أسعار المتاجر البريطانية تشتعل في مايو

بنك إنجلترا قد يلجأ لفائدة أكثر من 6 %

يشتري المتسوقون الطعام من سوبر ماركت في لندن ، الأربعاء ، أظهرت بيانات ارتفاع تضخم أسعار المتاجر في مايو الحالي إلى 9% على أساس سنوي - أ ب
يشتري المتسوقون الطعام من سوبر ماركت في لندن ، الأربعاء ، أظهرت بيانات ارتفاع تضخم أسعار المتاجر في مايو الحالي إلى 9% على أساس سنوي - أ ب
TT

أسعار المتاجر البريطانية تشتعل في مايو

يشتري المتسوقون الطعام من سوبر ماركت في لندن ، الأربعاء ، أظهرت بيانات ارتفاع تضخم أسعار المتاجر في مايو الحالي إلى 9% على أساس سنوي - أ ب
يشتري المتسوقون الطعام من سوبر ماركت في لندن ، الأربعاء ، أظهرت بيانات ارتفاع تضخم أسعار المتاجر في مايو الحالي إلى 9% على أساس سنوي - أ ب

أظهرت بيانات اتحاد متاجر التجزئة البريطاني «بي آر سي» الصادرة يوم الثلاثاء ارتفاع معدل تضخم أسعار المتاجر في بريطانيا خلال شهر مايو (أيار) الحالي إلى 9 في المائة سنويا، وهو أعلى مستوياته منذ بدء تسجيل هذه البيانات في 2005، مقابل 8.8 في المائة خلال أبريل (نيسان) الماضي.

كما بلغ معدل التضخم الشهري لأسعار المتاجر خلال الشهر الحالي 0.5 في المائة، لكن في المقابل تراجع معدل تضخم أسعار الغذاء وفقا لمؤشر اتحاد متاجر التجزئة بنسبة طفيفة ليسجل 15.4 في المائة خلال الشهر الحالي، مقابل 15.7 في المائة خلال الشهر الماضي، حيث جاء تراجع معدل تضخم أسعار الغذاء مدفوعا بدرجة كبيرة بانخفاض أسعار الطاقة والحاصلات، رغم عدم تراجع أسعار بعض السلع الغذائية، مثل الزبد والحليب والفواكه والأسماك، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن هيلين ديكنسون الرئيس التنفيذي للاتحاد. ويذكر أن بيانات أسعار المتاجر تعتمد على المعلومات التي تم جمعها خلال الفترة من 1 إلى 7 مايو الحالي.

وتأتي البيانات بعد تقرير لصحيفة «تليغراف»، ذكر أن الحكومة البريطانية تدرس خططاً لحث تجار التجزئة على كبح أسعار السلع الغذائية الأساسية، مثل الخبز والحليب، وذلك في ظل تواصل ارتفاع تكلفة هذه السلع لخانة العشرات.

لكن عند سؤال وزير الصحة والرعاية الاجتماعية ستيف باركلي عن وضع مثل هذه الضوابط قال لتلفزيون «بي بي سي» يوم الأحد: «ليس هذا ما أفهمه». وأفادت «تليغراف» يوم السبت بأن مكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يجري محادثات مع المتاجر بشأن اتفاق مشابه لاتفاق في فرنسا يتحصل تجار التجزئة فيه «على أقل مبلغ ممكن».

ولم يرد مكتب رئيس الوزراء على طلب من «رويترز» للتعليق على التقرير الذي استقى معلوماته من مصادر في الحكومة. وقال باركلي لتلفزيون «بي بي سي»: «ما أفهمه هو أن الحكومة تعمل بشكل بناء مع المتاجر على كيفية التصدي للمخاوف الحقيقية إزاء تضخم أسعار الأغذية وتكلفة المعيشة، وفعل الأمر بطريقة تراعي بشدة تأثير ذلك على الموردين».

وتعاني بريطانيا من أحد أعلى معدلات التضخم في قطاع الأغذية بغرب أوروبا مع ارتفاع الأسعار بنسبة تجاوزت 19 في المائة خلال العام الماضي. وأعلنت أكبر سلاسل المتاجر، مثل «تيسكو» و«سينسبري» تخفيض أسعار بعض السلع الغذائية في الأسابيع القليلة الماضية.

ووسط هذا التضخم العنيد، حذر أعضاء سابقون بلجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا قبل أيام أنه سوف تكون هناك حاجة لرفع معدلات الفائدة لما يصل إلى 6 في المائة للقضاء على التضخم، وهو مستوى قال البنك إنه صعب على الأسر والشركات، بحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء.

وقال ويليام بوتر وأندرو سنتينس وديان جولياس، الذين كانوا في السابق أعضاء بلجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا، وأعربوا عن قلقهم إزاء الأسعار المرتفعة، إن البنك المركزي سوف يكون بحاجة للمضي قدما في المزيد من الزيادات في معدلات الفائدة طوال الصيف.

وقال بوتر في مقابلة: «سوف تكون هناك حاجة لرفع المعدلات بشكل كبير»، متوقعا ذروة بواقع «ليس أقل من 6 في المائة»، وأنه «لا توجد سبيل أن يحقق معدل فائدة بواقع 4.5 في المائة (الحالي) النتيجة» المطلوبة.

وتأتي التصريحات بعد زيادة مفاجئة في قياس التضخم الرئيسي، الذي يستبعد أسعار الطاقة والغذاء المتقلبة، إلى أعلى مستويات في أكثر من ثلاثين عاما. وسارع المستثمرون إلى الأخذ في الحسبان زيادة أخرى بواقع نقطة مئوية في المعدل الأساسي للبنك المركزي إلى 5.5 في المائة، وهو مستوى لم ير منذ أوائل 2008 قبل الأزمة المالية العالمية.

ووفقا لتوقعات «بلومبرغ إيكونوميكس» يوم الجمعة، من المرجح أن ينزلق الاقتصاد البريطاني إلى ركود في النصف الثاني من العام الحالي في حال ظل التحول المفاجئ في توقعات الأسواق طوال الصيف.



«العمل الدولية»: البطالة العالمية ستستقر قرب أدنى مستوى تاريخي لها عند 5 %

شعار منظمة العمل الدولية في مقرها بجنيف (المنظمة)
شعار منظمة العمل الدولية في مقرها بجنيف (المنظمة)
TT

«العمل الدولية»: البطالة العالمية ستستقر قرب أدنى مستوى تاريخي لها عند 5 %

شعار منظمة العمل الدولية في مقرها بجنيف (المنظمة)
شعار منظمة العمل الدولية في مقرها بجنيف (المنظمة)

‏قالت منظمة العمل الدولية في تقرير لها، الخميس، إن البطالة العالمية ظلت ثابتة العام الماضي عند أدنى مستوى تاريخي لها عند 5 في المائة، حيث من المتوقع أن تظل عند هذا المستوى في عام 2025.

ومع ذلك، قالت المنظمة التي تتخذ من جنيف مقراً لها، إن التباطؤ الاقتصادي العالمي من 3.3 في المائة إلى نحو 3.2 في المائة العام الماضي، والتباطؤ التدريجي على المدى المتوسط، سيحدّ من خلق فرص العمل.

وجاء في التقرير الرئيسي لمنظمة العمل الدولية حول العمالة العالمية والاتجاهات الاجتماعية: «يستمر الاقتصاد العالمي في التوسع بمعدل معتدل، ولكن من المتوقع أن يفقد زخمه تدريجياً، مما يحول دون انتعاش أقوى وأكثر ديمومة في سوق العمل».

وأوضحت منظمة العمل الدولية إن معدل البطالة العالمي الحالي البالغ 5 في المائة هو الأدنى في سلسلة بيانات منظمة العمل الدولية التي تعود إلى عام 1991، ومن المتوقع أن ينخفض مرة أخرى في عام 2026 إلى 4.9 في المائة.

ومع ذلك، قال التقرير إن بعض البلدان والمجموعات لا تستفيد من هذا الاتجاه الإيجابي، حيث يواجه الشباب معدل بطالة أعلى بكثير يبلغ 12.6 في المائة.

وأوضح التقرير أنه في حين شهدت بعض الدول الأوروبية انخفاضاً في معدلات البطالة في السنوات الأخيرة، فإن دولاً مثل جنوب أفريقيا سجلت مستويات مرتفعة تجاوزت 30 في المائة في عام 2024.

ودعا المدير العام لمنظمة العمل الدولية، جيلبير أنغبو، وهو رئيس وزراء توغو السابق، إلى اتخاذ إجراءات جريئة للمساعدة في معالجة العوائق التي تحول دون ازدهار سوق العمل. وقال في مقدمة التقرير: «يجب على العالم أن يتبنى مناهج جديدة للعدالة الاجتماعية التي تولد العمل اللائق».

كما يتضمن التقرير الذي يقع في 84 صفحة توصيات لتعزيز خلق فرص العمل من خلال الاستثمار في التعليم، بالإضافة إلى اقتراح بتوفير أموال خاصة جديدة من تحويلات المهاجرين المرسلة إلى أوطانهم لتعزيز التنمية في البلدان الفقيرة.