شدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على أن الشورى هو النهج الذي تسير عليه بلاده منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز، مبينًا أنه منهج أمر الإسلام به. وأكد الملك سلمان، أن مجلس الشورى السعودي وأعضاءه «لا يعملون من أجل مصالح فئوية أو حزبية أو شخصية، وإنما لمصلحة الوطن»، مؤكدًا أن مجلس الشورى ومجلس الوزراء والجهات الأخرى تكمل بعضها بعضًا.
جاء ذلك، ضمن كلمة ألقاها خادم الحرمين الشريفين، لدى استقباله في الديوان الملكي بقصر اليمامة، في الرياض يوم أمس، الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى، وأعضاء وعضوات المجلس في دورته الجديدة، الذين تشرفوا بأداء القسم أمامه.
وقال الملك سلمان: «ما ستقومون به في المجلس سيكون محل تقدير دولتكم ومواطنيكم وتقديري الشخصي»، موصيًا الجميع، بتقوى الله «والحرص على مصالح الوطن والمواطنين، التي يجب أن تكون دائمًا نصب أعين الجميع»، وفيما يلي نص الكلمة:
«يسرني أن أكون معكم هذا اليوم، وبلادكم والحمد لله تزخر بالكفاءات رجالاً ونساء، والوطن يفخر بكم جميعًا. منهج الشورى هو منهج دولتكم منذ عهد الملك عبد العزيز رحمه الله، إلى الآن، وهو المنهج الذي أمر به الإسلام... آراؤكم ومقترحاتكم وما ستقومون به في المجلس سيكون محل تقدير دولتكم ومواطنيكم وتقديري الشخصي.
أنتم لا تعملون لمصالح فئوية أو حزبية أو شخصية إنما لمصلحة الوطن، وهذا ما تتميزون به ويغبطكم عليه الآخرون... مجلس الشورى ومجلس الوزراء والجهات الأخرى، خاصة وعامة مكملة لبعضها، وأوصيكم بتقوى الله في السر والعلن، والحرص على مصالح الوطن والمواطنين، التي يجب أن تكون دائمًا نصب أعين الجميع، وأتمنى لكم التوفيق في مهمتكم، والله يحييكم، وشكرًا».
وكانت مراسم أداء القسم بدأت بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم أدى رئيس مجلس الشورى وأعضاء وعضوات المجلس القسم قائلين: «أقسم بالله العظيم، أن أكون مخلصًا لديني ثم لمليكي وبلادي، وألا أبوح بسر من أسرار الدولة، وأن أحافظ على مصالحها وأنظمتها، وأن أؤدي أعمالي بالصدق والأمانة والإخلاص والعدل».
حضر مراسم القسم، الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني، والأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، والأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، والأمير أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن محافظ الدرعية، والأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبد العزيز المستشار بالديوان الملكي، والأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز المستشار بالديوان الملكي، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ومفتي عام السعودية، والمشايخ والعلماء والوزراء وعدد من المسؤولين.
من ناحية أخرى, يفتتح خادم الحرمين الشريفين، أعمال السنة الأولى من الدورة السابعة لمجلس الشورى، ويلقي بهذه المناسبة خطابًا يتضمن سياسة بلاده الداخلية والخارجية.
وأعرب الشيخ الدكتور عبد الله آل الشيخ رئيس مجلس الشورى عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على دعمه واهتمامه بمجلس الشورى ومتابعته لأعماله وأدائه، وقال: «إن أبناء المملكة العربية السعودية والمراقبين السياسيين والاقتصاديين يتلهفون إلى سماع الخطاب الملكي الكريم تحت قبة مجلس الشورى، لما يتضمنه من ملامح مهمة تستنهض همم أبناء الوطن على امتداد رقعة بلادنا، وتؤكد المضي في تنمية الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره في عالم مضطرب يموج بالصراعات، وما يحمله من رسائل مهمة لمواقف المملكة العربية السعودية تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وسياساتها الاقتصادية»، وأكد أن المجلس يضع الخطاب «وثيقة أساس لأعماله ومحفزًا لمزيد من العطاء في خدمة الدين والوطن».
ورأى آل الشيخ أن السعودية تتطلع إلى مستقبل مشرق في البناء والتطوير من خلال رؤية المملكة 2030، وخطة التحول الوطني 2020، وأن تلك الرؤية وما تحمله من برامج طموحة تستلزم من مجلس الشورى في دورته الجديدة أن يستثمر كل إمكانات أعضائه وطاقاتهم وخبراتهم في التفاعل مع الرؤية وبرامجها التي تستهدف الوطن والمواطن في المجالات كافة.
وأكد أن الدورة الجديدة تأتي إثر دورات متعاقبة مر فيها مجلس الشورى في عهده الحديث بخطوات تطويرية متدرجة، في تحديث نظامه، وفي عدد أعضائه، «أما اليوم فقد ازدادت ثقة المواطن بالمجلس ووعيه بمسؤولياته».
وأشار آل الشيخ إلى أن المجلس عقد خلال دورته السادسة 286 جلسة، أصدر خلالها أكثر من 590 قرارًا، منها 109 قرارات خاصة بالأنظمة ولوائحها الداخلية، و251 قرارًا تخص الجهات الحكومية، و173 قرارًا تختص بالاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي وقعتها المملكة مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة، و16 قرارًا بالموافقة على مقترحات بأنظمة جديدة أو تعديل أنظمة نافذة قدمها للمجلس عدد من أعضائه استنادًا للمادة 23 من نظام مجلس الشورى.
خادم الحرمين مخاطبًا أعضاء «الشورى» الجدد: احرصوا على مصالح الوطن والمواطنين
رئيس وأعضاء المجلس في دورته الجديدة أدوا القسم أمامه
خادم الحرمين مخاطبًا أعضاء «الشورى» الجدد: احرصوا على مصالح الوطن والمواطنين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة