اجتماع وزاري عربي للتصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون العربية

نائب الأمين العام للجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط»: بعض الدول قدمت أدلة لتجاوزات طهران في المنطقة

والدة القيادي بحزب الله علي فياض الذي قتل في سوريا تحمل صورته خلال تشييع جنازته في جنوب لبنان أمس (رويترز)
والدة القيادي بحزب الله علي فياض الذي قتل في سوريا تحمل صورته خلال تشييع جنازته في جنوب لبنان أمس (رويترز)
TT

اجتماع وزاري عربي للتصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون العربية

والدة القيادي بحزب الله علي فياض الذي قتل في سوريا تحمل صورته خلال تشييع جنازته في جنوب لبنان أمس (رويترز)
والدة القيادي بحزب الله علي فياض الذي قتل في سوريا تحمل صورته خلال تشييع جنازته في جنوب لبنان أمس (رويترز)

قال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي بأن اللجنة الوزارية الرباعية المعنية برصد التدخلات الإيرانية في الشأن العربي سوف تعقد اجتماعها على هامش مجلس الجامعة العربية الوزاري في دورته الـ145 يوم 10 مارس (آذار) الجاري. وأكد في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن الجامعة تلقت ملاحظات ورصد الدول على تجاوزات إيران. وكشف أن الاجتماع الذي عقد في دولة الإمارات للنظر في تداعيات التدخلات الإيرانية ودول الجوار وأطلق عليه بالخلوة الوزارية قد طلب من كل الدول العربية، في رسالة مشتركة تدوين ما لديهم عن طبيعة العلاقة مع طهران، ومظاهر التدخل وكل ما يتعلق بمعلومات موثقة على أن يتم إبلاغ اللجنة بالتدخل الإيراني في الشأن الداخلي العربي. ومعروف أن اللجنة الرباعية تضم كلا من وزراء خارجية السعودية ومصر والإمارات والبحرين. ولم تستبعد المصادر طرح موضوع «حزب الله» كمنظمة إرهابية خلال الاجتماع، وستقدمه ربما مملكة البحرين أو أي دولة أخرى من دول الخليج خاصة في ظل الجدل الذي أثير مؤخرا خلال اجتماع وزراء الداخلية العرب في تونس وتحفظ بعض الدول على هذا القرار خاصة أن التدخلات الإيرانية الإرهابية متورط فيها مجموعات من حزب الله في اليمن والبحرين وسوريا. وأكدت المصادر أن التدخلات الإيرانية في الشأن العربي أصبحت بندا دائما على جدول أعمال الاجتماعات العربية على المستويات الثلاثة المندوبين والوزراء والقمة بحيث يتم بحث المستجدات وكيفية التعامل مع هذه الملاحظات التي تتقدم بها الدول العربية، وهي ليست مقتصرة على دول الخليج فقط وإنما دول أخرى في المنطقة. ورفض المصدر تسميتها وأشار إلى أنه حتى هذه اللحظة لم تتقدم أي دولة بشكل رسمي بإدراج حزب الله منظمة إرهابية إلا أنه لم يستبعد طرح هذه الموضوع خلال الجلسة المغلقة. وأفاد بأن الاجتماع الوزاري المقبل سوف يعقد يوم 10 مارس برئاسة البحرين وسوف يناقش قضايا مهمة تتعلق بالعمل العربي المشترك والصراع العربي الإسرائيلي وتطوير الجامعة العربية ومكاتبها في الخارج، والعلاقة مع المنتديات الدولية، ونتائج قرار وقف إطلاق النار في سوريا، والوضع في اليمن والعراق إضافة إلى بند تم وضعه بشكل دائم هو التدخل الإيراني في دول الجوار وكذلك النظر في العقوبات المفروضة على السودان ومكافحة الإرهاب.
وأشار بن حلي إلى أن الاجتماع سيأخذ بعين الاعتبار أيضا، نتائج اجتماع وزراء الداخلية العرب الذي انعقد في تونس بشأن مكافحة الإرهاب والتعاون العربي في هذا الموضوع. وأضاف كما يناقش الاجتماع الوزاري العربي المقرر بالجامعة العربية يوم العاشر من مارس المقبل نتائج التعاون مع الأطراف الدولية وخاصة المنتديات والتي كان آخرها منتدى التعاون العربي الروسي الذي انعقد مؤخرا في موسكو.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.