أسعار الغاز الأوروبية تقفز 10% بسبب إضرابات المنشآت في أستراليا

مخاوف من أن يضغط توقف الإنتاج لفترة طويلة على الإمدادات العالمية

صورة لمنشأة غاز طبيعي تابعة لشركة «شيفرون» غرب أستراليا (رويترز)
صورة لمنشأة غاز طبيعي تابعة لشركة «شيفرون» غرب أستراليا (رويترز)
TT

أسعار الغاز الأوروبية تقفز 10% بسبب إضرابات المنشآت في أستراليا

صورة لمنشأة غاز طبيعي تابعة لشركة «شيفرون» غرب أستراليا (رويترز)
صورة لمنشأة غاز طبيعي تابعة لشركة «شيفرون» غرب أستراليا (رويترز)

ارتفعت أسعار الغاز الأوروبية بشكل حاد يوم الجمعة مع إضراب العمال في منشآت الغاز الطبيعي الأسترالية في شركة «شيفرون»، ما أثار مخاوف من أن توقف الإنتاج لفترة طويلة قد يضغط على الإمدادات العالمية.

يأتي الإضراب الصناعي في جورجون وويتستون، مصنعي تصدير الغاز المسال في غرب أستراليا، بعد محادثات يومية هذا الأسبوع لمحاولة التوصل إلى اتفاق. لكن المفاوضات فشلت في نهاية المطاف في حل نزاع طويل الأمد حول الأجور والأمن الوظيفي.

في الوقت الحالي، من غير المقرر إجراء محادثات أخرى بين شركة الطاقة الأميركية العملاقة «شيفرون» والنقابات التي تمثل العمال في مشاريع الغاز الطبيعي المسال.

ومن المقرر أن يستمر التوقف عن العمل لمدة تصل إلى 11 ساعة حتى يوم الخميس، وعند هذه النقطة يستعد العمال لتكثيف ما يصل إلى إضراب إجمالي لمدة أسبوعين.

وقالت وكالة «بلومبرغ» إن النقابات العمالية أعطت إشعاراً بأن الاحتجاج في جورجون وويتستون، سيبدأ في السابع من سبتمبر (أيلول) في حال لم تتوصل «شيفرون» إلى اتفاق مع العاملين.

وقال تحالف «أوف شور آلاينس»، الذي يضم نقابتي «اتحاد عمال أستراليا» و«اتحاد الملاحة البحرية الأسترالي»، في وقت سابق: «سيشارك الأعضاء في عمليات الإيقاف والحظر والقيود المستمرة، التي ستتصاعد كل أسبوع حتى توافق شيفرون على مطالباتنا التفاوضية».

وكان نائب رئيس شركة «شيفرون» كولين بارفيت قال منذ أيام، إن الشركة تستهدف التوصل إلى حل للخلاف مع العاملين في منشآت الغاز الطبيعي المسال بأستراليا لتحقيق مصلحة كل من الشركة والعمال وسوق الغاز الطبيعي.

وأضاف على هامش مؤتمر «غازتك» في سنغافورة: «ندرك ضرورة أن يكون الحل جيدا لعمالنا وجيدا لنا وهذا سيكون جيداً لأسواق الطاقة».

وقال بارفيت إن الشركة منخرطة في محادثات نشطة مع ممثلي العمال، مشيرا إلى أن أسواق الغاز الطبيعي المسال تشهد إمدادات أفضل كثيرا مما كانت عليه قبل عام. ولفت إلى أن الشركة لم تلغ أو تؤجل أي شحنات غاز مسال نتيجة لخطر اضطراب ناتج عن إضراب عمالي.

وشوهد سعر الغاز في الشهر الأول في مركز نقل الملكية الهولندي TTF، وهو معيار أوروبي لتداول الغاز الطبيعي، وهو أعلى بنحو 10 في المائة عند 36 يورو (38.50 دولار) لكل ميغاواط في الساعة.

وقال متحدث باسم شركة «شيفرون أستراليا»: «لسوء الحظ، بعد كثير من الاجتماعات وجلسات التوفيق أمام لجنة العمل العادل، ما زلنا مختلفين حول شروط أساسية».

وترى «شيفرون أستراليا» أن النقابات سعت للحصول على شروط تعتقد أنها «تتجاوز» الشروط المكافئة مع الآخرين في الصناعة، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وأدت المخاوف من الإضراب في أستراليا، أحد أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، إلى ارتفاع أسعار الغاز الأوروبية مؤخراً. ويتوقع المحللون استمرار تقلبات السوق على المدى القريب.

وارتفعت أسعار الغاز الأوروبية إلى نحو 43 يورو الشهر الماضي لكنها قلصت مكاسبها مع سعي الجانبين للتوصل إلى حل ودي. ولا يزال عقد TTF أقل بكثير من الارتفاع الاستثنائي في الصيف الماضي إلى أكثر من 300 يورو.


مقالات ذات صلة

انخفاض أرباح «توتال إنرجيز» أكثر من المتوقع في الربع الثاني بسبب التكرير

الاقتصاد شعار «توتال إنرجيز» في ناطحة سحاب المقر الرئيسي للشركة في الحي المالي والتجاري في لا ديفانس بالقرب من باريس (رويترز)

انخفاض أرباح «توتال إنرجيز» أكثر من المتوقع في الربع الثاني بسبب التكرير

أعلنت شركة «توتال إنرجيز» الفرنسية للنفط يوم الخميس انخفاض أرباح الربع الثاني بنسبة 6 في المائة، وهو ما كان أسوأ مما توقعه المحللون.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد موظفو «شيفرون» يعملون في موقع للتنقيب عن النفط يحتوي على معدات «هاليبرتون» و«شلمبرغر» قرب ميدلاند (رويترز)

شركات حقول النفط الأميركية تخفض أسعارها خوفاً من الإفلاس

تجبر الاندماجات بين منتجي النفط شركات الخدمات الأميركية التي تقوم بحفر الآبار وتكسيرها هيدروليكياً على خفض أسعارها أو الاندماج أو المخاطرة بالإفلاس.

«الشرق الأوسط» (هيوستن)
الاقتصاد فنيان يقومان بعمليات المسح الأساسي لما بعد الحفر في إسرائيل (الموقع الإلكتروني لشركة «إنرجين»)

«إنرجين» تعتزم استثمار 1.2 مليار دولار في مشروع «كاتلان» الإسرائيلي للغاز

قالت شركة «إنرجين»، الثلاثاء، إنها ستستثمر نحو 1.2 مليار دولار لتطوير مشروع «كاتلان» قبالة إسرائيل، مع توقع بدء إنتاج الغاز في النصف الأول من عام 2027.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد فنيان في مشروع غاز تابع لشركة «وودسايد إنرجي» (الموقع الإلكتروني لوودسايد إنرجي)

تراجع إنتاج «وودسايد إنرجي» خلال الربع الثاني

أعلنت شركة النفط والغاز الطبيعي الأسترالية «وودسايد إنرجي» تراجعاً طفيفاً في إنتاجها خلال الربع الثاني من العام الحالي إلى 44.4 مليون برميل نفط مكافئ.

«الشرق الأوسط» (كانبيرا)
الاقتصاد فنيان في منشأة للغاز تابعة لـ«قطر للطاقة» (الموقع الإلكتروني لـ«قطر للطاقة»)

تسارع العمل في مشروع غاز تابع لـ«قطر للطاقة» و«إكسون موبيل» في تكساس

أظهرت وثائق قضائية أن وتيرة العمل في استكمال مشروع للغاز الطبيعي المسال تابع لشركتي «قطر للطاقة» و«إكسون موبيل» في ولاية تكساس الأميركية قد تتسارع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الجدعان: السعودية تدعم تطبيق مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون

وزير المالية السعودي محمد الجدعان ومحافظ البنك المركزي أيمن السياري خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين (وزارة المالية)
وزير المالية السعودي محمد الجدعان ومحافظ البنك المركزي أيمن السياري خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين (وزارة المالية)
TT

الجدعان: السعودية تدعم تطبيق مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون

وزير المالية السعودي محمد الجدعان ومحافظ البنك المركزي أيمن السياري خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين (وزارة المالية)
وزير المالية السعودي محمد الجدعان ومحافظ البنك المركزي أيمن السياري خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين (وزارة المالية)

أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان على أهمية معالجة الديون في البلدان منخفضة الدخل التي تمر بضائقة ديون عالية، مشيراً إلى دعم المملكة لجهود تعزيز تطبيق مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون، وذلك لمواجهة التحديات التي تفرضها الديون على الاستدامة المالية واستقرار الاقتصاد الكلي. كلام الجدعان جاء في خلال الاجتماع الثالث لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين الذي انعقد خلال الفترة 25 و26 يوليو (تموز) تحت رئاسة البرازيل، في جلسة بعنوان «التمويل التنموي». وكان تم إطلاق مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون من قبل مجموعة العشرين خلال رئاسة المملكة للمجموعة عام 2020؛ بهدف تخفيف الديون عن الدول الأكثر احتياجاً. وقال الجدعان إنه، ورغم التعافي الملحوظ في الاقتصاد العالمي، فإنه لا يزال أقل من مستوياته المأمولة، مسلّطاً الضوء على مكاسب التخطيط الاقتصادي بعيد المدى الذي تنعم به المملكة في ظل «رؤية2030»، كما أكّد أهمية التعاون متعدد الأطراف في التصدي للتحديات العالمية. وأشار إلى أن التمويل المستدام يتطلب العمل المنسق مع الأخذ بالاعتبار تطلعات الدول النامية للتقدم الاقتصادي، مؤكداً أهمية السماح للبلدان بتنفيذ نهج يتماشى مع سياساتها وإجراءاتها الوطنية، وأن تشمل الحلول المطروحة تقنيات احتجاز الكربون، وذلك خلال جلسة عنوانها «إتاحة التمويل لتحقيق أهداف المناخ والتنمية المستدامة». وأكد أن أهم عوامل استقرار ومتانة الاقتصادات ضد الصدمات العالمية هما التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى والتنويع الاقتصادي، وهما ما تنعم بهما المملكة في ظل رؤيتها 2030.

هيكلة الديون

من جهته، رحب محافظ البنك المركزي السعودي أيمن السياري، بالتقدم المحرز في إعادة هيكلة الديون للدول منخفضة الدخل، وأكّد على دور المملكة في دعم الجهود الرامية إلى معالجة التحديات التي تواجه الاستدامة المالية والاستقرار الاقتصادي الكلي، بالإضافة إلى ضرورة رأس المال الخاص لتحقيق التنمية المستدامة، خلال جلسة بعنوان «تمويل التنمية: العلاقة بين تدفقات رأس المال والديون العالمية وإصلاحات بنوك التنمية متعددة الأطراف». وذكر السياري أنه يتعين على دول مجموعة العشرين مواصلة العمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، تفادياً لأي تداعيات سلبية قد تترتب في حال عدم تحقيق ذلك.

تنمية مستدامة

وأشار السياري خلال حديثه، إلى أن رأس المال الخاص ضرورة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، وأن بنوك التنمية متعددة الأطراف تؤدي دوراً هاماً في جذب الاستثمارات. وتابع «ونرحب بتركيز خارطة طريق مجموعة العشرين على جعل بنوك التنمية متعددة الأطراف تعمل كنظام متماسك ومرن، لتلبية احتياجات كل دولة مع الأخذ في الاعتبار التحديات العالمية». وأفاد السياري بأن لكل بنك من بنوك التنمية متعددة الأطراف خصائص مختلفة من الفرص والتحديات، وينبغي لكل بنك أن يصمم نهجه الخاص المناسب لتحقيق مهامه، وتعزيز كفاءته التشغيلية، وتفعيل قدرته المالية. وذكر أن المملكة تواصل دعم تنفيذ توصيات إطار العمل المشترك بين بنوك التنمية متعددة الأطراف لتحسين ميزانياتها العمومية.