السعودية تسيطر على التضخم منذ بداية العام

تدابير حكومية مبكرة حافظت على استقرار المعدل 4 أشهر

أحد متاجر السلع والمنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
أحد متاجر السلع والمنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسيطر على التضخم منذ بداية العام

أحد متاجر السلع والمنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
أحد متاجر السلع والمنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

نظراً لمتانة الاقتصاد السعودي والأثر الإيجابي الناتج عن التدابير والإجراءات الحكومية المتسارعة منذ وقت مبكر لمواجهة ارتفاع معدلات التضخم، حافظ معدل التضخم على استقراره النسبي منذ بداية العام ليصل في مارس (آذار) وأبريل (نيسان) إلى نسبة 2.7 في المائة، محققاً استقراراً نسبياً خلال الأشهر الـ4 الأولى من 2023 على أساس شهري.

واتخذت الحكومة السعودية إجراءات عدة لكبح معدل التضخم في البلاد، الذي شهد ارتفاعاً عالمياً منذ جائحة «كورونا»، أبرزها وضع سقف لأسعار الوقود، وتخصيص 20 مليار ريال (5.3 مليار دولار) لمواجهة تداعيات ارتفاع الأسعار وزيادة المخزونات الاستراتيجية والاهتمام ببرنامج صغار مربي الماشية لتعزيز الأمن الغذائي، وأيضاً دعم مستفيدي الضمان الاجتماعي وبرنامج حساب المواطن.

ووفقاً لهيئة الإحصاء السعودية اليوم، وصل معدل التضخم في البلاد خلال يناير (كانون الثاني) من العام الحالي إلى 3.4 في المائة، لتتمكن الحكومة من خفض المعدل إلى 3 في المائة في فبراير (شباط)، وصولاً إلى 2.7 في المائة في مارس وأبريل. وبلغ مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك في المملكة 2.7 في المائة خلال أبريل المنصرم، مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الفائت، دون تغيير عن مارس (آذار) السابق، ويعزى ذلك إلى ارتفاع أسعار السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع وقود أخرى 8.1 في المائة، وأسعار الأغذية والمشروبات 1 في المائة.

وارتفعت الإيجارات الفعلية للمساكن 9.6 في المائة خلال أبريل الماضي، التي تأثرت بالزيادة في أسعار إيجارات الشقق 22.2 في المائة، ما أسهم ارتفاع هذه المجموعة بتأثير كبير في التضخم السنوي نظراً لوزنها في المؤشر. وارتفع قسم المطاعم والفنادق، والترفيه والثقافة، 6.2 و3.1 في المائة على التوالي، وكذلك النقل الذي سجل ارتفاعاً 1.1 في المائة متأثراً بارتفاع أسعار الخدمات 6 في المائة. من ناحية أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيزات المنزل 1.3 في المائة، متأثرة بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات -2.8 في المائة، وكذلك الملابس والأحذية -2.1 في المائة بسبب انخفاض أسعار الملابس الجاهزة -3.7 في المائة.

من جانب آخر، كشفت الهيئة عن بلوغ مؤشر الرقم القياسي لأسعار الجملة في السعودية ارتفاعاً 0.2 في المائة خلال أبريل الماضي، قياساً بنظيره من 2022، وبمعدل أقل من مارس السابق الذي وصلت حينها الزيادة إلى 1.1 في المائة. ويعزى ارتفاع المؤشر بشكل رئيس إلى زيادة أسعار المنتجات الغذائية والمشروبات والتبغ والمنسوجات 3.4 في المائة. وبحسب الهيئة العامة للإحصاء، سجل باب المنتجات الغذائية والمشروبات والتبغ والمنسوجات ارتفاعاً 3.4 في المائة، نتيجةً لارتفاع أسعار الألبان 17.5 في المائة، وطواحين الحبوب والنشاء والمنتجات الغذائية الأخرى 2.2 في المائة.



الجنيه الإسترليني يرتفع لأعلى مستوى في أسبوع

أوراق نقدية من فئة الجنيه الإسترليني (رويترز)
أوراق نقدية من فئة الجنيه الإسترليني (رويترز)
TT

الجنيه الإسترليني يرتفع لأعلى مستوى في أسبوع

أوراق نقدية من فئة الجنيه الإسترليني (رويترز)
أوراق نقدية من فئة الجنيه الإسترليني (رويترز)

ارتفع الجنيه الإسترليني إلى أعلى مستوى له في أسبوع مقابل الدولار، يوم الثلاثاء، بعد أن قفز في اليوم السابق إثر تقرير إعلامي أفاد بأن مستشاري الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، يدرسون فرض رسوم جمركية على الواردات الحيوية فقط.

وكان ترمب قد نفى هذا التقرير يوم الاثنين، بعد أن تعهد بفرض رسوم جمركية بنسبة 10 في المائة على الواردات العالمية إلى الولايات المتحدة، إضافةً إلى رسوم بنسبة 60 في المائة على السلع الصينية، مما عزز التوقعات بارتفاع التضخم ودعم الدولار، وفق «رويترز».

وارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.25 في المائة إلى 1.2548 دولار، بعد أن وصل إلى 1.2562 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ 31 ديسمبر (كانون الأول). في المقابل، كان قد سجل 1.2349 دولار الأسبوع الماضي، وهو أدنى مستوى له منذ أبريل (نيسان) 2024، حيث ارتفع الدولار في ظل التوقعات بنمو قوي في الولايات المتحدة وزيادة الرسوم الجمركية.

وأضاف المحللون أن المراجعة السلبية لبيانات الناتج المحلي الإجمالي البريطاني للربع الثالث، بالإضافة إلى الأخبار التي أفادت بأن ثلاثة أعضاء من لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا صوَّتوا لصالح خفض أسعار الفائدة فوراً في ديسمبر، قد أثارت نقاشاً جديداً في نهاية 2024 بشأن تأثير مخاطر النمو والتضخم على قرارات السياسة التي يتخذها بنك إنجلترا.

ويوم الثلاثاء، كان المتداولون يتوقعون خفض أسعار الفائدة بنحو 56 نقطة أساس من جانب بنك إنجلترا هذا العام، وهو انخفاض طفيف عن التقديرات في أواخر الأسبوع الماضي. وخفض بنك إنجلترا أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس إلى 4.75 في المائة في عام 2024.

وقالت جين فولي، كبيرة استراتيجيي الصرف الأجنبي في «رابوبانك»: «بينما تراجعت مخاطر التضخم في معظم أنحاء أوروبا، فإن التضخم في قطاع الخدمات في المملكة المتحدة يظل مرتفعاً بشكل خاص». وأضافت: «إن المخاطر التضخمية الناجمة عن موازنة المملكة المتحدة في 30 أكتوبر (تشرين الأول) تضاف إلى ذلك». وتوقعت أن يستمر زوج اليورو/الجنيه الإسترليني في التحرك حول منطقة 0.83 في الأشهر المقبلة مع تطلع الأسواق إلى مزيد من الوضوح بشأن النمو في المملكة المتحدة والتحديات التضخمية.

ولم يشهد الجنيه الإسترليني تغيراً يُذكَر مقابل العملة الموحَّدة، إذ جرى تداول اليورو عند 82.99 بنس. وأظهرت بيانات مسح يوم الاثنين تباطؤ نمو نشاط الأعمال البريطاني بشكل حاد في ديسمبر، حيث قام أصحاب العمل بخفض أعداد الموظفين بأسرع معدل في نحو أربع سنوات.