متى تستثمر أفريقيا ثرواتها وتقود العالم؟

تمتلك نصف احتياطي الذهب في العالم و12% من النفط و32% ثروة معدنية

عامل في أحد مناجم تعدين الذهب في زامبيا (غيتي)
عامل في أحد مناجم تعدين الذهب في زامبيا (غيتي)
TT

متى تستثمر أفريقيا ثرواتها وتقود العالم؟

عامل في أحد مناجم تعدين الذهب في زامبيا (غيتي)
عامل في أحد مناجم تعدين الذهب في زامبيا (غيتي)

تتلقى القارة الأفريقية الضربة تلو الأخرى من الخارج والداخل، لتكون الأكثر تأثرا بالأحداث والتغيرات العالمية التي تتسارع حول العالم، سواء كان ذلك جيوسياسياً أو اقتصادياً، مما وضعها كأفقر قارة في العالم.

تعاني الدول الأفريقية كثيراً مع كل تغير إقليمي أو عالمي، كان آخرها تفشي جائحة «كورونا»، مع تأثر سلاسل الإمدادات العالمية، والتي زادت نسبة الجوع في أفريقيا بنحو 20 في المائة إلى 230 مليونا يعانون من سوء التغذية في القارة، وفق برنامج الغذاء العالمي.

بينما يرى الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، أكبر شبكة إنسانية في العالم، أن أفريقيا، تشهد واحدة من أكثر الأزمات الغذائية إثارة للقلق منذ عقود، ووصفتها بأنها «هائلة من حيث شدّتها ونطاقها الجغرافي». وتقول عبر موقعها: «يعاني حوالي 146 مليون شخص من انعدام حاد للأمن الغذائي، وهم بحاجة إلى مساعدة إنسانية طارئة».

ومع اختلاف عدد الجوعى في القارة وتضارب الأرقام، إلا أن الجميع يتفق على أن هناك أزمة حقيقية، ناتجة من عوامل محلّية وعالمية عدّة أوصلت إليها، بما في ذلك انعدام الأمن والنزاع المسلّح، والأحداث الجويّة القاسية، والتقلّب المناخي، والآثار السلبية على الاقتصاد الكلّي.

كل هذا رغم أن أفريقيا، البالغ عدد دولها 54 دولة، تمتلك نحو 60 في المائة من مساحة الأرض الزراعية الصالحة للزراعة في العالم، وتمثل حرفة الزراعة والري 80 في المائة من حرف شعوب القارة، بالإضافة إلى العمل في الغابات والثروة الطبيعية.

يصل حجم السوق الأفريقية إلى نحو 1.3 مليار نسمة، وهي سوق استهلاكية بالدرجة الأولى، 60 في المائة من ثروتها البشرية في سن الشباب، مما تعد فرصة حقيقية للشركات والمصانع والقطاعات الإنتاجية بكل أنواعها.

تمتلك دول القارة نحو نصف احتياطي الذهب في العالم، الذي يتركز في السودان وغانا وزامبيا ونيجيريا وزيمبابوي ومصر، ونحو 12 إلى 15 في المائة من احتياطي النفط العالمي، بالإضافة إلى 32 في المائة من احتياطي الثروة المعدنية في العالم.

ووفقاً للأمم المتحدة، فإن أفريقيا موطن لنحو 8 في المائة من احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم. كما تمتلك أفريقيا ثلث جميع المعادن في العالم، وأنتجت في عام 2019 ما يقرب من مليار طن من المعادن بقيمة 406 مليارات دولار.

تعطي هذه المعطيات والبيانات المقتضبة عن القارة إجابات شافية عما يحدث في القارة داخلياً، ومحاولات التدخل خارجياً. غير أن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا الصدد هو: متى تنتهز القارة الأفريقية الفرصة وتستقل بقراراتها وتستثمر مواردها وتعيش برفاهية لا سيما مع تسارع الدول الغربية، أميركا وأوروبا والصين، لحجز نصيب لها في موارد القارة؟

مع الإشارة هنا إلى أن الصين تجاوزت الولايات المتحدة كثيراً بوصفها لاعبا اقتصاديا في أفريقيا. فهي أكبر شريك تجاري ثنائي الاتجاه لأفريقيا، حيث بلغ حجم التجارة بينهما 254 مليار دولار في عام 2021، متجاوزة بذلك بأربعة أضعاف حجم التجارة بين الولايات المتحدة وأفريقيا. كما أن الصين هي أكبر مزود للاستثمار الأجنبي المباشر، حيث تدعم مئات الآلاف من الوظائف الأفريقية.

مؤخراً، حصلت تغيرات جيوسياسية في أفريقيا، السودان ثم مالي ثم النيجر والغابون، وكلها ستؤثر على العالم الخارجي لا محالة، إذ إن أي تغيرات داخلية من شأنها أن ترفع أسعار المعادن والموارد الطبيعية التي تصدرها هذه الدول بأسعار تحددها الدول الأجنبية مسبقاً، وتستوردها في شكلها الخام. وقد تساهم في إبقاء معدلات التضخم مرتفعة لفترة من الزمن حتى يعود الاستقرار من جديد.

موارد القارة الأفريقية الطبيعية

-الذهب: تمتلك القارة 40 - 50 في المائة من احتياطي الذهب في العالم، الذي يتركز في السودان وغانا وزامبيا ونيجيريا وزيمبابوي ومصر.

ووفق دراسات، فإن خرائط مناجم الذهب في أفريقيا، كشفت عن صراعات محلية ودولية سُميت بالوريد الصحراوي للذهب، المكتشف عام 2012، والممتد من السودان شرق القارة إلى موريتانيا في أقصى غربها.

ومالي، التي شهدت انقلاباً عسكرياً مؤخراً، هي ثالث منتج للذهب في أفريقيا بعد جنوب أفريقيا وغانا. ووفقا لإحصاءات رسمية، فإن أغلب عمليات استخراج الذهب تقوم بها شركات متعددة الجنسيات.

زاد الإنتاج الصناعي للذهب في مالي بنسبة 4 في المائة عام 2022 ليصل إلى 66.2 طن، مقابل 63.4 طن في عام 2021، ووفق وزارة المناجم، فإن المعدن الأصفر يدر 400 مليون يورو سنويا، وهو ما يمثل 75 في المائة من صادراتها و25 في المائة من موازنتها.

-اليورانيوم: أفريقيا لديها رواسب معدنية كبيرة، بما في ذلك اليورانيوم.

والنيجر، التي شهدت هي الأخرى انقلاباً عسكرياً مؤخراً، هي سابع أكبر منتج لليورانيوم في العالم، وفقا للجمعية النووية العالمية.

والمعدن المشع هو الوقود الأكثر استخداماً للطاقة النووية. كما أنه يستخدم في علاج السرطان، للدفع البحري، وفي الأسلحة النووية.

وقد أنتجت النيجر، التي تمتلك أعلى خامات اليورانيوم في أفريقيا، 2020 طناً مترياً من اليورانيوم في عام 2022، أي حوالي 5 في المائة من إنتاج التعدين العالمي، وفقاً للجمعية النووية العالمية. وانخفض هذا من 2991 طناً في عام 2020.

ولدى النيجر عملية تعدين رئيسية واحدة في الشمال تديرها «أورلاندو» المملوكة لفرنسا، وهو منجم رئيسي آخر أغلق في عام 2021، مع واحد قيد التطوير.

-الكوبالت: تحتوي جمهورية الكونغو الديمقراطية على كميات ضخمة من الكوبالت، ومنها يتم إنتاج 50 في المائة على الأقل من خام الكوبالت الموجود في أسواق العالم.

ويحظى هذا المعدن بأهمية كبيرة لاستخدامه في بطاريات الهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية والسيارات الكهربائية، كما يستعمل في اللوحات الرقمية.

وقد بات محط اهتمام كبريات الشركات التقنية في العالم، إذ يرتبط به مستقبل قطاع الاتصالات.

-الكروم: جنوب أفريقيا هي موطن للغالبية العظمى من رواسب الكروم في العالم، وهي أكبر منتج للفيروكروم والكروم. ويعتمد الكثير من البلدان على جنوب أفريقيا لواردات الكروم.

وقد أنتجت جنوب أفريقيا 18 مليون طن متري من الكروم في عام 2022، وارتفع إنتاج البلاد بشكل كبير منذ عام 2020 حين كان يبلغ 13.2 مليون طن متري، ويستمر في التغلب على بقية منتجي الكروم في العالم بهامش واسع.

والكروم هو معدن رمادي صلب وهش مع نقطة انصهار عالية ومقاومة للتآكل، وهذه الخصائص تجعله عنصراً أساسياً في إنتاج الفولاذ المقاوم للصدأ.

ويبيع منتجو الكروم حوالي 60 في المائة من إنتاجهم لصناعة الصلب في الأساس، ويتم استخدام الكروم لإنتاج الفيروكروم، والذي يستخدم بعد ذلك في صناعة الفولاذ.

وتعد الصين أكبر مستهلك للكروم في العالم، وكذلك أكبر منتج للفولاذ المقاوم للصدأ. ولدى الصين أيضا خيارات محدودة فيما يتعلق بواردات الكروم، يظهر أحدث تقرير للمسح الجيولوجي الأميركي عن الكروم أن خمس دول فقط أنتجت المعدن في عام 2022.

-المنغنيز: تعتبر جنوب أفريقيا أكبر منتج للمنغنيز في العالم، حيث تمثل 33.5 في المائة من الإنتاج العالمي. ويبلغ إنتاجها السنوي من المنغنيز 6.2 مليون طن، وتتركز غالبية تعدين المنغنيز في صحراء كالاهاري، التي يعتقد أنها تمتلك أكثر من 70 في المائة من الاحتياطيات العالمية.

يستخدم المنغنيز، وهو مادة خام مهمة في صناعة الحديد والصلب، في تقوية الفولاذ ومنعه من الصدأ.

كما يستخدم في بطاريات الخلايا الجافة، وفي تشكيل كثير من السبائك، وفي الصناعات الكيميائية والزجاجية والكهربائية.

-التعدين: أفريقيا هي القارة الثانية في صناعة التعدين، فمساحة القارة تقدّر بـ 30 مليون كيلومتر مربع؛ مما يعني وجود كميات كبيرة من المواد الخام.

تهيمن كل من جنوب أفريقيا وموريتانيا والجزائر على إنتاج خام الحديد في أفريقيا.

وتنتج القارة نحو 12 - 15 في المائة من احتياطي النفط العالمي، أبرزها نيجيريا والغابون، التي شهدت انقلابا عسكريا الأربعاء.

جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة

يرى رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، الدكتور يسري الشرقاوي، أن فلسفة إدارة الاقتصاد العالمي تضع القارة الأفريقية في مكانة محدودة بالنظر إلى مواردها الطبيعية الغنية، وهو الأمر الذي يثير حفيظة شعوب القارة، التي بدأت بعض دولها تنتفض من حيث زيادة عدد المتعلمين والمطالبين بالتغيير.

قال الشرقاوي لـ«الشرق الأوسط»، إن «جزءاً من خطة وضعتها بعض الدول المتقدمة، تعتمد منهجيتها على الحصول على موارد القارة الأفريقية بأسعار زهيدة، وهو ما يتطلب إبقاء الوضع الاقتصادي لهذه الدول على ما هو عليه، لأنه ببساطة في حال استثمرت الدول الأفريقية مواردها وبدأت تصديرها في شكل منتج نهائي وليس في صورة خام، فسترتفع الأسعار على الدول المتقدمة ويزيد التضخم، وتقل رفاهيتهم، فرفاهية الدول المتقدمة تعتمد على فقر أفريقيا».

وعن مدى إمكانية استمرار هذه السياسات، أوضح الشرقاوي: «صعب... لبنة التغيير في القارة بدأت...».


مقالات ذات صلة

اليمن: قرصنة سفينة «غالاكسي ليدر» إرهاب إيراني بالوكالة

العالم العربي نفت إسرائيل علاقتها بالناقلة كما نفت وجود أي شخص إسرائيلي على متنها (أ.ف.ب)

اليمن: قرصنة سفينة «غالاكسي ليدر» إرهاب إيراني بالوكالة

ندّد الاتحاد الأوروبي بقرصنة الحوثيين سفينة «غالاكسي ليدر»، ودعا إلى الإفراج عنها وعن طاقمها فوراً، بينما وصفت الحكومة اليمنية الحادثة بأنها إرهاب إيراني بالوكا

علي ربيع (عدن)
شمال افريقيا اجتماع في تونس الأسبوع الماضي لفريق العمل المعني بنزع السلاح الليبي (البعثة الأممية)

ما حقيقة تسرّب «السلاح السائب» من ليبيا إلى دول أفريقية؟

أعادت تقارير أميركية وأممية الحديث عن فوضى «السلاح السائب» في ليبيا، ومدى «تسرّب كميات منه إلى دول أفريقية»، وسط انقسام بين محللين حول حقيقة الأمر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا أنيت فيبر مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي تتحدث إلى «الشرق الأوسط» في الرياض (تصوير: بشير صالح)

المبعوثة الأوروبية للقرن الأفريقي: ندرس فرض عقوبات على ممولي الحرب السودانية

تحدثت مبعوثة الاتحاد الأوروبي عن روح مختلفة تعيشها مفاوضات جدة بين أطراف الصراع السوداني بعد أن ساد الإحباط لفترة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
شمال افريقيا محكمة عسكرية تبدأ محاكمة 11 مسؤولاً متهمين بـ«الإرهاب» (وكالة الأنباء الصومالية)

محاكمة عسكرية لـ11 مسؤولاً صومالياً بتهمة «الإرهاب»

بدأت محكمة عسكرية في الصومال، الأحد، نظر قضية تتعلق بـ«الإرهاب» ضد 11 مسؤولاً بمديرية هدن في محافظة بنادر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وفد مصر خلال مباحثات القاهرة بشأن «سد النهضة» (وزارة الموارد المائية والري المصرية)

جولة رابعة لمفاوضات «سد النهضة»... ما السيناريوهات المحتملة؟

كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، اتفقا على هامش قمة دول جوار السودان يوليو الماضي على «الشروع في مفاوضات (عاجلة)».

محمد عجم (القاهرة)

محافظ استثمارية قيمتها 2.4 مليار دولار للمشاريع الرأسمالية المستدامة بجازان

أمير منطقة جازان خلال تدشين المشاريع الرأسمالية (الشرق الأوسط)
أمير منطقة جازان خلال تدشين المشاريع الرأسمالية (الشرق الأوسط)
TT

محافظ استثمارية قيمتها 2.4 مليار دولار للمشاريع الرأسمالية المستدامة بجازان

أمير منطقة جازان خلال تدشين المشاريع الرأسمالية (الشرق الأوسط)
أمير منطقة جازان خلال تدشين المشاريع الرأسمالية (الشرق الأوسط)

أعلنت الهيئة الملكية للجبيل وينبع، ممثلة في مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، (الأحد) الانتھاء من أعمال ترسیة 53 مشروعا متنوع الأھداف والمخرجات، ترتبط بثلاث محافظ رئیسیة، وتجاوزت تكلفتھا 9 ملیارات ریال سعودي (2.4 مليار دولار أميركي)، وذلك خلال حفل الانتهاء من أعمال الترسية للمشاريع الرأسمالية برعاية الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان، وحضور وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، ورئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع المهندس خالد السالم، وعدد من ممثلي الشركات الاستثمارية وشركات القطاع الخاص.

وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وقال وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، إن «المشاريع تمثل، 24 مشروعا للبنى التحتية، و18 مشروعا للمرافق العامة والإسكان، و11 مشروعا للخدمات المساندة التي سيكون لها تأثير مهم في جذب الاستثمارات».

وأضاف الخريف أن «هذه الأحداث تؤكد على مكانة السعودية الريادية على الساحة الدولية والإقليمية، وتأتي تتويجا لما تشهده من حراك اقتصادي كبير على مختلف المستويات».

رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع المهندس خالد السالم (الشرق الأوسط)

من جهته، قال رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع المهندس خالد السالم إن «هذه المشاريع تأتي ترجمة لـ(رؤية المملكة 2030)، التي تستهدف جعل مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية مركزاً اقتصادياً عالمياً جاذباً للاستثمار».

وأضاف السالم، أن «المشاريع ستسهم في توفير أكثر من 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، ودعم النمو الاقتصادي في منطقة جازان».

محفظة الخدمات المساندة

وتضمنت المحافظ المعلن عنها، محفظة الخدمات المساندة بواقع 11 مشروعاً، لتكون الممكّن الرئیسي في إعداد الدراسات الفنیة والتصامیم الھندسیة للمشاریع الرأسمالیة، وتوفیر الدراسات الجیوتقنیة ودراسات الرفع المساحي للمدینة، ویمتد نطاقها لتشمل الدراسات والفحوصات البیئية، وذلك لتعزيز جھود الاستدامة البیئیة بالمدینة، ویوفر ذلك عقوداً لدراسات المخطط الإرشادي للتوسعة الشرقیة والجنوبیة بالمدینة بإجمالي مساحة تتجاوز 152 كیلومتراً مربعاً.

محفظة البنية التحتية

وشملت أھداف ومخرجات أعمال الترسیة محفظة البنیة التحتیة والطرق التي حوت 24 مشروعاً، وتضمنت مشاریعھا تطویر البنیة التحتیة للمنطقة الصناعیة والمنطقة الاقتصادیة الخاصة بما یقارب 11.5 كیلومتر مربع، وللمنطقة السكنیة ومركز المدینة بما یقارب 4 كیلومترات مربعة، وتطویر إنشاء شبكة طرق بالمدینة بأكثر من 19 كیلومترا طوليا لخدمة مناطق المدینة كافة، وإنشاء محطات وشبكات التوزیع الكھربائي بسعة 1.5 غیغا فولت أمبیر، ومحطات وشبكات قنوات التبرید بمیاه البحر بسعة 160 ألف متر مكعب في الساعة بطول 10 كلم ممتدة من وإلى داخل البحر.

الأمير محمد بن ناصر يتوسط المشاركين والمستثمرين (الشرق الأوسط)

محفظة الإسكان والمرافق

وبلغ عدد مشاریع محفظة الإسكان والمرافق 18 مشروعاً، بتكلفة إجمالیة تتجاوز 3 ملیارات ریالٍ سعودي (780 مليون دولار أميركي)، وتمثلت مخرجات مشاریع المحفظة في إیجاد وحداتٍ سكنیة «فلل وشقق» لخدمة قاطني المدینة بمختلف الفئات، وعددٍ من المرافق العامة المساھمة في رفع جودة الحیاة بالمدینة، مثل المرافق التعلیمیة، ومركز الأعمال للجھات الحكومیة والمركز الحضاري، وعددٍ من المرافق الأخرى التي ستسھم في إدارة وتشغیل المدینة، مثل مبنى ومستودعات الإدارة العامة للتشغیل والصیانة، ومبنى ومختبرات إدارة حمایة ومراقبة البیئة ومحطة الإطفاء بالمنطقة الصناعیة.

مدينة ذكية

إلى ذلك، قال مدير عام تطوير الاستثمار في مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية نواف الوادعي، إن الهيئة الملكية وقعت أكثر من 30 مليار ريال مع أكثر من 25 مستثمراً في مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، مشيراً إلى أنها مرتبطة بالمشاريع الرأسمالية ذاتها التي جرى الإعلان عنها اليوم، مشيراً إلى أن المشاريع ستمكن الاستثمارات النوعية، ويعود ذلك للميزة التي تتميز بها الهيئة الملكية، حيث توفر بنى تحتية ضخمة للمستثمرين كافة، ولديها كثير من المزايا التنافسية بما فيها الموقع الجغرافي المميز الذي يعد لاعباً أساسياً في جذب المستثمرين، إلى جانب الحوافز المالية والتنظيمية والتشغيلية.

وكشف الوادعي، عن أن الهيئة الملكية، تعمل على خلق مدينة ذكية حديثة تقنياً، تسخر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في حل المشاكل الحضرية، كما تستخدم البيانات المكتسبة لإدارة الأصول والموارد والخدمات بكفاءة، وذلك مواءمةً لبرنامج التحول الوطني في أنسنة المدن.

وفيما يتعلق بالبنى التحتية المتكاملة، أكد مدير عام الشؤون الفنية في مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، منصور العباس، على «الهدف الرئيسي في خلق بنية تحتية متكاملة مضمنة في محفظة البنية التحتية والطرق التي تعد من أهم مخرجات مشاريع هذه المحفظة من حيث تطوير البنية التحتية للمنطقة الصناعية والمنطقة الاقتصادية الخاصة، والمنطقة السكنية، وتطوير إنشاء شبكة طرق بالمدينة، وإنشاء محطات وشبكات التوزيع الكهربائي، لخدمة كبار مستثمري منطقة الصناعات الثقيلة التي تعد شريان مشاريع المنطقة».

وأضاف أنه حول تحقيق مستهدفات الاكتفاء الذاتي، «تعمل الهيئة الملكية على تمكين نمو قطاع الثروة الحيوانية والسمكية وقطاع الصناعات الغذائية والسعي في تحسين مستوى المملكة في مجال الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي بتطوير ما مساحته 3 ملايين متر مربع من البنية التحتية لمنطقة الصناعات الغذائية».


الرياض وبكين تتجهان للتعاون في الطاقة والموارد والبنية التحتية  

وزير الاستثمار خلال افتتاح ورشة عمل من ضمن جولة «استثمر في السعودية» التي أقيمت في الصين (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار خلال افتتاح ورشة عمل من ضمن جولة «استثمر في السعودية» التي أقيمت في الصين (الشرق الأوسط)
TT

الرياض وبكين تتجهان للتعاون في الطاقة والموارد والبنية التحتية  

وزير الاستثمار خلال افتتاح ورشة عمل من ضمن جولة «استثمر في السعودية» التي أقيمت في الصين (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار خلال افتتاح ورشة عمل من ضمن جولة «استثمر في السعودية» التي أقيمت في الصين (الشرق الأوسط)

تتحرك السعودية والصين نحو تنمية الاستثمارات في صناعة السيارات والبطاريات الكهربائية وتقنية المعلومات، وذلك بعد لقاء وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، في مدينة غوانجو الصينية، عدداً من المسؤولين التنفيذيين لشركات عدة تعمل في هذه الصناعات.

وتستضيف بكين مؤتمر الاستثمار الصيني - السعودي، يوم الثلاثاء، الذي تنظمه وزارة الاستثمار السعودية بتنسيق مع غرفة التجارة الصينية لاستيراد وتصدير الآلات والمنتجات الإلكترونية، وذلك على هامش زيارة وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح إلى الصين الشعبية ومنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، خلال الفترة من 7 - 12 ديسمبر (كانون الأول) 2023.

وقالت وزارة التجارة الصينية إن الوزير وانغ ون تاو اجتمع مع الوزير الفالح في بكين، وناقشا توسيع التعاون في التجارة والاستثمار. ونقلت الوزارة عن وانغ قوله إن الصين ترغب في التعاون مع السعودية، من أجل دفع مبادرة «الحزام والطريق» الصينية، ومبادرة «رؤية 2030» السعودية، وأن البلدين سيوسعان أيضاً التعاون في مجالات الطاقة والموارد والبنية التحتية والتكنولوجيا.

القطاعات الحيوية

وعُقدت ورشات عمل استثمارية في مدينة غوانجو يوم السبت، تمهيداً لإجراء مناقشات مهمة حول القطاعات الحيوية، بما في ذلك الطاقة والبتروكيميائيات والصناعات التحويلية.

وسيعزز المؤتمر جهود المملكة في تطوير مسار الشراكة الاستراتيجية السعودية - الصينية القائمة في المجال الاقتصادي والاستثماري والتجاري، تحت مظلة «رؤية 2030» التي تعزز مثل هذه الشراكات الاستراتيجية، والنهوض بأنشطة التجارة والاستثمار والاقتصاد في مجالات عدة، ومبادرة «الحزام والطريق» الصينية التي تربط آسيا بأفريقيا وأوروبا.

ومن المتوقع أن يشارك في هذه الفعالية أكثر من 700 شخصية من ممثلي الحكومات رفيعي المستوى، وكبار المسؤولين والرؤساء التنفيذيين والمستثمرين، ورواد الأعمال الذين يتطلعون إلى استعراض ومناقشة الفرص والمبادرات الاستثمارية لزيادة التعاون المشترك بين البلدين.

وستتضمن أعمال المؤتمر جلسات حوارية عدة حول عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك في مجالات الطاقة النظيفة، والمال والاستثمار، والتعدين والمعادن، إضافة إلى عدد من ورشات العمل التي ستتطرق لمجالات السياحة والترفيه، والأمن الغذائي والزراعة والخدمات اللوجيستية والشحن وسلاسل الإمداد، والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي، والصناعات التحويلية والتكنولوجيا الحديثة والمتقدمة.

الزيارات الميدانية

كما يزور الوزير السعودي عدداً من المدن الصينية لعقد اجتماعات مع قيادات الشركات في تلك المناطق، وستقيم الفرق الفنية في الوزارة، على هامش زيارته، عدداً من ورشات العمل والزيارات الميدانية في تلك المدن، لبحث فرص التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية، يشارك فيها ممثلو القطاعين الحكومي والخاص من البلدين.

ومن جهة أخرى، شارك وزير الاستثمار السعودي في ندوة ضمن قمة «الأولوية» من تنظيم مبادرة مستقبل الاستثمار في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة التي عُقدت يوم الثلاثاء الماضي، وأشار فيها إلى الدور المحوري الذي تلعبه منطقة الشرق الأوسط في ازدهار دول الجنوب، في ظل قيادة المملكة لحركة التقدم، مشدداً على أن الطاقة والتحول الرقمي سيكونان بمثابة أداتين لتحقيق تنمية تقود المنطقة إلى العالمية.

كما شارك في لقاء الطاولة المستديرة مع نخبة من قيادات الشركات ورجال الأعمال، ناقشوا فيه سُبل تعزيز الشراكة الاستثمارية والاقتصادية.

الذكاء الاصطناعي التوليدي

ومن جهة أخرى، شاركت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا»، في جلسة عمل بعنوان «الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي – الإنتاجية والنمو» في مدينة شنغن الصينية، وذلك على هامش زيارة وزير الاستثمار والوفد المرافق له من القطاعين الحكومي والخاص إلى جمهورية الصين الشعبية ومنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة. ومثّل الهيئة خلال ورشة العمل التي عُقدت خلال الزيارة، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للذكاء الاصطناعي في «سدايا» الدكتور ياسر العنيزان، الذي تناول خلالها مبادرات ومشروعات الذكاء الاصطناعي التوليدي في المملكة، لا سيما في مجالات الصحة واللغة العربية والرؤية الحاسوبية والطاقة والبيئة.

وبيّن العنيزان أن «سدايا» عملت على عدد من المبادرات منها تنظيم سلسلة ملتقيات في الجامعات السعودية لتعزيز المعرفة بمجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وإبراز فوائده الجمّة للبشرية، وإطلاق مسرعة «غاية» الذي يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المختص بتحويل النماذج المبتكرة إلى أعمال ناجحة قائمة على الذكاء الاصطناعي، ويستهدف روَّاد الأعمال ومؤسسي الشركات الناشئة التقنية.

يُذكر أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يعرّف بأنه فرع من الذكاء الاصطناعي يستخدم تقنيات تعلُّم الآلة (Machine Learning) لإنشاء بيانات أو محتوى جديد بناءً على بيانات موجودة. وتأتي مشاركة «سدايا» انطلاقاً من اهتمامها بتبادل الخبرات مع مختلف دول العالم، وإبراز جهودها في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يؤكد فيه الخبراء أن الريادة فيه ستكون لمن يمتلك القواعد والاستراتيجيات الأساسية لتلك التقنيات الابتكارية والتقنية التي أخذت في التطور بشكل سريع جداً.


المصريون يترقبون مسار الجنيه بعد الانتخابات الرئاسية بشيء من الخوف

مصريون في أحد مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية بالقاهرة - 10 ديسمبر 2023 (أ.ف.ب)
مصريون في أحد مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية بالقاهرة - 10 ديسمبر 2023 (أ.ف.ب)
TT

المصريون يترقبون مسار الجنيه بعد الانتخابات الرئاسية بشيء من الخوف

مصريون في أحد مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية بالقاهرة - 10 ديسمبر 2023 (أ.ف.ب)
مصريون في أحد مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية بالقاهرة - 10 ديسمبر 2023 (أ.ف.ب)

لا يكاد يخلو حديث بين اثنين في مصر، إلا وتغلب عليه أزمة ارتفاع الأسعار المستمر، للسلع والخدمات والمنتجات الغذائية، حتى أن الأمر بلغ بالبعض شراء أي شيء وكل شيء حالياً قبل التعويم المتوقع أو بالأحرى خفض الجنيه المتوقع بعد الانتخابات الرئاسية.

زيادة الإقبال على بعض المنتجات والسلع، تحوطاً للتخفيض المتوقع، ساهم في ارتفاعها بشكل شبه يومي، وذلك أمام تصريحات حكومية متضاربة بين «لن يكون هناك تعويم» و«انتهاء أزمة الدولار قريبا جدا» و«أزمة العملة ستكون من التاريخ».

حتى إن كثرة التصريحات المتضاربة قسمت المصريين إلى فريقين، الأول يتبنى الرأي المتفائل الصادر من بعض الوزراء والمسؤولين، والآخر ينتهج الرأي المتشائم الصادر من بعض المسؤولين أيضاً. وبين هذا وذاك، ذهب المصريون إلى الانتخابات الرئاسية التي بدأت الأحد وتنتهي الثلاثاء بأحاديث جانبية عن أزمة السكر والأرز، وارتفاع أسعار المنتجات الغذائية لمستويات قياسية، ورفع الحد الأدنى للأجور؛ وغلفت هذه الأحاديث الخوف من التداعيات الاقتصادية لحرب إسرائيل - غزة على مصر.

تراجع في الأثناء معدل التضخم في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مدعوما بتباطؤ زيادة أسعار المواد الغذائية. إذ أفادت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر الأحد، أول أيام الانتخابات الرئاسية، بتراجع التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية إلى 34.6 في المائة في نوفمبر مقارنة بـ35.8 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول).

ويقل معدل التضخم السنوي المسجل في نوفمبر قليلا عما توقعه المحللون. وكان متوسط توقعات 18 محللا تم استطلاع آرائهم يرجح تسجيل التضخم 34.8 في المائة. وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار بنسبة 1.3 في المائة في نوفمبر مقارنة بواحد في المائة في أكتوبر. وارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 0.2 في المائة لكنها زادت 64.5 في المائة على أساس سنوي.

وظل التضخم السنوي يسجل صعودا لمدة عامين ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 38 في المائة في سبتمبر (أيلول). والمعدل المسجل في نوفمبر هو الأدنى منذ مايو (أيار).

ولا يعني تراجع التضخم في نوفمبر حلا لمشكلة ارتفاع الأسعار، نظرا لاستمرار أزمة شح الدولار في البلاد التي تستورد معظم احتياجاتها الغذائية والصناعية.

مسار الجنيه بعد الانتخابات

أكثر من سيناريو ينتظر الجنيه المصري بعد الانتخابات الرئاسية، بين مطالبات بمرونة سعر الصرف بشكل كامل، وخفض بنحو 20 - 25 في المائة، وثبات السعر الرسمي دون تعديل مع انتعاش للسوق الموازية.

ترى الإدارة المصرية أنه لن يكون هناك خفض في سعر الجنيه من دون حصيلة دولارية كافية لدى البنك المركزي المصري، وذلك لضمان نسبة خفض مقبولة عند السماح بذلك، بينما تطالب المنظمات العالمية الدولية (أبرزها صندوق النقد الدولي) بمرونة تامة في سعر الصرف.

وبالنظر إلى الوضع الحالي الذي يشتكي منه الجميع، مواطنين وصناعا ومنتجين وتجارا وموظفين، وفقراء وأغنياء، نظرا لأن عملية التسعير لأي منتج تخضع لسعر دولار السوق السوداء غير المستقرة، تنتفي الحاجة للسيناريو الثالث الذي يبقي على الوضع الحالي دون تعديل.

انخفض الجنيه بمقدار النصف مقابل الدولار منذ مارس (آذار) 2022. ورغم التخفيضات المتكررة في قيمة العملة، يبلغ سعر الدولار نحو 49 جنيها مصريا في السوق السوداء مقارنة بسعر رسمي يبلغ 31 جنيها.

وتشير المعطيات العالمية إلى توقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) عن عملية التشديد النقدي، مما يعني عودة جزء من الأموال الساخنة إلى الأسواق الناشئة، ومنها مصر، فضلا عن الإجراءات التي اتخذتها القاهرة لزيادة الاستثمارات الأجنبية وتقليل مدة إنشاء الشركات، عطفا على التطور الكبير في البنية التحتية التي شهدت تطورا كبيرا في البلاد، مما يعني أن المجال مفتوح لمعدلات نمو كبيرة، في سيناريو متفائل من دون أزمات مستجدة في المنطقة والعالم.

ووفقا للبنك المركزي المصري، سجل الاقتصاد معدل نمو بلغ 3.9 في المائة على أساس سنوي في الربع الأخير من عام 2022، وكذلك الربع الأول من عام 2023، وهو معدل مقبول بالنظر إلى التحديات المحلية والعالمية، غير أنه يأتي انخفاضا من 6.7 في المائة في السنة المالية 2021 - 2022.

ويجري صندوق النقد محادثات مع مصر لتوسيع حزمة دعم مالي مدتها أربع سنوات بقيمة ثلاثة مليارات دولار تم التوقيع عليها في ديسمبر (كانون الأول) 2022. وذلك بعد أن أوقف تقديم الدفعات في أعقاب تخلف القاهرة عن تنفيذ تعهداتها باعتماد سعر صرف مرن.

وقد تكون لهجة صندوق النقد الدولي المخففة مع مصر سلاحا ذا حدين، فقد يعتبرها البعض بداية لانفراجة مالية مقبلة، والبعض الآخر يراها زيادة لعبء الديون وخدمة الدين على البلاد. وبين هذا وذاك يترقب المصريون مسار الجنيه بعد الانتخابات الرئاسية بشيء من الخوف.

وعلى مصر أن تدفع نحو 42 مليار دولار ديون مستحقة في عام 2024، مما يعني أنه عام صعب هو الآخر على المصريين، منها 4.89 مليار لصندوق النقد الدولي.


إنشاء أكثر من 1.2 مليون حساب مصرفي خلال 9 أشهر في العراق

الحكومة والبنك المركزي يسعيان لإقناع العراقيين بوضع أموالهم في البنوك (البنك المركزي العراقي)
الحكومة والبنك المركزي يسعيان لإقناع العراقيين بوضع أموالهم في البنوك (البنك المركزي العراقي)
TT

إنشاء أكثر من 1.2 مليون حساب مصرفي خلال 9 أشهر في العراق

الحكومة والبنك المركزي يسعيان لإقناع العراقيين بوضع أموالهم في البنوك (البنك المركزي العراقي)
الحكومة والبنك المركزي يسعيان لإقناع العراقيين بوضع أموالهم في البنوك (البنك المركزي العراقي)

كشفت رابطة المصارف الخاصة العراقية، يوم الأحد، عن تطور ونمو كبيرين في الحسابات والبطاقات المصرفية وأجهزة الدفع الإلكتروني بعد الدعم الذي قدمه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والبنك المركزي العراقي إلى القطاع المصرفي خلال الأشهر الأخيرة، من خلال تفعيل الدفع الإلكتروني في المؤسسات الحكومية والخاصة وعمليات الإصلاح التي تم اتباعها في آليات تمويل التجارة الخارجية.

وقال المدير التنفيذي لرابطة المصارف الخاصة العراقية، علي طارق، في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «القطاع المصرفي العراقي يشهد نمواً كبيراً، بفضل الدعم من قبل الحكومة والبنك المركزي العراقي».

وأشار إلى أن المصارف وشركات الدفع الإلكتروني تتمتع ببنية تحتية جيدة، مع توسع كبير في خدماتها، ما أدى إلى زيادة الثقة بين القطاع المصرفي والمواطنين.

ونمت الحسابات المصرفية بنسبة 14 في المائة، لتصل حتى 30 سبتمبر (أيلول) 2023 إلى 10.02 مليون حساب مصرفي، بعد أن كان هناك أكثر من 8.79 مليون حساب في نهاية عام 2022، مما يعني إنشاء أكثر من 1.2 مليون حساب خلال 9 أشهر.

كما نمت الحسابات الجارية بنسبة 17.7 في المائة لتصل إلى 3.54 مليون حساب، ونمت حسابات التوفير بنسبة 11 في المائة لتصل إلى 5.55 مليون حساب، بينما نمت حسابات الودائع الثابتة بنسبة 4.6 في المائة لتصل إلى 236.8 ألف حساب، وارتفعت حسابات الشركات بنسبة 5 في المائة لتصل إلى 688.7 ألف حساب.

وأكد طارق، أن عدد البطاقات المصرفية ارتفع بنسبة 14.2 في المائة، حيث أصدرت البنوك وشركات الدفع الإلكتروني 2.3 مليون بطاقة جديدة خلال الـ9 أشهر الماضية، ليصل إجمالي عدد البطاقات إلى 18.5 مليون بطاقة، لافتاً إلى أن أجهزة نقاط البيع نمت بنسبة 117 في المائة خلال هذه الفترة، حيث وصلت إلى 23261 جهازاً، مقارنة مع 10718 جهازاً في نهاية العام الماضي. كما نمت أجهزة الصراف الآلي بنسبة 30.5 في المائة ووصلت إلى 2901 جهاز بعد أن كانت 2223 جهازاً نهاية العام الماضي.

وأشار المدير التنفيذي إلى أن التحولات التي شهدها القطاع المالي في العراق مهمة في تحقيق الإصلاح الاقتصادي، وهذا بسبب الدعم من الحكومة والبنك المركزي. كما أدى التغيير في عملية التحويل الخارجي لتمويل التجارة إلى ارتفاع الحسابات المصرفية للشركات بشكل ملحوظ.

ويسعى البنك المركزي والحكومة إلى إقناع المواطنين العاديين بوضع أموالهم في البنوك بدلاً من المنازل، وتشير بعض التقديرات الاقتصادية إلى أن نحو 90 في المائة من الكتلة النقدية مخزنة في منازل المواطنين.


أزمة الدينار العراقي تفجر خلافاً حاداً داخل اللجنة المالية

اتهم النائب محمد نوري الخزعلي البنك المركزي بالفشل وسرقة أموال الدولة مما أثار خلافاً حاداً مع اللجنة المالية (رويترز)
اتهم النائب محمد نوري الخزعلي البنك المركزي بالفشل وسرقة أموال الدولة مما أثار خلافاً حاداً مع اللجنة المالية (رويترز)
TT

أزمة الدينار العراقي تفجر خلافاً حاداً داخل اللجنة المالية

اتهم النائب محمد نوري الخزعلي البنك المركزي بالفشل وسرقة أموال الدولة مما أثار خلافاً حاداً مع اللجنة المالية (رويترز)
اتهم النائب محمد نوري الخزعلي البنك المركزي بالفشل وسرقة أموال الدولة مما أثار خلافاً حاداً مع اللجنة المالية (رويترز)

أحدثت أزمة الدينار العراقي الذي تشهد أسعار صرفه تراجعاً متواصلاً أمام الدولار الأميركي منذ أشهر انقساماً حاداً داخل صفوف اللجنة المالية في البرلمان العراقي، على خلفية انتقادات شديدة وجّهها العضو فيها النائب محمد نوري الخزعلي إلى السياسات المالية التي يتبناها المصرف المركزي، كاشفاً عن فقدان 35 تريليون دينار عراقي (نحو 21 مليار دولار).

وقال الخزعلي في تصريحات إعلامية: «إن أكثر من 35 تريليون دينار عراقي مطبوعة لا وجود لها داخل العراق، علماً أن هناك دولتين مجاورتين فقط تتعاملان مع العراق بالدينار»، في إشارة إلى إيران.

وأضاف: «إن سيطرة الأحزاب والمحاصصة الموجودة ضمن النظام المالي هي التي أسست لفشل الاقتصاد العراقي، ولا توجد دولة حتى الآن تعتمد على الحسابات الورقية وليس لديها حسابات ختامية في المصارف، ولا أتمتة إلكترونية وأكثر من 73 مصرفاً أهلياً سوى العراق».

ووصف المصرف المركزي بأنه «فاشل ولا يهدف إلى إدارة حقيقية»، معتبراً أن «سيطرة بعض الأطراف على قراراته أثرت على سعر الدولار، والخطأ الأكبر كان تسعير الدولار في الموازنة بـ132 ألفاً مقابل 100 دولار لأنها كلفت العراق خسارة أكثر من 9 تريليونات وأصبح الفارق بينها وبين أسعار السوق كبيراً».

وإذ أشار إلى أن الاقتصاد العراقي مرتبط بشكل كامل بالولايات المتحدة، قال الخزعلي «كنا نتلقى 3 دفعات بالدولار واليوم واحدة فقط. كما أن عقوبات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي تسببت بانفجار سعر الصرف، وهو يتعامل معنا وفق الصواريخ التي تسقط على قاعدة عين الأسد والسفارة»، في إشارة إلى الهجمات الصاروخية التي تشنها الفصائل المسلحة الموالية لإيران على القواعد والأماكن التي تتواجد فيها القوات الأميركية داخل العراق.

تصريحات الخزعلي أثارت غضب واستياء اللجنة المالية ورئيسها عن ائتلاف «دولة القانون» عطوان العطواني، حيث أصدرت بياناً قالت فيه: «تابعنا باستغراب واستهجان شديدين التصريحات غير المسؤولة التي أدلى بها النائب محمد نوري الخزعلي خلال استضافته في إحدى القنوات الفضائية للحديث عن السياسة النقدية في البلاد وإجراءات المصرف المركزي العراقي».

وتابع البيان: «وإذ ننفي نفياً قاطعاً المزاعم التي تحدث بها السيد النائب، كونها تفتقد المصداقية والدقة والموضوعية، وتنم عن عدم إلمامه بإجراءات وواجبات اللجنة، نعبّر عن رفضنا الشديد لهذه الادعاءات لما تحمله من إساءة كبيرة لمهام وواجبات اللجنة المالية النيابية بشكل خاص والسلطة التشريعية بشكل عام».

وطالبت اللجنة رئاسة مجلس النواب بـ«تشكيل لجنة تحقيقية للوقوف على صحة ومصدر هذه التصريحات الخطرة، واتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق كل من يتعمد الإساءة إلى سمعة الدولة العراقية ومؤسساتها الدستورية».

كما أكدت أن السياسة النقدية للمصرف المركزي، وخاصة فيما يتعلق بطباعة العملة، تخضع للمعايير والأسس النقدية، وتتوافق مع استقرار الوضع الاقتصادي ومستوى التضخم، وأن اللجنة المالية لديها برنامج عمل واضح لمراقبة السلطة التنفيذية.

وردّ النائب الخزعلي فشنّ هجوما لاذعاً على اللجنة المالية ورئيسها، قال فيه: «اطلعنا على ما يسمى بياناً هاماً صادراً عن اللجنة المالية الصادر بتاريخ 9 ديسمبر (كانون الأول) وهو يحتوي على العديد من الأكاذيب والهجوم علي شخصياً».

وأضاف: «بعد الاستفسار من السادة والسيدات أعضاء اللجنة المالية تبين أنه لا علم لهم بالبيان وهو صادر عن النائب عطوان العطواني (رئيس اللجنة) والذي تجاوز صلاحياته واستخدم ألفاظاً وعبارات غير محترمة بل وتعدى ذلك إلى أن يحل محل البنك المركزي والدفاع عن سياسته الفاشلة ويطالب بتشكيل لجنة تحقيقية ضدي متناسياً أنني نائب وما أقوله أتحمل مسؤوليته شخصياً».

وتابع: «بينما أحمله المسؤولية الكاملة عن الضرر المادي والنفسي الذي لحق بي من خلال اللجوء إلى القضاء العراقي، إلا أني أستغرب هذا الأسلوب التافه بالتنافس الانتخابي والذي أراد به التشويش على حقائق واضحة كالشمس وأهمها أن أكبر أسباب هذه المشاكل المالية هي أن المدعو عطوان العطواني كان وما يزال سبباً في فشل اللجنة المالية في أداء مهمتها الرقابية».

وطالب الخزعلي اللجنة المالية بسحب الثقة من العطواني بوصفه رئيساً لها.


المركز الوطني السعودي لإدارة الدين يؤمن قرضاً دولياً مجمّعاً بقيمة 11 مليار دولار 

تعزز هذه الخطوة تمويل المشاريع التنموية ومشاريع البنية التحتية المرتبطة بـ«رؤية 2030» (الشرق الأوسط)
تعزز هذه الخطوة تمويل المشاريع التنموية ومشاريع البنية التحتية المرتبطة بـ«رؤية 2030» (الشرق الأوسط)
TT

المركز الوطني السعودي لإدارة الدين يؤمن قرضاً دولياً مجمّعاً بقيمة 11 مليار دولار 

تعزز هذه الخطوة تمويل المشاريع التنموية ومشاريع البنية التحتية المرتبطة بـ«رؤية 2030» (الشرق الأوسط)
تعزز هذه الخطوة تمويل المشاريع التنموية ومشاريع البنية التحتية المرتبطة بـ«رؤية 2030» (الشرق الأوسط)

أنهى المركز الوطني السعودي لإدارة الدين، ترتيب قرض دولي مجمّع بلغت قيمته 11 مليار دولار، ليأتي هذا الترتيب ضمن استراتيجية المملكة للدين العام متوسطة المدى، بتنويع مصادر التمويل بهدف تلبية الاحتياجات التمويلية بتسعير عادل على المدى المتوسط والبعيد بما يتماشى مع درجة مقبولة من المخاطر، وفقا للمركز.

ووفقاً لخطة الاقتراض السنوية المعتمدة، تسعى هذه العملية للاستفادة من فرص الأسواق لتنفيذ عمليات التمويل الحكومي البديل التي من شأنها تعزيز النمو الاقتصادي مثل تمويل المشاريع التنموية ومشاريع البنية التحتية المرتبطة بـ«رؤية 2030».

وفقاً لمركز إدارة الدين، يأتي ترتيب هذا القرض الدولي المجمّع بقيمة 11 مليار دولار، والذي يمتد لمدة عشر سنوات، وبمشاركة 14 مؤسسة مالية دولية متوزعة في أنحاء العالم من آسيا والشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة، كدليل واضح على الاهتمام الدولي الواسع والثقة العالية بـ«رؤية 2030»، والمرونة العالية لاقتصاد المملكة. تجدر الإشارة إلى أن نجاح ترتيب هذا القرض الدولي المجمّع هو إثبات لتوجهات المملكة الاستباقية بتوفير الموارد التمويلية التي تحقق النمو والتنوع الاقتصادي.


7 سنوات على تشكيل «أوبك بلس»: تعاون منتجي النفط يلعب دوراً محورياً في دعم السوق

جانب من اجتماع أوبك بلس في مقر منظمة أوبك بفيينا (من حساب أوبك على لينكد إن)
جانب من اجتماع أوبك بلس في مقر منظمة أوبك بفيينا (من حساب أوبك على لينكد إن)
TT

7 سنوات على تشكيل «أوبك بلس»: تعاون منتجي النفط يلعب دوراً محورياً في دعم السوق

جانب من اجتماع أوبك بلس في مقر منظمة أوبك بفيينا (من حساب أوبك على لينكد إن)
جانب من اجتماع أوبك بلس في مقر منظمة أوبك بفيينا (من حساب أوبك على لينكد إن)

تحتفل «أوبك بلس» بالذكرى السنوية السابعة للتعاون الذي يعد تاريخياً بين كبار منتجي النفط، والذي حافظ على استقرار أسواق النفط، منذ توقعيه في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) عام 2016.

يهدف التحالف إلى دعم الاستقرار المستدام في سوق النفط العالمية من خلال التعاون والحوار لصالح جميع المنتجين والمستهلكين والمستثمرين، وكذلك الاقتصاد العالمي.

وقال الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص، في هذا الإطار، إن «إعلان التعاون (بين كبار منتجي النفط) هو منصة فريدة تسهل التعاون بين 23 دولة منتجة للنفط على أساس الاحترام المتبادل والثقة والحوار».

وأضاف في بيان صحافي، «لعب التحالف دوراً محورياً في دعم استقرار السوق والنمو الاقتصادي العالمي وأمن الطاقة، رغم التحديات التي واجهته».

«أوبك» و«أوبك بلس»

في العام 1960، أسست السعودية والعراق وإيران والكويت وفنزويلا منظمة «أوبك» في بغداد، بهدف تنسيق السياسات النفطية وضمان أسعار عادلة ومستقرة. واليوم، تضم المنظمة 13 دولة معظمها من الشرق الأوسط وأفريقيا وتنتج نحو 30 في المائة من النفط على مستوى العالم.

ومن خلال انضمام نحو 10 دول أخرى من خارج «أوبك»، شكلت «أوبك» ما يُعرف بتحالف «أوبك بلس»، في نهاية عام 2016، والذي يمثل إنتاجه نحو 40 في المائة من إنتاج النفط العالمي.

الدول الأعضاء الحالية في «أوبك» هي: السعودية والإمارات والكويت والعراق وإيران والجزائر وأنغولا وليبيا ونيجيريا والكونغو وغينيا الاستوائية والغابون وفنزويلا. أما تلك المشاركة في تحالف «أوبك بلس» وليست من أعضاء «أوبك فهي»: روسيا وأذربيجان وكازاخستان والبحرين وبروناي وماليزيا والمكسيك وعُمان وجنوب السودان والسودان، وانضمت مؤخرا البرازيل.

تشكل صادرات الدول الأعضاء في «أوبك» زهاء 60 في المائة من تجارة النفط العالمية. وفي عام 2021، قدرت «أوبك» أن الدول الأعضاء فيها تمتلك أكثر من 80 في المائة من احتياطيات النفط العالمية المؤكدة.

تخفيضات «أوبك بلس»

بداية الشهر الحالي، اتفق منتجو النفط في تحالف «أوبك بلس» على تخفيضات طوعية للإنتاج تبلغ إجمالا نحو 2.2 مليون برميل يوميا للربع الأول من عام 2024.

وتشمل التخفيضات تمديد التخفيضات الطوعية السعودية والروسية الحالية البالغة 1.3 مليون برميل يوميا، مما يعني أن التخفيضات الإضافية نحو 900 ألف برميل يوميا. وتأتي التخفيضات الجديدة بالإضافة إلى السابقة التي تم الإعلان عنها في خطوات مختلفة منذ أواخر عام 2022.


«يو بي إس» يتكبد 400 مليون دولار «أعباء عقارية» جراء استحواذه على «كريدي سويس»

في أكتوبر أزال مصرف «يو بي إس» شعار «كريدي سويس» الكبير من أعلى ساحة «وان كابوت سكوير» (رويترز)
في أكتوبر أزال مصرف «يو بي إس» شعار «كريدي سويس» الكبير من أعلى ساحة «وان كابوت سكوير» (رويترز)
TT

«يو بي إس» يتكبد 400 مليون دولار «أعباء عقارية» جراء استحواذه على «كريدي سويس»

في أكتوبر أزال مصرف «يو بي إس» شعار «كريدي سويس» الكبير من أعلى ساحة «وان كابوت سكوير» (رويترز)
في أكتوبر أزال مصرف «يو بي إس» شعار «كريدي سويس» الكبير من أعلى ساحة «وان كابوت سكوير» (رويترز)

تكبد مصرف «يو بي إس» 400 مليون دولار من التكاليف العقارية المتعلقة باستحواذه على مصرف «كريدي سويس»، بما في ذلك إلغاء عقود إيجار المكاتب التي يشغلها منافسه البائد.

وبدأ «يو بي إس» في نقل الآلاف من موظفي «كريدي سويس» إلى مبانيه الخاصة وإزالة شعارات المصرف المنهار من مقره الرئيسي في المملكة المتحدة في كناري وارف والمكتب الرئيسي في نيويورك في ماديسون أفينيو، بحب صحيفة «فايننشال تايمز».

وتحمل المصرف السويسري نفقات بقيمة 200 مليون دولار على عقود إيجار «كريدي سويس» لعام 2022 وأخرى لعام 2023، وفقاً لإيداع لدى هيئة الأوراق المالية والبورصة الأميركية نُشر يوم الجمعة. وقال شخص مطلع على التكاليف إنها لا تتعلق فقط بالإنهاء المبكر للعقود، ولكن أيضاً بتجديد المكاتب.

ويعد استحواذ مصرف «يو بي إس» على مصرف «كريدي سويس»، والذي تم الاتفاق عليه في مارس (آذار)، ولكن تم الانتهاء منه في يونيو (حزيران)، أهم اندماج مصرفي منذ الأزمة المالية العالمية. وحتى الآن، تم بالفعل إلغاء 13 ألف وظيفة من المجموعة المندمجة، رغم أنه من المتوقع إلغاء آلاف أخرى في السنوات المقبلة.

وبدأ مصرف «يو بي إس» في إزالة العلامة التجارية لمصرف «كريدي سويس» في نيويورك في شهر أغسطس (آب)، ليحل محل اللافتات الموجودة في المقر الرئيسي للمصرف المنهار في الولايات المتحدة.

وبعد شهر، أبلغ مصرف «يو بي إس» الموظفين في مكتب مصرف «كريدي سويس» في لندن في «وان كابوت سكوير» أن الموظفين سيبدأون في الانتقال إلى مكتب «يو بي إس» الرئيسي بالقرب من شارع ليفربول وأن جميع التحويلات ستكتمل بحلول نهاية عام 2024.

ومن أجل إفساح المجال لموظفي «كريدي سويس» القادمين في 5 برودجيت، خرق «يو بي إس» اتفاقاً أبرمه مع «غرانت ثورنتون» لتأجير طابقين لشركة المحاسبة.

وكان الرئيس التنفيذي لمصرف «يو بي إس»، سيرجيو إيرموتي، توقع مؤخراً أن يكون عام 2024 هو الأصعب والأكثر تكلفة في عملية التكامل، التي من المتوقع أن تستغرق ثلاث سنوات.

وفي الشهر الماضي، أعلن المصرف عن أول خسارة فصلية له منذ ما يقرب من ست سنوات، حيث تكبد 2.2 مليار دولار من النفقات المتعلقة بالصفقة.

تجدر الإشارة إلى أن مصرف «كريدي سويس» باع «وان كابوت سكوير» إلى هيئة الاستثمار القطرية في عام 2012، لكنه حصل على عقد إيجار طويل الأجل حتى عام 2034. وخضع المبنى لتجديد باهظ الثمن في عام 2019 قبل ظهور فيروس كورونا مباشرة، مع تجميل الطوابق التنفيذية.

وكان مصرف «كريدي سويس» واحداً من أوائل المستأجرين الرئيسيين في «كناري وارف». وكانت منطقة «دوكلاندز» المالية من بنات أفكار رئيس مصرف كريدي سويس فيرست بوسطن، مايكل فون كليم.

وفي أكتوبر (تشرين الأول)، أزال مصرف «يو بي إس» شعار «كريدي سويس» الكبير من أعلى ساحة «وان كابوت سكوير».

وكان «وان كابوت سكوير» هو المقر الرئيسي لمصرف «كريدي سويس» في المملكة المتحدة منذ عام 1991، ولكن في السنوات الأخيرة قام المصرف السويسري بتقليص وجوده في المبنى مع انخفاض أعداد الموظفين. وفي وقت الاستحواذ، كان يشغل تسعة من طوابق المبنى البالغ عددها 21 طابقاً.


نظام متطور لقياس انبعاثات غاز الميثان في السعودية باستخدام الأقمار الاصطناعية

مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية «كابسارك» (من الموقع الإلكتروني لكابسارك)
مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية «كابسارك» (من الموقع الإلكتروني لكابسارك)
TT

نظام متطور لقياس انبعاثات غاز الميثان في السعودية باستخدام الأقمار الاصطناعية

مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية «كابسارك» (من الموقع الإلكتروني لكابسارك)
مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية «كابسارك» (من الموقع الإلكتروني لكابسارك)

أعلن مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية «كابسارك» وشركة «كايروس» عن تجربة تعاونية ابتكارية لإطلاق تقنية جديدة من نوعها لقياس انبعاثات الميثان في المملكة باستخدام الأقمار الاصطناعية التي تغطي الفترة بين 2016 و2022.

وأصدر «كابسارك» مؤخراً، ورقة نقاش مهمة بعنوان «استخدام تقنية الأقمار الاصطناعية لقياس انبعاثات غازات الدفيئة في المملكة»، أعدها أنور قاسم ووليد مطر وعبد الرحمن محسن، وألقت الضوء على طريقة استخدام الأقمار الاصطناعية الحديثة التابعة لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا» ووكالة الفضاء الأوروبية في تقدير انبعاثات الميثان الناجمة عن قطاع النفط والغاز السعودي في عام 2022، التي بلغت نحو 780 كيلو طناً، حيث تضع هذه البيانات الجديدة المملكة في المرتبة الثانية بعد النرويج من حيث معدلات كثافة غاز الميثان على مستوى الدول المُنتجة للنفط.

وتبرز أهمية هذا المشروع نظراً لمحدودية المصادر العالمية التي تُعنى بتحديد مخزونات الميثان في المملكة والاختلاف الكبير في التقديرات المتاحة، كما يلاحظ أن تقديرات الانبعاثات التي أجراها «كابسارك» مع «كايروس» تُظهر انخفاضاً بمعدل 73 في المائة مقارنةً بالأرقام المُقدمة من الوكالة الدولية للطاقة وقاعدة بيانات «إدغار» للعام نفسه.

وقال رئيس «كابسارك» فهد العجلان: «تُبرز الفجوة الواسعة في التقديرات طبيعة النتائج التي توصلنا إليها، وهو ما يشكّل تحدياً للمعايير الحالية ويؤكد أهمية نهجنا المبتكر في إعادة تعريف فهمنا للانبعاثات في المملكة العربية السعودية».

وتُظهر تقديرات المشروع أن انبعاثات الميثان الناجمة عن صناعة النفط والغاز في المملكة تُشكّل فقط ثلث إجمالي انبعاثات الميثان، بما يتوافق مع أحدث إحصائيات المخزونات الوطنية لغازات الدفيئة التي صدرت عن الهيئة السعودية الوطنية لآلية التنمية النظيفة في عام 2022.

وتركز تقديرات الأقمار الاصطناعية على حقول النفط والغاز في المملكة، متضمنةً انبعاثات الإنتاج، والتحليل الجزئي لنقل الهيدروكربونات، ومعالجة الغاز التي تحدث في محيط الحقول، بينما لا تشمل هذه التحليلات المراحل النهائية للعمليات.

والسعودية ضمن الدول التي وقعت على التعهد العالمي للميثان، الذي يهدف إلى خفض انبعاثات الميثان على الصعيد العالمي بنسبة 30 في المائة بحلول عام 2030، لذلك من الممكن أن تُسهم المعلومات الأكثر دقة وموثوقية عن انبعاثات غازات الدفيئة في المملكة في الدفع نحو إجراءات مناخية أكثر فاعلية، ومن ثمّ، تُظهر نتائج التقديرات المستخلصة من الأقمار الاصطناعية ضرورة التصدي لانبعاثات الميثان الناتجة عن النفايات.


السعودية تحقق أرقاماً قياسية في الاقتصاد الرقمي والفضاء والابتكار

السعودية توفر بنية تحتية جاذبة للاستثمارات في قطاع الاقتصاد الرقمي (واس)
السعودية توفر بنية تحتية جاذبة للاستثمارات في قطاع الاقتصاد الرقمي (واس)
TT

السعودية تحقق أرقاماً قياسية في الاقتصاد الرقمي والفضاء والابتكار

السعودية توفر بنية تحتية جاذبة للاستثمارات في قطاع الاقتصاد الرقمي (واس)
السعودية توفر بنية تحتية جاذبة للاستثمارات في قطاع الاقتصاد الرقمي (واس)

تمكن قطاع الاقتصاد الرقمي والفضاء والابتكار في السوق السعودية من تحقيق أرقام قياسية مؤخراً، أبرزها وصول حجم الاتصالات والتقنية إلى 163 مليار ريال (43.4 مليار دولار)، في حين بلغت الاستثمارات الأجنبية في الحوسبة السحابية ما يتجاوز 16 مليار ريال (4.2 مليار دولار).

وأطلقت المملكة 4 مناطق اقتصادية خاصة في أبريل (نيسان) الماضي، من ضمنها منطقة للحوسبة السحابية التي توصف على موقع المناطق الخاصة بوادي السيليكون السعودي الحاضن للتقنيات الرقمية الناشئة والمتقدمة، وتشمل محفزات وإعفاءات ضريبة لرؤوس الأموال المتجهة إلى هذه الاستثمارات النوعية.

وكشف تقرير حديث صادر عن وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخه منه؛ بلوغ حجم استثمارات رأس المال الجريء في السعودية نحو 3 مليارات ريال (800 مليون دولار).

توليد الوظائف

ووفق التقرير، استطاع القطاع التقني في المملكة توفير 354 ألف وظيفة كأكبر تكتل للمواهب الرقمية في المنطقة، بينما وصلت نسبة تمكين المرأة من خط أساس 7 في المائة خلال 2018 إلى 35 في المائة.

واحتلت المملكة المرتبة الثالثة على مستوى العالم ضمن مؤشر نضج الحكومة الرقمية الصادر من البنك الدولي، والرابعة عالمياً في جاهزية التنظيمات الرقمية، والثانية من حيث إتاحة الطيف الترددي.

وكان مجلس الوزراء السعودي قد وافق في منتصف العام الفائت على نظام «الاتصالات وتقنية المعلومات»، تعزيزاً لعملية التحول الرقمي، وتسريعاً لنمو الاقتصاد الرقمي في البلاد، وترسيخاً لمكانة المملكة صاحبة أكبر اقتصاد رقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والأسرع نمواً.

ويهدف النظام إلى تطوير منظومة القطاع، وتعزيز البنية الرقمية، وحماية المستهلك، وتنمية مستوى الكفاءات المحلية، وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال، والبحث والتطوير التقني في مجال التحول الرقمي، والسعي إلى توفير بيئة جاذبة للاستثمارات.

ويركز النظام بشكل واسع وأدق على قطاعات الاتصالات وتقنية المعلومات الرئيسة والفرعية، والمشتملة على البنية التحتية الرقمية، والتقنيات الناشئة، والحكومة الرقمية، وتمكين التطبيقات والخدمات الرقمية في مختلف القطاعات.