تغيير مسار سفن الإغاثة من ميناء عدن إلى «الحديدة» يكشف تلاعب جهات بمعاناة الشعب اليمني

الناطق الرسمي لائتلاف عدن للإغاثة الشعبية: المستفيد الأول من الخطوة هم جماعة الحوثيين

مقاتلو  المقاومة الشعبية في عدن يتناولون وجبة الإفطار في ثالث أيام شهر رمضان المبارك  بضاحية  دار سعد الجنوبية (أ.ف.ب)
مقاتلو المقاومة الشعبية في عدن يتناولون وجبة الإفطار في ثالث أيام شهر رمضان المبارك بضاحية دار سعد الجنوبية (أ.ف.ب)
TT

تغيير مسار سفن الإغاثة من ميناء عدن إلى «الحديدة» يكشف تلاعب جهات بمعاناة الشعب اليمني

مقاتلو  المقاومة الشعبية في عدن يتناولون وجبة الإفطار في ثالث أيام شهر رمضان المبارك  بضاحية  دار سعد الجنوبية (أ.ف.ب)
مقاتلو المقاومة الشعبية في عدن يتناولون وجبة الإفطار في ثالث أيام شهر رمضان المبارك بضاحية دار سعد الجنوبية (أ.ف.ب)

أعلن المدير الإقليمي للأمم المتحدة في الأردن أن تغيير مسار سفينة إغاثة كانت متوجهة إلى ميناء عدن، وتغيير مسارها إلى ميناء الحديدة جاء بطلب من الشركة المالكة للسفينة.
وكشف تغيير مسار السفينة بحسب مصادر عن حالات متاجرة بمعاناة الشعب اليمني، يمارسها بعض التجار، وآخرين محسوبين على جهات سياسية من بينها أطياف تدعي «الوقوف مع الشرعية»، وأخرى تسير على نهج جماعة أنصار الله الحوثية.
وأفادت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» بأنه تم تحويل مسار باخرة محملة بالدقيق من عدن في الجنوب إلى ميناء الحديدة شمال اليمن، وسط تكهنات بأن المستفيد الأول من تغيير المسار، هم جماعة أنصار الله الحوثيين، وهو ما يشير في كل الحالات إلى وجود أطراف «تتاجر بمعاناة الشعب اليمني»، وتكسب من وراء ذلك مبالغ طائلة.
وفي السياق ذاته، أكد الناطق الرسمي لائتلاف عدن للإغاثة الشعبية المهندس عدنان الكاف، أن باخرة تحمل 200 ألف كيس من «الدقيق» تم تحويلها إلى ميناء الحديدة، بدلا من عدن الخميس الماضي.
وقال إن الباخرة تابعة لمنظمة الغذاء العالمي إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة، وكان مقررا لها أن تفرغ حمولتها في ميناء الزيت في عدن، لكن مسارها تغير فجأة، وأصبح ميناء الحديدة محطتها الأخيرة. وأشار الكاف إلى أن المدير الإقليمي للأمم المتحدة في الأردن أكد أن تحويل الباخرة جاء بطلب من الشركة المالكة للباخرة.
وشكك الكاف في تصريحات المدير الإقليمي للأمم المتحدة في الأردن كون ملاك الباخرة غير موجودين على متنها، فضلا عن أنها وصلت فعلا إلى عدن ما يعني أن لو كان لدى الملاك الرغبة لذهبت الباخرة مباشرة إلى الحديدة، دون الحاجة إلى الاتجاه صوب عدن، ثم تغيير المسار في اللحظة الأخيرة.
وذهب الكاف إلى أن تصرف الأمم المتحدة في تحويل الباخرة من عدن إلى الحديدة «عمل سياسي غير مسؤول وغير إنساني»، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة طالبت العالم اليوم بدعمها بنحو 1.6 مليار دولار لتلافي حدوث كارثة إنسانية في اليمن، لكنها في الوقت نفسه لا تحمي بواخرها المرسلة للإغاثة من قرارات تظهر منها رائحة فاسدة.
وكانت منظمات الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة دعت إلى توفير أكثر من مليار وستمائة مليون دولار لانتشال اليمن من حالة انعدام أمن غذائي حادة.
وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، ستيفن أوبراين، خلال إطلاق النداء، إنه وسط ارتفاع حدة القتال في أنحاء اليمن تخيم على البلاد أزمة إنسانية كارثية في ظل معاناة الأسر في البحث عن الطعام وانهيار الخدمات الأساسية في جميع المناطق.
وأضاف: «لم يعد بإمكان الملايين من الأسر الحصول على المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي المناسب، أو الرعاية الصحية الأساسية»، محذرا من انتشار «الأمراض الفتاكة مثل حمى الضنك والملاريا، وانخفاض الإمدادات اللازمة لرعاية الصدمات الحادة إلى مستويات مثيرة للقلق».
ووفقا لدراسة جديدة صدرت مؤخرا عن منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة، وبرنامج الأغذية العالمي، ووزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية، نيابةً عن الشركاء الفنيين الآخرين، فإن ستة ملايين يمني على الأقل يعانون انعدام الأمن الغذائي الشديد وفي حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية الطارئة والمساعدات المنقذة للحياة في اليمن، وهي زيادة حادة مقارنةً بالربع الأخير من عام 2014.
ووفقًا لتحليل التصنيف المرحلي المتكامل لحالة الأمن الغذائي والأوضاع الإنسانية، تم تصنيف عشرة من أصل 22 محافظة في اليمن الآن بأنها تعاني انعدام الأمن الغذائي الذي يصل إلى مستوى «الطوارئ».
وعلى صعيد متصل، أوضحت مصادر مطلعة، أن ملف الأعمال الإغاثية والإنسانية المتعلقة بمساعدة الشعب اليمني، يحتاج إلى الفحص والمراجعة، لوجود شبهات متعددة تشير إلى وجود أصابع عصابات تتاجر بمعاناة الشعب اليمني.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.