الكويت لإلغاء شرط «الوكيل المحلي» للشركات الأجنبية

«انتصاراً لمبادئ الاقتصاد الحر والحرية التجارية» وبهدف رفع جودة الخدمات وفتح المنافسة

جانب من جلسة لمجلس الأمة الكويتي الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)
جانب من جلسة لمجلس الأمة الكويتي الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)
TT

الكويت لإلغاء شرط «الوكيل المحلي» للشركات الأجنبية

جانب من جلسة لمجلس الأمة الكويتي الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)
جانب من جلسة لمجلس الأمة الكويتي الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)

أقرّت لجنة الشؤون المالية والاقتصادية في البرلمان الكويتي، اليوم (الأحد)، إلغاء «الوكيل المحلي»؛ بهدف فتح باب المنافسة وتحسين جودة الخدمات، وتمّ رفع القرار إلى مجلس الأمة للموافقة عليه.

وقال مقرر لجنة الشؤون المالية والاقتصادية في مجلس الأمة عبد الوهاب العيسى، إن اللجنة أقرت مشروع قانون يلغي شرط الوكيل المحلي لعمل الشركات الأجنبية في البلاد «انتصاراً لمبادئ الاقتصاد الحر والحرية التجارية».

وقال العيسى، في تصريح بالمركز الإعلامي لمجلس الأمة، إن الهدف من الإلغاء هو فتح باب المنافسة في الكويت بشكل موسع حتى ينعكس ذلك بشكل إيجابي على تحسين جودة الخدمات في الدولة سواء المقدمة في العمل التجاري، أو التي تكون من خلال المناقصات الحكومية.

وطبقاً لقانون التجارة المعمول به حالياً، فإنه لا يجوز لشركة أجنبية إنشاء فرع لها في الكويت، ولا أن تباشر أعمالاً تجارية إلا عن طريق وكيل محلي.

وخلال السنوات القليلة الماضية، تصاعدت الانتقادات لمبدأ «الوكيل المحلي»، لا سيما بين نواب المعارضة الذين يعدّون أن هذا الشرط أدى إلى تردي الخدمات، وتحقيق بعض الوكلاء المحليين أرباحاً غير مستحقة.

آمال بخفض أسعار السلع والخدمات

وأوضح العيسى أن لهذا القانون انعكاساته في خفض أسعار السلع والخدمات، مبيناً أن «هذا هو الهدف والمسار الصحيح إذا كنا نسعى إلى تخفيض الأسعار وتحسين الجودة، من خلال المنافسة وفتح الاقتصاد الكويتي لتعزيز المنافسة».

لكنه استبعد أن يكون التأثير على الأسعار مباشراً وسريعاً، قائلاً إن «هذا الأمر يحتاج إلى فترة طويلة حتى تقتنع الشركات الأجنبية بأن تستثمر في الكويت، والواقع التجاري الكويتي طارد للشركات الأجنبية»، مستشهداً على ذلك بقطاع التجزئة، من حيث عدم وجود مخازن، وكذلك ما يتعلق بقانون الإقامة.

مقرر لجنة الشؤون المالية والاقتصادية في مجلس الأمة عبد الوهاب العيسى

وأكد انتهاء اللجنة من القانون ورفعه إلى مجلس الأمة. وأضاف أن «الخطوة المقبلة هي قرارات إدارية مرتبطة بالجهاز التنفيذي للدولة من حيث تسهيل الإجراءات».

مرونة أكبر للشركات الأجنبية

وعما إذا كان القانون سيسمح باستقدام الكويتيين وكالات تجارية، قال العيسى إن «القانون يسمح، ولكن الخيار بيد الشركة الأم، إما أن تتعاقد مع وكيل محلي، وإما أن تفتح فرعاً أجنبياً لها داخل الكويت». وأضاف أن «هناك أسئلة شائعة تدور حول الموضوع تحتاج إلى إيضاح، منها ما يتعلق بإلغاء الوكالة القائمة... لن تُلغى الوكالة وسيبقى عملك سارياً، ولكن الأمر أصبح الآن بيد الشركة الأم في الاستمرار مع الوكيل، أو فتح فرع داخل الكويت، وممارسة عملها بشكل مباشر».

وأوضح أن «المشرّع اتجه هنا إلى التعديل على قانون التجارة حتى يكون الأمر مفتوحاً بشكل كامل للشركات الأجنبية بأن تكون لها أفرع داخل الكويت، بعكس قانون هيئة تشجيع الاستثمار المباشر الذي يحدد أنشطة معينة (لعمل الشركات الأجنبية)، ويشترط موافقة مجلس الوزراء». ولفت إلى تعديل قانون المناقصات، ليسمح للشركات الأجنبية بتقديم العطاءات لأي مناقصة أو ممارسة حكومية.


مقالات ذات صلة

رقم قياسي جديد... سحب الجنسية الكويتية من 1535 حالة

الخليج في أكبر عملية سحب للجنسية في يوم... اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية قررت اليوم سحب وفقد الجنسية الكويتية من 1535 حالة تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء (كونا)

رقم قياسي جديد... سحب الجنسية الكويتية من 1535 حالة

قررت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية، اليوم، سحب وفقد الجنسية من 1535 حالة، تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد الأمير سلمان بن حمد مع أطقم الصقور السعودية المشاركة (الموقع الرسمي للمعرض)

ارتفاع نسبة المشاركة بأكثر من 30 % في معرض البحرين الدولي للطيران

افتتح ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد، معرض البحرين الدولي للطيران 2024 بقاعدة الصخير الجوية، وسط حضور إقليمي ودولي واسع لشركات الطيران، وصناع القرار.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد مستثمر ينظر إلى شاشة تعرض معلومات الأسهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية (رويترز)

الأخضر يسيطر على الأسواق الخليجية بعد فوز ترمب 

أغلقت معظم أسواق الأسهم الخليجية تعاملاتها على ارتفاع في جلسة الأربعاء، وذلك بعد فوز الجمهوري دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية رسمياً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مستثمران يتحدثان أمام شاشة تعرض معلومات الأسهم في السوق السعودية (رويترز)

افتتاحات خضراء للأسواق الخليجية بعد فوز ترمب

ارتفعت أسواق الأسهم الخليجية في بداية جلسة تداولات الأربعاء، بعد إعلان المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب فوزه على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص شعار وكالة «ستاندرد آند بورز» (رويترز)

خاص كيف سينعكس الخفض المرتقب للفائدة الأميركية على اقتصادات الخليج؟

وسط تنامي الترجيحات بخفض «الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي أسعار الفائدة مرة أخرى خلال اجتماعه يوم الخميس، تتجه الأنظار نحو تأثير هذا الإجراء الذي يلي الانتخابات

زينب علي (الرياض)

أميركا توسّع لائحتها السوداء ضد الشركات الصينية

حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
TT

أميركا توسّع لائحتها السوداء ضد الشركات الصينية

حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)

أعلنت الولايات المتحدة، أنها وسّعت مجدداً لائحتها السوداء التي تحظر استيراد منتجات من منطقة شينجيانغ الصينية، أو التي يُشتبه في أنها صُنعت بأيدي أويغور يعملون قسراً.

وقد اتُّهمت نحو 30 شركة صينية جديدة باستخدام مواد خام أو قطع صنِعَت أو جمِعَت بأيدي أويغور يعملون قسراً، أو بأنها استخدمت هي نفسها هذه العمالة لصنع منتجاتها.

وبهذه الإضافة، يرتفع إلى 107 عدد الشركات المحظورة الآن من التصدير إلى الولايات المتحدة، حسبما أعلنت وزارة الأمن الداخلي.

وقالت الممثلة التجارية الأميركية، كاثرين تاي، في بيان: «بإضافة هذه الكيانات، تواصل الإدارة (الأميركية) إظهار التزامها بضمان ألّا تدخل إلى الولايات المتحدة المنتجات المصنوعة بفعل العمل القسري للأويغور أو الأقليات العرقية أو الدينية الأخرى في شينجيانغ».

وفي بيان منفصل، قال أعضاء اللجنة البرلمانية المتخصصة في أنشطة «الحزب الشيوعي الصيني» إنهم «سعداء بهذه الخطوة الإضافية»، عادّين أن الشركات الأميركية «يجب أن تقطع علاقاتها تماماً مع الشركات المرتبطة بالحزب الشيوعي الصيني».

يحظر قانون المنع الذي أقرّه الكونغرس الأميركي في ديسمبر (كانون الأول) 2021، كل واردات المنتجات من شينجيانغ ما لم تتمكّن الشركات في هذه المنطقة من إثبات أن إنتاجها لا ينطوي على عمل قسري.

ويبدو أن المنتجات الصينية ستجد سنوات صعبة من التصدير إلى الأسواق الأميركية، مع تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية تزيد على 60 في المائة على السلع الصينية جميعها، وهو ما أثار قلق الشركات الصينية وعجَّل بنقل المصانع إلى جنوب شرقي آسيا وأماكن أخرى.

كانت وزارة التجارة الصينية، قد أعلنت يوم الخميس، سلسلة من التدابير السياسية التي تهدف إلى تعزيز التجارة الخارجية للبلاد، بما في ذلك تعزيز الدعم المالي للشركات وتوسيع صادرات المنتجات الزراعية.

وكانت التجارة أحد المجالات النادرة التي أضاءت الاقتصاد الصيني في الآونة الأخيرة، في وقت يعاني فيه الاقتصاد من ضعف الطلب المحلي وتباطؤ قطاع العقارات، مما أثقل كاهل النمو.

وقالت الوزارة، في بيان نشرته على الإنترنت، إن الصين ستشجع المؤسسات المالية على تقديم مزيد من المنتجات المالية؛ لمساعدة الشركات على تحسين إدارة مخاطر العملة، بالإضافة إلى تعزيز التنسيق بين السياسات الاقتصادية الكلية للحفاظ على استقرار اليوان «بشكل معقول».

وأضاف البيان أن الحكومة الصينية ستعمل على توسيع صادرات المنتجات الزراعية، ودعم استيراد المعدات الأساسية ومنتجات الطاقة.

ووفقاً للبيان، فإن الصين سوف «ترشد وتساعد الشركات على الاستجابة بشكل نشط للقيود التجارية غير المبررة التي تفرضها البلدان الأخرى، وتخلق بيئة خارجية مواتية لتعزيز الصادرات».

وأظهر استطلاع أجرته «رويترز»، يوم الخميس، أن الولايات المتحدة قد تفرض تعريفات جمركية تصل إلى 40 في المائة على وارداتها من الصين في بداية العام المقبل، مما قد يؤدي إلى تقليص نمو الاقتصاد الصيني بنسبة تصل إلى 1 نقطة مئوية.