الصين تُفعّل عملية إنقاذ «التنين» من السقوط

مجموعة «بينغ آن» للتأمين تقود مساعي حل أزمة «كانتري غاردن»

مشاة يعبرون أمام مقر العمليات الدولية لشركة «بينغ آن» الصينية للتأمين في العاصمة بكين (رويترز)
مشاة يعبرون أمام مقر العمليات الدولية لشركة «بينغ آن» الصينية للتأمين في العاصمة بكين (رويترز)
TT

الصين تُفعّل عملية إنقاذ «التنين» من السقوط

مشاة يعبرون أمام مقر العمليات الدولية لشركة «بينغ آن» الصينية للتأمين في العاصمة بكين (رويترز)
مشاة يعبرون أمام مقر العمليات الدولية لشركة «بينغ آن» الصينية للتأمين في العاصمة بكين (رويترز)

ذكرت «رويترز» يوم الأربعاء نقلاً عن مصادر مطلعة أن السلطات الصينية طلبت من مجموعة «بينغ آن» للتأمين الاستحواذ على حصة مسيطرة في شركة «كانتري غاردن» العملاقة المتعثرة، وهي أكبر شركة تطوير عقارية خاصة في البلاد.

وستكون عملية إنقاذ «كانتري غاردن» من قبل «بينغ آن» مثل إنقاذ تنين من السقوط، وتعد من أهم التدخلات حتى الآن من جانب السلطات الصينية حتى الآن لدعم قطاع العقارات المثقل بالديون والضغوط النقدية، والذي يمثل ربع النشاط الاقتصادي. وأثار التخلف عن سداد الديون المتزايد في هذا القطاع مخاوف من حدوث أزمة مالية أوسع نطاقا وألقى بثقله على ثقة المستهلك.

حتى وقت سابق هذا العام، كانت «كانتري غاردن» أكبر شركة تطوير صينية من حيث المبيعات. وكانت الشركة تعد في السابق سليمة من الناحية المالية، مقارنة مع نظيراتها مثل «تشاينا إيفرغراند غروب» التي تخلفت عن سداد ديونها في أواخر عام 2021.

وبلغ إجمالي التزامات شركة «كانتري غاردن» 1.4 تريليون يوان (191.46 مليار دولار) في نهاية يونيو (حزيران) الماضي، بما في ذلك ما يقرب من 11 مليار دولار من السندات الخارجية و6 مليارات دولار من القروض الخارجية.

وفي حين أن التزامات شركة «كانتري غاردن» تبلغ 59 في المائة فقط من حجم التزامات شركة «إيفرغراند»، المطور الأكثر مديونية في العالم، إلا أن لديها أكثر من 3000 مشروع قيد التطوير على مستوى البلاد، مقارنة بحوالي 800 مشروع لشركة «إيفرغراند».

ويراقب المنظمون ومشترو المنازل عن كثب ما إذا كانت ضغوط السيولة التي تواجهها شركة «كانتري غاردن» ستجعلها غير قادرة على استكمال بناء المنازل، الأمر الذي قد يثير اضطرابات اجتماعية.

أما عن شركة «بينغ آن»، فقد تأسست في عام 1988، ويعني اسمها حرفياً «السلام والأمان»، وبدأت بوصفها شركة تأمين على الممتلكات، ثم توسعت لاحقاً لتشمل التأمين على الحياة والخدمات المصرفية والاستثمار وإدارة الأصول.

وتتنافس شركة «بينغ آن»، التي يقع مقرها في مدينة شنتشن، مركز التكنولوجيا جنوب البلاد، مع شركة «تشاينا لايف» على لقب أكبر مجموعة تأمين في البلاد من حيث القيمة السوقية. ويبلغ إجمالي أصولها 11.45 تريليون يوان (1.57 تريليون دولار)، ولديها أكثر من 229 مليون عميل حتى نهاية يونيو (حزيران) الماضي، وفقاً لأحدث تقرير للشركة.

وقد خصصت الشركة في السنوات الأخيرة واحدا في المائة من إيراداتها السنوية للبحث والتطوير، مع التركيز على التقنيات الجديدة وبناء الخبرة في مجالات التكنولوجيا المالية والرعاية الصحية.

وتم طرح عدد من وحداتها، بما في ذلك «بينغ آن هيلثكير آند تكنولوجي»، و«وان كونيكيت» و«لوفاكس هولدينغ» للاكتتاب العام في نيويورك وهونغ كونغ.

ويرأس المجموعة المالية المؤسس ورئيس مجلس الإدارة ما مينغزي، الذي يعني لقبه «الحصان» بلغة الماندرين.

وتعد «بينغ آن» واحدة من أولى المؤسسات المالية الصينية التي أدخلت المستثمرين الأجانب على غرار «مورغان ستانلي» و«غولدمان ساكس» إلى البلاد في التسعينات. وفي عام 2002، استحوذ بنك «إتش إس بي سي» على حصة 10 في المائة في الشركة... وفي عام 2020، أصبحت «بينغ آن» بدورها أكبر مساهم في «إتش إس بي سي» بعد زيادة حصتها إلى 8 في المائة.

وتم طرح شركة «بينغ آن» للاكتتاب العام في هونغ كونغ في عام 2004، ثم تم إدراجها في شنغهاي بعد ثلاث سنوات.

وحول اختيار «بينغ آن» تحديداً للمهمة الصعبة، ذكرت «رويترز» أن السلطات الصينية حريصة على ألا تمتد أي مخاطر ناجمة عن مشاكل السيولة في «كانتري غاردن» إلى الاقتصاد الأوسع.

ولذا تفضل السلطات أن يتم حل مشاكل السيولة الخاصة بالمطور داخل مقاطعة قوانغدونغ؛ وفقاً للتقرير. وقالت المصادر إن شركة «بينغ آن» كانت خياراً طبيعياً؛ لأن مقرها في قوانغدونغ، وكانت مساهماً رئيسياً في «كانتري غاردن».

وكانت شركة التأمين تمتلك حصة 4.99 في المائة في «كانتري غاردن» اعتباراً من 11 أغسطس (آب) الماضي، وفقاً لبيانات بورصة هونغ كونغ. ولم تتمكن «رويترز» من تحديد ما إذا كانت شركة «بينغ آن» تمتلك حالياً أسهماً في «كانتري غاردن».


مقالات ذات صلة

بكين تستقبل وفد شركات أميركية كبرى... وتغازل أوروبا

مشاة في إحدى الطرقات بالحي المالي وسط العاصمة الصينية بكين (أ.ب)

بكين تستقبل وفد شركات أميركية كبرى... وتغازل أوروبا

قالت غرفة التجارة الأميركية في الصين إن مجموعة من المسؤولين التنفيذيين من الشركات الأجنبية والصينية التقت رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، في بكين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أفق فرانكفورت مع الحي المالي (رويترز)

معنويات الأعمال في ألمانيا تتراجع... مؤشر «إيفو» يشير إلى ركود محتمل

تراجعت المعنويات الاقتصادية في ألمانيا أكثر من المتوقع في نوفمبر (تشرين الثاني)، مما يمثل مزيداً من الأخبار السلبية لبلد من المتوقع أن يكون الأسوأ أداءً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد زوار إحدى الحدائق الوطنية في العاصمة اليابانية طوكيو يتابعون التحول الخريفي للأشجار (أ.ف.ب)

عائد السندات اليابانية العشرية يتراجع عقب اختيار بيسنت للخزانة الأميركية

تراجع عائد السندات الحكومية اليابانية لأجل 10 سنوات الاثنين مقتفياً أثر تراجعات عائد سندات الخزانة الأميركية

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد أعضاء المؤتمر الهندي للشباب يحتجون ضد غوتام أداني ويطالبون باعتقاله (رويترز)

المعارضة الهندية تعطّل البرلمان بسبب «أداني»

تم تعليق عمل البرلمان الهندي بعد أن قام نواب المعارضة بتعطيله للمطالبة بمناقشة مزاعم الرشوة ضد مجموعة «أداني»، فيما انخفضت أسعار سندات «أداني»

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
الاقتصاد شخص يمشي أمام بنك إنجلترا في لندن (رويترز)

نائبة محافظ «بنك إنجلترا»: خطر ارتفاع التضخم أكبر من انخفاضه

عبّرت نائبة محافظ بنك إنجلترا، كلير لومبارديللي، يوم الاثنين، عن قلقها بشأن احتمال ارتفاع التضخم إلى مستويات أعلى من التوقعات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT

بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

ارتفعت الأسهم الأميركية إلى مستويات قياسية، مما أضاف إلى المكاسب التي حققتها الأسبوع الماضي. فقد حقق المؤشر القياسي «ستاندرد آند بورز 500»، ومؤشر «داو جونز» الصناعي مستويات قياسية جديدة خلال تعاملات يوم الاثنين، بينما شهد أيضاً مؤشر «ناسداك» ارتفاعاً ملحوظاً، مدعوماً بترشيح سكوت بيسنت وزيراً للخزانة في إدارة ترمب المقبلة، مما عزز معنويات المستثمرين بشكل كبير.

وارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي 459.25 نقطة، أو بنسبة 1.03 في المائة، ليصل إلى 44,753.77 نقطة، وزاد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 43.12 نقطة، أو بنسبة 0.72 في المائة، ليصل إلى 6,012.50 نقطة، بينما سجل مؤشر «ناسداك» المركب قفزة قدرها 153.88 نقطة، أو بنسبة 0.81 في المائة، ليصل إلى 19,157.53 نقطة. كما شهد مؤشر «راسل 2000»، الذي يتتبع أسهم الشركات الصغيرة المحلية، زيادة بنسبة 1.5 في المائة، مقترباً من أعلى مستوى له على الإطلاق، وفق «رويترز».

وانخفضت عائدات الخزانة أيضاً في سوق السندات وسط ما وصفه بعض المحللين بـ«انتعاش بيسنت». وانخفضت عوائد السندات الحكومية الأميركية لأجل 10 سنوات بنحو 10 نقاط أساس، بينما تراجعت عوائد السندات لأجل عامين بنحو 5 نقاط، مما أدى إلى انقلاب منحنى العوائد بين العائدين على هذين الاستحقاقين.

وقد أدت التوقعات باتساع عجز الموازنة نتيجة لتخفيضات الضرائب في ظل إدارة ترمب الجمهورية إلى ارتفاع عائدات السندات في الأسابيع الأخيرة. ومع ذلك، رأى المستثمرون أن اختيار بيسنت قد يخفف من التأثير السلبي المتوقع لسياسات ترمب على الصحة المالية للولايات المتحدة، ومن المتوقع أيضاً أن يحد من الزيادات المتوقعة في التعريفات الجمركية.

وكان بيسنت قد دعا إلى تقليص عجز الحكومة الأميركية، وهو الفارق بين ما تنفقه الحكومة وما تحصل عليه من الضرائب والإيرادات الأخرى. ويُعتقد بأن هذا النهج قد يساعد في تقليل المخاوف التي تراكمت في «وول ستريت» من أن سياسات ترمب قد تؤدي إلى تضخم العجز بشكل كبير، مما قد يضغط على عوائد الخزانة.

وقال المدير العام في مجموعة «ميشلار» المالية، توني فارين: «إنه رجل (وول ستريت)، وهو جيد جداً فيما يفعله. ليس متطرفاً سواء من اليسار أو اليمين، إنه رجل أعمال ذكي ومعقول، وأعتقد بأن السوق تحب ذلك، كما أنه ضد العجز».

وفي التداولات المبكرة، الاثنين، كانت عوائد السندات لأجل 10 سنوات نحو 4.3 في المائة، منخفضة من 4.41 في المائة يوم الجمعة. كما كانت عوائد السندات لأجل عامين، التي تعكس بشكل أكثر دقة توقعات السياسة النقدية، عند نحو 4.31 في المائة، منخفضة من 4.369 في المائة يوم الجمعة.

وأضاف فارين: «كثير من الناس كانوا يعتقدون بأن ترمب سيكون سيئاً للأسعار، وكانوا يراهنون ضد ذلك، وأعتقد بأنهم الآن يتعرضون للعقاب».

وشهد منحنى العوائد بين السندات لأجل عامين و10 سنوات انقلاباً بمقدار 1.3 نقطة أساس بالسالب، حيث كانت العوائد على السندات قصيرة الأجل أعلى من العوائد على السندات طويلة الأجل.

وتابع فارين: «مع وجود ترمب سيكون الاحتياطي الفيدرالي أقل عدوانية، وهذا ما تجلى بوضوح في الفترة الأخيرة، لذلك لا أفاجأ بتسطح منحنى العوائد خلال الأسابيع الماضية».

وكانت عقود الفائدة المستقبلية، الاثنين، تشير إلى احتمال بنسبة 52.5 في المائة لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من قبل الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول)، مقارنة باحتمال 59 في المائة في الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات مجموعة «فيد ووتش».

وقال الاستراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس» في مذكرة إن منطق انتعاش السندات، الاثنين، كان «بسيطاً نسبياً»، حيث كان يعتمد على رؤية أن بيسنت سيسعى إلى «التحكم في العجز، واتخاذ نهج مدروس بشأن التعريفات الجمركية».

وقال بيسنت في مقابلة مع «وول ستريت جورنال» نُشرت يوم الأحد إنه سيعطي الأولوية لتحقيق وعود تخفيضات الضرائب التي قدمها ترمب أثناء الانتخابات، بينما سيركز أيضاً على تقليص الإنفاق والحفاظ على مكانة الدولار بوصفه عملة احتياطية عالمية.

وأضاف استراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس»: «بيسنت لن يمنع استخدام التعريفات أو زيادة احتياجات الاقتراض، لكنه ببساطة سيتعامل معهما بطريقة أكثر منهجية مع الالتزام بالسياسة الاقتصادية التقليدية».

أما في الأسواق العالمية، فقد ارتفعت المؤشرات الأوروبية بشكل طفيف بعد أن أنهت الأسواق الآسيوية تداولاتها بشكل مختلط.

وفي سوق العملات المشفرة، تم تداول البتكوين حول 97,000 دولار بعد أن اقتربت من 100,000 دولار في أواخر الأسبوع الماضي لأول مرة.