الروبل الروسي يتحسّن بعد الانحدار تحت عتبة 101 للدولار

انخفض إلى أدنى مستوى في 7 أسابيع

سيدة تخرج من إحدى نقاط الصرافة في العاصمة الروسية موسكو بينما تظهر الشاشة تراجع الروبل إلى 101 مقابل الدولار (رويترز)
سيدة تخرج من إحدى نقاط الصرافة في العاصمة الروسية موسكو بينما تظهر الشاشة تراجع الروبل إلى 101 مقابل الدولار (رويترز)
TT

الروبل الروسي يتحسّن بعد الانحدار تحت عتبة 101 للدولار

سيدة تخرج من إحدى نقاط الصرافة في العاصمة الروسية موسكو بينما تظهر الشاشة تراجع الروبل إلى 101 مقابل الدولار (رويترز)
سيدة تخرج من إحدى نقاط الصرافة في العاصمة الروسية موسكو بينما تظهر الشاشة تراجع الروبل إلى 101 مقابل الدولار (رويترز)

تعافى الروبل الروسي، يوم الجمعة، بعد أن تراجع إلى أدنى مستوى في أكثر من 7 أسابيع متجاوزاً عتبة 101 روبل مقابل الدولار، تحت ضغط انخفاض أسعار النفط وانخفاض إمدادات العملات الأجنبية من المصدرين في بداية الشهر.

وبحلول الساعة 09:27 بتوقيت غرينتش، ارتفع الروبل 0.3 في المائة مقابل الدولار إلى 100.13، بعد أن لامس في وقت سابق 101.50 روبل للدولار، وهو أضعف مستوياته منذ 14 أغسطس (آب) الماضي. كما ارتفع بنسبة 0.2 في المائة ليتداول عند 105.60 مقابل اليورو، وبنسبة 0.3 في المائة إلى 13.69 مقابل اليوان.

وأدى الانخفاض الأخير للروبل في شهر أغسطس الماضي إلى قيام بنك روسيا برفع سعر الفائدة بشكل طارئ بمقدار 350 نقطة أساس إلى 12 في المائة ثم 100 نقطة لاحقاً، مع مناقشة السلطات إعادة فرض الضوابط لدعم العملة، لكن التدخلات لا تزال محدودة.

وقال الكرملين إنه لا يوجد سبب للقلق. واعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس بأن ضعف الروبل يمثل مشكلة، لكنه أشاد أيضاً بمرونة الاقتصاد في مواجهة العقوبات الغربية المفروضة على الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقالت وزارة الاقتصاد هذا الأسبوع إن التضخم المتسارع بلغ 5.94 في المائة في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بينما من المتوقع على نطاق واسع أن يرفع البنك المركزي أسعار الفائدة من 13 في المائة حالياً في اجتماعه المقبل في وقت لاحق من هذا الشهر.

وقال محللو «برومسفياز بنك» في مذكرة إن تأخر السلطات في اتخاذ إجراءات واختلال التوازن التجاري في روسيا يتسببان في ضعف الروبل. وأضافوا: «نتوقع أن دخول سعر صرف الدولار إلى منطقة الخانات الثلاث سيكون قصير الأجل، لأنه سيدفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات قادرة على تهدئة سوق العملات الأجنبية».

وقالت شركة «غازبرومبانك» للاستثمارات في مذكرة إن إعادة فرض شرط قيام المصدرين ببيع جزء من إيراداتهم من العملات الأجنبية يمكن أن تعزز الروبل، لكنها قد يعوق خطط الاستثمار للشركات الروسية.

وقالت الحكومة الروسية، يوم الجمعة، إنها رفعت الحظر المفروض على صادرات الديزل عبر خطوط الأنابيب عبر الموانئ، ما أدى إلى إزالة الجزء الأكبر من القيود المفروضة في 21 سبتمبر (أيلول). وقد أدت هذه القيود المفروضة على صادرات الوقود من روسيا، أكبر مصدر للوقود بحراً في العالم قبل الولايات المتحدة مباشرة، إلى تعزيز الأسعار العالمية وأجبرت بعض المشترين على التدافع للحصول على مصادر بديلة للبنزين والديزل.

وكانت مؤشرات الأسهم الروسية متباينة يوم الجمعة، حيث ارتفع مؤشر «آر تي إس» المقوم بالدولار 0.1 في المائة إلى 983.1 نقطة، بعد أن لامس في وقت سابق أدنى مستوى في ثلاثة أشهر. وانخفض مؤشر «مويكس» الروسي القائم على الروبل 0.2 في المائة إلى 3124.6 نقطة.


مقالات ذات صلة

حرب الجبهتين تضع الاقتصاد الإسرائيلي في مرمى النيران بعد عام من النزاع

الاقتصاد تصاعد الدخان عقب الضربات الإسرائيلية في مدينة غزة 11 أكتوبر 2023 (رويترز) play-circle 05:35

حرب الجبهتين تضع الاقتصاد الإسرائيلي في مرمى النيران بعد عام من النزاع

لم يعد الاقتصاد الإسرائيلي بعد عام من الحرب كما كان، بل دخل مرحلة جديدة مليئة بالتحديات الاقتصادية المعقدة.

هدى علاء الدين (بيروت)
رياضة عالمية «الشرق رياضة» تقدم تقارير مفصلة ومُحدثة بشكل مستمر حول آخر تطورات الأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

«الشرق رياضة»... منصة متكاملة تُقدّم تغطية شاملة للأحداث الرياضية

أطلقت «الشرق للأخبار» في عام 2022، إحدى أبرز خدماتها المتخصصة في مجال الرياضة تحت اسم «الشرق رياضة»، وهي منصة متكاملة تُقدّم تغطية شاملة للأحداث الرياضية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد فنّيون بجانب خطوط الإنتاج في أحد مصانع ألمانيا (رويترز)

رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي متفائل بشأن الاقتصاد الألماني

أعرب رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، بورغه برنده، عن ثقته بالتنمية الاقتصادية في ألمانيا على الرغم من الانكماش الاقتصادي الحالي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر يتحدث خلال زيارة لمصنع في تشيستر (رويترز)

رئيس الوزراء البريطاني يُعرب عن ثقته بجذب استثمارات خاصة جديدة

قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إنه واثق بجذب مزيد من الاستثمارات الخاصة إلى بريطانيا في الأسابيع والأشهر المقبلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عمال يرصُّون أجولة من السكر لشحنها في ميناء بولاية غوجارات الهندية (رويترز)

السكر يقود قفزة شاملة بأسعار الغذاء العالمي في سبتمبر

أظهرت بيانات أن مؤشر أسعار الغذاء العالمية قفز في سبتمبر (أيلول) مسجلاً أكبر زيادة له في 18 شهراً بدعم من ارتفاع أسعار السكر.

«الشرق الأوسط» (روما)

لهذه الأسباب... ارتفعت الصفقات العقارية للوحدات السكنية الصغيرة 151 % في السعودية

بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)
بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)
TT

لهذه الأسباب... ارتفعت الصفقات العقارية للوحدات السكنية الصغيرة 151 % في السعودية

بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)
بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)

تشهد السوق العقارية في السعودية مؤخراً إقبالاً على الوحدات السكنية ذات المساحات الصغيرة، التي تتراوح مساحاتها بين 30 متراً مربعاً و65 متراً مربعاً، حيث ارتفعت الصفقات العقارية لتلك المساحات بنسبة 151 في المائة خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الحالي، مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي.

وأرجع عدد من الخبراء والاختصاصيين العقاريين خلال حديثهم مع «الشرق الأوسط»، هذا الإقبال، إلى 4 أسباب، مشيرين إلى أن المستقبل في المدن الكبرى مثل الرياض، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة وجدة، والدمام سيكون للوحدات السكنية ذات المساحات الصغيرة، التي ستخلق فرصاً استثمارية جديدة للمطورين العقاريين في التوسع في هذه الوحدات وزيادة نصيبها ضمن مَحافظهم الاستثمارية والخاصة بمشروعات التطوير العقاري.

ويرى الخبير والمُقيّم العقاري المهندس أحمد الفقيه، خلال حديثه مع «الشرق الأوسط»، أن المستقبل في المدن الكبرى للوحدات السكنية من الشقق الصغيرة بمتوسط مساحة 35 متراً مربعاً، مضيفاً أن مبيعات غالبية المطورين والمسوّقين العقاريين في المدن الكبيرة تتركز في الوحدات السكنية الصغيرة التي تتكون من غرفة أو غرفتين واستوديو.

وأرجع الفقيه هذا التوجه نحو الوحدات السكنية الصغيرة، إلى 4 أسباب، تتمثل في تغير التركيبة السكانية في المدن الرئيسية وعلى رأسها مدينة الرياض ومحافظة جدة؛ بسبب الهجرة الكبيرة نحو المدن التي أصبحت مركز جذب، ولارتفاع جودة الحياة فيها، ولزيادة الفرص الوظيفية فيها للسعوديين وغير السعوديين، كما أن هذه الفئات قليلة العدد ومتوسط عدد أفرادها 3 أشخاص. بالإضافة إلى ظهور فئات جديدة في المجتمع لم يعهدها سابقاً، من الذين يُفضّلون الاستقلالية في السكن، حيث إن بعضهم سيدات، سواء منفصلات أو موظفات قادمات من خارج المدن، أو رجال يفضلون الاستقلالية في السكن.

وأشار الفقيه إلى أن السبب الثالث، يكمن في تغير العادات الاجتماعية، بحيث أصبحت الأسر الجديدة وحديثو الزواج يميلون إلى عدم إنجاب الأطفال بعدد كبير جداً، ويفضّلون وجود فترة زمنية تتجاوز 3 سنوات لإنجاب طفلهم الأول، بعد الاستقرار المادي والسكني، مضيفاً أن السبب الرابع يتمثل في ارتفاع أسعار الوحدات السكنية في المدن الكبرى؛ مما دفع كثيراً من العائلات الصغيرة والمستقلين إلى تفضيل الوحدات السكنية ذات المساحات الصغيرة.

واستشهد الفقيه بلغة الأرقام، مشيراً إلى أن بيانات البورصة العقارية توضح تضاعف الصفقات العقارية للوحدات السكنية بين 30 متراً مربعاً و65 متراً مربعاً، حيث سجّلت البورصة خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الماضي نحو 242 وحدة سكنية، بينما قفزت خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الحالي إلى 608 وحدات سكنية، وهو مؤشر قوي على ازدياد وتفضيل هذا النوع من المساكن.

الوحدات الصغيرة... نجم صاعد

من جانبه، وصف المستشار والخبير العقاري العبودي بن عبدالله، خلال حديثه مع «الشرق الأوسط»، الوحدات السكنية الصغيرة بأنها نجم صاعد في السوق العقارية السعودية، واستطاعت خلال الفترة الماضية جذب اهتمام المطورين والمستثمرين على حد سواء، مشيراً إلى أنه مع تنامي عدد السكان وزيادة الطلب على السكن فرضت هذه الوحدات نفسها حلاً مبتكراً وذكياً يلبي احتياجات الطلب الكبير والعصر الحديث في السوق العقارية السعودية، ويتواكب مع ما يشهده من تحولات ديناميكية، كما يجمع بين المرونة والكفاءة والاستدامة.

وأضاف أنه «في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها المملكة تظهر الحاجة إلى تنوع في الخيارات السكنية بشكل متزايد من الجيل الجديد من السعوديين الذين يفضّلون الاستقلالية والمرونة، ويسعون للحصول على وحدات سكنية تلبي احتياجاتهم الفردية بأسعار تتناسب مع قدراتهم الشرائية». ولفت إلى أن الوحدات السكنية الكبيرة لم تعد الخيار الأوحد، بل باتت الوحدات الصغيرة تجذب الأنظار، خصوصاً للشباب والعائلات الصغيرة والمهنيين غير المتزوجين الذين يبحثون عن أسلوب حياة يتناسب مع احتياجاتهم، دون الإخلال بالجودة أو الراحة؛ مما يجعلها خياراً مثالياً لمَن يسعون للحصول على نمط حياة عصري ومستدام، يتماشى مع التوجهات العالمية نحو التصميم الذكي واستخدام المساحات بشكل أكثر فعالية.

ويرى العبودي أن النمو السكاني وتنامي تدفق موظفي الشركات العالمية والمستثمرين، زادا من الطلب على الوحدات السكنية الصغيرة بشكل لافت في المملكة، خصوصاً للفئات الباحثة عن سكن بأسعار معقولة وبمواقع استراتيجية داخل المدن الكبرى مثل الرياض وجدة والدمام، لافتاً إلى أن الأرقام والإحصاءات تشير إلى أن الطلب على الوحدات الصغيرة سيرتفع بشكل مستمر خلال السنوات المقبلة؛ حيث يسهم ذلك في تخفيف الضغط على الوحدات السكنية الكبيرة ويفتح أبواباً جديدة للاستثمار في قطاع العقارات، كما أن المستثمرين العقاريين بدأوا في استيعاب ذلك، وهو ما أدى إلى زيادة المشروعات السكنية التي تركز على تقديم وحدات صغيرة تتسم بالجودة والكفاءة.

وأضاف أنها تعدّ خياراً اقتصادياً ممتازاً سواء للمطورين أو للمشترين، فالمساحات الأصغر تعني تكاليف أقل للبناء وبالتالي تقديم وحدات بأسعار تنافسية تتيح لشريحة أوسع من السكان إمكانية التملك أو الإيجار، وهذا يسهم في تحقيق أهداف «رؤية 2030» في زيادة نسبة تملك السعوديين للمساكن، كما أنها ستصبح جزءاً أساسياً من النسيج العقاري للمملكة.