مصانع السعودية تسجّل قفزة كبيرة في طريقها لريادة المنطقة

نشرة خاصة كشفت عن تصاعد مستمر في الأرقام المرتبطة بتطور القطاع الصناعي في البلاد

قفز عدد المصانع في السعودية بنسبة 50 % بعد إطلاق «رؤية 2030» (واس)
قفز عدد المصانع في السعودية بنسبة 50 % بعد إطلاق «رؤية 2030» (واس)
TT

مصانع السعودية تسجّل قفزة كبيرة في طريقها لريادة المنطقة

قفز عدد المصانع في السعودية بنسبة 50 % بعد إطلاق «رؤية 2030» (واس)
قفز عدد المصانع في السعودية بنسبة 50 % بعد إطلاق «رؤية 2030» (واس)

يعيش القطاع الصناعي في السعودية نقلة نوعية وصفها عدد من المطّلعين بنتيجة حقيقية للتشريعات الجديدة التي انعكست على تطوير الأداء والانفتاح على صناعات جديدة وتوطين صناعات أخرى قائمة وتعزيزها.

وكشفت بيانات جديدة التطور الملحوظ في القطاع خلال السنوات الأخيرة، حيث وصل عدد المصانع في البلاد خلال الربع الرابع من عام 2022 إلى 10 آلاف و518 مصنعاً، برأس مال يقدّر بـ1,428 تريليون ريال، في ارتفاع قارب الـ24 في المائة عمّا كان عليه في الوقت ذاته من العام السابق 8,499، برأس مال 1,268,037 تريليون ريال.

البيانات جاءت في نشرة خاصة أصدرتها وزارة الصناعة والثروة المعدنية، وقدمت خلالها منظوراً شاملاً يعكس واقع القطاع الصناعي في السعودية، ويوضح أداء المصانع القائمة، وكذلك مؤشرات النمو للتراخيص الصناعية الجديدة، وتصدّرت المصانع العاملة في تصنيع المنتجات الكيميائية القائمة من حيث حجم الاستثمار، تلتها مصانع منتجات المعادن اللافلزية، ثم مصانع الفلزات القاعدية.

الرياض تحتضن أكثر المصانع

المصانع الوطنية تصدّرت قائمة المصانع بحسب نوع الاستثمار بأكثر من 84 في المائة، متقدمةً على المصانع الأجنبية بنسبة 8,3 في المائة، ثم المصانع ذات الاستثمار المشترك بنسبة 8 في المائة، في حين احتلت العاصمة الرياض النسبة الكبرى من إجمالي عدد المصانع بنحو 4 آلاف و70 مصنعاً، تليها المنطقة الشرقية بألفين و411 مصنعاً، ثم منطقة مكة المكرمة بألفين و29 مصنعاً.

المصانع الصغيرة تتصدّر

الأرقام بيّنت أن المصانع الصغيرة تمثل النسبة الكبرى من إجمالي المصانع حتى نهاية الفترة، حيث بلغت 5 آلاف و407 مصانع، في تقدم لافت لعدد المصانع الصغيرة عما كانت عليه في العام السابق استجابةً للتحسينات والتطوير الذي يلقاه قطاع المصانع والمنشآت الصغيرة، وجاءت المصانع المتوسطة في الترتيب الثاني بواقع 4 آلاف و295 مصنعاً، ثم المصانع الكبيرة التي سجلت 816 من إجمالي المصانع.

وتضمنت التغيرات الحاصلة في التراخيص والمصانع التي بدأت الإنتاج خلال الربع الرابع من عام 2022، حيث تم إصدار 248 ترخيصاً صناعياً جديداً، وبدأ الإنتاج في 150 مصنعاً بحجم استثمار يبلغ 2,2 مليار ريال، في حين بلغ حجم الاستثمار في التراخيص الجديدة 10,25 مليار ريال.

آفاق أمام الاستثمار الأجنبي

ووفق النشرة فإن الاستثمار الأجنبي في مصانع البلاد يمثل ما نسبته 8,3 في المائة من إجمالي المصانع القائمة، حيث يبلغ عدد المصانع الأجنبية في المملكة 872 مصنعاً، بحجم استثمارات يبلغ 70,79 مليار ريال، في رقمٍ يرشح خبراء أن يحقق ارتفاعاً مطّرداً خلال الفترة القليلة القادمة، مع توجه البلاد إلى إطلاق مناطق صناعية جديدة وخاصة تفتح آفاقاً جديدة أمام المستثمرين من أنحاء العالم كافة.

وبلغ عدد العمالة الفعلية في المصانع القائمة 697 ألفاً و365 عاملاً، في حين لم تكشف النشرة عن عدد العمالة المرخّصة ويرشح أن يكون العدد قارب المليون عامل، في ارتفاع قياسي عما كان عليه الرقم خلال السنوات السابقة.

تنوع اقتصادي

ويعد القطاع الصناعي أحد مرتكزات «رؤية 2030»، حيث تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصناعة في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، بأبعاد عالمية فيما يتعلق بالاستثمار من خلال خطط اعتبرت الاستراتيجية أنها ستوفر بيئة استثمارية جاذبة للمستثمرين تمكنهم من الحصول على فرص استثمارية ذات عوائد تنافسية باستخدام التقنيات الحديثة والفريدة، معزّزة بتوقعات أن تحقق مزيداً من التنوع الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل، وتوفر وظائف نوعية للمواطنين، وتحفزهم على تطوير مواهبهم ليسهموا في بناء قطاع صناعي رائد ومستدام.

الأمير محمد بن سلمان لدى افتتاحه أحد مصانع الطائرات في البلاد عام 2018 (واس)

مستهدف 36 ألف مصنع

ومنذ إطلاق برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجيستية مطلع عام 2019، وإنشاء وزارة مستقلة للاهتمام بالقطاع، وعدد من البرامج والكيانات الأخرى، جاءت النتائج لتضاعف عدد المنشآت الصناعية التي لم يكن يتجاوز عددها 7 آلاف و206 مصانع أنشئت خلال 42 عاماً، ليقفز عددها بعد انطلاق الرؤية بأكثر من 50 في المائة ليصل إلى 10 آلاف و640 منشأة صناعية في عام 2022، وستعمل الاستراتيجية الوطنية للصناعة على دفع عجلة النمو في القطاع لتصل أعداد المصانع إلى نحو 36 ألف مصنع بحلول عام 2035.

ريادة دولية وإقليمية

وتتمتع السعودية بإمكانية كبيرة لأن تصبح رائدة عالمية في عدد من الصناعات بالنظر لمجموعة من المميزات ذات الخصوصية للبلاد التي تعد وفقاً لإحصائية من البنك الدولي، أكبر دولة عربية من حيث الإنتاج الصناعي وحجم مساهمة الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي، تليها الإمارات ثم العراق.

الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، استدل بذلك في معرض حديثه بأن لدى بلاده «جميع الممكنات للوصول إلى اقتصاد صناعي تنافسي ومستدام، من مواهب شابة طموحة، وموقع جغرافي متميز، وموارد طبيعية غنية، وشركات صناعية وطنية رائدة، ومن خلال الاستراتيجية الوطنية للصناعة وبالشراكة مع القطاع الخاص ستصبح المملكة قوة صناعية رائدة تسهم في تأمين سلاسل الإمداد العالمية، وتصدر المنتجات عالية التقنية إلى العالم».

كما أشار في هذا الصدد وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف بالقول إن «السعودية تتميز بموقعها الجغرافي بين دول العالم ومواردها الهائلة، بالإضافة إلى امتلاكها للمواهب التي تعد أحد أكثر الأشياء قيمة، ويتم تدريبهم بشكل مميز واستثمارهم في هذا القطاع، ودعم توجهات التحول التقني الناجح في مجال الصناعات».


مقالات ذات صلة

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة تجمع المسؤولين السعوديين واليابانيين خلال إطلاق صندوق مؤشرات متداولة وإدراجه في بورصة طوكيو (الشرق الأوسط)

«الاستثمارات العامة السعودي» يستثمر بأكبر صندوق في بورصة طوكيو

أعلنت مجموعة «ميزوهو» المالية، الخميس، إطلاق صندوق مؤشرات متداولة، وإدراجه في بورصة طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة).

عبير حمدي (الرياض)

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.