أحداث الغابون تهدد بصعود أسعار النفط والمنغنيز

عامل يصعد على سلم في منصة للنفط في الغابون (من موقع توتال إنرجيز)
عامل يصعد على سلم في منصة للنفط في الغابون (من موقع توتال إنرجيز)
TT

أحداث الغابون تهدد بصعود أسعار النفط والمنغنيز

عامل يصعد على سلم في منصة للنفط في الغابون (من موقع توتال إنرجيز)
عامل يصعد على سلم في منصة للنفط في الغابون (من موقع توتال إنرجيز)

بينما أعلنت مجموعة من كبار ضباط الجيش الغابوني الاستيلاء على السلطة ووضع الرئيس علي بونغو قيد الإقامة الجبرية، فإنه لا بد من إلقاء الضوء على الوضع الاقتصادي لهذا البلد الواقع في وسط أفريقيا والغني بالموارد الطبيعية.

تعد الغابون رابع أكبر منتج للنفط في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وعضواً فاعلاً في «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك). وتشير بيانات المنظمة على صفحتها الرسمية إلى أن الغابون تعد منتجاً للنفط ومصدراً صافياً له، وأنها أصبحت عضواً كامل العضوية في «أوبك» عام 1975، لكنها أنهت عضويتها عام 1995، لتنضم مرة أخرى إلى المنظمة في الأول من يوليو (تموز) 2016.

تنتج الغابون التي لا يزيد عدد سكانها على المليوني شخص، نحو 181 ألف برميل من النفط يومياً، ولديها احتياطيات نفطية مؤكَّدة تُقدَّر بمليارَي برميل. وفي عام 2020، شكّل قطاع النفط 38.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، و70.5 في المائة من الصادرات، على الرغم من الجهود المبذولة لتنويع الاقتصاد.

وبالإضافة إلى النفط، فإن البلاد تمتلك وفرة من المواد الأولية، مثل معدن المنغنيز الذي غالبا ما يستخدم في منتجات الصلب. إذ تمتلك الغابون ثاني أكبر رواسب المنغنيز في العالم، وهي حاليا ثالث أكبر منتج في العالم. ويمثل معدن المنغنيز ما يقرب من 11 في المائة من إجمالي صادرات الغابون. وتعد شركة «لا كومباني ميني أوشري دي لوغو» (كوميلوج)، وهي شركة تابعة لشركة «إيراميت» الفرنسية، أكبر شركة تنتج حاليا المنغنيز في الغابون.

ونتيجة للأحداث، أعلنت شركة التعدين الفرنسية عمليات التعدين في الغابون. وذكرت صحيفة «وول ستريت» في عددها الأربعاء، أن أسعار المنغنيز والسبائك المرتبطة به قد ترتفع بعد تعليق الشركة الفرنسية عملها. وكانت «إيراميت» أنتجت 2.6 مليون طن متري من خام المنغنيز في النصف الأول من هذا العام.

وأشارت التوقعات إلى أن الغابون كانت بصدد تحقيق نموّ بنسبة 3.4 في المائة قبل «كورونا»، ولكن اقتصادها انكمش 1.8 في المائة في عام 2020 بفعل الإجراءات التقييدية المعتمَدة لمكافحة الجائحة ومعالجة انخفاض أسعار النفط عام 2020.

أدى هذا التراجع الاقتصادي إلى ارتفاع معدلات البطالة، وانخفاض حادّ في الإيرادات المحلية، إضافة إلى انخفاض الصادرات والاستثمار الأجنبي المباشر، ما أدى إلى عجز مالي كبير.

ويتوقع صندوق النقد الدولي أن تحقق الغابون ما نسبته 3 في المائة نمواً عام 2023، وأن تسجل أسعار الاستهلاك (التضخم) 3.4 في المائة.

وذكرت «بلومبرغ» أن سندات الغابون الدولارية المستحقة في 2031 تراجعت 5.7 سنت. ووفقاً لبيانات الوكالة، فإن الغابون لديها 4 إصدارات من السندات الدولارية، قيمتها مجتمعة مليارا دولار.

ويعيش ثلث سكانها تحت خط الفقر. ويكمن أحد مصادر الإحباط في ارتفاع مستويات الفساد التي تحتل المرتبة 136 في مؤشر مدركات الفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية.


مقالات ذات صلة

«قطر للطاقة» تستحوذ على 50 % من مشروع «توتال» للطاقة الشمسية في العراق

الاقتصاد شعار شركة «توتال إنرجيز» على ناطحة سحاب المقرّ الرئيسي للشركة بالقرب من باريس (رويترز)

«قطر للطاقة» تستحوذ على 50 % من مشروع «توتال» للطاقة الشمسية في العراق

وقَّعت شركة «قطر للطاقة» اتفاقية شراكة مع شركة «توتال إنرجيز» للدخول في مشروع للطاقة الشمسية كجزء من مشروع نمو الغاز المتكامل في العراق.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
الاقتصاد متداولون في قاعة التداول ببورصة نيويورك (رويترز)

الأسواق الأميركية ترتفع قبل تقارير أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى

ارتفعت الأسهم الأميركية الاثنين مع اقتراب موعد تقارير الأرباح المرتقبة من شركات التكنولوجيا الكبرى

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
الاقتصاد لافتة لمحطة بنزين تابعة لـ«بتروتشاينا» في بكين (رويترز)

هل تغلق «بتروتشاينا» الصينية أكبر مصفاة لها في 2025؟

قالت مصادر إن «بتروتشاينا» ستغلق أكبر مصفاة لها في داليان، شمال الصين، منتصف عام 2025، وهو ما يمثل أول إغلاق كبير لمصنع نفط تديره الدولة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد السوداني مستقبلاً وزير النفط حيان عبد الغني (وكالة الأنباء العراقية)

رئيس الوزراء العراقي يؤكد الالتزام باتفاق «أوبك بلس» وبالتخفيضات الطوعية

أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أهمية الشراكة مع مجموعة «أوبك بلس» بهدف الحفاظ على استقرار وتوازن أسواق النفط العالمية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
الاقتصاد خزانات تخزين النفط الخام والبنزين والديزل ومنتجات البترول المكررة الأخرى بمحطة كيندر مورغان في لوس أنجليس (رويترز)

أسعار النفط تهبط 4 % بعد تجنب إسرائيل استهداف منشآت الطاقة الإيرانية

انخفضت أسعار النفط بأكثر من 4 في المائة، خلال التعاملات الآسيوية المبكرة الاثنين، بعدما تجنبت إسرائيل، السبت، توجيه ضربات لمواقع الطاقة الإيرانية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

تركيا تُعيد رسملة البنوك الحكومية إلى مستوياتها السابقة

أشخاص يمشون بالقرب من فرع لـ«بنك خلق» في وسط إسطنبول (رويترز)
أشخاص يمشون بالقرب من فرع لـ«بنك خلق» في وسط إسطنبول (رويترز)
TT

تركيا تُعيد رسملة البنوك الحكومية إلى مستوياتها السابقة

أشخاص يمشون بالقرب من فرع لـ«بنك خلق» في وسط إسطنبول (رويترز)
أشخاص يمشون بالقرب من فرع لـ«بنك خلق» في وسط إسطنبول (رويترز)

في خطوة تهدف إلى التراجع عن السياسات الاقتصادية غير التقليدية التي تم تطبيقها قبل انتخابات عام 2023، تعمل تركيا على خفض الحد الأقصى لاستخدام البنوك الحكومية للسندات الحكومية الخاصة التي أُصدرت لزيادة رأس المال، إلى المستويات السابقة.

وبموجب مشروع موازنة عام 2025 الذي قُدم حديثاً إلى البرلمان، يتم تخفيض الحد الأقصى لإصدار سندات الدين الحكومية المحلية ذات الإصدار الخاص كقروض من 3 في المائة من اعتمادات الموازنة إلى المعدل السابق البالغ 1 في المائة، وفق «رويترز».

واستُخدم المعدل الأعلى قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لعام 2023 لتمكين البنوك الحكومية من زيادة رأسمالها وتقديم قروض بأسعار أقل من أسعار السوق.

وستؤدي هذه الخطوة الأخيرة إلى تقليل رأس المال الإضافي أو إصدار السندات الخاصة التي تدعم حقوق ملكية البنوك. ومن بين البنوك الحكومية الرئيسية «بنك زراعات» و«بنك الوقف» و«بنك خلق».

ومنذ منتصف عام 2023، قامت وزارة الخزانة والبنك المركزي إما بإلغاء السياسات الاقتصادية السابقة أو إعادة اللوائح إلى ما كانت عليه في تحول سياسي نحو مزيد من الاقتصاد الأرثوذكس (تعني الالتزام بمجموعة من المبادئ الاقتصادية التقليدية والمعتمدة على أساس نظريات اقتصادية راسخة).

ويعدّ السند الصادر الخاص نوعاً من الأوراق المالية الصادرة لجمع رأس المال للبنوك العامة. وتشتري البنوك هذه الأوراق المالية وتقرض الأموال إلى الخزانة، التي تقوم بدورها بإقراض الأموال إلى صندوق الثروة، الذي يقرضها للبنوك العامة.

وقدّم صندوق الثروة التركي إجمالي دعم رأسمالي قدره 111.7 مليار ليرة تركية (3.26 مليار دولار) للبنوك العامة من خلال أدوات دين حكومية محلية خاصة أصدرتها وزارة الخزانة في مارس (آذار) 2023.

وقال مصدر مصرفي إن وزارة الخزانة، كونها تُصدر باليورو أو الدولار، لا ترغب في ظهور هذه الأوراق في موازنتها العمومية الخاصة. وأضاف: «من أجل تجنب تصور اقتراضها من السوق المحلية بالعملات الأجنبية، فهي تقلل من حصتها في الموازنة»؛ مما يعني أنها لن تقدم رأسمال إضافياً للبنوك العامة أو ستخفّض قروضها المشابهة لرأس المال.

وأوضح مصرفي آخر: «تم رفع هذا الحد الذي يسمح للبنوك الحكومية بتقديم قروض بأقل من أسعار السوق قبل الانتخابات، والآن يتم سحبه إلى مستوياتها القديمة. نحن نقيم هذا في إطار عملية التطبيع».