تحديات الخدمات المالية تُبرز أهمية تقديم حلول جديدة من البنوك

مختصون لـ«الشرق الأوسط»: حتمية إنشاء قنوات تفاعل رقمية وزيادة عدد الموظفين

 يتعاملان مع ماكينتي صرف (الشرق الأوسط)
يتعاملان مع ماكينتي صرف (الشرق الأوسط)
TT

تحديات الخدمات المالية تُبرز أهمية تقديم حلول جديدة من البنوك

 يتعاملان مع ماكينتي صرف (الشرق الأوسط)
يتعاملان مع ماكينتي صرف (الشرق الأوسط)

في وقت توقع فيه البنك الدولي، أن تنمو منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 3.5 في المائة في عام 2023؛ أي ضعف المتوسط العالمي البالغ 1.7 في المائة، أكد مختصون ضرورة أن يلعب قطاع الخدمات المالية دوراً كبيراً في تنمية منطقة الشرق الأوسط، مع صعوبة توقع أثره على المستقبل على الصعيد العالمي.

تحديات الخدمات المالية

وقال عمرو المصري، المدير الإقليمي لشركة «جينيسيس الشرق الأوسط» المتخصص في خدمات العملاء، إن أسعار الفائدة والتضخم وقضايا الإنتاج ونقص العمالة، هي أبرز التحديات التي تواجه قطاع الخدمات المالية على مستوى العالم، في الوقت الذي يعدّ فيه ركيزة أساسية لتحفيز ونمو الأعمال.

وقال المصري لـ«الشرق الأوسط»: «هناك آثار إيجابية وسلبية على هوامش الربح مع ارتفاع أسعار الفائدة. يتأثر معدل التخلف عن السداد؛ نظراً لأن المستهلكين يعانون من اضطرابات اقتصادية؛ إذ عادة ما يؤدي الركود إلى عدد أقل من طلبات الرهن العقاري، ولكن إلى المزيد من طلبات إعادة التمويل وربما زيادة في الجنوح».

ووفق المصري، سيحتاج العديد من شركات الخدمات المالية، للتوسع في تقديم حلول للمنافسة على الأعمال التجارية، فضلاً عن الحاجة إلى زيادة عدد الموظفين للتعامل مع حجم أكبر من المكالمات الجماعية، مرجحاً أن العديد من المنظمات سيعطي الأولوية للحفاظ على قوة الميزانية العمومية وخفض النفقات.

وأوضح المصري، أنه يمكن للبنوك ومؤسسات الخدمات المالية الاستفادة من بيانات رحلة العملاء وتحسين التفاعل مع المستهلكين بطريقة فعالة وذات فاعلية من خلال تبني التكنولوجيا المناسبة مثل منصات تحليل رحلة العملاء وبرامج إدارة رحلة العملاء، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي وقدرات التعلم الآلي للمؤسسات، تتيح تشخيص المشكلات بسرعة وتحديد مجالات التحسين، وتسمح للبنوك بتقديم تجارب شخصية وتحسين نتائج الرحلة.

البيانات والأشخاص

ومع أن البنوك استثمرت في قدرات الخدمة الذاتية على مدى الأعوام الـ10 الماضية، فإن البيانات والأشخاص تعتبر، وفق المصري، أهم عاملين في تحقيق نتائج محسنة في الخدمات المالية، مشيراً إلى ارتباط ذلك التفاعل البشري الفوري، الأمر الذي يحتم على البنوك إنشاء قنوات تفاعل رقمية وبشرية لتحقيق النجاح.

من جهته، شدد الدكتور عبد الرحمن باعشن رئيس مركز الشروق للدراسات الاقتصادية بمدينة جازان (غرب السعودية)، على ضرورة التمتع بالتقنيات التي تعزز خدمة العملاء والتفاعل معهم بشكل أفضل، مشيراً إلى أن التحول الرقمي يؤثر على جميع الصناعات، بما في ذلك الخدمات المصرفية والتأمين والاتصالات.

واتفق باعشن مع المصري، في أن آثار التحول الرقمي على الخدمات المصرفية للأفراد تصنع الفارق؛ إذ يتسبب اعتماد القنوات الرقمية في انخفاض زيارات الفروع، وبالتالي مواقع فروع البنوك، في ظل توقعات بتخفيض عدد فروع البنوك بمقدار النصف خلال العقد المقبل، في وقت أصبح فيه تعيين مرشحين مؤهلين رقمياً تحدياً بذاته، بسبب عدم تقيّد العمالة بالموقع الجغرافي.

وشدد كل من باعشن والمصري، على أن التفاعل الرقمي البشري، مع الموظفين، أصبح ضرورة ملحة لتعزيز تجربة العملاء في الخدمات المصرفية، في حين تحاول واحدة من كل شركتين تقليل معدل استقالة الموظفين، من خلال تقديم مزايا مثل ساعات العمل المرنة وزيادة التعويضات وإضافة تحليلات الأداء والتخطيط الوظيفي والتدريب المستمر.


مقالات ذات صلة

كوريا الجنوبية تتعهد بزيادة 45 % في مساهمتها بصندوق تابع للبنك الدولي

الاقتصاد متسوقون في أحد الشوارع التجارية بالعاصمة الكورية الجنوبية سيول (رويترز)

كوريا الجنوبية تتعهد بزيادة 45 % في مساهمتها بصندوق تابع للبنك الدولي

قالت وزارة المالية الكورية الجنوبية إن الرئيس يون سوك يول تعهد بزيادة مساهمة بلاده في صندوق المؤسسة الدولية للتنمية التابع للبنك الدولي بمقدار 45 في المائة.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الاقتصاد منظر عام لمدينة وهران الجزائرية (رويترز)

البنك الدولي: الجزائر تحقق نمواً 3.9 % في النصف الأول رغم انخفاض إنتاج المحروقات

أفاد تقرير البنك الدولي بعنوان «تقرير رصد الوضع الاقتصادي للجزائر: إطار عمل شامل لدعم الصادرات» بأن اقتصاد الجزائر سجل نمواً بنسبة 3.9 في المائة في النصف الأول.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مشاركته في قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو (أ.ب)

بايدن يتعهد بأربعة مليارات دولار لصندوق يساعد أفقر البلدان

يسجل المبلغ رقما قياسيا ويتجاوز كثيرا نحو 3.5 مليار دولار تعهدت بها واشنطن في الجولة السابقة من تعزيز موارد الصندوق في ديسمبر كانون الأول 2021.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد منظر عام لشارع الحبيب بورقيبة في وسط تونس (رويترز)

البنك الدولي يتوقع نمو الاقتصاد التونسي 1.2 % في 2024

توقّع البنك الدولي أن ينمو الاقتصاد التونسي بنسبة 1.2 في المائة في 2024، وهو أقل من توقعاته السابقة.

«الشرق الأوسط» (تونس)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.