يلدريم: ليس لدينا أطماع في سوريا.. و«درع الفرات» للقضاء على التهديدات الإرهابية

تركيا تقرر إرسال عشر دبابات إضافية لجرابلس

يلدريم: ليس لدينا أطماع في سوريا.. و«درع الفرات» للقضاء على التهديدات الإرهابية
TT

يلدريم: ليس لدينا أطماع في سوريا.. و«درع الفرات» للقضاء على التهديدات الإرهابية

يلدريم: ليس لدينا أطماع في سوريا.. و«درع الفرات» للقضاء على التهديدات الإرهابية

قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، اليوم (الخميس)، إن تركيا "ليس لديها أطماع في الأراضي السورية".
وأضاف يلدريم أن كل ما يهم السلطات التركية هو "عدم احتلال المنظمات الإرهابية مثل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي أو (PYD) ووحدات حماية الشعب الكردي (YPG) أراضي سوريا،" مؤكدا أن مدينة جرابلس السورية ستكون "تحت سيطرة السوريين،" وذلك حسبما نقلت وكالة الأنباء التركية (الأناضول).
وتابع يلدريم أن "مدنا تركية مثل كيليس وغازي عنتاب وقارقامش تتعرض منذ فترة طويلة لاستهداف بواسطة قذائف صاروخية مصدرها الأراضي السورية، ما أدى إلى خسائر في الأرواح والممتلكات لدى المواطنين الأتراك،" مشيراً إلى أن "القوات المسلحة التركية عملت على الرد بالمثل على مصادر النيران، لكن تزايد التهديدات في المناطق المحاذية للأراضي التركية دفع بأنقرة للقيام بعملية (درع الفرات)، من أجل القضاء على تلك التهديدات بشكل تام،" حسب قوله.
ونفى يلدريم أن توقيت تنفيذ العملية له أي علاقة بزيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لتركيا، أو رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، قائلا إن التعليقات التي تشكك بأسباب تزامن تلك الزيارات مع تنفيذ العملية مبالغ فيها.
وشدد يلدريم على أن الهدف الوحيد من عملية "درع الفرات" هو "مكافحة تنظيم داعش الإرهابي والجماعات الإرهابية الأخرى، دون المساس بوحدة الأراضي السورية، وبناء سوريا موحدة تحتضن جميع أبنائها من كافة المجموعات العرقية كالأكراد والعرب والعلويين،" على حد تعبيره.
من جانبه، أعلن وزير الدفاع التركي فكري ايشيك، اليوم، ان تركيا "لها كل الحق في التدخل" في حال لم تنسحب الوحدات الكردية سريعا الى شرق الفرات، بعيدا عن الحدود التركية-السورية".
وقال ايشيك لشبكة "ان تي في" في اليوم الثاني لهجوم شنته فصائل المعارضة السورية المدعومة من انقرة بدعم من الجيش التركي أدى الى طرد تنظيم "داعش" من جرابلس (شمال) "حتى الآن لم ينسحبوا، نتابع بانتباه كبير هذه العملية. هذا الانسحاب مهم بالنسبة الينا".
ميدانيا، أرسلت تركيا عشر دبابات اضافية الى الاراضي السورية، اليوم، غداة هجوم خاطف شنه مقاتلو فصائل المعارضة السورية المدعومة من أنقرة باسناد جوي وبري تركي واتاح السيطرة على بلدة جرابلس الحدودية من ايدي التنظيم.
وتنضم تلك الدبابات الى حوالى عشر دبابات اخرى عبرت الحدود فجر أمس (الاربعاء)، في اطار عملية "درع الفرات" التي نفذتها تركيا بدعم من التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش" وابعاد الوحدات الكردية عن المنطقة الحدودية مع سوريا.
وقال مصور وكالة الصحافة الفرنسية إن عشر دبابات وسيارات اسعاف اجتازت الحدود قرب مدينة كركميش التركية الصغيرة في جنوب شرقي البلاد ودخلت الاراضي السورية.
واعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، يوم أمس، ان الهجوم ادى الى طرد عناصر تنظيم "داعش" من بلدة جرابلس، فيما اعلنت فصائل سورية معارضة مدعومة من انقرة "انسحاب التنظيم الى مدينة الباب" جنوبا.
والعملية الاكبر التي تطلقها تركيا منذ بدء النزاع في سوريا قبل خمس سنوات ونصف السنة، شاركت فيها قوات خاصة تركية على الارض فيما ضربت المقاتلات التركية اهدافا للتنظيم.
وجاء ذلك دعما لهجوم بري نفذه مئات من مقاتلي فصائل المعارضة المدعومة من انقرة الذين دخلوا جرابلس بعد مواجهة مقاومة ضعيفة.
لكن مسؤولا تركيا اعلن أمس ان انقرة ستواصل عملياتها الى حين التأكد من ان "التهديدات المباشرة ضد الامن القومي في البلاد زالت". مشددا على ان مقاتلي فصائل المعارضة السورية يتقدمون الهجوم فيما يتركز دور تركيا الاساسي في تسهيل تقدمهم.
من جهتها، رحبت الصحافة التركية صباح اليوم بالهجوم، فيما اشارت صحيفة "حرييت" نقلا عن مصادر عسكرية الى مقتل حوالى مائة متطرف خلال هذه العملية.
ولم تسجل اية خسائر في صفوف الجيش التركي، بحسب مصادره.
وبلهجة تعبر عن المشاعر القومية في تركيا عنونت صحيفتا "سوزجو" و"ميلييت"، "محمدجيك في سوريا" وهي التسمية التي تطلق على الجندي العادي في تركيا.
وبحسب الصحف فان 300 الى 500 جندي تركي شاركوا في هذه العملية، الاكبر التي تنفذها تركيا منذ بدء النزاع السوري.
ونقلت صحيفة "حرييت" من جهتها عن مصادر عسكرية، قولها ان 1500 عنصر من مقاتلي المعارضة السورية شاركوا في الهجوم الى جانب 200 جندي تركي على الارض.
وقالت وكالة الانباء الحكومية "الاناضول" ان مقاتلا واحدا من فصائل المعارضة السورية قتل واصيب عشرة آخرون بجروح.
وجرابلس البلدة الصغيرة الواقعة على بعد كيلومترات قليلة من الحدود كان يسيطر عليها الجهاديون منذ صيف 2013. لكن اردوغان اكد أمس ان الهجوم يهدف الى "انهاء" المشاكل على الحدود التركية ولا يستهدف فقط التنظيم المتطرف وانما المقاتلين الاكراد ايضا. واضاف "ان تركيا لن تسمح بـ (فرض) اي أمر واقع في سوريا".
وتعتبر انقرة تنظيم "داعش" ووحدات سوريا الديمقراطية، منظمتين ارهابيتين وتحاربهما.
وتنظر انقرة بقلق الى كل محاولة من الاكراد السوريين لاقامة منطقة حكم ذاتي على طول حدودها مع سوريا.
وبهدف طمانة حليفته تركيا حيال موقف واشنطن ازاء وحدات سوريا الديمقراطية، اكد نائب الرئيس الاميركي جو بايدن خلال زيارته انقرة يوم أمس أن واشنطن ابلغت المقاتلين الاكراد بعدم العبور الى غرب الفرات حيث تقع جرابلس.
وقال بايدن "قلنا بوضوح ان على هذه القوات ان تعبر مجددا النهر".



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.