الحكومة العراقية تستجيب لضغط الشارع وتعدم 13 إرهابياً

السيستاني ينتقد الاهتمام بنتائج الانتخابات على حساب الأمن

شرطيون عراقيون يجوبون شوارع بغداد في إجراءات أمنية مشددة بعد تنفيذ حكم الاعدام ضد 13 إرهابياً أمس (أ.ف.ب)
شرطيون عراقيون يجوبون شوارع بغداد في إجراءات أمنية مشددة بعد تنفيذ حكم الاعدام ضد 13 إرهابياً أمس (أ.ف.ب)
TT

الحكومة العراقية تستجيب لضغط الشارع وتعدم 13 إرهابياً

شرطيون عراقيون يجوبون شوارع بغداد في إجراءات أمنية مشددة بعد تنفيذ حكم الاعدام ضد 13 إرهابياً أمس (أ.ف.ب)
شرطيون عراقيون يجوبون شوارع بغداد في إجراءات أمنية مشددة بعد تنفيذ حكم الاعدام ضد 13 إرهابياً أمس (أ.ف.ب)

بعد يومين من عثور الأجهزة الأمنية العراقية على جثث ثمانية مخطوفين على يد تنظيم داعش على طريق بغداد - كركوك ينتمون إلى محافظتي الأنبار وكربلاء، ويوم من توجيه رئيس الوزراء حيدر العبادي بإعدام المدانين بأحكام إعدام ممن اكتسبت أحكامهم الدرجة القطعية أعلنت وزارة العدل، أمس، عن تنفيذ أحكام إعدام بحق 13 مدانا، وهي الدفعة الثانية لعام 2018.
وقال بيان لوزارة العدل تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن إعدام المدانين الـ13 «جاء بعد صدور المرسوم الجمهوري وقرار عدم شمولهم بقانون العفو العام واستنفاذ حقهم بإعادة المحاكمة ورفض طلباتهم من قبل الادعاء العام واكتمال أضابيرهم بشكل أصولي وتدقيقها من قبل هيئة التنفيذ». وأضاف البيان أن «أحكام المنفذ بهم ضمن قانون مكافحة الإرهاب ما بين الاشتراك بالعمليات المسلحة مع المجاميع الإرهابية وعمليات الخطف والتفجير وقتل المدنيين».
وكانت عملية اختطاف 8 من المواطنين العراقيين على طريق كركوك - بغداد عند حاجز أمني وهمي لتنظيم داعش الأسبوع الماضي قد تحولت إلى قضية رأي عام وذلك لجهة توفير المزيد من الضغوط على الجهات الرسمية والأمنية للبحث عنهم ومحاولة إنقاذهم، لا سيما بعد سريان أخبار أن تنظيم داعش طلب مساومة المختطفين الثمانية مع 7 نساء «داعشيات» سجينات لدى العراق. وعلى إثر إعلان الجهات الأمنية العثور على جثثهم الثلاثاء الماضي، واصل مواطنون عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي ضغطهم على الحكومة العراقية، وذلك لجهة تنفيذ المزيد من أحكام الإعدام بحق مئات المحكومين بالإعدام من تنظيم داعش. كما أعلن مواطنون عراقيون الحداد على أرواح الضحايا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهو ما أدى برئيس الوزراء حيدر العبادي إلى الإعلان الأربعاء الماضي عن تنفيذ أحكام الإعدام بمن اكتسبت أحكامهم الدرجة القطعية وهو ما تولت وزارة العدل تنفيذه أمس الجمعة.
في السياق ذاته، أكد وزير العدل العراقي حيدر الزاملي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «وزارة العدل ماضية وبخطوات ثابتة لإيقاع القصاص العادل بكل من انتهك حرمة الدم العراقي وحسب القانون العراقي والإجراءات الأصولية التي تلتزم بها الدولة العراقية أمام المجتمع الدولي». وأضاف الزاملي أن «مجموع المراسيم الجمهورية فيما يخص المدانين بأحكام قانون مكافحة الإرهاب وغير المنفذة لحد الآن هي 64 مرسوما فقط وإن أسباب إيقاف التنفيذ لهذه المراسيم هو ما بين العرض على لجنة العفو العام وبين إعادة المحاكمة وحسب الإجراءات القانونية»، مبينا حرص الوزارة على «تنفيذ الأحكام وحسب الإجراءات الأصولية وبعد اكتمال جميع شروطها وخلال أقصر مدة».
إلى ذلك، انتقد المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني السياسيين العراقيين الذين لم يعودوا يسمعون لما تتحدث به المرجعية. وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجعية الدينية خلال خطبة الجمعة أمس في كربلاء إنه «ليس من الصحيح الانشغال بنتائج الانتخابات وعقد التحالفات عن القيام بتوفير الأمن للمواطنين». وأضاف الكربلائي أن «(داعش) لم ينته بعد من العراق».
على صعيد متصل، وطبقا لمصدر أمني في محافظة الأنبار أن تنظيم داعش اختطف ثلاثة مدنيين خلال محاولتهم حفر آبار ماء في منطقة الصكار شرق قضاء الرطبة غرب المحافظة. وكان تنظيم داعش عاود نشاطه في كثير من المناطق في العراق، لا سيما الغربية والشمالية. وفي هذا السياق، يقول أثيل النجيفي محافظ نينوى السابق في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بشأن رؤيته عن الأسباب التي جعلت هذا التنظيم يعاود أنشطته، إن «المعلومات تشير إلى وجود ما يقارب 700 مقاتل من (داعش) مستنفرين للقتال داخل الأراضي العراقية في محافظتي نينوى وصلاح الدين فقط ويعيشون بصورة مستقرة في (مضافات) موزعة داخل حدود هاتين المحافظتين ويقومون بأنشطة إرهابية بالتواصل مع قواتهم من داخل سوريا بالإضافة إلى الخلايا النائمة داخل المدن». ويضيف النجيفي أنه «وكما هو معلوم فإن (داعش) تعيش على الأزمات وتنتعش بظلالها وهي بانتظار تنامي أي نوع من الصراع داخل العراق سواء كان هذا الصراع إداريا أم مذهبيا أم قوميا أم سياسيا أم دوليا حيث إنه لا يهم نوع الصراع ولا أهدافه بل المهم أن تجد لنفسها بيئة تمكنها من العمل».



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.