قال أمين الناصر الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية»، إن أسس سوق النفط العالمية ستظل «مستقرة وسليمة بشكل عام للفترة المتبقية من العام»، في ظل النمو الجيد للطلب من جانب دول رئيسية مثل الصين والهند.
وقال الناصر إن الدول النامية ستدفع الطلب على النفط إلى النمو بأكثر من مليوني برميل يومياً، رغم مخاطر الركود في الكثير من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
النقاشات العالمية
ودعا الناصر في كلمة له في مؤتمر الطاقة الآسيوي بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، المعنيين بشؤون الطاقة في قارة آسيا للتعبير عن أولوياتهم واحتياجاتهم بشكل أكثر تأثيراً لتنعكس بصيغة أوضح على النقاشات العالمية لتحولات الطاقة، وبالتالي تسهم في صناعة رأي عالمي أكثر توازناً وشمولية، وتأخذ في الاعتبار صياغة الأجندات العالمية.
وأهاب الناصر بالدول الآسيوية لتتبنّى نهجاً يعكس أولوياتها في هذا المجال، مؤكداً طموح «أرامكو السعودية» للمساعدة في تحقيق التوازن بين الطلب المتزايد على الطاقة والحلول الأكثر استدامة.
وبالنسبة إلى الفرصة المتاحة لآسيا لتكون أكثر وضوحاً بشأن تحوّل الطاقة، قال الناصر: «عندما يتعلق الأمر بتحوّل الطاقة، لا أعتقد أن مصالح هذه المنطقة الحيوية الاجتماعية والاقتصادية تنعكس بشكل كافٍ على مسيرة تحوّلات الطاقة العالمية، ولا على سياسات التحوّل الحالية أيضاً، ومع أن سياسات التحوّل القائمة تستهدف تحقيق الاستدامة البيئية، وهذا شيء مهم جداً، إلا أنه لم يتم تأكيد أهمية وأولوية قضايا أخرى مؤثرة على حياة الأفراد والمجتمعات والاقتصاد متعلقة بأمن الطاقة والقدرة على إتاحة الطاقة بتكاليف معقولة».
وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية»: «أرى أن ذلك يمثّل فرصة عظيمة لآسيا للتحدث بصوت أعلى وبوضوح أكبر عن أولوياتها في التحوّل، حيث يجب أن يتناسب صوت التحوّل لديها مع وزنها الاقتصادي الكبير وتأثيرها العالمي».
استراتيجية «أرامكو»
وفيما يتعلق باستراتيجية «أرامكو السعودية» في آسيا، قال الناصر: «نعمل على مضاعفة جهودنا لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في آسيا، الذي يشمل مواد كيميائية، ومواد متطورة، وزيوت التشحيم، والطاقة الجديدة بكربون أكثر انخفاضاً والمدعومة بتقنيات متقدمة، ومضاعفة هذه الاحتياجات بوصفها (المصدر الشامل) لآسيا الذي يهدف أيضاً إلى تحقيق التوازن بين أمن الطاقة والقدرة على إتاحتها بتكاليف معقولة، مع الحرص الكبير على الاستدامة البيئية».
آسيا المستدامة
وحول آفاق المستقبل في آسيا، أضاف الناصر: «إذا تمكنّا من استخدام قوتنا المشتركة للتأثير على نهج جديد لتحوّل الطاقة بشكل يكون منطقياً ومتوازناً ويعكس أولويات آسيا، يمكننا حينها تحقيق مستقبل الطاقة الذي تستحقه اقتصادياتها وشعوبها».
وتركّز فعاليات مؤتمر آسيا للطاقة هذا العام على موضوع «رسم المسارات من أجل آسيا المستدامة»، وتؤكد تنوّع الاقتصاديات المتقدمة والنامية والصاعدة في آسيا، والتي تجعل المنطقة رئيسة للنمو العالمي وإنشاء منظومة تعاون خلال عملية تحوّل الطاقة.
التحول الكامل فكرة خيالية
وقال الناصر في المؤتمر أيضاً إن التحول الكامل للطاقة في الاقتصاد العالمي الذي يبلغ حجمه 100 تريليون دولار في ربع قرن فقط هو فكرة «خيالية»، إذ إن النمو في مصادر الطاقة المتجددة لم يواكب الزيادة في استهلاك الطاقة.
وأضاف أن تكلفة الطاقة المكافئة من الهيدروجين الأخضر تتراوح بين 200 و400 دولار للبرميل مقابل 75 دولاراً للبرميل من النفط حالياً، كما حذر من وضع كل «بيض التحول في سلة الطاقة الجديدة». وحث الناصر على قبول «نموذج التحول متعدد السرعات» في آسيا والدعم المالي للدول النامية.
من جانبه قال هيثم الغيص الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، خلال المؤتمر، إن «أوبك» تتوقع زيادة الطلب العالمي على النفط إلى 110 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2045، وأن يشكل النفط 29 في المائة من إمدادات الطاقة مع زيادة حجم الاقتصاد العالمي إلى المثلين، ووصول عدد سكان العالم إلى 9.5 مليار.
وقال رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، ومسؤولون تنفيذيون في قطاع الطاقة، إن الهيدروكربونات ستكون جزءاً مهماً من مزيج الطاقة في آسيا، وذلك في وقت تظل فيه القدرة على تحمل التكاليف وأمن الطاقة من الاهتمامات الرئيسية للمنطقة.
وقال أنور، في مستهلّ المؤتمر الذي استضافته شركة «بتروناس» الماليزية الحكومية للنفط، إن تحقيق هدف صافي الانبعاثات الصفري يجب ألا يأتي "على حساب النمو الاقتصادي أو العكس".
وأضاف: "بدلاً من ذلك، يجب أن تنتهز آسيا كل فرصة لإجراء المزيد من الحوار والإجراءات حول سبل التخطيط بمسؤولية لتمكين كل دولة من حقها في التنمية وتطلعات خفض الكربون".
ويوجد في آسيا عدد من أكبر مصادر انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم، وقدمت البلدان الآسيوية تعهدات متباينة للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري وتسريع التحول في مجال الطاقة، مع المطالبة أيضاً بالدعم المالي الكافي من البلدان المتقدمة المصدرة للانبعاثات.
وقال أنور إن الغاز الطبيعي سيكون له دور مهم في مزيج الطاقة لماليزيا، وهي واحدة من أكبر خمس دول مصدِّرة للغاز الطبيعي المسال في العالم.