الأسواق محبطة من خفض صيني «متواضع» للفائدة

الذهب يزداد بريقاً مع تراجع الدولار

شاشة إلكترونية تعرض حركة مؤشر كوسبي في العاصمة الكورية سيول... حيث تراجعت غالبية الأسواق أمس مع خفض متواضع للفائدة الصينية (إ.ب.أ)
شاشة إلكترونية تعرض حركة مؤشر كوسبي في العاصمة الكورية سيول... حيث تراجعت غالبية الأسواق أمس مع خفض متواضع للفائدة الصينية (إ.ب.أ)
TT

الأسواق محبطة من خفض صيني «متواضع» للفائدة

شاشة إلكترونية تعرض حركة مؤشر كوسبي في العاصمة الكورية سيول... حيث تراجعت غالبية الأسواق أمس مع خفض متواضع للفائدة الصينية (إ.ب.أ)
شاشة إلكترونية تعرض حركة مؤشر كوسبي في العاصمة الكورية سيول... حيث تراجعت غالبية الأسواق أمس مع خفض متواضع للفائدة الصينية (إ.ب.أ)

تصدرت الأسهم الألمانية الخسائر بين البورصات الأوروبية أمس (الثلاثاء)، في حين لم ينجح خفض متواضع لأسعار الفائدة في الصين في رفع معنويات المستثمرين.

وخفضت الصين أسعار الفائدة الرئيسية على الإقراض يوم الثلاثاء، ويشعر المستثمرون بالقلق من أن الخفض قد يكون متواضعاً لدرجة لا تمكنه من تحفيز التعافي الاقتصادي البطيء، وينتظرون حزمة تحفيز أوسع.

وتراجع المؤشر داكس الألماني 0.3 في المائة، بحلول الساعة 0750 بتوقيت غرينتش، مواصلاً الابتعاد عن المستوى المرتفع القياسي الذي سجله يوم الجمعة. وهبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.1 في المائة.

وهوى سهم لانكسيس 15.4 في المائة إلى أقل مستوى في أكثر من ثلاثة أعوام، بعد أن خفضت الشركة الألمانية توقعات الأرباح الأساسية للربع الثاني والعام بأكمله، قائلة إنها لا تتوقع انتعاش الطلب في يونيو (حزيران) مع استمرار العملاء في خفض المخزون. وهبط مؤشر قطاع الكيماويات 1.7 في المائة ليتصدر خسائر القطاعات. في حين عزز سهم سانوفي أسهم قطاع الرعاية الصحية بارتفاعه 2.5 في المائة.

كما هبط المؤشر توبكس الياباني واسع النطاق للجلسة الثانية على التوالي يوم الثلاثاء وسط عمليات بيع واسعة، بينما قفزت أسهم الشركات التجارية بعد أن رفع الملياردير وارن بافيت حصصه في القطاع.

وانخفض المؤشر توبكس 0.29 في المائة ليغلق عند 2283.85 نقطة. في حين ظل المؤشر نيكي في المنطقة الحمراء لمعظم اليوم قبل أن يصعد في فترة بعد الظهر لينهي الجلسة مرتفعاً 0.06 في المائة عند 33388.91 نقطة. وهوى سهم طوكيو مارين هولدينغز 5.09 في المائة، كما تراجع سهم مجموعة «ميزوهو» المالية 1.59 في المائة وسط عمليات بيع واسعة لأسهم البنوك.

وقفز سهم شركة «ميتسوبيشي» 3.72 في المائة ليعزز قطاع الشركات التجارية بعد أن أعلنت شركة «بيركشير هاثاواي» المملوكة لبافيت عقب إغلاق السوق يوم الاثنين أنها زادت حصتها في أكبر خمس شركات في القطاع. وارتفع سهما «ميتسوي آند كو» و«ماروبيني» 3.31 و1.87 في المائة على الترتيب. والشركتان ضمن تلك التي زاد بافيت حصته فيها.

وصعد مؤشر قطاع شركات التجارة 2.06 في المائة ليصبح الأفضل أداء بين 33 مؤشراً فرعياً في بورصة طوكيو للأوراق المالية. وتراجع 154 سهماً على المؤشر نيكي، بينما ارتفعت أسهم 69 شركة.

من جانبه، ارتفع الذهب الثلاثاء مع تراجع الدولار، لكن المكاسب ظلت محدودة مع ترقب المتعاملين لشهادة رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول أمام الكونغرس في وقت لاحق من هذا الأسبوع للحصول على صورة أوضح لمسار أسعار الفائدة.

وزاد الذهب في المعاملات الفورية 0.15 في المائة إلى 1952.98 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0926 بتوقيت غرينتش. لكن العقود الآجلة الأميركية للذهب تراجعت 0.4 في المائة إلى 1964.10 دولار.

ومع أن تراجع الدولار من شأنه أن يدعم الذهب، فمن المرجح أن تبقى مكاسب المعدن النفيس محدودة قبل إدلاء باول بشهادته أمام الكونغرس يومي الأربعاء والخميس، حسبما قال بيتر فرتيغ، المحلل في «كوانتتيف» لأبحاث السلع الأولية.

وتراجع الدولار 0.1 في المائة؛ مما يجعل الذهب أرخص بالنسبة لحائزي العملات الأخرى. ويتوقع المتعاملون بنسبة 74 في المائة رفع أسعار الفائدة الأميركية 25 نقطة أساس في يوليو (تموز)، لتصل إلى نطاق بين 5.25 و5.50 في المائة، مع استبعاد أي خفض لأسعار الفائدة قبل بداية 2024، وفقاً لأداة «فيدووتش» التابعة لـ«سي إم إي». وتزيد أسعار الفائدة المرتفعة من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الذي لا يدر عائداً.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.1 في المائة إلى 23.91 دولار للأوقية، وتراجع أيضاً البلاتين 0.7 في المائة إلى 969.04 دولار، وكذلك البلاديوم 0.7 في المائة إلى 1396.35 دولار.


مقالات ذات صلة

«السوق المالية» السعودية في مأمن من الأعطال التقنية العالمية

الاقتصاد مستثمران يتابعان أسعار الأسهم على شاشة «تداول» السعودية (رويترز)

«السوق المالية» السعودية في مأمن من الأعطال التقنية العالمية

أكدت هيئة السوق المالية السعودية سلامة الأنظمة التشغيلية من الأعطال التقنية التي تأثرت بها معظم الجهات حول العالم، وجاهزيتها لتقديم الخدمات لكل المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مسافرون في مطار «دالاس فورت وورث الدولي» في تكساس (أ.ب)

شركات الطيران تستأنف عملياتها بعد أكبر عطل تقني في التاريخ

يعود الوضع تدريجياً إلى طبيعته، السبت، عقب عطل تقني هو الأكبر في التاريخ، أدى إلى اضطرابات لدى شركات طيران عالمية ومصارف ومؤسسات مالية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا ألغت شركة «الخطوط الجوية التركية» 84 رحلة بسبب العطل التقني (الخطوط التركية)

الخطوط الجوية التركية تلغي 84 رحلة وتعوّض الركاب

ألغت شركة «الخطوط الجوية التركية» 84 رحلة بسبب العطل التقني في نظام «كراود سترايك» للأمن السيبراني نتيجة أعمال التحديث الفني.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان استقبل رئيس وزراء النيجر على الأمين زين في أنقرة فبراير (شباط) الماضي (الرئاسة التركية)

تركيا تسارع لملء الفراغ الغربي في النيجر بشراكة متعددة الأبعاد

كشفت زيارة الوفد التركي رفيع المستوى، برئاسة وزير الخارجية هاكان فيدان، إلى النيجر عن استمرار التركيز من جانب أنقرة على ترسيخ حضورها في أفريقيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
خاص تراجع التضخم إلى 2.4 في المائة مع انخفاض الزيادات بتكلفة البقالة والزيادات الإجمالية بالأسعار لأكبر اقتصادين ألمانيا وفرنسا (رويترز) play-circle 00:49

خاص كيف أنهكت حربان اقتصاد العالم وغذاءه؟

أضافت الحرب الروسية الأوكرانية مزيداً من الأعباء على الاقتصاد العالمي المنهك منذ وباء كورونا، فيما أثرت حرب غزة سلباً على ميزانيات الدول والتجارة العالمية.

مالك القعقور (لندن)

هل تنجح خطة ترمب لخفض قيمة الدولار؟

ترمب يُلوِّح بيده بعد أن تحدث خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس» الوطني للهوكي في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)
ترمب يُلوِّح بيده بعد أن تحدث خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس» الوطني للهوكي في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)
TT

هل تنجح خطة ترمب لخفض قيمة الدولار؟

ترمب يُلوِّح بيده بعد أن تحدث خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس» الوطني للهوكي في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)
ترمب يُلوِّح بيده بعد أن تحدث خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس» الوطني للهوكي في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)

يرى المستثمرون أن خطة دونالد ترمب لخفض قيمة الدولار إذا فاز في الانتخابات الأميركية «من غير المرجح للغاية» أن تنجح حيث سيجري تقويضها من خلال سياسات مثل التعريفات الجمركية وتخفيضات الضرائب.

في الأسابيع الأخيرة، تحدث الرئيس السابق وزميله في الترشح، جيه دي فانس، عن فوائد إضعاف العملة لتعزيز التصنيع في البلاد وخفض العجز التجاري.

لكنَّ الاستراتيجيين يُحذرون من أن خطط خفض قيمة الدولار ستكون مكلِّفة وقصيرة الأجل، في حين أن السياسات الشعبوية مثل الرسوم الجمركية على السلع الخارجية من شأنها أن تعاكس تأثيرها، وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز».

أوراق نقدية بالدولار الأميركي (د.ب.أ)

وقال مدير صندوق في «إدموند دي روتشيلد» مايكل نيزارد: «هناك تناقض كبير في السوق اليوم - كان ترمب صريحاً بشأن خفض قيمة الدولار ولكن سياساته يجب أن تدعم العملة، على الأقل في الأمد القريب».

كان ترمب قد قال في مقابلة مع «بلومبرغ» الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة لديها «مشكلة عملة كبيرة» فرضت «عبئاً هائلاً» على الشركات المصنعة التي تبيع السلع في الخارج.

وتتركز رؤية فانس لأميركا، التي وضعها في خطابه في المؤتمر الوطني الجمهوري الأسبوع الماضي، أيضاً على ضعف الدولار -إعادة بناء التصنيع الأميركي على البر والتراجع عن بعض العولمة في العقود الماضية.

وتأتي دعوات ترمب لإضعاف العملة في الوقت الذي ارتفع فيه الدولار، على الرغم من الانخفاض الأخير، بنسبة 15 في المائة مقابل سلة من العملات منذ تولى الرئيس جو بايدن، منصبه في يناير (كانون الثاني) 2021، والعجز التجاري الأميركي أكبر بمقدار الثلث مقارنةً بعام 2019 وبلغ 773 مليار دولار العام الماضي. ويرجع ذلك أيضاً إلى قوة الاقتصاد الأميركي ووصول أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها في 23 عاماً.

وقال رئيس استراتيجية العملات الأجنبية لمجموعة العشرة في «يو بي إس» شهاب غالينوس، إنه لا توجد طريق واضحة للرئيس لاتخاذها لخفض قيمة العملة. وقال: «المشكلة الأساسية هي أنه لا يوجد شعور بأن الدولار الأميركي مُبالَغ في قيمته».

إن العقبة الكبيرة التي يواجهها ترمب وفانس في محاولتهما لإضعاف العملة هي أن سياساتهما الأخرى قد تدعم الدولار، وفق «فاينانشيال تايمز». وقال ترمب إنه يريد فرض تعريفة جمركية بنسبة 60 في المائة على الواردات الصينية ورسوم بنسبة 10 في المائة على الواردات من بقية العالم إذا عاد إلى البيت الأبيض.

مبنى بورصة نيويورك (أ.ب)

ويقول الاستراتيجيون إن هذا يفرض عبئاً أكبر على العملات خارج الولايات المتحدة، حيث التجارة عبر الحدود أكبر نسبياً لحجم الاقتصاد.

وهذا يشير إلى أن التعريفات الجمركية المرتفعة من شأنها أن تُلحق مزيداً من الضرر بالاقتصادات غير الأميركية، وتحدّ من نموها وتُضعف عملاتها. في الأسبوع الماضي، أوضحت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، أن التعريفات الجمركية من المرجح أن تدفع البنك المركزي الأوروبي نحو خفض أسعار الفائدة وإضعاف اليورو.

وقد تؤدي التعريفات الجمركية أيضاً إلى زيادة التكاليف المحلية، مما يدفع التضخم إلى الارتفاع ويُبقي أسعار الفائدة مرتفعة. وفي حين يصعب التنبؤ بالتأثير، قدّر رئيس أبحاث العملات الأجنبية لمجموعة العشرة في «ستاندرد تشارترد» ستيف إنغلاندر، أن اقتراح ترمب للتعريفات الجمركية قد يرفع الأسعار بنسبة 1.8 في المائة على مدى عامين، في غياب تأثيرات الجولة الثانية.

وقال رئيس النقد الأجنبي العالمي في «مورغان ستانلي» جيمس لورد: «ستؤدي التعريفات الجمركية، إذا كان كل شيء آخر متساوياً، إلى زيادة قوة الدولار، خصوصاً إذا أدى الانتقام من الشركاء التجاريين في شكل تعريفات جمركية إلى زيادة مخاطر النمو الإضافية للاقتصاد العالمي».

كما قال ترمب إنه سيمدد التخفيضات الضريبية التي من المقرر أن تنتهي العام المقبل، ولمّح إلى مزيد من التخفيضات الضريبية التي قد تضيف ضغوطاً إلى العجز المالي الهائل في الولايات المتحدة وتبطئ وتيرة دورة خفض أسعار الفائدة في بنك الاحتياطي الفيدرالي.

لكنَّ الاستراتيجيين يُحذّرون أيضاً من أن خيارات ترمب الأخرى لخفض قيمة الدولار محدودة بسبب الاضطرابات التي قد تشعر بها الأسواق العالمية.

لم تتم محاولة خفض قيمة الدولار منذ اتفاق بلازا في عام 1985، الذي حقق بعض النجاح ولكنه كان مدعوماً بانخفاض أسعار الفائدة الأميركية.

يمكن لترمب أن يضغط على بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، حتى لو لم يكن تآكل استقلال بنك الاحتياطي الفيدرالي سياسةً رسميةً لحملته... ومع ذلك، من المرجح أن يثير هذا قلق الأسواق.

وحسب رئيس أبحاث النقد الأجنبي في «دويتشه بنك» جورج سارافيلوس، فإن الدولار يجب أن ينخفض ​​بنسبة تصل إلى 40 في المائة لإغلاق العجز التجاري الأميركي.

وقال استراتيجي أسعار الفائدة العالمية في «كولومبيا ثريدنيدل» إدوارد الحسيني: «إن تكلفة الاضطراب هائلة للغاية... السوق هنا ستكون قوة موازنة قوية»، مضيفاً أن أي تدخل لإضعاف الدولار «غير مرجح للغاية».

كان أحد المقترحات لإضعاف العملة هو أن تستخدم الولايات المتحدة صندوق تثبيت سعر الصرف التابع لوزارة الخزانة. ومع ذلك، فإن الصندوق لديه نحو 200 مليار دولار من الأصول لشراء العملات الأجنبية، التي يخشى المحللون أن تنفد قريباً.

وقد يواجه ترمب وفانس مشكلات مع ناخبيهما. وقال غالينوس: «الطريقة الأكثر وضوحاً لحدوث هذا التخفيض في القيمة هي أن تفقد الولايات المتحدة استثنائيتها الاقتصادية. لكنَّ الدولار يظل عملة الاحتياطي العالمي وملاذاً في أوقات الاضطرابات الاقتصادية. ومن بين تعهدات الحزب الجمهوري لعام 2024 الحفاظ على الدولار الأميركي عملةً احتياطية عالمية».