«إنرجي أسبكتس» تنتقد سياسة أميركا في أسواق النفط

واشنطن أصبحت أكبر منتج للخام في العالم وبلغت ذروة الإنتاج

حفارة تعمل في حقل نفطي بكاليفورنيا (إ.ب.أ)
حفارة تعمل في حقل نفطي بكاليفورنيا (إ.ب.أ)
TT

«إنرجي أسبكتس» تنتقد سياسة أميركا في أسواق النفط

حفارة تعمل في حقل نفطي بكاليفورنيا (إ.ب.أ)
حفارة تعمل في حقل نفطي بكاليفورنيا (إ.ب.أ)

انتقدت شركة «إنرجي أسبكتس» السياسة الأميركية في قطاع النفط، التي تحاول تقليل إيرادات النفط لروسيا من خلال عقوبات قاسية، من دون التأثير على السوق ككل.

وقالت أمريتا سين، الشريكة المؤسسة وكبيرة محللي النفط لدى «إنرجي أسبكتس»، خلال قمة للسلع الأولية في لندن: «لا تزال المشكلة (في أسواق النفط) تكمن في ازدواجية السياسات التي تتبعها الولايات المتحدة... تريد خفض إيرادات روسيا دون التأثير سلباً على التدفقات».

ووقَّعت الولايات المتحدة عقوبات على قطاع النفط الروسي، بعد بدء الحرب الروسية - الأوكرانية، وذلك لتقليل إيرادات النفط لروسيا، التي تعد من كبار المنتجين في السوق، لكن إمدادات النفط تأثرت بالفعل.

ورفعت واشنطن عقوبات على فنزويلا، وهو أمر من المتوقع أن يحسن من إمدادات النفط للولايات المتحدة وأوروبا على حساب الصين، فينما استمر تصدير النفط من روسيا وإيران رغم العقوبات.

وتتماسك أسعار برنت حالياً عند ما يفوق 82 دولاراً بقليل، إذ أسهمت مخاوف بشأن النمو الاقتصادي والطلب في تثبيط الأسعار رغم الدعم الذي قدمه خفض «أوبك» وحلفائها والصراع في الشرق الأوسط.

وذكرت «رويترز»، يوم الاثنين، أن وزارة الخزانة الأميركية أرسلت إخطارات، يوم الجمعة، إلى شركات إدارة السفن تطلب فيها معلومات عن 100 سفينة تشتبه في أنها تنتهك العقوبات الغربية على النفط الروسي.

ويمثل هذا التحرك أكبر خطوة تتخذها الولايات المتحدة منذ أن فرضت واشنطن وحلفاؤها سقفاً للأسعار يهدف إلى تقييد إيرادات موسكو من النفط عقاباً لها على غزوها أوكرانيا.

وقالت سين إن إنتاج إيران ارتفع بنحو 600 ألف برميل يومياً. وتصدر إيران، العضو في «أوبك»، كميات قياسية من النفط إلى الصين.

وتوقعت سين، في هذا الصدد، أن تقوم السعودية بتمديد خفض الإمدادات الطوعي الإضافي حتى الربع الأول على الأقل وربما النصف الأول من عام 2024.

وسيُعقد الاجتماع الوزاري المقبل لـ«أوبك بلس» في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) لمناقشة توقعات السوق.

في الأثناء، تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات جلسة الأربعاء، وسط مؤشرات على أن الولايات المتحدة، أكبر منتج للنفط في العالم، بلغت ذروة الإنتاج مما طغى على تأثير إشارات إيجابية بخصوص الطلب على الخام من الصين، أكبر مستهلك للنفط.

وبحلول الساعة 10:41 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 82.13 دولار للبرميل، في حين نزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 40 سنتاً إلى 77.86 دولار.

وانتعش النشاط الاقتصادي في الصين في أكتوبر (تشرين الأول) مع نمو الإنتاج الصناعي بوتيرة أسرع وتجاوز نمو مبيعات التجزئة التوقعات، فيما يعد مؤشراً إيجابياً لثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقال جون إيفانز من شركة «بي في إم» للوساطة النفطية، في مذكرة: «مع كون الصين كبش فداء لجزء كبير من نقص الطلب الصناعي في العالم، فإن بصيص النور هذا من شأنه أن يساعد في تقدم النفط، لكن التردد ينتصر حتى الآن».

وأضاف إيفانز أن الضغط النزولي على أسعار النفط قد يأتي من جانب العرض، حيث «من المرجح أن تكون الولايات المتحدة في ذروة إنتاج النفط الخام»، في حين أن تأخر إصدار بيانات النفط من أكبر منتج في العالم يجعل وضع الاستثمار أكثر غموضاً.

وأدت التوقعات أن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (المركزي الأميركي) أسعار الفائدة في الربيع المقبل إلى هبوط الدولار إلى أدنى مستوى في شهرين ونصف الشهر مقابل سلة من العملات الرئيسية. ومن الممكن أن يعزز تراجع الدولار، الطلب على النفط من خلال جعل الخام أرخص بالنسبة إلى المشترين الذين يستخدمون عملات أخرى.


مقالات ذات صلة

تسرب نفطي بعد غرق ناقلة في مياه الفلبين

آسيا سفينة لخفر السواحل الفلبينية (أ.ب)

تسرب نفطي بعد غرق ناقلة في مياه الفلبين

أعلن خفر السواحل الفلبيني اليوم (السبت)، أن كمية من النفط بدأت بالتسرب من ناقلة محملة بـ1.4 مليون لتر من النفط الصناعي غرقت في خليج مانيلا.

«الشرق الأوسط» (مانيلا)
الاقتصاد خطوط أنابيب نفطية في جمهورية التشيك (رويترز)

ضعف الطلب الصيني يضغط أسواق النفط

تراجعت أسعار النفط، يوم الجمعة، وكانت في طريقها إلى تسجيل خسائر لثالث أسبوع على التوالي بسبب ضعف الطلب في الصين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد بلغت شهادات المنشأ للصادرات الكويتية لدول الخليج في يونيو الماضي 1495 شهادة بقيمة صادرات تقدر بنحو 38 مليون دولار (كونا)

انخفاض طفيف في الصادرات غير النفطية في الكويت للشهر الماضي

قالت وزارة التجارة والصناعة الكويتية، الخميس، إن إجمالي الصادرات المحلية (كويتية المنشأ) غير النفطية إلى دول العالم في شهر يونيو (حزيران) الماضي بلغ 21.7 مليون…

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد شعار «توتال إنرجيز» في ناطحة سحاب المقر الرئيسي للشركة في الحي المالي والتجاري في لا ديفانس بالقرب من باريس (رويترز)

انخفاض أرباح «توتال إنرجيز» أكثر من المتوقع في الربع الثاني بسبب التكرير

أعلنت شركة «توتال إنرجيز» الفرنسية للنفط يوم الخميس انخفاض أرباح الربع الثاني بنسبة 6 في المائة، وهو ما كان أسوأ مما توقعه المحللون.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك (أ.ف.ب)

نوفاك: لا خلاف بين روسيا و«أوبك بلس» بشأن تجاوز حصص الإنتاج

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، إن روسيا ستعوض عن تجاوز حصص إنتاج النفط الخام التي حددها شركاء «أوبك بلس» ولا يوجد خلاف بشأن هذه القضية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

«المركزي» التركي: لا خفض للفائدة قبل تراجع الاتجاه الأساسي للتضخم

جانب من اجتماع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار مع رئيس شركة «روساتوم» الروسية المنفذة لمشروع محطة الطاقة النووية «أككويوو» في جنوب تركيا بإسطنبول الأسبوع الماضي (من حساب الوزير التركي على «إكس»)
جانب من اجتماع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار مع رئيس شركة «روساتوم» الروسية المنفذة لمشروع محطة الطاقة النووية «أككويوو» في جنوب تركيا بإسطنبول الأسبوع الماضي (من حساب الوزير التركي على «إكس»)
TT

«المركزي» التركي: لا خفض للفائدة قبل تراجع الاتجاه الأساسي للتضخم

جانب من اجتماع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار مع رئيس شركة «روساتوم» الروسية المنفذة لمشروع محطة الطاقة النووية «أككويوو» في جنوب تركيا بإسطنبول الأسبوع الماضي (من حساب الوزير التركي على «إكس»)
جانب من اجتماع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار مع رئيس شركة «روساتوم» الروسية المنفذة لمشروع محطة الطاقة النووية «أككويوو» في جنوب تركيا بإسطنبول الأسبوع الماضي (من حساب الوزير التركي على «إكس»)

استبعد مصرف تركيا المركزي البدء في دورة لخفض سعر الفائدة البالغ حالياً 50 في المائة، قبل حدوث انخفاض كبير ودائم في الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري.

وقال نائب رئيس البنك، جودت أكتشاي، إن دورة خفض أسعار الفائدة لا يتم تقييمها في الوقت الحالي، وإن الشرط الرئيسي لتقييم دورة الاسترخاء في السياسة النقدية هو الانخفاض الكبير والدائم في الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن أكتشاي قوله، في مقابلة مع «رويترز»: «نحن نراقب عن كثب توقعات التضخم في السوق والشركات والأسر، التوقعات بدأت للتو في التقارب مع توقعاتنا لنهاية العام، نحن نقدر أن التعديلات في الضرائب والأسعار المدارة ستضيف 1.5 نقطة إلى التضخم الشهري في يوليو (تموز) الحالي».

وأكد أن الموقف المتشدد في السياسة النقدية سيتم الحفاظ عليه «بالصبر والتصميم»، مضيفاً: «تخفيض سعر الفائدة ليس على جدول أعمالنا في الوقت الحالي، ولن يكون خفض سعر الفائدة على جدول الأعمال حتى تتم ملاحظة انخفاض دائم في الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري، وترافق ذلك مع المؤشرات الأخرى التي نتابعها عن كثب».

ولفت أكتشاي إلى أن المصارف المركزية تميل إلى البقاء في الجانب الحذر، ولا تتخلى عن احتياطاتها و«تفضل ارتكاب الأخطاء من خلال البقاء في الجانب الحذر».

وأوضح أنه سيكون هناك خطر عودة التضخم بسبب التخفيض المبكر لأسعار الفائدة، أو في الوضع الذي تؤدي فيه فترة التشديد المفرطة أو الطويلة، دون داعٍ، إلى هبوط حاد».

وأضاف المسؤول المصرفي التركي أنه «على الرغم من عدم تقييم دورة خفض أسعار الفائدة حالياً، فإنه ستتم إدارة هذه العملية من خلال إعطاء إشارة، لا لبس فيها، بأن الموقف المتشدد في السياسة النقدية سيتم الحفاظ عليه عندما تبدأ التخفيضات».

ورداً على سؤال بشأن مراقبة المشاركين في السوق، عن كثب، توقعات التضخم للشركات والأسر، قال أكتشاي: «لسوء الحظ، فقط توقعات المشاركين في السوق هي التي بدأت تتقارب مع توقعاتنا لنهاية العام الحالي، الأسر أقل حساسية نسبياً لتوقعات المصرف المركزي».

وأظهر آخر استطلاع للمشاركين في السوق من ممثلي القطاعين المالي والحقيقي، أعلن «المركزي» التركي نتائجه منذ أيام، أن التضخم سيتراجع في نهاية العام إلى 43 في المائة، وإلى 30 في المائة بعد 12 شهراً، بينما أظهر أن توقعات الأسر للتضخم في يوليو تبلغ 72 في المائة، وتوقعات الشركات 55 في المائة، وهي نسبة أعلى بكثير من توقعات السوق.

والأسبوع الماضي، أكد رئيس «المركزي» التركي، فاتح كاراهان، أن المصرف سيستمر في موقفه النقدي المتشدد حتى نرى انخفاضاً كبيراً ومستداماً في التضخم الشهري، وتقترب توقعات التضخم من توقعاتنا.

وثبت «المركزي» التركي، الثلاثاء الماضي، سعر الفائدة الرئيسي عند 50 في المائة للشهر الرابع على التوالي، متعهداً بالاستمرار في مراقبة الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري وتشديد السياسة النقدية إذا دعت الضرورة لذلك.

وقال كاراهان إن «المركزي» التركي يستهدف خفض التضخم لا تحديد سعر صرف الليرة، موضحاً أن الأخير هو نتيجة للأول.

مركز الغاز الروسي

على صعيد آخر، قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، ألب أرسلان بيرقدار، إن بلاده قريبة من إنجاز مركز الغاز الروسي، وإن البنية التحتية اللازمة للمشروع متوافرة.

وأضاف بيرقدار، في مقابلة تلفزيونية الجمعة: «لقد أنشأنا بالفعل البنية التحتية اللازمة وبحلول عام 2028، سنضاعف حجم مرافق تخزين الغاز، كما نناقش مع بلغاريا زيادة قدرة الربط البيني».

وقال رئيس لجنة مجلس «الدوما» الروسي لشؤون الطاقة، بافيل زافالني، بعد زيارة عمل إلى تركيا في يونيو (حزيران) الماضي، إن القرارات بشأن بناء مشروع «مركز للغاز» في تركيا ستتخذ هذا العام، في ظل زيادة الاهتمام به، مؤكداً أن المشروع «موثوق وآمن ولن يتعرض للعقوبات».

وسبق أن أعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أن المركز، الذي كان اتخذ القرار بتنفيذه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين منذ نحو عامين، سيقام في تراقيا، شمال غربي تركيا.

وتأمل تركيا في أن يسمح لها مركز الغاز، الذي سيعمل على نقل الغاز الروسي إلى أوروبا، بأن تصبح مركزاً لتحديد أسعار الغاز.

وقال بيرقدار إنه «من خلال الاستثمارات في البنية التحتية، ستتمكن تركيا من زيادة واردات الغاز الطبيعي إلى حجم 70 - 80 مليار متر مكعب قياساً بـ50 ملياراً حالياً».

ولفت إلى أن العمل سينطلق في المستقبل القريب بين شركة خطوط أنابيب البترول التركية (بوتاش) وشركة «غازبروم» الروسية بشأن إنشاء مركز الغاز.