«سوريا الديمقراطية» تمهل «داعش» 48 ساعة للخروج من منبج

الائتلاف الوطني المعارض يدعو لوقف الضربات الجوية بقيادة واشنطن ضد التنظيم

«سوريا الديمقراطية» تمهل «داعش» 48 ساعة للخروج من منبج
TT

«سوريا الديمقراطية» تمهل «داعش» 48 ساعة للخروج من منبج

«سوريا الديمقراطية» تمهل «داعش» 48 ساعة للخروج من منبج

أعلنت قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية أبرز مكوناتها اليوم (الخميس)، أنّها تمهل مقاتلي تنظيم «داعش» و«48 ساعة للخروج أحياء» من منبج التي يسيطرون عليها في شمال سوريا.
وجاء في بيان صدر عن المجلس العسكري لمنبج وريفها التابع لقوات سوريا الديمقراطية التي تحاصر المدينة، «حفاظا منا على أرواح المدنيين داخل المدينة.. وعلى المدينة من الدمار، نعلن أنّنا نقبل بمبادرة خروج عناصر (داعش) المحاصرين داخل المدينة بأسلحتهم الفردية إلى جهة يتم اختيارها، وأن مدة خروجهم هي 48 ساعة».
على صعيد آخر، دعا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض إلى وقف حملة الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في سوريا، في الوقت الذي يجري التحقيق في تقارير عن مقتل عشرات المدنيين في ضربات جوية حول مدينة منبج في شمال البلاد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، إن ما لا يقل عن 56 مدنيًا قتلوا في غارات جوية شمالي منبج يوم الثلاثاء، وذلك بعد يوم من نشره تقارير عن مقتل 21 مدنيا في شمال المدينة التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف. وطالب أنس العبدة رئيس الائتلاف في بيان صدر في وقت متأخر الليلة الماضية «بالتعليق الفوري لعمليات التحالف العسكرية في سوريا ليتسنى التحقيق المستفيض في هذه الحوادث»، مشيرًا في البيان إلى أن «مثل هذه الجرائم.. تمثل أداة تجنيد لصالح المنظمات الإرهابية».
وشدد العبدة في رسالة إلى وزراء خارجية دول التحالف المناهض للتنظيم المتطرف، على أن «هذه التحقيقات لا يجب أن تفضي إلى مراجعة القواعد الإجرائية للعمليات المستقبلية فحسب، بل أن تصب في محاسبة المسؤولين عن مثل تلك الانتهاكات الجسيمة».
وفي ذلك، علّق وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أمس، قائلاً إن القوات التي تقودها واشنطن ستنظر في التقارير عن وقوع خسائر بين المدنيين في المناطق المحيطة بمنبج.
كما ذكر المرصد أن بين قتلى القصف الجوي يوم الثلاثاء 11 طفلاً. وتظهر في صور على مواقع التواصل الاجتماعي يقال إنّها من موقع القصف، جثتا طفلين يغطيهما الغبار ترقدان بجوار حطام.
في السياق، أفاد متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، أنه كانت هناك «طائرات من جنسيات متعددة تشن ضربات في منبج، بالتالي يحدوني التساؤل كيف يمكن للنظام السوري أن يعرف من نفذ أي ضربة». كما أدان الجيش السوري الحر الذي يضم مجموعة من الفصائل المعارضة التي تقاتل كلا من الرئيس بشار الأسد وتنظيم داعش، «المجازر المروعة في مدينة منبج ومحيطها بريف حلب الشرقي». وقال في بيان وقعه أكثر من 30 فصيلاً معارضًا «لن نسمح بحال من الأحوال تبرير أي جريمة تحت حجة مكافحة الإرهاب أو أي حجة أخرى».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.