طلبة الطب المغاربة يحتجون على إجبارهم على العمل في المناطق النائية

وزارة الصحة وفرت لهم امتيازات لتقديم الخدمات الطبية لسكان القرى

طلبة الطب المغاربة يحتجون على إجبارهم على العمل في المناطق النائية
TT

طلبة الطب المغاربة يحتجون على إجبارهم على العمل في المناطق النائية

طلبة الطب المغاربة يحتجون على إجبارهم على العمل في المناطق النائية

تظاهر أمس عشرات من طلبة كليات الطب والأطباء الداخليون والمقيمون المغاربة بالرباط احتجاجا على مشروع قانون أعدته وزارة الصحة يتعلق بالخدمة الإجبارية، لمدة عامين في المناطق النائية بعد التخرج، من أجل سد النقص الكبير الذي تعاني منه تلك المناطق في الخدمات الطبية، وذلك بموجب عقد يوفر لهم مجموعة من الامتيازات.
وانطلقت أمس مسيرة حاشدة من الطلبة والأطباء ببدلهم البيضاء من أمام وزارة الصحة في اتجاه مقر البرلمان، وهدد المتظاهرون الذين سبق لهم الاحتجاج في 23 يوليو (تموز) الماضي، بشن إضراب مفتوح: «سيشل الحركة في المستشفيات الجامعية»، في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وتتشبث وزارة الصحة التي يوجد على رأسها الحسين الوردي من حزب التقدم والاشتراكية بهذا المشروع من أجل توفير الخدمات الصحة لسكان القرى الذين لا يتوفرون سوى على 24 في المائة من الأطباء. وتعليقا على المظاهرة قال الوزير الوردي في تصريحات صحافية أمس إن احتجاجات طلبة الطب تحركها «حسابات سياسية»، مشددا على أنه لن يتراجع عن قراره وأن تهديدهم بمقاطعة الدراسة وجعلها سنة بيضاء لن يتضرر منها سوى الطلبة أنفسهم، معبرا عن استعداده استئناف الحوار معهم.
وقالت حسناء بوثلجة طالبة في السنة السابعة رئيس مكتب طلبة الطب بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء لـ«الشرق الأوسط» بأن المظاهرة شارك فيها طلبة كليات الطب الخمس بالمغرب، وقدرت عدد المشاركين بنحو 3 آلاف محتج، مضيفة أنها جاءت بسبب «تعنت الوزارة في الاستجابة لمطالب الطلبة والأطباء». وقالت بوثلجة أنه وخلافا لما تروجه الوزارة وبعض الصحف، فنحن لا نرفض العمل في المناطق النائية بل نرفض مبدأ الإجبار على ذلك، ونطالب بالتوظيف العمومي بدل التعاقد معنا لمدة عامين.
وأوضحت بوثلجة أن «الوزارة تسعى إلى وقف التوظيف في هذا القطاع لفسح المجال أمام المصحات الخاصة لاستقبال أعداد الخريجين الذين سبقوا أن أدوا الخدمة الإجبارية لمدة سنتين بعد انتهاء عقود عملهم» من دون أن تفصح عن سبب التخوف من العمل في المصحات الخاصة التي تغري الكثير من الأطباء.
وسيستفيد طلبة الطب المتخرجون والذين سيخضعون للخدمة الإجبارية في المناطق النائية «من منحة شهرية لا تقل عن الأجر المقرر لنظرائهم العاملين في القطاع العام، علاوة على التعويضات عن التنقل والحراسة والخدمة الإلزامية، والأخطار المهنية، والتعويضات العائلية، مع الاستفادة من التأمين على المرض، وعلى الأخطار المهنية، وحوادث الشغل خلال مزاولتهم لمهامهم»، بحسب مشروع القانون، و«ذلك بموجب عقد معد من لدن الإدارة، لا ينتج عنه في أي حال من الأحوال حق الترسيم»، وهي النقطة التي يرفضها الطلبة والأطباء الداخليون والمقيمون رغم أن مشروع القانون يفتح الباب أمام الخاضعين للخدمة الإجبارية إمكانية الترشح لاجتياز مباريات التوظيف المفتوحة بالإدارات أو المؤسسات العمومية، وكذا مباريات ولوج نظام الإقامة بالمراكز الاستشفائية الجامعية، على أن يظلوا ملزمين باستكمال مدة الخدمة في حال نجاحهم في المباريات.
كما أن المدة التي سيقضيها هؤلاء الأطباء في المناطق النائية بموجب العقد «ستحتسب لأجل الترقي والتقاعد وفي حساب الأقدمية في حال ترسيمهم أطرا في الإدارة»، بالإضافة إلى الاستفادة من أقدمية اعتبارية لمدة سنتين. ويمنع النص الجديد الخاضعين للخدمة الوطنية الصحية من مزاولة مهنهم سواء بالقطاع العام أو الخاص «إلا بعد الإدلاء بشهادة تثبت قضاء الخدمة الوطنية الصحية تسلمها الإدارة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.