تباطؤ نمو النشاط التجاري الأميركي قد يريح «الفيدرالي» عشية اجتماعه

النفط يتخطى81 دولاراً والأسواق حذرة ترقباً لقرارات المصارف المركزية

متعاملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متعاملون في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

تباطؤ نمو النشاط التجاري الأميركي قد يريح «الفيدرالي» عشية اجتماعه

متعاملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متعاملون في بورصة نيويورك (رويترز)

تباطأ نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى له في 5 أشهر في يوليو (تموز)، متأثراً بتباطؤ نمو قطاع الخدمات، كما أظهرت بيانات المسح التي تمت مراقبتها عن كثب يوم الاثنين.

لكن انخفاض أسعار المدخلات وتباطؤ التوظيف يشيران إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يحرز تقدماً على جبهات مهمة في سعيه للحد من التضخم، وفق ما ذكرت «رويترز».

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال» إن مؤشر مديري المشتريات المركب في الولايات المتحدة، الذي يتتبع قطاعي التصنيع والخدمات، انخفض إلى قراءة 52 في يوليو (تموز) من 53.2 في يونيو (حزيران)، علماً بأن قراءات فوق 50 إلى التوسع.

وأظهرت قراءة يوليو (تموز) شهراً سادساً على التوالي من النمو، لكن تم تقييده بسبب تليين الظروف في قطاع الخدمات.

ودعمت بيانات المسح الفاترة يوم الاثنين الأدلة على أن الاقتصاد الأميركي لا يزال ينمو مع بدء الربع الثالث، ولكن بمعدل أبطأ من الفترة من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران).

«يتوافق المعدل الإجمالي لنمو الإنتاج، المقاس عبر الصناعات التحويلية والخدمات، مع نمو الناتج المحلي الإجمالي بمعدل ربع سنوي سنوي يبلغ حوالي 1.5 في المائة في بداية الربع الثالث»، قال كريس ويليامسون، كبير اقتصاديي الأعمال في «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، ليضيف: «هذا أقل من وتيرة 2 في المائة التي أشار إليها الاستطلاع في الربع الثاني».

وإثر صدور البيانات، تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لمدة 10 سنوات 2.60 نقطة أساس في اليوم عند 3.813 في المائة. فيما احتفظت الأسهم الأميركية بمكاسبها.

قد ينظر إلى التباطؤ بشكل إيجابي في بنك الاحتياطي الفيدرالي، الذي يحرص على رؤية النشاط بارداً لخفض التضخم.

ومن المتوقع أن يرفع صناع السياسة يوم الأربعاء أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، إلى ما بين 5.25 في المائة و 5.5 في المائة، في ما يراه العديد من المستثمرين والاقتصاديين على أنه آخر زيادة محتملة في الدورة الحالية.

أسواق المال العالمية

وفيما تتجه الأنظار إلى اجتماعات الاحتياطي الفيدرالي والمصرف المركزي الأوروبي، الخميس، ومصرف اليابان، الجمعة، ساد الحذر تعاملات افتتاح الأسبوع في أسواق المال العالمية، ترقباً لما ستسفر عنه هذه الاجتماعات.

وقال بوب سافيدج، رئيس استراتيجية الأسواق في «بي إن واي ميلون»، لـ«رويترز»: «الأسبوع الماضي جعل الأسواق تتوقع هبوطاً هادئاً في الأسواق الأميركية ينهي فيه الفيدرالي دورة رفع الفائدة... ثم يشهد انخفاضاً مطرداً في مؤشر أسعار المستهلكين دون حدوث ركود».

وأضاف: «من المتوقع أيضاً أن يكون المصرف المركزي الأوروبي اقترب من النهاية مع انحسار الركود الفني في ألمانيا وتماسك النمو في أماكن أخرى. ويبدو أن بنك اليابان يتحدث عن التغيير لكنه لا يفعل الكثير حيال ذلك».

وفي أسواق الأسهم، تصدرت الأسهم الإسبانية الخاسرين بين البورصات الأوروبية الاثنين بعد انتهاء الانتخابات العامة في البلاد دون فائز واضح، مما يشير إلى جمود سياسي ويثير القلق بين المستثمرين.

وهبط مؤشر الأسهم الإسبانية 1.1 في المائة مسجلاً أدنى مستوياته في نحو أسبوع بعدما لم تمنح نتائج الانتخابات التي جرت مطلع الأسبوع أياً من اليمين أو اليسار مساراً مريحاً لتشكيل الحكومة.

وفي آسيا، أغلق المؤشر «نيكي» الياباني مرتفعاً للمرة الأولى في 3 جلسات مع صعود أسهم صانعي السيارات مستفيدة من تراجع الين، في الوقت الذي قلص فيه المستثمرون رهاناتهم على أن يغير البنك المركزي للبلاد سياسته النقدية هذا الأسبوع. وتراجعت العملة اليابانية إلى نحو 142 يناً للدولار يوم الجمعة.

وصعدت الأسهم المرتبطة بالرقائق بعد هبوطها على مدى جلستين مقتفية أثر نظيراتها في الولايات المتحدة. كما زادت أسهم شركات الصلب بعد ارتفاع سهم «طوكيو ستيل» بالحد اليومي الأقصى بفضل إعلان الشركة أرباحاً قوية.

وأغلق المؤشر «نيكي» مرتفعاً 1.23 في المائة عند 32700.94 نقطة. ومن بين 225 سهماً مدرجاً على المؤشر، ارتفع 198 وانخفض 25، فيما ظل اثنان دون تغير. وزاد المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.84 في المائة إلى 2281.18 نقطة.

وارتفع المؤشر الفرعي لمصنعي معدات النقل 1.65 في المائة ليكون واحداً من بين القطاعات الثلاثة الأفضل أداءً في بورصة طوكيو للأوراق المالية. وكان سهم «ميتسوبيشي موتورز» الأفضل أداءً على المؤشر «نيكي» وقفز 5 في المائة بعد الإعلان عن بيانات مالية إيجابية خلال الجلسة.

وفي غضون ذلك، لم يطرأ تغير يذكر على الذهب في المعاملات الفورية، وظل عند 1960.01 دولار للأوقية بحلول الساعة 05.36 بتوقيت غرينتش، فيما تراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2 في المائة إلى 1961.80 دولار.

النفط

من جانب آخر، ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات جلسة الاثنين، وتخطت 81 دولاراً للبرميل، بفعل قلة المعروض وآمال بخصوص تحفيزات صينية لإنعاش ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وبحلول الساعة 14:53 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 0.88 في المائة إلى 81.56 دولار للبرميل. كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 1.22 في المائة إلى 78.02 دولار للبرميل.

وارتفع الخامان 1.5 في المائة و2.2 في المائة على التوالي خلال الأسبوع الماضي، في رابع أسبوع على التوالي للمكاسب مع توقع انخفاض المعروض في أعقاب تخفيضات مجموعة «أوبك بلس».


مقالات ذات صلة

«هوندا» و«نيسان» تعلنان عن خطط تشكيل ثالث أكبر شركة سيارات في العالم

الاقتصاد رؤساء «ميتسوبيشي» و«هوندا» و«نيسان» (من اليمين إلى اليسار) في مؤتمر صحافي بالعاصمة اليابانية طوكيو الاثنين (رويترز)

«هوندا» و«نيسان» تعلنان عن خطط تشكيل ثالث أكبر شركة سيارات في العالم

أعلنت شركتا «نيسان» و«هوندا» الاثنين عن خطط لتوحيد جهودهما لتشكيل ثالث أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم من حيث المبيعات.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد أوراق نقدية من اليورو (رويترز)

تراجع توقعات خفض الفائدة يدفع عائدات سندات اليورو للارتفاع

سجَّلت عائدات سندات منطقة اليورو ارتفاعاً إلى أعلى مستوياتها في نحو شهر يوم الاثنين، مع استمرار المستثمرين في محاولة تقييم آفاق خفض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كريستين لاغارد تتحدث للصحافيين بعد اجتماع البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت 25 يناير 2024 (رويترز)

لاغارد: منطقة اليورو تقترب من تحقيق هدف التضخم

قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، إن منطقة اليورو أصبحت «قريبة جداً» من تحقيق هدف التضخم على المدى المتوسط الذي حدده البنك المركزي.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد الأعلام البريطانية ترفرف فوق جسر وستمنستر في لندن (رويترز)

النمو الصفري للاقتصاد البريطاني يقوّض تعهدات ستارمر بالانتعاش

سجل الاقتصاد البريطاني نمواً صفرياً بين يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول) الماضيين، ومن المتوقع أن يظل راكداً خلال النصف الثاني من عام 2024.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مقر البنك المركزي التركي (رويترز)

«مورغان ستانلي»: «المركزي التركي» قد يخفض الفائدة إلى 48 %

يسود ترقب واسع لقرار البنك المركزي التركي بشأن سعر الفائدة الذي من المقرر أن يعلنه عقب اجتماع لجنته للسياسة النقدية الأخير للعام الحالي يوم الخميس المقبل.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«فُلك» البحرية السعودية تعلن عن بناء 5600 حاوية

حاويات تابعة لشركة «فلك» السعودية (الشرق الأوسط)
حاويات تابعة لشركة «فلك» السعودية (الشرق الأوسط)
TT

«فُلك» البحرية السعودية تعلن عن بناء 5600 حاوية

حاويات تابعة لشركة «فلك» السعودية (الشرق الأوسط)
حاويات تابعة لشركة «فلك» السعودية (الشرق الأوسط)

كشفت شركة «فُلك» للخدمات البحرية السعودية عن إبرامها اتفاقية استراتيجية مع شركة «يانغشان» للمعدات اللوجيستية في شنغهاي، بهدف بناء 5600 حاوية شحن بحرية، وذلك ضمن مساعي الشركة التابعة لصندوق الاستثمارات العامة وضمن خططها التوسعية في أسطول السيارات.

وحسب بيان أرسل لـ«الشرق الأوسط»، فإنه بموجب هذه الاتفاقية، ستقوم شركة «فُلك» البحرية بإضافة 4500 حاوية متعددة الأغراض بطول 20 قدماً، و1100 حاوية عالية السقف بطول 40 قدماً إلى أسطولها. وتتميز جميع الحاويات بأنها قابلة لإعادة التدوير بالكامل، مما يعكس التزام الشركة بالمسؤولية البيئية ودعم رؤية السعودية نحو مستقبل أكثر استدامة.

وذكر البيان أنه تم تجهيز الحاويات بتقنيات متقدمة تشمل أحدث تكنولوجيا إنترنت الأشياء للمراقبة، وذلك في إطار الخطط التوسعية لشركة «فُلك» البحرية، حيث سيتم تطبيق هذه التقنيات على مستوى أسطول الحاويات الجافة. وسيسهم دمج هذه الحلول التكنولوجية المتطورة في تحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز السلامة، من خلال تقديم تحديثات لحظية للموقع، إلى جانب المساهمة في تحسين المسارات عبر الممرات التجارية وتقليل التأخيرات. كما تحتوي على تقنيات السياج الجغرافي ورصد التلاعب، التي تمنع الوصول غير المصرح به، مما يضمن سلامة البضائع.

وأكد بول هيستباك، الرئيس التنفيذي لشركة «فُلك» البحرية، على أهمية هذه الخطوة، قائلاً: «يكتسب هذا الاستثمار أهمية خاصة باعتباره إنجازاً بارزاً لشركة (فُلك) البحرية، على مستوى خططها التوسعية الخاصة بأسطول الحاويات، ومن شأنه الإسهام في تعزيز مكانتنا الرائدة ودورنا الرئيسي في توفير البنية التحتية اللوجيستية في السعودية؛ حيث ستتيح الحاويات الأولى من نوعها، التي ستحمل العلامة التجارية لشركة (فُلك) البحرية، الفرصة لتقديم خدمات أفضل للقطاع التجاري وتوفير الدعم للمصدرين والمستوردين بشكل مباشر عبر أرجاء المنطقة».

وأضاف: «سنوفر من خلال هذا الأسطول، لمالكي البضائع، الوضوح وإمكانية الاطلاع على التفاصيل كافة في الوقت الفعلي، الأمر الذي من شأنه تعزيز الكفاءة التشغيلية. ونتطلع من خلال تشغيل حاوياتنا الخاصة لتلبية احتياجات عملائنا، إلى توفير حلول شحن شاملة وإرساء علاقات مباشرة مع مالكي البضائع في المنطقة. وتتماشى جهودنا مع طموحات السعودية، بأن تصبح مركزاً لوجيستياً عالمياً رائداً، بما يتماشى مع (رؤية 2030)».

ومن جانبه، أضاف محمد بدوي، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة «فُلك» البحرية: «هذه الحاويات المجهزة بأحدث التكنولوجيات المتطورة، ستتيح الفرصة أمامنا لتحسين سلسلة التوريد وتطويرها وتحقيق الموثوقية على نطاقٍ واسع، بما يتماشى مع هدفنا وجهودنا نحو تعزيز التجارة الإقليمية. ويُشكل هذا الإنجاز نقلة نوعية، في إطار سعينا إلى تعزيز مكانتنا الإقليمية المتنامية في مجال الخدمات اللوجيستية البحرية».

وذكرت المعلومات التي صدرت اليوم أن الحاويات الجديدة صُممت لتلبية المتطلبات الصارمة للشحن الدولي، وتحسين القدرة الاستيعابية للشحن وتسهيل عمليات النقل الفعال. ويتميز أسطول الحاويات بأرضيات من خشب الخيزران، تتمتع بأعلى مستويات المتانة لضمان دورة حياة طويلة. بالإضافة إلى ذلك، تخضع كل حاوية للمعاينة وإجراءات المصادقة والترخيص، من قبل شركات التصنيف المعترف بها عالمياً، لضمان الالتزام بأعلى معايير الجودة والموثوقية.

وستساهم الحاويات الجديدة في تعزيز خطوط التجارة الرئيسية، بما في ذلك الممرات الثنائية مع الهند وغيرها من الأسواق العالمية، الأمر الذي من شأنه تعزيز سلاسة وكفاءة عمليات التصدير والاستيراد، وبهدف ضمان الجهوزية التشغيلية وتسهيل التكامل السلس على مستوى العمليات التوسعية لشركة «فُلك» البحرية، وسيتم تسليم الحاويات على دفعات خلال الأشهر المقبلة.

كما سيتم نشر الحاويات بشكل استراتيجي عبر ممرات التجارة الرئيسية، ما يعزز قدرة شركة «فُلك» البحرية، على تلبية المتطلبات المتنامية للتجارة الدولية، والإسهام في الوقت نفسه بتحقيق رؤية السعودية بأن تصبح مركزاً لوجيستياً عالمياً.