روسيا: لن تُترك العقوبات الأميركية الجديدة بلا رد

وصفتها بأنها تدمر آفاق تحسن العلاقات الثنائية

نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف (أ.ب)
نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف (أ.ب)
TT

روسيا: لن تُترك العقوبات الأميركية الجديدة بلا رد

نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف (أ.ب)
نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف (أ.ب)

ندد دبلوماسي روسي رفيع المستوى، اليوم (الاربعاء)، بإقرار مجلس النواب الاميركي عقوبات جديدة على روسيا، معتبرا انه يهدد بتقويض فرص تحسين العلاقات مع موسكو.
وصرح نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف "ما يحصل مناف للمنطق. معدو مشروع القانون هذا ومؤيدوه اتخذوا خطوة جدية نحو تقويض آفاق تحسين العلاقات مع روسيا"؛ بحسب ما نقلت عنه وكالة "تاس" الرسمية الروسية. وتابع "لكننا لن ننساق للعواطف... بل سنبحث عن وسائل للمضي قدما (...) والتوصل إلى تسويات بشأن مسائل مهمة لروسيا وكذلك، على ما أعتقد، للولايات المتحدة، مثل مكافحة الارهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل".
وأقر مجلس النواب الاميركي، يوم أمس (الثلاثاء) بأكثرية ساحقة عقوبات جديدة على روسيا أثارت غضب موسكو وكذلك أوروبا لأنها تجيز معاقبة شركات أوروبية.
ويهدف مشروع قانون العقوبات الذي ينتظر إقراره في مجلس الشيوخ الى معاقبة روسيا بعد اتهامها بحملة "تضليل وقرصنة" اثناء الانتخابات الرئاسية الأميركية في العام الفائت.
وسبق فرض عقوبات على روسيا بسبب ضم القرم واتهامها بالتدخل في أوكرانيا.
ويشمل النص آلية غير مسبوقة أثارت استياء البيت الابيض، وتقضي باحتفاظ النواب بحق التدخل في حال قرر الرئيس دونالد ترمب تعليق عقوبات سارية على روسيا.
وفي حال أقر مجلس الشيوخ النص، يحق لترمب رفضه وعندها يتعين جمع أكثرية الثلثين في الكونغرس لتجاوز الفيتو الرئاسي. وقضت العادة ان يتفادى الرؤساء هذه الاهانة بإعلان الدعم المتأخر للتشريع المعني.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو لن تترك العقوبات الأميركية الجديدة ضدها بلا رد، معتبرة أن هذه الخطوة الأميركية تدمر آفاق تحسن العلاقات الثنائية.
وشدد ريابكوف على أن هذا المشروع لا يترك أي مجال لتطبيع العلاقات الروسية - الأميركية في المستقبل المنظور. ذاكرا أن موسكو حذرت الجانب الأميركي عشرات المرات من أن مثل هذه الخطوات لن تبقى دون رد. مبينا "هذه الخطوات لا تتوافق مع العقل السليم. ويخطوا معدو وممولو هذا المشروع خطوة كبيرة نحو تدمير آفاق تطبيع العلاقات مع روسيا".
وحذر ريابكوف قائلا "انطلاقا من ذلك سننظر إلى أميركا اليوم. واشنطن هي مصدر الخطر. ويجب أن نفهم ذلك وأن نعمل انطلاقا من هذا الفهم بشكل متزن وعقلاني وبهدوء".



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».