استمرار «تسونامي» التغييرات في قيادات الجيش الجزائري

تأكيد رسمي لتنحية قائد سلاح الجو وبيوت 5 جنرالات تخضع للتفتيش

استمرار «تسونامي» التغييرات في قيادات الجيش الجزائري
TT

استمرار «تسونامي» التغييرات في قيادات الجيش الجزائري

استمرار «تسونامي» التغييرات في قيادات الجيش الجزائري

أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، رسمياً، تنحية قائد القوات الجوية اللواء عبد القادر الوناس، في خطوة جديدة وصفت بـ«استمرار تسونامي التغييرات في الجيش»، في إشارة إلى حملة إقالات غير مسبوقة في قيادات ضباط الصف الأول. وجاء ذلك بعد 24 ساعة فقط من عزل أمين عام وزارة الدفاع اللواء محمد زناخري الذي عُرف بنفوذه الواسع.
وذكرت وزارة الدفاع، في بيان لها أمس، أن نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح سيقوم، اليوم (الأربعاء)، بـ«زيارة عمل إلى قيادة القوات الجوية (الضاحية الغربية للعاصمة)، حيث سيترأس، باسم فخامة السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، مراسم تنصيب اللواء حميد بومعيزة قائداً للقوات الجوية، خلفاً للواء عبد القادر الوناس، الذي أحيل على التقاعد».
وتم أول من أمس الإعلان عن هذا التغيير، عبر وسيلة إعلامية خاصة، وليس في شكل رسمي، وهو أمر تكرر على مدى الشهرين الماضيين، في خصوص الإقالات والتغييرات التي طالت نحو 20 ضابطاً كبيراً، أغلبهم تولى المسؤولية لمدة طويلة، ومنهم قائد سلاح الجو عبد القادر الوناس الذي ارتبطت فترة تسييره للقوات الجوية بتحطم طائرتين عسكريتين على الأقل: الأولى عام 2013 بشرق البلاد، وشهدت مقتل 63 شخصاً، والثانية في فبراير (شباط) من السنة الحالية بوسط البلاد، وخلفت مقتل أكثر من 250 شخصاً. وأعلن الجيش فتح تحقيق في الحادثين، لكنه لم يعلن النتائج.
ونشرت صحيفة «الوطن» الفرنكفونية، المصنفة «معارضة للسلطة»، أمس، أن الجنرالات الخمسة الذين صدر بحقهم قرار بالمنع من السفر إلى الخارج، قبل أيام، خضعت بيوتهم للتفتيش، بأمر من النائب العام العسكري. ويتعلق الأمر بقائد الناحية العسكرية الأولى (وسط) اللواء حبيب شنتوف، وقائد الناحية العسكرية الثانية (غرب) اللواء سعيد باي، وقائد الناحية العسكرية الرابعة (شرق) اللواء عبد الرزاق شريف، ومدير الشؤون المالية بوزارة الدفاع اللواء بوجمعة بدوارة، وقائد سلاح الدرك اللواء مناد نوبة؛ والخمسة تمت إقالتهم في الأسابيع الماضية.
وذكرت «الوطن» أن حملة الإقالات شملت مدير صندوق الضمان الاجتماعي التابع للجيش اللواء محمد رميلي، وقائد القوات البرية اللواء أحسن طافر. ويعد المنصب الأخير من أهم المناصب في الجيش، وسبق أن شغله رئيس أركان الجيش الحالي قايد صالح، ورئيس الأركان السابق محمد العماري (توفي) الذي عزله الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عام 2004 بعدما عارض ترشحه لولاية ثانية. وقالت مصادر إعلامية إن بعض الجنرالات المعزولين يُحقق معهم في شبهات فساد، لكن ليس هناك أي اتهامات رسمية ضدهم في ما بات يُعرف في الجزائر بـ«خريف الجنرالات».
والجزائر مشغولة منذ شهور بتداعيات مزاعم فساد مرتبطة بقضية مصادرة 701 كيلوغرام من الكوكايين، نهاية مايو (أيار) الماضي. ولا يعرف الكثير عن هذه القضية، باستثناء أن المتورط الرئيسي فيها يوجد في السجن، وهو مستورد لحوم حمراء يسمى كمال شيخي (شهير بـ«البوشي»).



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.