الأسواق تتجاهل تحذير «موديز» بشأن تصنيف ديون الولايات المتحدة

المستثمرون يستعدون لركود محتمل وسط ترقب لأسعار الفائدة

يعمل المتداولون على أرضية بورصة نيويورك خلال التداول الصباحي في 10 نوفمبر 2023 بمدينة نيويورك (أ.ف.ب)
يعمل المتداولون على أرضية بورصة نيويورك خلال التداول الصباحي في 10 نوفمبر 2023 بمدينة نيويورك (أ.ف.ب)
TT

الأسواق تتجاهل تحذير «موديز» بشأن تصنيف ديون الولايات المتحدة

يعمل المتداولون على أرضية بورصة نيويورك خلال التداول الصباحي في 10 نوفمبر 2023 بمدينة نيويورك (أ.ف.ب)
يعمل المتداولون على أرضية بورصة نيويورك خلال التداول الصباحي في 10 نوفمبر 2023 بمدينة نيويورك (أ.ف.ب)

في الماضي، كانت الأخبار السيئة حول الديون الأميركية تثير موجات من الذعر في الأسواق المالية وتدفعها إلى حالة من الفوضى، إلا أن هذا الشهر، كانت ردة الفعل مختلفة، لا سيما أن المستثمرين أصبحوا أكثر اعتياداً على المشاكل المالية للحكومة الأميركية.

فقد تجاهلت الأسواق، يوم الاثنين، تحذيراً من وكالة «موديز» لخدمات المستثمرين، يوم الجمعة، بأنها ستخفض توقعاتها لتصنيف سندات الخزانة. وقالت الوكالة، وهي واحدة من 3 وكالات تصنيف ائتماني كبرى، إن المستويات المرتفعة من الديون الحكومية والعجز، إلى جانب سياسة حافة الهاوية السياسية في واشنطن، يمكن أن تعرض المكانة العالمية للدخل الثابت الذي تصدره الحكومة للخطر، بحسب ما ذكرت «سي إن بي سي».

ولكن عندما أصدرت وكالتا «ستاندرد آند بورز» و«فيتش» تحذيرات مماثلة، أرسلتا على الأقل موجات صادمة مؤقتة عبر «وول ستريت». ولكن مع ظهور الفوضى المالية والسياسية المحلية الآن، كأنها أخبار قديمة، فإن التهديد الذي تتعرض له خدمة التصنيف الائتماني لا يبدو أنه يخلف التأثير ذاته.

هدوء نسبي

وقال نائب رئيس استراتيجية الاستثمار في شركة «غلينميد لإدارة الاستثمار» مايكل رينولدز، إن تخفيض تصنيف سندات الخزانة الأميركية من AAA إلى AA+، لن يكون له تأثير كبير عملي، موضحاً أن هناك طلباً كبيراً على سندات الخزانة، بغض النظر عن تصنيفها الائتماني. وتابع: «ليس هناك أي فكرة عن أن وكالة (موديز) لديها معلومات خاصة لا يعرفها أحد عن الحكومة الأميركية. لذلك، هذا ليس حدثاً حقاً».

ففي الواقع، لا يحتاج المستثمرون إلى أن يخبرهم أحد عن ديون الولايات المتحدة البالغة 33.7 تريليون دولار والعجز البالغ 1.7 تريليون دولار في السنة المالية 2023. فهذه قضايا معروفة تتعامل معها «وول ستريت» يومياً.

والحقيقة أن أخبار وكالة «موديز» لا تعكس سوى صدى تلك المشاكل. وعلى الرغم من تحذيرها، فهي الوكالة الوحيدة من بين الوكالات الثلاث الكبرى التي لا تزال تتمتع بتصنيف AAA لديون الولايات المتحدة. فقد خفضت وكالة «فيتش» تصنيفها في أغسطس (آب)، كما اتخذت وكالة «ستاندرد آند بورز» هذه الخطوة قبل 12 عاماً.

ويوم الاثنين، كانت الأمور هادئة نسبياً في الأسواق، وهو أول يوم تداول بعد إعلان وكالة «موديز» رفع نظرتها المستقبلية لتصنيف سندات الخزانة الأميركية من مستقرة إلى سلبية. وسجلت مؤشرات أسواق الأسهم الرئيسية مكاسب طفيفة، في حين ارتفعت عائدات سندات الخزانة طويلة الأجل بشكل طفيف.

مخاوف المزاد

وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، اصطدمت الأسواق بالمزادات الضعيفة للأوراق المالية لأجل 10 و30 عاماً، وهو تذكير بأن المستثمرين يشعرون بالقلق إزاء قدرة الحكومة الأميركية على المدى الطويل على دفع فواتيرها. فقد كلف صافي الفائدة على الديون للعام المالي 2022 دافعي الضرائب 659 مليار دولار. وذكرت وزارة الخزانة يوم الاثنين، أنه في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهو الشهر الأول من السنة المالية 2024، بلغ إجمالي العجز أكثر من 66.5 مليار دولار.

وعن القضايا في أسواق الدخل الثابت، قال رينولدز: «بدأ الناس يفكرون بشكل مزداد في هذه القضايا». وتساءل: «هل هناك لحظة خلال العامين المقبلين يصل فيها هذا إلى نقطة الذروة وتخرج الأمور عن نطاق السيطرة؟ على الأرجح لا. لكنها واحدة من تلك الأشياء التي ستستمر في إزعاجنا حتى يصبح السياسيون جادين في إصلاح بعض هذه المشاكل».

وأشار رينولدز إلى أن شركة «غلينميد» تتمتع حالياً بوزن نقدي زائد وتبحث عن فرص لبدء الشراء في سندات الخزانة طويلة الأجل. وتستند هذه الخطوة الأخيرة إلى اعتقاد الشركة بأن الولايات المتحدة تتجه على الأرجح نحو الركود، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض العائدات ويجعل الأوراق المالية طويلة الأجل أكثر إغراءً.

ومع ذلك، لا تزال هناك شكوك حول السندات، خصوصاً إذا ظل التضخم مرتفعاً وأبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة القياسية مرتفعة. كما هز رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الأسواق الأسبوع الماضي، عندما أصدر تذكيراً بأن «الفيدرالي الأميركي» لا يزال ملتزماً بمكافحة التضخم، ويمكنه رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر.

وقالت محللة أسعار الفائدة في «بنك أوف أميركا»، ميغان سويبر، في مذكرة للعملاء يوم الاثنين: «بينما نرى مجالاً لتحسين خلفية الطلب، فإن ذلك يعتمد على قناعة كبرى في نهاية دورة رفع أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي. يمكن تأكيد ذلك أو رفضه من خلال بيانات هذا الأسبوع التي ستتضمن تقارير التضخم عن أسعار المستهلكين والمنتجين».

تجدر الإشارة إلى أن المستثمرين يقومون ببعض رهانات التجزئة على أن أسعار الفائدة قد تبدأ في الانخفاض. ففي نوفمبر (تشرين الثاني)، حصلت مؤسسة التدريب الأوروبية على 831.6 مليار دولار نقداً جديداً، وفقاً لشركة «فاكتسيت».



دول الخليج تواصل العمل على الربط بالسكك الحديدية وتوقعات بانطلاقته في 2030

جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال مشاركته في المؤتمر والمعرض العالمي للسكك الحديدية والنقل والبنية التحتية في العاصمة الإماراتية أبوظبي (الشرق الأوسط)
جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال مشاركته في المؤتمر والمعرض العالمي للسكك الحديدية والنقل والبنية التحتية في العاصمة الإماراتية أبوظبي (الشرق الأوسط)
TT

دول الخليج تواصل العمل على الربط بالسكك الحديدية وتوقعات بانطلاقته في 2030

جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال مشاركته في المؤتمر والمعرض العالمي للسكك الحديدية والنقل والبنية التحتية في العاصمة الإماراتية أبوظبي (الشرق الأوسط)
جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال مشاركته في المؤتمر والمعرض العالمي للسكك الحديدية والنقل والبنية التحتية في العاصمة الإماراتية أبوظبي (الشرق الأوسط)

قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم البديوي، إن دول المجلس اتخذت خطوات مدروسة تهدف لتنسيق وتوحيد سياساتها واستراتيجياتها لبلورة إطار عمل جماعي قابل للتطبيق، يلبي طموحات وتطلعات أبناء دول المجلس، لافتاً إلى أنها تمكنت من إنجاز كثير من مشاريع التكامل الاستراتيجية، والتي يأتي في مقدمتها مشروع ربط دول المجلس بالسكك الحديدية.

وأشار إلى أن جهود دول المجلس تتواصل بالتعاون والتنسيق مع الأمانة العامة والهيئة الخليجية للسكك الحديدية، بشكل مستمر، لاستكمال مراحل إنجاز مشروع الربط بين دول المجلس بالسكك الحديدية.

نقلة نوعية

وأكد البديوي أن المشروع سيمثل نقلة نوعية في الترابط والتكامل الخليجي المشترك، لما لذلك من آثار إيجابية مباشرة على حركة التبادل التجاري البيني، وحرية التنقل للمواطنين والمقيمين فيما بين دول المجلس.

وجاء حديث البديوي خلال كلمة ألقاها خلال مشاركته في المؤتمر والمعرض العالمي للسكك الحديدية والنقل والبنية التحتية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بحضور عدد من قادة قطاع النقل والسكك الحديدية والخبراء الاستراتيجيين والمختصين.

وتطرق أمين مجلس التعاون خلال كلمته إلى نتائج دراسة توقعات حجم وحركة الركاب والبضائع على مشروع سكة حديد دول المجلس؛ حيث قال إنه من المتوقع أن يرتفع عدد الركاب المستخدمين لشبكة السكك الحديدية داخل دول المجلس وفيما بينها، من 6 ملايين راكب عام 2030 إلى 8 ملايين راكب عام 2045، لا سيما أن حجم البضائع سيرتفع من 201 مليون طن عام 2030 إلى 271 مليون عام 2045.

النتائج المحققة

واستعرض البديوي النتائج التي تحققت على أرض الواقع، حتى الوقت الحالي، ومنها انتهاء الإمارات من تنفيذ مسار مشروع السكة الحديد إلى نقطة الالتقاء على الحدود مع السعودية، وإعداد المتطلبات التشريعية والفنية والمالية لمشروع الجسر الذي يربط البحرين مع السعودية بمشروع السكك الحديدية، والانتهاء من تنفيذ مسار المشروع بين رأس الخير ومدينة الدمام بالمملكة، بطول 200 كيلومتر تقريباً، لافتاً إلى أن العمل يجري على استكمال متطلبات الأجزاء المتبقية من المشروع، وإنشاء شركة «حفيت للقطارات» بالشراكة بين شركة «الاتحاد للقطارات» وشركة «عمان ريل» بهدف تصميم وتطوير وتشغيل شبكة سكك حديدية تربط مدينة صحار بأبوظبي.

كما أوضح أنه تم الانتهاء من إعداد وثائق التصميم والتنفيذ، وحجز المسار للمرحلة الأولى من المشروع داخل قطر، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يتم إبرام الاتفاقية الاستشارية للتصميم الهندسي لمشروع السكك الحديدية بدولة الكويت، خلال العام الحالي 2024، وتحديد نقاط التقاء مسار المشروع على الحدود بين دول المجلس المتجاورة، واعتماد عدد 13 ملحقاً فنياً لتنفيذ وتشغيل المشروع، وجارٍ العمل بموجبها. كما تم طرح منافسة إعداد الخطة التشغيلية للمشروع، ويجري حالياً اختيار الاستشاري المعتمد لإعداد الخطة التشغيلية للمشروع، كما يجري الإعداد للبدء في منافسة نظام إدارة الأصول للمشروع، بالإضافة إلى اعتماد وثيقة التشغيل الموحدة للمشروع

الفوائد المرجوة

وأشار إلى أن قرار قادة دول مجلس التعاون جاء للفائدة العائدة من العناصر الاجتماعية والمعنوية، بالإضافة إلى الفوائد التجارية والاقتصادية الأخرى، ومنها تسهيل التجارة البينية وتنميتها بين دول المجلس، وخلق فرص وظيفية لأبناء دول المجلس، وخفض تكلفة صيانة الطرق التي تربط بين دول المجلس، وتعزيز الروابط بين مواطني دول المجلس، وتقليل الحوادث المرورية، وبالتالي تقليل نسبة الوفيات والإصابات، إضافة إلى تقليل استخدام المركبات الخاصة، مما يقلل من استخدام الوقود، وبالتالي تقليل تأثير عوادم السيارات على الصحة العامة وعلى البيئة.

وأوضح البديوي أن هذا المشروع الخليجي الاستراتيجي يتوقع أن يبدأ التشغيل في عام 2030.