اجتماعات «المركزي» الأوروبي تعود إلى اليونان بعد عقد على أزمة ديونها

لاغارد مع رئيس المصرف المركزي اليوناني (حساب لاغارد على «إكس»)
لاغارد مع رئيس المصرف المركزي اليوناني (حساب لاغارد على «إكس»)
TT

اجتماعات «المركزي» الأوروبي تعود إلى اليونان بعد عقد على أزمة ديونها

لاغارد مع رئيس المصرف المركزي اليوناني (حساب لاغارد على «إكس»)
لاغارد مع رئيس المصرف المركزي اليوناني (حساب لاغارد على «إكس»)

هي المرة الأولى منذ عام 2008 التي يجتمع فيها مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي يومي الأربعاء والخميس في مصرف اليونان المركزي، حيث يتوقع على نطاق واسع أن يعلق رفع أسعار الفائدة.

اجتماع اليوم يؤكد كيف انتقلت اليونان من كعب أخيل في أوروبا إلى واحدة من أفضل الاقتصادات أداء في المنطقة في عام 2023.

فالوضع الاقتصادي في اليونان مختلف بشكل جذري عما كان سائداً عليه في خلال أزمة الديون العميقة التي واجهتها البلاد اعتباراً من عام 2009، والصعوبات المالية الجمة التي عانتها حينما طلبت الحكومة اليونانية من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي تفعيل خطة إنقاذ تتضمن قروضاً لمساعدتها على تجنب خطر الإفلاس والتخلف عن السداد، وانسحاب اليونان من منطقة اليورو في عام 2015 من ضمن ما عُرف في حينه بـ«غريكست»، وسط توقعات مسؤولين ماليين عالميين بقرب انهيار العملة الموحدة اليورو بفعل تخلي اليونان عن الاتحاد النقدي، كما قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي السابق آلان غرينسبان في ذلك الوقت، وكذلك توقعات الملياردير جورج سوروس بأن «اليونان في طريقها إلى الضياع».

يكتسب الاجتماع أهمية شخصية بالنسبة لرئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاغارد التي يمكنها الآن أن تستمتع بمناخ هذا البلد الشرق الأوسطي وتجول فيه من دون خوف.

ففي وقت تفجر أزمة الديون، كانت لاغارد مديرة لصندوق النقد الدولي، حيث إنها لم تكن متهاونة أبداً في مسألة ديون اليونان. فقد اتهمت اليونانيين بعدم دفع ضرائبهم ورفضت تمديد مهلة سداد ديونها وسط انقسام أوروبي حاد على آلية مساعدة اليونان. وهو ما عرّضها لتهديدات شخصية.

وعشية الاجتماع اليوم، كانت فرصة أمام الحكومة اليونانية لنقل رسائلها حول أداء الاقتصاد إلى لاغارد خلال استضافة رئيس المصرف المركزي يانيس ستورناراس مأدبة عشاء بحضور رئيس الوزراء ميتسوتاكيس، الذي ألقى خطاباً حول الاقتصاد اليوناني اليوم وأهداف الحكومة.

وفق الموقع الرسمي للمصرف المركزي الأوروبي، أشادت لاغارد بعودة الاقتصاد اليوناني إلى عافيته بعد التغلب على تحديات متعددة منذ العقد الماضي.

وأشارت إلى أزمة الديون عام 2009، والتكيف المالي والإصلاحات الهيكلية في اليونان، وتأثير الوباء على الانتعاش الاقتصادي. وقالت إنه على الرغم من النكسات، كانت مرونة البلاد ملحوظة حتى في أصعب الأوقات.

«أصبح نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي الآن أعلى بنسبة 10 في المائة تقريباً من مستوى ما قبل الجائحة - وهو أداء أقوى بكثير من منطقة اليورو ككل. كما انخفض معدل البطالة بشكل حاد، وكان 10.9 في المائة في أغسطس (آب)، وهو أدنى مستوى منذ نهاية عام 2009»، أضافت لاغارد.

وأوضحت أنه «مع اقتصاد أقوى، تمكنت البلاد من العمل بشكل أكبر من خلال تحدي الديون. انخفضت نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي في اليونان 35 نقطة مئوية من ذروتها البالغة 206 في المائة في عام 2020، وهي واحدة من أسرع الانخفاضات في العالم».

ولفتت لاغارد في كلمتها إلى أنه «ليس الاقتصاد وحده هو الذي كان مرناً - بل هو الشعب اليوناني أيضاً. كانت هناك أوقات كان بإمكانهم فيها اختيار مسار مختلف. ومع ذلك، فقد ظلوا ملتزمين بأن يكونوا في قلب أوروبا، حتى في أصعب الأوقات».

وقالت: «يمكن أن يكون هذا المثال مصدر إلهام لنا جميعاً بينما نتعامل مع عالم أكثر تقلباً والتحديات العديدة التي يجلبها. إنه مثال على المرونة في مواجهة التحديات الكبيرة. وهو مثال على أهمية أن نكون جزءاً من شيء أكبر - مصيرنا الأوروبي المشترك».

وكانت «ستاندرد آند بورز» رفعت قبل أيام التصنيف الائتماني لدولة اليونان إلى الدرجة الاستثمارية، في أول خطوة من نوعها تقدم عليها إحدى وكالات التصنيف الثلاث الكبرى منذ أن ضربت البلاد أزمة ديون، وذلك بعد فوز رئيس الوزراء الإصلاحي كيرياكوس ميتسوتاكيس بفترة ولاية جديدة في يونيو (حزيران) الماضي.

وكانت «موديز» رفعت تصنيف اليونان درجتين لتصبح على مسافة خطوة واحدة من الدرجة الاستثمارية. وستكون «فيتش» آخر وكالات التصنيف الثلاث الكبرى تحديثاً لمراجعتها لوضع اليونان، إذ من المقرر أن تصدر تصنيفها في الأول من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.


مقالات ذات صلة

سلع غربية فاخرة في أسواق موسكو رغم انسحاب شركات غربية من روسيا

أوروبا زبون يزور متجر «لاكوست» الفرنسي في مركز «غوم» في موسكو... 18 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

سلع غربية فاخرة في أسواق موسكو رغم انسحاب شركات غربية من روسيا

لا تزال المنتجات الغربية الفاخرة معروضة في كثير من المحال التجارية وسط موسكو، بتناقض مع إعلان عدد كبير من الشركات انسحابها من أسواق روسيا بعد غزو أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد مشاة في أحد الشوارع التجارية بمدينة يوهان وسط الصين (أ.ف.ب)

الصين تتراجع عن تعديلات بقانون الشركات بعد احتجاجات نادرة

تدخلت أعلى هيئة تشريعية في الصين لتخفيف شروط قانون مثير للجدل يهدف لتعزيز الدائنين من خلال السماح باستهداف المساهمين السابقين في الشركات.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد خلال حفل تدشين «بوابة المدينة» (واس)

تدشين المرحلة الأولى لـ«بوابة المدينة» السعودية بـ160 مليون دولار

دشّن الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، مشروع «بوابة المدينة» بـ«مدينة المعرفة الاقتصادية»، الذي يُعدّ الأول من نوعه في المملكة.

«الشرق الأوسط» (المدينة المنورة)
الاقتصاد سكان محليون يشترون طعاماً من سوق أمام مبنى سكني تضرر ببلدة بوردينكا في بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا (رويترز)

أوكرانيا تتلقى 1.1 مليار دولار من صندوق النقد الدولي

أعلن رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميهال، أن بلاده تلقت دفعة جديدة بقيمة 1.1 مليار دولار من صندوق النقد الدولي ستخصَّص لتغطية النفقات الحيوية في الموازنة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الاقتصاد علما أميركا والصين أمام لوحة إلكترونية (أ.ف.ب)

بايدن يمهد طريق ترمب لفرض رسوم جمركية على الصين

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن الاثنين عن تحقيق تجاري في أيامها الأخيرة بالبيت الأبيض، بشأن أشباه الموصلات «القديمة» المصنعة في الصين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

قطاع الترفيه السعودي يواصل الصعود مع استقبال «موسم الرياض» لـ12 مليون زائر

جانب من فعاليات «موسم الرياض 2024» (واس)
جانب من فعاليات «موسم الرياض 2024» (واس)
TT

قطاع الترفيه السعودي يواصل الصعود مع استقبال «موسم الرياض» لـ12 مليون زائر

جانب من فعاليات «موسم الرياض 2024» (واس)
جانب من فعاليات «موسم الرياض 2024» (واس)

يواصل قطاع الترفيه بالسعودية مساهمته في جذب مزيد من الزوار لتحقيق مستهدفات البلاد بالوصول إلى 150 مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك بعد أن أعلنت الهيئة العامة للترفيه يوم الجمعة الماضي، استقبال «موسم الرياض 2024» منذ انطلاقه في 13 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أكثر من 12 مليون زائر، أي خلال 69 يوماً بمعدل يومي يصل إلى 174 ألف زائر تقريباً.

وبذلك، تجاوزت أعداد الزوار لـ«موسم الرياض 2024» خلال شهرين، نصف حجم الحضور في موسم العام الماضي كاملاً، الذي بلغ حينها 20 مليون زائر، بمتوسط يومي عند 150 ألف زائر تقريباً.

وكان رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، المستشار تركي آل الشيخ، أعلن خلال المؤتمر الصحافي، الخاص بـ«موسم الرياض 2024»، أن النسخة الجارية ستتكون من 14 منطقة ترفيهية و11 بطولة عالمية و100 معرض ومهرجان.

وأضاف أن الموسم يحتوي على أكثر من 4.2 ألف عقد، وما يزيد على 2.1 ألف شركة، 95 في المائة منها مؤسسات سعودية، وتمتد مساحة الفعاليات إلى 7.2 مليون متر مربع.

مناطق جديدة

يضم «موسم الرياض 2024» كثيراً من المناطق الجديدة التي تقدم تجارب متنوعة، مثل «ذا فنيو» التي تمتد على مساحة 9425 متراً، وتستوعب 8 آلاف زائر، بـ7 فعاليات مختلفة، بما في ذلك الحدث العالمي في قطاع الأزياء الذي أُقيم بالتعاون مع المصمم إيلي صعب.

ومن بين أبرز الفعاليات هذا العام، جمع «كأس موسم الرياض للتنس» أبرز لاعبي التنس المصنفين الستة الأوائل على مستوى العالم في الرياض. كما أقيم مهرجان جائزة التسويق الأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط «مينا إيفي» لأول مرة في السعودية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ضمن «موسم الرياض 2024».

وتمت زيادة الطاقة الاستيعابية في ملعب «المملكة أرينا» بنسبة 40 في المائة، لتصل إلى 27 ألف شخص على مساحة 200 ألف متر مربع، لاستضافة 4 فعاليات عالمية.

كما تم تطوير وجهة «بوليفارد وورلد» التي أصبحت تضم 19 منطقة، بزيادة 35 في المائة على العام الماضي، إضافة إلى 21 فعالية جديدة، و5 مناطق إضافية، ونحو 300 مطعم ومقهى، بارتفاع 18 في المائة في عدد الزوار مقارنةً بالعام السابق، إلى جانب «كورشوفيل»، وهي منطقة ثلجية بالكامل تضم مدرسة تزلج وتجارب متنوعة على مدار اليوم.

أما منطقة «بوليفارد سيتي»، فتحتوي على 70 في المائة من التجارب الجديدة، تصل إلى 40 فعالية متنوعة، منها 12 حفلة غنائية و11 مسرحية. من أبرزها تجربة «هاري بوتر»، التي ستشغل مساحة 25 ألف متر مربع، ويتوقع أن تكون من الأكثر زيارة هذا العام، إلى جانب عرض لأحد أكبر مجسمات الديناصورات الحقيقية في العالم.

وتعد «بوليفارد بزنس بارك» من المناطق الجديدة الأخرى وتجمع بين المكاتب التجارية والفنادق، بالإضافة إلى «بوليفارد ران واي»، التي تعرض مجسمات طائرات قديمة، جنباً إلى جنب مع تجارب تفاعلية ومطاعم ومقاهٍ.

وتأتي منطقة «وندر غاردن» المطورة بوصفها واحدة من أهم المناطق في الموسم الحالي، بمساحة 500 ألف متر مربع، وطاقة استيعابية تصل إلى 23 ألف زائر يومياً. وتشمل 60 عرضاً مسرحياً ومتجولاً، و40 مطعماً، و65 لعبة وتجربة، و15 متجراً.

جانب من فعاليات «موسم الرياض 2024» (واس)

تجاوز المستهدفات

يشار إلى أن وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب، كشف في وقت سابق من العام الحالي عن تحقيق البلاد مستهدفات «رؤية 2030» بتجاوز عدد الزوار حاجز 100 مليون، ونتيجة لذلك وضعت استراتيجية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، مستهدفاً جديداً للوصول إلى 150 مليون زائر.

وكان صندوق النقد الدولي، أشاد خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، بالقفزات الكبيرة وغير المسبوقة التي حققتها السياحة في المملكة، حيث بلغت المساهمة المباشرة وغير المباشرة للقطاع في الناتج المحلي الإجمالي 11.5 في المائة في العام الماضي، بتوقعات أن تنمو إلى 16 في المائة بحلول عام 2034.

وبيّن الصندوق أن عائدات السياحة في المملكة بلغت أعلى مستوى تاريخي لها بوصولها إلى 36 مليار دولار في عام 2023، في حين أن الإنفاق السياحي الخارجي سجّل انخفاضاً، خصوصاً بين المواطنين السعوديين.