رئيس أركان الجيش اليمني: الهدنة صامدة رغم اعتداءات المتمردين الحوثيين

رئيس أركان الجيش اليمني: الهدنة صامدة رغم اعتداءات المتمردين الحوثيين
TT

رئيس أركان الجيش اليمني: الهدنة صامدة رغم اعتداءات المتمردين الحوثيين

رئيس أركان الجيش اليمني: الهدنة صامدة رغم اعتداءات المتمردين الحوثيين

أكد مسؤول عسكري يمني، اليوم (الاثنين)، صمود وقف إطلاق النار الذي بدأ تطبيقه منتصف الليل، رغم "اعتداءات" من المتمردين، بينما حضت الامم المتحدة على تثبيت الاتفاق تمهيدا للبحث عن حل سياسي خلال مباحثات ترعاها الأسبوع المقبل.
ودخل الاتفاق حيز التنفيذ الساعة 21:00 ت غ.
ورغم خروقات على جبهات عدة، اكد رئيس اركان الجيش اليمني اللواء محمد علي المقدشي، صمود وقف اطلاق النار. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية "الهدنة لم تنهر، ونأمل ان توقف الميليشيات الاعتداءات وتلتزم بوقف اطلاق النار". مشيرا الى ان المتمردين "خرقوا" الاتفاق خصوصا في محافظة تعز (جنوب غرب) ومأرب (شرق صنعاء) ومحافظة الجوف (شمال).
وبحسب المقدشي، اطلق المتمردون ليل الاحد /الاثنين بعيد بدء تنفيذ وقف النار، صاروخا من صنعاء التي يسيطرون عليها منذ سبنمبر (ايلول) 2014، باتجاه مأرب، إلا انه تم اعتراضه.
وافاد المجلس العسكري المرتبط بالقوات الحكومية في تعز عن تسجيل "12 خرقا لوقف اطلاق النار" من قبل المتمردين الذين يحاصرون المدينة منذ اشهر، مشيرا الى انه قام بالرد في اطار "الدفاع عن النفس".
وقلل العميد الركن احمد عسيري المتحدث باسم التحالف من الخروقات. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية ان ما جرى ميدانيا هو عبارة عن "حوادث بسيطة"، مضيفا "هذا هو اليوم الاول ويجب ان نكون صبورين". وأضاف "يوما بعد يوما سيكون الوضع أفضل".
والاتفاق هو الرابع منذ بدء التحالف عملياته دعما للشرعية في اليمن، ويسبق مباحثات سلام ترعاها الامم المتحدة في الكويت في 18 أبريل (نيسان).
من جهته، أبرز موفد الامين العام للامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ، أهمية تثبيت الاتفاق وانعكاس ذلك على مساعي التوصل الى حل للنزاع. وقال في بيان بعيد بدء تنفيذ الاتفاق، ان هذه الهدنة "اساسية وملحة ولاغنى عنها"، وتشكل "خطوة اولى في اتجاه عودة السلام الى اليمن". مقرا بأنه "لا يزال هناك الكثير من العمل لضمان احترام كامل لوقف الاعمال القتالية واستئناف مباحثات السلام في الكويت"، وان ذلك "يتطلب تسويات صعبة من كافة الاطراف وشجاعة وتصميما للتوصل الى اتفاق".
الا ان الموفد الاممي رأى ان "التقدم المحرز يوفر فرصة حقيقية لاعادة اعمار البلد الذي عانى كثيرا من العنف منذ أمد بعيد"، مؤكدا انه "لم يعد بامكان اليمن السماح بخسارة المزيد من الارواح".
من جانبها، تأمل المنظمة الدولية في ان تؤدي جولة المباحثات في الكويت، في حل النزاع.
من جهتها، تشدد الحكومة اليمنية على تطبيق المتمردين قرار مجلس الأمن 2216 الصادر العام الماضي، والذي ينص على انسحابهم من المدن التي سيطروا عليها، وتسليم الاسلحة الثقيلة التي سقطت في حوزتهم.
ويرى خبراء ان الاتفاق الجديد، يزيد من الآمال في ان تكون الهدنة الحالية اكثر صمودا من سابقاتها. إلا ان تعثر التجارب الماضية، وآخرها نهاية 2015 تزامنا مع المباحثات، يبقي الحذر سائدا.
وقال المقدشي الاثنين للوكالة ان قواته تعمل على "وقف اي محاولة تقدم للحوثيين".
وكانت الاطراف المعنية شددت مساء الاحد على احتفاظها بحق الرد.
وقال المقدشي انه في حال الخرق "لنا الحق في الرد"، معتبرا ان الحوثيين "تاريخيا لم يلتزموا بوقف إطلاق النار. نأمل هذه المرة ان يلتزموا".
وأكدت قيادة التحالف "احتفاظها بحق الرد على أي خرق"، مشددة في الوقت نفسه على مواصلتها "دعم الشعب اليمني والحكومة اليمنية في سبيل إنجاح المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وبما يساعد الحكومة على القيام بواجباتها في حفظ الأمن والاستقرار في اليمن، والتفرغ لمكافحة الإرهاب".
ومكن التحالف العربي بقيادة السعودية الذي بدأ عملياته بغارات جوية توسعت بعد أشهر لتشمل تقديم دعم ميداني مباشر، القوات الحكومية من استعادة خمس محافظات جنوبية أبرزها عدن.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».