استقالة هيلي تثير تساؤلات... وإعلان خليفتها خلال 3 أسابيع

دينا باول بين أبرز المرشحين لخلافتها سفيرة لدى الأمم المتحدة

ترمب وهيلي خلال عقدهما مؤتمراً صحافياً مشتركاً في البيت الأبيض أمس (إ.ب.أ)
ترمب وهيلي خلال عقدهما مؤتمراً صحافياً مشتركاً في البيت الأبيض أمس (إ.ب.أ)
TT

استقالة هيلي تثير تساؤلات... وإعلان خليفتها خلال 3 أسابيع

ترمب وهيلي خلال عقدهما مؤتمراً صحافياً مشتركاً في البيت الأبيض أمس (إ.ب.أ)
ترمب وهيلي خلال عقدهما مؤتمراً صحافياً مشتركاً في البيت الأبيض أمس (إ.ب.أ)

أثارت استقالة نيكي هيلي المفاجئة من منصبها، كسفيرة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، كثيراً من التساؤلات حول أسبابها وتوقيت الإعلان عنها.
وفي مؤتمر صحافي بالمكتب البيضاوي، أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأداء هيلي خلال عملها مندوبة لدى الأمم المتحدة، وقال أمام كاميرات الصحافيين إنها ستغادر منصبها بحلول نهاية العام الحالي، وإنه سيعلن عن خليفتها خلال أسابيع.
وأوضح ترمب أن هيلي تود أخذ استراحة من الخدمة العامة، وأنها أخبرته برغبتها في ترك منصبها قبل 6 أشهر، وقال: «نحن سعداء من أجلك، لكننا نكره أن نخسرك، وأرجو أن تعودي للعمل في الإدارة، ربما في منصب مختلف»، وذكر أن عدداً من الأشخاص يرغبون في العمل في منصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، وأنه سيعلن عن اختياره لخلف هيلي خلال 3 إلى 4 أسابيع.
بدورها، قالت هيلي عن خططها المستقبلية: «لن أغادر حتى نهاية العام، وهدفي هو التأكد من أن كل شيء معد جيداً للسفير القادم. أنا فخورة أنني كنت جزءاً من فريق إدارة الرئيس ترمب»، وأضافت في إجابتها عن أسئلة الصحافيين حول أسباب الاستقالة: «ليس هناك سبب شخصي، بل إنه من المهم للغاية أن يعرف المسؤولون الحكوميون متى يحين الوقت للتنحي، والسماح لشخص آخر بتسلم المنصب».
وتفاخرت هيلي بما قدمته خلال عملها، من حيث تعزيز مكانة الولايات المتحدة في العالم، وقالت: «انظروا إلى ما حدث للولايات المتحدة منذ عامين من حيث السياسة الخارجية؛ الولايات المتحدة اليوم أكثر احتراماً، وقد لا تحب بعض البلدان ما نفعله، إلا أنها تحترمنا. إذا قلنا إننا سنقوم بشيء ما، فإننا ننفذ ونتابع ما نقوله، سواء تعلق الأمر بـ(التحرك ضد استخدام) الأسلحة الكيماوية في سوريا، أو في ما يتعلق بحلف الناتو، أو بالصفقات التجارية».
وذكرت وسائل إعلام أميركية أن استقالة هيلي فاجأت حتى موظفي الخارجية الأميركية، وموظفين في البعثة الأميركية في نيويورك، ومشرعين في الكونغرس. كما أثارت تخمينات حول توقيتها وأسبابها، علماً بأن هيلي تحظى بمكانة متميزة داخل إدارة ترمب، وأن الانتخابات النصفية للكونغرس قاب قوسين.
ورجح البعض أن هيلي هي صاحبة المقال المجهول الذي نشر في صحيفة «نيويورك تايمز» لمسؤول رفيع في إدارة ترمب، والذي ينتقد أسلوب الرئيس بشدة، إلا أنها نفت ذلك بوضوح، وقالت: «أنا لا أتفق مع الرئيس ترمب في كل شيء، وعندما يكون هناك خلاف، فإن هناك طريقة صحيحة وطريقة خطأ للتعبير عنه. وأنا أقوم فوراً بالاتصال بالرئيس هاتفياً، أو أقابله شخصياً». كما أشادت المندوبة الأميركية بترمب، وأشارت إلى أنه زعيم مستعد لقبول المعارضة الداخلية، والاستماع إلى وجهات النظر الأخرى المعارضة لآرائه.
ورداً على تخمينات أخرى تتعلق باستعدادها للترشح في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2020، نفت هيلي ذلك، وقالت: «بالنسبة للذين يسألون عن الانتخابات في 2020، أود أن أقول إنني لا أنوي أن أخوض الانتخابات في 2020، لكن يمكن أن أعدكم بأنني سأقوم بحملات انتخابية دعماً للرئيس ترمب في الانتخابات المقبلة».
وتُعدّ هيلي، التي عملت حاكمة لولاية كارولينا الجنوبية لمدة 6 سنوات، من أبرز وجوه الحزب الجمهوري، وصوتاً قوياً في مساندة أجندة ترمب السياسية داخل الأمم المتحدة، وهي ابنة مهاجرين هنود، وأثارت خلال عملها بعض الجدل بتصريحات تعارضت أحياناً مع مواقف الخارجية الأميركية أو البيت الأبيض.
وقد ترددت شائعات لمدة طويلة عن طموحات هيلي لشغل منصب رفيع في إدارة ترمب، وطُرح اسمها كبديل لريكس تيلرسون وزير الخارجية الأميركي السابق الذي أقيل من منصبه في مارس (آذار) الماضي.
وتطرح الأوساط السياسية الأميركية عدة أسماء محتملة لخلافة هيلي، أبرزها نائبة مستشار الأمن القومي السابقة دينا باول التي غادرت منصبها في أوائل العام الحالي، وتعيش حالياً في نيويورك مع أسرتها. وقد استقبلت هيلي باول في منزلها بمناسبة حفل عشاء قبل عدة أيام.



عصر جديد من التخريب: تحويل الأجهزة العادية إلى قنابل يدوية على نطاق واسع

أجهزة بيجر معروضة في مكتب «غولد أبولو» في مدينة تايبيه الجديدة بتايوان... 18 سبتمبر 2024 (رويترز)
أجهزة بيجر معروضة في مكتب «غولد أبولو» في مدينة تايبيه الجديدة بتايوان... 18 سبتمبر 2024 (رويترز)
TT

عصر جديد من التخريب: تحويل الأجهزة العادية إلى قنابل يدوية على نطاق واسع

أجهزة بيجر معروضة في مكتب «غولد أبولو» في مدينة تايبيه الجديدة بتايوان... 18 سبتمبر 2024 (رويترز)
أجهزة بيجر معروضة في مكتب «غولد أبولو» في مدينة تايبيه الجديدة بتايوان... 18 سبتمبر 2024 (رويترز)

في الانفجارات الأخيرة التي استهدفت أجهزة الاتصالات اللاسلكية لجماعة «حزب الله» في لبنان، ظهر شكل جديد من الأعمال التخريبية، وهو تحويل أجهزة الاتصال العادية مثل أجهزة اللاسلكي إلى قنابل يدوية، حسب تقرير أمس الخميس لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.

حوّلت العملية الإسرائيلية المفترضة هذه الأجهزة اليومية إلى أسلحة، أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف. وفي حين كان الهدف من التفجيرات استهداف مقاتلي «حزب الله»، فقد تضرر المدنيون أيضاً، ما ساهم في تنامي المخاوف من عدم إمكانية الوثوق بشكل كامل بأي جهاز إلكتروني، من الهواتف الجوالة إلى الأجهزة المنزلية.

يحذّر الخبراء من التأثير النفسي الكبير للانفجارات الأخيرة، حيث بدأ الناس يشككون في سلامة الأجهزة في حياتهم اليومية، على غرار المخاوف بشأن أن يكون الأشخاص يتعرّضون للمراقبة الشاملة.

تطلب هذا التخريب واسع النطاق اختراقاً عميقاً لسلسلة التوريد، ما يسلط الضوء على المخاطر التي تشكلها أجهزة الاتصالات.

يتكهن البعض بأن الهجمات قد تشير إلى هجوم إسرائيلي أوسع نطاقاً، على الرغم من أن المزيد من الإجراءات الإسرائيلية لم تتحقق بعد. ويضيف استهداف أجهزة «حزب الله» المنخفضة التقنية، والتي كان يُعتقد قبل التفجيرات أنها آمنة من الهجمات الإلكترونية، عنصراً جديداً من التعقيد إلى هذا العصر الجديد من التخريب.

تُطرح نظريات مختلفة حول كيفية وضع المتفجرات في الأجهزة المستخدمة في الهجمات. وتشير السيناريوهات الأكثر ترجيحا، إلى أن عملاء إسرائيليين زرعوا متفجرات في البطاريات أثناء تصنيعها بواسطة شركة وهمية في بودابست. وهناك احتمال آخر وهو أن الأجهزة تم تعديلها بعد الإنتاج ولكن قبل توزيعها على عناصر «حزب الله».

وبغض النظر عن الطريقة التي استخدمت لتفخيخ الأجهزة، فإن كميات صغيرة من المتفجرات المخبأة في تلك الأجهزة تسببت في إصابات خطيرة.

وربما تم إطلاق الانفجارات عن بعد عبر رسائل أو من خلال استغلال نقاط الضعف في شفرة أجهزة النداء (بيجر)، ما قد يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة البطاريات لتفجيرها.

ويشير بعض الخبراء إلى أن العمليات السيبرانية الإسرائيلية قدمت معلومات استخباراتية حول شراء «حزب الله» لأجهزة البيجر، ما ساعد في استهداف الأجهزة في سلسلة التوريد.

إن هذه العملية تذكرنا بعمليات سلسلة التوريد السابقة مثل الجهود الأميركية لإحباط البرنامج النووي الإيراني أو المحاولات الصينية للتسلل إلى شبكات الطاقة الأميركية. وتوفر هذه العمليات مزايا تكتيكية ولكنها قد لا تؤدي بالضرورة إلى مكاسب استراتيجية كبيرة. وفي حين كان تخريب البنى التحتية الكبيرة مثل شبكات الطاقة شائعا، فإن هذا الهجوم على الأجهزة المحمولة باليد قد يشير إلى اتجاه جديد في عمليات التخريب حول العالم.