أسعار النفط تتراجع بعد بيانات صينية متشائمة

بكين خفضت توقعاتها للطلب على الخام في 2023 والفائدة أقل من المتوقع

ناقلة خام في محطة نفط قبالة تشوشان بمقاطعة تشجيانغ الصينية (رويترز)
ناقلة خام في محطة نفط قبالة تشوشان بمقاطعة تشجيانغ الصينية (رويترز)
TT

أسعار النفط تتراجع بعد بيانات صينية متشائمة

ناقلة خام في محطة نفط قبالة تشوشان بمقاطعة تشجيانغ الصينية (رويترز)
ناقلة خام في محطة نفط قبالة تشوشان بمقاطعة تشجيانغ الصينية (رويترز)

تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات الثلاثاء، بسبب بيانات صينية متشائمة، حيث خفضت الصين معدلات الفائدة المرجعية على الإقراض أقل من المتوقع، وخفضت مؤسسة البترول الوطنية الصينية توقعاتها بشأن طلب البلاد على النفط في عام 2023، مما يثير مزيداً من المخاوف بشأن توقعات الطلب على النفط في أكبر مستورد للخام في العالم.

انخفض خام برنت 1.9 في المائة إلى 75.12 دولار للبرميل في الساعة 15:17 بتوقيت غرينتش. وهبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يوليو (تموز) 2.2 في المائة عند إغلاق يوم الجمعة إلى 70.19 دولار. وينتهي عقد يوليو بنهاية تعاملات الثلاثاء. ولم تكن هناك تسوية للخام الأميركي يوم الاثنين بسبب عطلة عامة في الولايات المتحدة.

وخفضت الصين صباح الثلاثاء، 2 من معدلات الإقراض المعيارية - سعر الفائدة الرئيسي للقروض لعام ولخمسة أعوام - بمقدار عشر نقاط أساس لكل منهما. وكان الخفض، وهو الأول في عشرة أشهر، أقل حدة من التوقعات، إذ توقع 50 في المائة من المشاركين في استطلاع لـ«رويترز» خفضاً قدره 15 نقطة أساس على معدل الإقراض لخمس سنوات.

وجاء الخفض بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية حديثة أن قطاعي التجزئة والمصانع يكافحان للحفاظ على القوة الدافعة التي تحققت في وقت سابق من العام.

اجتمعت الحكومة الصينية الأسبوع الماضي لمناقشة تدابير لتحفيز النمو الاقتصادي، وخفضت العديد من البنوك الكبرى توقعاتها للنمو الاقتصادي لعام 2023 وسط مخاوف من تعثر التعافي بعد كوفيد - 19.

وقالت «إيه.إن.زد ريسيرش» في مذكرة للعملاء الثلاثاء: «الشك حيال إجراءات التحفيز الصينية أثر على المعنويات».

وعلى الفور خفضت مؤسسة البترول الوطنية الصينية توقعاتها بشأن طلب الصين على النفط في عام 2023، حيث لا يزال التعافي الاقتصادي بعد جائحة كوفيد مخيباً للآمال.

وقال وانج لينينج، الباحث البارز في مجال النفط بمعهد أبحاث الاقتصاد والتكنولوجيا التابع لمؤسسة البترول الوطنية الصينية، أمام مؤتمر في بكين الثلاثاء، إن من المتوقع أن يرتفع الطلب الصيني على النفط بنسبة 3.5 في المائة ليصل إلى 740 مليون طن، بحسب وكالة بلومبرغ.

وخيبت البيانات الاقتصادية المحبطة آمال المتداولين الذين يراهنون على أن الانتعاش في الصين من شأنه أن يزيد الطلب الصيني على النفط، بعد أن ألغى أكبر مستورد للنفط في العالم سياسة «صفر - كوفيد» في أواخر العام الماضي.

وسجّلت واردات الصين من النفط الروسي مستوى قياسياً في مايو (أيار) الماضي، منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط) 2022، وفقاً لأرقام رسمية صادرة عن الجمارك الصينية الثلاثاء.

وعلى صعيد الإمدادات، سجلت صادرات إيران من النفط الخام وإنتاجها النفطي ارتفاعات جديدة في 2023 رغم العقوبات الأميركية.

ومن المقرر أن تزيد روسيا صادراتها من وقود الديزل وزيت الغاز المنقول بحراً هذا الشهر، مما يفوق تخفيضات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، بما في ذلك موسكو نفسها.

وخفض جي.بي مورغان متوسط تقديره لسعر خام برنت إلى 81 دولاراً للبرميل هذا العام من 90 في توقعات سابقة. وقال محللو البنك إن تخفيضات أوبك بلس ليست كافية لتحقيق التوازن بين العرض والطلب العالميين، حتى لو مُدّدت إلى 2024.


مقالات ذات صلة

ضعف الطلب الصيني يضغط أسواق النفط

الاقتصاد خطوط أنابيب نفطية في جمهورية التشيك (رويترز)

ضعف الطلب الصيني يضغط أسواق النفط

تراجعت أسعار النفط، يوم الجمعة، وكانت في طريقها إلى تسجيل خسائر لثالث أسبوع على التوالي بسبب ضعف الطلب في الصين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد بلغت شهادات المنشأ للصادرات الكويتية لدول الخليج في يونيو الماضي 1495 شهادة بقيمة صادرات تقدر بنحو 38 مليون دولار (كونا)

انخفاض طفيف في الصادرات غير النفطية في الكويت للشهر الماضي

قالت وزارة التجارة والصناعة الكويتية، الخميس، إن إجمالي الصادرات المحلية (كويتية المنشأ) غير النفطية إلى دول العالم في شهر يونيو (حزيران) الماضي بلغ 21.7 مليون…

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد شعار «توتال إنرجيز» في ناطحة سحاب المقر الرئيسي للشركة في الحي المالي والتجاري في لا ديفانس بالقرب من باريس (رويترز)

انخفاض أرباح «توتال إنرجيز» أكثر من المتوقع في الربع الثاني بسبب التكرير

أعلنت شركة «توتال إنرجيز» الفرنسية للنفط يوم الخميس انخفاض أرباح الربع الثاني بنسبة 6 في المائة، وهو ما كان أسوأ مما توقعه المحللون.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك (أ.ف.ب)

نوفاك: لا خلاف بين روسيا و«أوبك بلس» بشأن تجاوز حصص الإنتاج

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، إن روسيا ستعوض عن تجاوز حصص إنتاج النفط الخام التي حددها شركاء «أوبك بلس» ولا يوجد خلاف بشأن هذه القضية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد أبقت الحكومة على أسعار الوقود المستخدم في إنتاج الكهرباء والصناعات الغذائية في المخابز عند مستوياتها (الشرق الأوسط)

زيادة أسعار الوقود في مصر بنسب تصل إلى 15 %

أعلنت الحكومة المصرية زيادة أسعار مجموعة واسعة من أنواع الوقود بنسب تصل إلى 15 في المائة، في أحدث خطوة لتقليص الدعم الحكومي للمحروقات.


الصين تدافع عن «الإفراط في التصنيع»

سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
TT

الصين تدافع عن «الإفراط في التصنيع»

سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)

قال لياو مين، نائب وزير مالية الصين، إن القدرات الصناعية لبلاده تساعد العالم في مكافحة التغير المناخي وفي جهود احتواء التضخم، في رد على انتقاد وزيرة الخزانة الأميركية للطاقة التصنيعية المفرطة للصين.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن لياو، قوله فى مقابلة حصرية معها في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، نشرتها السبت: «على مدار عقود كانت الصين قوة لخفض معدلات التضخم في العالم عبر توفير المنتجات الصناعية بجودة عالية وأسعار ملائمة».

وكان لياو يشارك في اجتماعات وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية بالدول الأعضاء في مجموعة العشرين بالبرازيل. وأضاف: «وهي توفر الآن البضائع الخضراء للعالم، فيما تسعى الدول إلى تحقيق أهداف خفض الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2030».

وأوضح لياو، أن الطلب العالمي على السيارات الكهربائية سوف يتراوح بين 45 مليوناً و75 مليون سيارة، بحلول ذلك الحين، وهو ما يتجاوز بكثير الطاقة الإنتاجية للعالم، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

وجاءت تصريحات المسؤول الصيني، بعد يوم من تعهد يلين «بمواصلة الضغط على الصين للنظر في نموذج الاقتصاد الكلي الخاص بها».

وتواجه الصين حواجز تجارية متنامية من الاقتصادات المتقدمة مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وسط انتقاد للإفراط في الإنتاج الصناعي الصيني، وتداعيات ذلك على القطاعات الصناعية والشركات.

ويمضي الاتحاد الأوروبي قدماً صوب فرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية القادمة من الصين، في حين هدد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة، بفرض رسوم بقيمة 50 في المائة، أو أكثر، على واردات السوق الأميركية من البضائع الصينية حال فوزه بالانتخابات المقررة في نوفمبر(تشرين الثاني) 2024.

كانت بعض الدول النامية، مثل تركيا والبرازيل فرضت رسوماً جمركية على وارداتها من المنتجات الصينية، بما يشمل الصلب والسيارات، رغم أن هذه الدول لم تنتقد السياسة الصناعية للصين بالقدر نفسه.

وأوضح نائب وزير المالية الصيني أنه في الوقت الذي تهتم فيه بكين بمخاوف الشركات الرئيسية بشأن فائض التصنيع، فإنها معنية بالتهديدات التجارية مثل الرسوم.

وأوضح لياو، الذي كان عضواً ضمن فريق التفاوض الصيني بشأن الحرب التجارية، مع أميركا خلال رئاسة ترمب السابقة: «يجب علينا التواصل على نحو صريح فيما يتعلق بقواعد اقتصاد السوق والوقائع الحقيقية».

وزار لياو الولايات المتحدة من قبل، حيث التقى ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض. كما استقبل يلين عندما زارت الصين خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي

وانتقدت وزارة الخزانة الأميركية الاستراتيجية الاقتصادية للصين، واصفة إياها بأنها تشكل «تهديداً لاستمرار الشركات والعمال في أنحاء العالم».