الانتشار الكبير لعملات يورو مزيفة في كوسوفو يجعلها مقبولة في التداول

جودة النقود المزيفة تتراوح بين سيئة للغاية وجيدة للغاية (رويترز)
جودة النقود المزيفة تتراوح بين سيئة للغاية وجيدة للغاية (رويترز)
TT

الانتشار الكبير لعملات يورو مزيفة في كوسوفو يجعلها مقبولة في التداول

جودة النقود المزيفة تتراوح بين سيئة للغاية وجيدة للغاية (رويترز)
جودة النقود المزيفة تتراوح بين سيئة للغاية وجيدة للغاية (رويترز)

في مقهى في بريشتينا عاصمة كوسوفو، تخلى العمال والموظفون عن محاولة التحقق مما إذا كانت العملات المعدنية من فئة 2 يورو التي يستخدمها الناس للدفع أصلية أم لا، نظرا لأنها تمثل نسبة كبيرة بين العملات المتداولة ونظرا للجودة العالية لبعض العملات المزيفة التي تجعل من المستحيل تقريبا معرفتها.

وقال نادل يدعى إندريت "في البداية كان الجميع قلقين وكانوا يحاولون التأكد ما إذا كانت العملات المعدنية من فئة 2 يورو مزيفة أم لا". وكان هو وزملاؤه يرفعون العملات المعدنية إلى الضوء لفحصها أو يلقونها على الطاولة ليستمعوا للرنين. وأضاف "الآن لم نعد نتحقق... ربما نحصل على أموال مزيفة أو ربما نوزع أموالا مزيفة".

شهد عدد العملات المعدنية من فئة 2 يورو المتداولة زيادة هائلة هذا العام (رويترز)

وشهد عدد العملات المعدنية من فئة 2 يورو المتداولة زيادة هائلة هذا العام، وفقا لأجهزة إنفاذ القانون. وليست كوسوفو وجمهورية الجبل الأسود المجاورة جزءا من منطقة اليورو، لكنهما مع ذلك يستخدمان اليورو كعملة لهما.

وفي متجر صغير قريب من المقهى في بريشتينا، قالت صاحبة المتجر إنها تعتقد أن هناك ست عملات مزيفة بين 11 قطعة نقدية من فئة 2 يورو في سجل المدفوعات النقدية، وإن هناك الكثير من العملات المزيفة المتداولة لكن ليس أمامها خيار سوى قبولها.

في مختبر جنائي يتبع لشرطة بريشتينا، كشف العاملون أكثر من 30 ألف قطعة نقدية مزيفة من فئة 2 يورو (رويترز)

وفي مختبر جنائي يتبع لشرطة بريشتينا، كشف العاملون أكثر من 30 ألف قطعة نقدية مزيفة من فئة 2 يورو في النصف الأول من هذا العام، مقارنة بعدد 4451 عملة مزيفة في نفس الفترة من العام الماضي.

وقالت فيولكا مافريكي، وهي خبيرة في النقود المزيفة بالمختبر، إن "الجودة تتراوح بين سيئة للغاية وجيدة للغاية". وأضافت "في السابق، لم تكن العملات المعدنية المزيفة ممغنطة، وأصبحت كذلك الآن، وكانت بها في السابق مشاكل تتعلق بالوزن، لكنها أصبحت تتطابق الآن مع العملات الأصلية".

وقالت الشرطة العام الماضي إنها أحالت 804 قضايا إلى جهات الادعاء تتعلق بتزييف أموال، و486 قضية حتى الآن خلال هذا العام. وفي أبريل (نيسان)، ألقت الشرطة القبض على رجل وامرأة كانا يحاولان نقل 10600 قطعة نقدية مزيفة من فئة 2 يورو إلى كوسوفو من مقدونيا الشمالية.

وقال البنك المركزي في كوسوفو لرويترز عبر البريد الإلكتروني إنه يتعين على البنوك والمؤسسات المالية الأخرى الإبلاغ عن جميع الأموال المزيفة التي يسلمها العملاء.

في السابق لم تكن العملات المعدنية المزيفة ممغنطة لكنها أصبحت كذلك الآن (رويترز)

وبالنسبة لمدير سوبر ماركت في بريشتينا يتعين عليه إيداع إيراداته اليومية في البنك، فإن من الأسهل تمرير العملات المعدنية من فئة 2 يورو إلى عملاء آخرين بدلا من المخاطرة بالتعرض للملاحقة القضائية عن طريق نقلها إلى البنك.

وقال "لا أودع هذه العملات المعدنية في البنك لأنني أعلم أنهم سيتصلون بالشرطة وقد ينتهي الأمر بالقبض علي... أعيدها إلى العملاء في صباح اليوم التالي ثم آخذ المزيد منها خلال النهار". وتابع "لطالما شكونا في كوسوفو من أننا لا نملك عملتنا الخاصة.. حسنا، يبدو أن لدينا عملة الآن... إنها العملات المعدنية المزيفة بقيمة 2 يورو".


مقالات ذات صلة

انخفاض التضخم في منطقة اليورو إلى 2.5 %

الاقتصاد الأعلام الأوروبية ترفرف خارج مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (رويترز)

انخفاض التضخم في منطقة اليورو إلى 2.5 %

انخفض معدل التضخم في منطقة اليورو التي تضم 20 دولة إلى 2.5 في المائة في يونيو (حزيران)، لكنه لا يزال أعلى من المستوى الذي يفضله المصرف المركزي الأوروبي.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد أوراق من عملة اليورو بـ«المصرف الوطني الكرواتي» في زغرب (رويترز)

اليورو تحت الاختبار: ماذا تعني نتائج الانتخابات الفرنسية للعملة الأوروبية؟

يعيش «اليورو»؛ العملة الموحدة لمنطقة اليورو، حالياً مرحلة اختبار مهمة في تاريخه؛ فمنذ إطلاق هذه العملة عام 1999، شهدت تقلبات اقتصادية وتحديات عدة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد ربطت بلغاريا عملتها باليورو لسنوات وسمحت لأكبر بنوكها بالخضوع لإشراف البنك المركزي الأوروبي (رويترز)

بلغاريا ورومانيا تفشلان في الاختبارات الاقتصادية للانضمام إلى اليورو

تعرض توسع العملة الأوروبية الموحدة شرقاً لانتكاسة بعد فشل بلغاريا ورومانيا في تلبية المعايير الاقتصادية اللازمة لتبني اليورو.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد منظر يظهر مبنى المصرف المركزي الأوروبي في فرانكفورت - ألمانيا (رويترز)

«المركزي» الأوروبي يُحافظ على غموض موعد خفض أسعار الفائدة

قال صانع السياسة في المصرف المركزي الأوروبي، ماريو سنتينو، يوم الخميس إن معدل التضخم في منطقة اليورو في انخفاض مستمر باتجاه 2 في المائة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أوراق نقدية من اليورو والدولار (رويترز)

اليورو يتراجع مع ازدياد احتمالات خفض «المركزي الأوروبي» للفائدة

تراجع اليورو خلال تعاملات الجمعة، مسجلاً أدنى مستوى منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، بعد أن ألمح البنك المركزي الأوروبي إلى أنه قد يخفض سعر الفائدة في وقت قريب.

«الشرق الأوسط» (لندن)

اجتماع حاسم لـ«الفيدرالي» تظلله تعقيدات الاقتراب من الانتخابات الرئاسية

مقر الاحتياطي الفيدرالي (الموقع الرسمي للمصرف)
مقر الاحتياطي الفيدرالي (الموقع الرسمي للمصرف)
TT

اجتماع حاسم لـ«الفيدرالي» تظلله تعقيدات الاقتراب من الانتخابات الرئاسية

مقر الاحتياطي الفيدرالي (الموقع الرسمي للمصرف)
مقر الاحتياطي الفيدرالي (الموقع الرسمي للمصرف)

من المتوقع على نطاق واسع أن يبقي المسؤولون في بنك الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة الرئيسية ثابتة عندما يجتمعون، الأربعاء المقبل. وعلى الرغم من أن بعض خبراء الاقتصاد يقولون إن يوليو (تموز) هو الوقت المناسب لخفض الفائدة، فإن المشاركين في السوق المالية وضعوا في الحسبان فرصة ضئيلة يوم الجمعة (4.7 في المائة) فقط، وفقاً لأداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي»، والتي تتوقع تحركات الأسعار استناداً إلى بيانات تداول العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي.

ويرجح خبراء استطلعت «بلومبرغ» آراءهم أن الاحتياطي الفيدرالي إلى خططه لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول)، وهي الخطوة التي يقولون إنها ستبدأ تخفيضات كل ربع سنة حتى عام 2025. وقال ما يقرب من ثلاثة أرباع المستجيبين إن البنك المركزي الأميركي سيستخدم اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في 30 - 31 يوليو لإعداد الأرضية لخفض ربع نقطة في الاجتماع التالي في سبتمبر. ومع ذلك، فإنهم منقسمون حول كيفية قيام صنّاع السياسات بذلك؛ إذ يرى نصف المشاركين أن المسؤولين يشيرون إلى التحرك القادم من خلال بيان السياسة النقدية والمؤتمر الصحافي لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بعد الاجتماع، لكن آخرين يتوقعون أن يستخدم الاحتياطي الفيدرالي طريقة أو أخرى. ويتوقع جميع المشاركين أن يبقي الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير عند أعلى مستوى لها منذ أكثر من عقدين في اجتماع الأسبوع المقبل.

متداولون يتابعون تحرك أسعار الأسهم في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

وأظهر تقرير، الجمعة، عن مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي (مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي)، أن التضخم عاود الاشتعال في الربع الأول، لكنه استمر في الهبوط منذ ذلك الحين. وأفاد مكتب التحليل الاقتصادي التابع لوزارة التجارة بأن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي ارتفع بنسبة 0.1 في المائة في الشهر الماضي، مما يعني أن الزيادة السنوية بلغت 2.5 في المائة، بعد ارتفاع بنسبة 2.6 في المائة في مايو (أيار).

أشخاص يتسوقون في أحد المتاجر الكبرى في مونتيبيلو - كاليفورنيا (أ.ف.ب)

وقال بعض خبراء الاقتصاد إن البنك المركزي سيعقد اجتماعاً آخر لضمان عدم تسارع التضخم مرة أخرى، وفق موقع «إنفستوبيا».

وكتب جاستن بيغلي، الخبير الاقتصادي في «موديز أناليتيكس»: «لكن مع تباطؤ النمو وارتفاع البطالة بالفعل، يبدو أن الاقتصاد أصبح أكثر عرضة للخطر، وقد تؤدي صدمة خارجية إضافية - مثل ارتفاع الصراع الجيوسياسي أو عمليات بيع في أسواق الأسهم والائتمان - إلى دفع الاقتصاد إلى حافة الهاوية». وأضاف: «إن الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة طويلة جداً قد يلحق ضرراً كبيراً بسوق العمل، ويزيد من اهتزاز ثقة الشركات والمستهلكين، وكل هذا سيكون سيئاً للدخل الشخصي».

في خطاباتهم الأخيرة، قال مسؤولون في بنك الاحتياطي الفيدرالي إنهم يشعرون بالتشجيع بسبب البيانات التي تظهر أن التضخم انخفض بشكل مطرد في الأشهر الأخيرة، لكنهم ينتظرون المزيد من البيانات قبل الالتزام بخفض أسعار الفائدة.

وكتب مايكل جابن، كبير خبراء الاقتصاد الأميركي لدى «بنك أوف أميركا» للأوراق المالية، في تعليق له: «نتوقع أن يبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير في يوليو، مع الإشارة إلى استئناف التقدم في خفض التضخم. إن بنك الاحتياطي الفيدرالي متفائل باحتمال خفض أسعار الفائدة في الأمد القريب، لكننا لا نعتقد أنه على استعداد للإشارة إلى أن الأمر محسوم في سبتمبر. قد يحدث ذلك، لكنه سيعتمد على البيانات».

نقطة تحول

إذا أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة، الأربعاء، فقد يكون اجتماع سبتمبر نقطة تحول في معركة بنك الاحتياطي الفيدرالي ضد التضخم؛ إذ سيكون هذا أول خفض لأسعار الفائدة منذ بداية الوباء في عام 2020. وكان الاحتياطي الفيدرالي أبقى على سعر الفائدة بالقرب من الصفر في أثناء الوباء لتحفيز الاقتصاد بأموال سهلة، ثم رفعه بدءاً من مارس (آذار) 2022؛ لإبطاء الاقتصاد ولجم التضخم. وفي يوليو 2023، رفع سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية إلى أعلى مستوى له منذ عام 2001، وأبقاه هناك منذ ذلك الحين.

وعلى مدار العامين الماضيين، انخفض معدل التضخم السنوي كما يقاس بمؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، إلى معدل سنوي قدره 2.5 في المائة من ذروته الأخيرة البالغة 7.1 في المائة، ليقترب من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة. وفي الوقت نفسه، تباطأت سوق العمل التي كانت شديدة النشاط في السابق، حيث ارتفع معدل البطالة إلى 4.1 في المائة من أدنى مستوى له في خمسين عاماً عند 3.4 في المائة الذي بلغه العام الماضي، وسيتم إصدار تقرير الوظائف لشهر يوليو الأسبوع المقبل.

رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في مؤتمر صحافي في يونيو الماضي (رويترز)

جدير بالذكر أن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول قال إنه أصبح قلقاً بشأن سوق العمل بقدر قلقه بشأن التضخم، مما يشير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يبدأ قريباً في التحول بعيداً عن نمط مكافحة التضخم.

توقعات الأسواق

إن متوسط ​​توقعات خبراء الاقتصاد لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر وديسمبر (كانون الأول) أقل عدوانية قليلاً من الأسواق، التي وضعت احتمالات أفضل من المتساوية لخفض 75 نقطة أساس هذا العام. حتى إن بعض المستثمرين يراهنون على خفض أولي بنصف نقطة، لكن خبراء الاقتصاد يرون أن احتمالات ذلك غير محتملة بنسبة 20 في المائة، وفق «بلومبرغ». من المرجح أن يتم تحفيز مثل هذه الخطوة فقط إذا تدهورت ظروف سوق العمل.

تقول كبيرة خبراء الاقتصاد في «بلومبرغ إيكونوميكس» آنا وونغ: «لقد بدأ سوق العمل في التباطؤ لبعض الوقت، ولم يكن التدهور مفاجئاً... ومن المرجح أن يكون بنك الاحتياطي الفيدرالي متأخراً في خفض أسعار الفائدة. وعلى هذا النحو، نتوقع أن يصل معدل البطالة إلى 4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2024».

تعقيدات الانتخابات

أحد التعقيدات التي قد تواجهها الأسواق في سبتمبر هو الاقتراب من الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني). ومن المرجح أن يكون البدء في خفض أسعار الفائدة قبل أقل من شهرين من الانتخابات محل انتقادات بشأن الدوافع السياسية.

أرقام سوق «ناسداك» على شاشة قبل جرس الإغلاق في موقع «ناسداك ماركت سايت» (أ.ف.ب)

ويقول ثلث خبراء الاقتصاد في الاستطلاع إن هذا من شأنه أن يرفع سقف التخفيضات، مما يعني أن البيانات لا بد أن تكون أكثر إقناعاً تدريجياً، على الرغم من أن البقية تقول إنها تتفق مع وجهة نظر باول بأن توقيت الانتخابات لن يكون له أي تأثير على القرار بشأن تكاليف الاقتراض. وفي حين جلبت الانتخابات الرئاسية، فضلاً عن المنافسة على السيطرة على الكونغرس، حالة من عدم اليقين بشأن نتيجة السياسة المالية الأميركية في عام 2025، يقول خبراء الاقتصاد إن قرار بايدن الانسحاب من السباق لم يغير توقعاتهم الاقتصادية. وتقول الغالبية العظمى من الاقتصاديين إنهم لم يغيروا توقعاتهم لأسعار الفائدة أو النمو بسبب قرار الرئيس.

ومع ذلك، يقول ثلث مراقبي بنك الاحتياطي الفيدرالي إن حالة عدم اليقين السياسي الناجمة عن الانتخابات هذا العام قد رفعت من مخاطر الهبوط على النمو. ومن شأن التغييرات في السياسات الضريبية والإنفاق أن تؤثر على اقتصاد عام 2025، وربما أسعار الفائدة.

وقال توماس فوليرتون، أستاذ الاقتصاد بجامعة تكساس في «إل باسو» وأحد المشاركين في الاستطلاع: «إذا تفاقم العجز الفيدرالي في عام 2025، فسوف يتعين على السياسة النقدية أن تتشدد وسوف يتباطأ النمو».