روسيا: لا تمديد للهدنة في ظل تصعيد الهجمات بحلب

متهمة المعارضة المسلحة باستغلالها لمصلحتها

روسيا: لا تمديد للهدنة في ظل تصعيد الهجمات بحلب
TT

روسيا: لا تمديد للهدنة في ظل تصعيد الهجمات بحلب

روسيا: لا تمديد للهدنة في ظل تصعيد الهجمات بحلب

قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين اليوم (الثلاثاء)، إنّ حكومته لن تكون قادرة على تمديد الوقف المؤقت للغارات الجوية على أهداف في مدينة حلب، في حال استمرت الفصائل المعارضة للنظام السوري في هجماتها على الارض.
وأفاد بيسكوف للصحافيين "في هذه اللحظة فإنّ فترة التوقف مستمرة وتتاح الفرصة للمدنيين للخروج من شرق حلب ويجري تهيئة الظروف لادخال المساعدات الانسانية". وأضاف موضحًا أن كل ذلك سيكون مستحيلا في حال استمر قصف الاحياء والطرق التي تسلكها المساعدات الانسانية وفي شن الهجمات وفي الاختباء خلف الدروع البشرية، مبينا "هذا لن يتيح الاستمرار في فترة التوقف الانسانية".
دبلوماسيًّا، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويجو اليوم، إنّ فشل الغرب في كبح جماح المتطرفين في سوريا تسبب في ارجاء استئناف محادثات السلام لاجل غير مسمى.
وفي تصريحات بثها التلفزيون الروسي أفاد شويجو، بأنّ مقاتلي المعارضة الذين تدعمهم الحكومات الغربية يهاجمون المدنيين في مدينة حلب على الرغم من تعليق الضربات الجوية الروسية والسورية. وأضاف "نتيجة لذلك فإنّ احتمالات بدء عملية التفاوض وعودة الهدوء للحياة في سوريا أرجئت لاجل غير مسمى".
وتدعم روسيا نظام الرئيس بشار الاسد في النزاع السوري المندلع بالبلاد، ودخلت عمليتها العسكرية في سوريا الآن عامها الثاني وعززت من وضع الاسد. ووضع ذلك موسكو في مسار تصادمي مع واشنطن وحلفائها الذين يريدون رحيل الاسد.
ومنذ 18 أكتوبر (شرين الاول)، تقول روسيا وحليفها النظام السوري، إنّهما أوقفا الضربات الجوية في حلب. وتقول الحكومات الغربية إنّ الضربات قتلت أعدادا كبيرة من المدنيين؛ الأمر الذي تنفيه موسكو.
ولكن توقف الضربات الجوية في حلب هش وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي إنّ استمراره يعتمد على تصرفات جماعات المعارضة المعتدلة في حلب وداعميها الغربيين.
وكان شويجو يتحدث أمام اجتماع لمسؤولين عسكريين وشجب جماعات المعارضة هذه وداعميها قائلا إنّهم أهدروا فرصة اجراء محادثات سلام. وتابع "حان الوقت لكي يتخذ زملاؤنا الغربيون قرارا بشأن من يقاتلون ضده الارهابيين أم روسيا". وأضاف "ربما نسوا من كان المسؤول عن قتل أبرياء في بلجيكا وفرنسا ومصر وأماكن أخرى..". وتساءل مشيرًا إلى هجمات قال إنّ مقاتلي المعارضة المدعومين من الغرب داخل حلب نفذوها "هل هذه معارضة يمكن أن نتوصل معها إلى اتفاق..". واستطرد "حتى ندمر الارهابيين في سوريا من الضروري أن نعمل معا وألا نضع قيودا على عمل شركائنا. لأنّ المقاتلين يستغلون ذلك لمصلحتهم"، على حد قوله.
وقال شويجو إنّه فوجئ أيضًا بأنّ بعض الحكومات الاوروبية رفضت السماح لسفن روسية متوجهة إلى سوريا بأن ترسو في موانئها على البحر المتوسط لاعادة التزود بالوقود أو الحصول على امدادات. ولكنه قال إنّ إعادة التزود بالوقود لم يؤثر على المهمة البحرية أو على وصول الامدادات إلى العملية العسكرية الروسية في سوريا.
من جانبها، قالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم مفوضية الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان خلال لقاء معتاد لعرض أحدث التطورات بمقر المنظمة الدولية في جنيف اليوم، إنّ قوات المعارضة المسلحة وقوات النظام السورية في سوريا، ربما تكون ارتكبت جرائم حرب من خلال هجماتها العشوائية في حلب. وأضافت "كل الاطراف في حلب تقوم بأعمال قتالية تسفر عن أعداد كبيرة من الضحايا من المدنيين وتخلق مناخا من الرعب لمن ما زالوا يعيشون في المدينة".



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».