية يمثّل خريطة طريق استثمارية، وبداية لمرحلة جديدة من الحراك الاستثماري والاقتصادي والتنموي.

جلسة «التوجهات الاستثمارية المستقبلية لمنطقة الحدود الشمالية»

الفالح

وقال الفالح خلال الجلسة إنه يجري الآن العمل على مشروع جديد للفوسفات بتكلفة 33 مليار ريال، من شأنه أن يضاعف طاقة المملكة لتصبح ثالث منتج للفوسفات في العالم، مشيراً إلى أن المملكة لن تكتفي بتحويل الفوسفات إلى أسمدة فقط، بل ستحوله إلى منتجات كيميائية متقدمة.

وأشار إلى أن هيئة المدن الاقتصادية السعودية، تدرس ربط المناطق الحدودية والمناطق الحرة مع الدول المجاورة، مبدياً تطلعه لأن تكون المنطقة الحدودية مع العراق في عرعر أول منطقة اقتصادية حرة مع دولة مجاورة من دون ضرائب أو رسوم أو تأشيرات دخول لخدمة المستثمرين في البلدين.

القصبي

أما وزير التجارة الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي، فقال إنه يجري العمل على إنشاء منطقة لوجستية في مدينة عرعر، وستقوم الدولة بدعم المستثمرين عبر منح الأراضي وتوفير التمويل اللازم بتسهيلات لمدة 20 عاماً لخدمة المصدرين والمستفيدين في المملكة والعراق.

من جهته، قال نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين خالد المديفر إن منطقة الحدود الشمالية السعودية تضم 25 في المائة من الثروة التعدينية في المملكة، بقيمة إجمالية 1.2 تريليون ريال.

وشهد الأمير فيصل بن خالد بن سلطان، توقيع عدد من الاتفاقيات على هامش المنتدى، الذي يعقد على مدار يومين ويضم 7 جلسات، عُقدت 3 منها يوم السبت، على أن تستكمل الـ4 الأخرى يوم الأحد.

لقاءات أمير منطقة الحدود الشمالية

وخلال خلال فعاليات المنتدى، التقى الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبد العزيز، وزير الاستثمار خالد الفالح.

وشهد اللقاء بحث الكثير من الموضوعات والأمور المتعلقة بالاستثمار في المنطقة، مع معالجة التحديات التي تواجه رجال الأعمال في مشروعاتهم الاستثمارية وتسهيل أعمالهم، وترسيخ تكامل القطاع الخاص مع الاستراتيجية الوطنية للاستثمار، تحقيقاً لرؤية المملكة 2030، والاستفادة من المقومات التي تتمتع بها منطقة الحدود الشمالية من مميزات نسبية وفرص استثمارية واعدة.

وثمّن الأمير فيصل بن خالد بن سلطان، اهتمام القيادة بتطوير البيئة الاستثمارية وتعزيز تنافسيتها، وكل ما يسهم في تحقيق مستهدفات «رؤية المملكة 2030» لجذب الاستثمارات المحلية والعالمية وتعزيز تنوع الاقتصاد الوطني.

كما التقى الأمير فيصل بن خالد بن سلطان، وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي.

وجرت، خلال اللقاء، مناقشة الفرص الاستثمارية في قطاعات وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة الحدود الشمالية، ورفع كفاءة الإنتاج الحيواني، الذي يدعم مربي الأغنام، ويفتح لهم آفاقاً جديدة في الاستثمار المحلي، كما يحقق الأمن الغذائي المستدام في المملكة.

كذلك، التقى الأمير فيصل بن خالد بن سلطان، نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين المهندس خالد بن صالح المديفر، يرافقه الرئيس التنفيذي لـ«معادن» روبرت ويلت.

واستعرض اللقاء، الكثير من الموضوعات المتعلّقة بمشروعات وزارة الصناعة والثروة المعدنية بالمنطقة، إضافة إلى تعزيز الفرص الاقتصادية والتنموية التي تقدّمها الوزارة من خلال المشروعات والخدمات المقدّمة في منطقة الحدود الشمالية، وتنشيط المشروعات الاستثمارية من قبل الوزارة، وطرح الفرص التعدينية للمستثمرين في المنطقة.

وأشاد الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بدور الوزارة في تهيئة البيئة الاستثمارية المناسبة في قطاعاتها المختلفة، عبر إطلاقها الكثير من التنظيمات والتشريعات والبرامج التي تهدف إلى تنظيم القطاع وتحفيز الاستثمار؛ من خلال حزم المشاريع المرتبطة بالقطاع الصناعي والتعديني.

والتقى الأمير فيصل بن خالد بن سلطان، رئيس اتحاد الغرف السعودية حسن الحويزي. وتسلّم التقرير النهائي لأعمال اللجنة الوطنية للمقاولين، متضمناً دور اللجنة في دعم المشاريع التنموية من خلال التنسيق والتوعية وحصر الاحتياجات والإسهام في تذليل الصعوبات التي تواجه قطاع المقاولات في المملكة.

وجرت، خلال اللقاء، مناقشة جملة من الاستراتيجيات والمبادرات المشتركة للاتحاد والغرف التجارية في المنطقة؛ لتنمية الفرص الاستثمارية، وتعزيز الشراكات التجارية، وخدمة المستثمرين، وتنمية الأعمال والأنشطة التجارية.


مقالات ذات صلة

الأحد... «منتدى المدينة المنورة للاستثمار» ينطلق بفرص تتجاوز 15 مليار دولار

الاقتصاد مبنى غرفة المدينة المنورة (الموقع الرسمي)

الأحد... «منتدى المدينة المنورة للاستثمار» ينطلق بفرص تتجاوز 15 مليار دولار

تنطلق، يوم الأحد، أعمال «منتدى المدينة المنورة للاستثمار» (غرب السعودية) بمشاركة 18 متحدثاً وأكثر من 40 جهة تقدم 200 فرصة استثمارية بقيمة تتجاوز 57 مليار ريال.

«الشرق الأوسط» (المدينة المنورة)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

«السعودية للاستثمار الجريء» تستثمر في صندوق رائد فنتشرز للشركات الناشئة التقنية

أعلنت السعودية للاستثمار الجريء عن استثمارها في صندوق رائد الثالث الذي تديره شركة رائد فنتشرز، حيث يستهدف الاستثمار في الشركات الناشئة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شعار شركة «الأهلي المالية» (الشرق الأوسط)

«موديز» ترفع التصنيف الائتماني لـ«الأهلي المالية» إلى «إيه2»

رفعت وكالة «موديز» العالمية التصنيف الائتماني لشركة «الأهلي المالية» عند «إيه 2» مع الحفاظ على نظرة مستقبلية مستقرة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من توقيع الاتفاقية (نيوم)

«نيوم» السعودية و«سامسونغ سي آند تي» تشكلان أكبر تحالف عالمي لتطوير تقنيات البناء

أبرمت شركة «نيوم» المملوكة لـ«صندوق الاستثمارات العامة» السعودي، اتفاقية تأسيس مشروع مشترك مع «سامسونغ آند تي» باستثمار يتجاوز 1.3 مليار ريال.

«الشرق الأوسط» (نيوم)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تتجه لإنشاء محاكم متخصصة لدعم البيئة الاستثمارية

علمت «الشرق الأوسط»، أن السعودية تدرس حالياً الانتقال إلى مرحلة جديدة، تُعزز البيئة الاستثمارية في البلاد، من خلال إنشاء محاكم متخصصة.

بندر مسلم (الرياض)

الرياض وطوكيو لإطلاق إطار تنسيقي لتعزيز التعاون النوعي

 الدكتور غازي بن زقر سفير خادم الحرمين لدى اليابان. (الشرق الأوسط)
الدكتور غازي بن زقر سفير خادم الحرمين لدى اليابان. (الشرق الأوسط)
TT

الرياض وطوكيو لإطلاق إطار تنسيقي لتعزيز التعاون النوعي

 الدكتور غازي بن زقر سفير خادم الحرمين لدى اليابان. (الشرق الأوسط)
الدكتور غازي بن زقر سفير خادم الحرمين لدى اليابان. (الشرق الأوسط)

تقترب السعودية واليابان من الكشف عن مجلس شراكة أعلى، يترأسه هرما القيادة في البلدين، وذلك في ظل توجه لبناء شراكة تعزز التحول التقني والأبحاث المشتركة، بمجالات الطاقة النظيفة، والاتصالات، وأشباه الموصلات، والروبوتات، والسيارات الكهربائية، والهيدروجين الأخضر، والأمونيا، وفقاً لما كشفه سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان، الدكتور غازي بن زقر.

وقال بن زقر من طوكيو لـ«الشرق الأوسط» إن البلدان سينتقلان قريباً إلى مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية النوعية، وإطلاق مجلس شراكة استراتيجي، يترأسه من جانب المملكة ولي العهد رئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، ومن الجانب الياباني رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا؛ للدفع بـ«الرؤية السعودية - اليابانية المشتركة 2030» إلى آفاق أرحب.

وأضاف بن زقر: «المجلس الاستراتيجي الأعلى، سيكون المظلة الأوسع للجنة الحكومية، وسيرفع من سقف التعاون بين البلدين، ويسمح للنقاش والتباحث على أوسع مدى ممكن في مختلف المجالات؛ لتعزيز فكرة التكامل، التي تمزج بين الجوانب الاقتصادية والثقافية والسياسية والدفاعية والرياضة».

وزاد: «سيعمل الجانبان في شراكات التكنولوجيات الحساسة، من حيث التقييم وتطوير الصناعات والاستفادة منها، بينما المؤشرات الأهم لهذه التقنيات، تتمحور في إمكانية تحويلها إلى اقتصاد يخلق وظائف جديدة تقاس ليس فقط بالكم، ولكن بالكم والنوع معاً».

وقال بن زقر: «الاتجاه التعاوني الثنائي الجديد، يعد جزءاً من تأصيل التقنية في المملكة، بحيث تنتهي شراكتهما بتصنيع مشترك، ينتهي هو الآخر بوظائف رفيعة المستوى، سيكون جزءاً منها داخل منظومة المملكة أو تؤهل أبناء المملكة إلى وظائف في أماكن أخرى من العالم ضمن المؤسسات المشتركة التي ستقوم بهذه الصناعات».

وتابع بن زقر: «سنؤسس لتعاون نوعي مع بعض الدول الصديقة، مثل اليابان، وشراكة مستدامة تُفعَّل من خلالها مثل هذه الصناعات المرتبطة بتوطين التقنيات والصناعات، وإيجاد فرص عمل ذات مردود اقتصادي مرتفع، تهيئ لصاحب العمل فرصة للتطور والاستمرارية في القطاعات التي تخصص فيها».

النقلة في العلاقات الثنائية

ولفت بن زقر، إلى أن «العلاقات السعودية - اليابانية ممتدة إلى 70 عاماً، ففي عام 2025 سنحتفي بالذكرى الـ70 لإقامة العلاقات بين البلدين، وهي تتزامن مع انطلاق (إكسبو 2025 أوساكا) باليابان»، مبيناً أن «المملكة سيكون لديها حضور كبير في هذا الحدث».

وقال بن زقر: «لعقود كثيرة، أوتاد العلاقات الثنائية الأساسية معتمدة على أمن الطاقة. والتبادل الاقتصادي مبني من جانب اليابان على البترول، ولكن الآن وفق رؤية المملكة أصبح مبنياً على الطاقة المتجددة وما بعد البترول».

ولفت إلى «وجود فرص كبيرة جداً للبلدين في الجوانب الثقافية والرياضية والفنية؛ لأهميتها في تنوع الاقتصاد، فضلاً عن عمق الأصالة الموجود في التاريخ الياباني، الذي يشبه الموروث والتاريخ في السعودية، ما يهيئ لظروف تبادلية عميقة جداً ستكون بذاتها زاوية مهمة جداً في إضفاء أبعاد مهمة تتخطى المادة».

وتابع: «الفرص المتاحة من هذا الجانب، مرتبطة بالتقنيات الحديثة والتقنيات الحساسة، التي يكون لك من خلالها تأثير ونفوذ على التغيرات في العلم والتقنية والتكنولوجيا على المستوى الدولي، وتدخل فيها كذلك الأبحاث المرتبطة بانتقالنا من الطاقة التقليدية إلى الطاقة المستدامة، وربط ملف الطاقة المستدامة بسلامة البيئة».

ووفق بن زقر، هناك تأكيد من البلدين على أن تجويداً للطاقة النظيفة والبيئة المستدامة، لا يكونان على حساب قوة الاقتصاد أو جودة الحياة، إنما في الشراكة بين البلدين للتأثير في الاقتصاد الدولي، مبيناً أن أحد المؤشرات المهمة، هو «تخطي قياس العلاقة، سواء تجارية أو غيرها، من أرقام التبادل إلى أرقام الشراكة».

المرحلة المقبلة... وتحول الطاقة

قال بن زقر: «نبحث في المرحلة المقبلة، التأكيد على مفهوم الشراكات المستدامة بين البلدين في القطاعات المختلفة، بأن تكون الشراكة مستمرةً عبر الأجيال، حيث توجد شركات في اليابان بقيت مستمرةً في أعمالها لعقود، بل لقرون، وأنا أتوقَّع ومؤمنٌ بأنَّ الشراكات القائمة بين البلدين، ستكون للقرون، وليست للعقود، المقبلة».

وأضاف: «إن إحدى ركائز العلاقات الثنائية تتمثل في قطاع البترول، ومع الوقت سيتحول إلى بتروكيماويات بدلاً من النفط الخام، وتطوير صناعة البتروكيماويات بشكل مستمر ولائق بقدرات التغيرات في الصناعات على مستوى العالم».

وتابع: «الصناعة الثانية هي التحول من الطاقة التقليدية إلى الطاقة البديلة، ولها أبعاد عديدة، جزء منها يُسمى (الهيدروجين الأخضر) و(الهيدروجين الأزرق). هناك تعاون فيهما بين البلدين، وما يميز هذا القطاع براغماتية شديدة، متفقة جداً مع فلسفة المملكة، إذ لا بد من طرح توليفة فيها منتج تقليدي ومنتج بديل، وتتدرج عبر الأعوام المقبلة».

فلسفة التعاون الثنائي

يرى بن زقر، أن السعودية تتعامل وفق فلسفة تعزز لتعاون لبناء بنية تحتية جديدة قادرة على صناعة هذا التحول الذي ما زال قيد الأبحاث، وبعضه قيد التجربة، وبعض منه بدأ في صناعات محدودة، ذات مردود اقتصادي مجدٍ.

ولفت إلى وجود تعامل وتعاون لصناعة التحول والبدائل، أو التي ستكمل هذه الصناعة وتربطها بصناعات أخرى، أو بسلاسل الإمداد التي ستمدها بين البلدين ومنها، سواء اليابان إلى المحيط بها، ومنا إلى دول أخرى.

وأضاف بن زقر: «البلدان، يتجهان لبناء شراكة، تعمل على التحول التقني، من خلال الأبحاث والدراسات المرتبطة به، في بناء مصانع جديدة قادرة على هذا التحول التدريجي في الأبحاث المشتركة التي تبحث عن بدائل». وزاد: «لدينا مشروع مشترك في مدينة نيوم، حقق منتجاً من الطاقة البديلة بأسعار تنافس أسعار البترول، ولأول مرة عند زيارة وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان اليابان في مايو (أيار) الماضي أعلن الجانبان أنهما حققا أرقاماً قياسية، تنافس لأول مرة الطاقة التقليدية، وإنما هي طاقة نظيفة لا تعتمد على البترول».

وقال بن زقر: «هنا الرسالة القوية من المملكة، وبالتعاون مع اليابان، أنه لم نعد نخشى التحول من البترول، فالبترول أصبح نعمةً من النعم العظيمة كما أنعم الله علينا بالشمس والهواء، وكلها سخَّرها لنا، فهذا مجال آخر للتعاون مرتبط بمجال التعدين، ومع أن الطاقة البديلة قطاع مستقل، فإن الارتباط بالطاقة البديلة يعني صناعة بديلة للاستفادة منها».

وضرب مثلاً بأنه لو تم تحويل السيارات التقليدية إلى السيارات الكهربائية، فالأخيرة تشتغل ببطاريات تحتاج إلى معادن نادرة موجودة في مناطق معينة، بعضها موجود في السعودية وبعضها في أفريقيا وأميركا اللاتينية، بما يجعل من الشراكة بين المملكة واليابان منهجاً مُعزِّزاً للتنمية المستدامة، وفق أسس سليمة تعود بالنفع على الجميع.

وتابع: «هناك توافق عميق في الفلسفة بين اليابان والمملكة فيما يخص أن تكون المنفعة كذلك للدول النامية التي تأتي منها هذه المعادن النادرة، وبالتالي تعدّ فرصةً ذهبيةً لتطوير قطاع المعادن، وفق أسس حديثة تتخطى الصور النمطية التقليدية التي تقول إن هذه الصناعة عادة ما تكون ملوِّثةً للبيئة، وفي ظروف صعبة وخطيرة لمَن يعمل فيها داخل المناجم»، مؤكداً وجود تعاون ثنائي في تطوير قطاع التعدين.

شراكة أعمق... وأدوات سعودية جاذبة

قال بن زقر: «سنسخِّر التقنية والتكنولوجيا للانتقال إلى قطاع البتروكيماويات، وبالتالي صناعة منتجات بتروكيماوية جديدة، بما فيها الصناعات البلاستيكية، بشكل يواكب المستجدات وبنمط كيميائي جديد، لا يُعرِّض البيئة للتلوث خلال الانتقال إلى الطاقة البديلة؛ بغية تأصيل التكنولوجيا بالمملكة».

ووفقاً للسفير السعودي لدى اليابان، فإن بلاده تتمتع بجاهزيتها وقدرتها الاستثمارية وموقعها الجغرافي، مؤكداً حضور المملكة في منظومة القطاعات المعنية الاقتصادية المختلفة، وتأثيرها القوي في سلاسل القيمة التي تنقل من المادة الخام إلى منتج ما أو سلاسل إمداد، فتدخل صناعة النقل والصناعات اللوجيستية، وبناء موقع لوجيستي مميز للمملكة لا يعدّ منافساً لليابان، بل مكمل لها لأنه يقرِّبها من أسواق جديدة. وقال بن زقر: «التقنية الحساسة... مثلاً أشباه الموصلات، تجسِّد شيئاً أعمق ومهماً للصناعة، وهو التقنية الحساسة، ويقصد بها التقنية التي يمنحك التطور فيها القدرةَ على أن تكون مؤثراً في تقنيات أخرى مرتبطة، وذا نفوذ وتأثير قويَّين في تطور هذه الصناعة على مستوى العالم، فهنا توافقٌ بين المملكة واليابان على أهمية هذه الصناعات».

ويتوقَّع أن يكون القطاع الصحي وتطوير ما يُسمى «الطب الوقائي» اتجاهاً ثنائياً لمزيد من جودة الحياة، وتقلص التكاليف الاقتصادية الكلية، مشيراً إلى أن التعاون بشكل أكبر في القطاع لتطوير الفلسفة الاستباقية، يخفف الأعباء المالية الباهظة على الاقتصاد. وأضاف: «الرياضة، والرياضة الحديثة، التي منها الرياضة الإلكترونية جزء لا يتجزأ من برامج التنوع الاقتصادي، وهناك حرص عليه من الجانبين بوصفه قطاعاً اقتصادياً مهماً، وتدخل فيه جوانب كثيرة، جزء منها مرتبط بالتقنية المرتبطة بها».