إجراءات حماية الانتخابات تعطل الحياة في بيروت

تشمل تحديد ساعات عمل المطاعم

ملصقات دعائية لتيار «المستقبل» وزعميه رئيس الحكومة سعد الحريري في بيروت (رويترز)
ملصقات دعائية لتيار «المستقبل» وزعميه رئيس الحكومة سعد الحريري في بيروت (رويترز)
TT

إجراءات حماية الانتخابات تعطل الحياة في بيروت

ملصقات دعائية لتيار «المستقبل» وزعميه رئيس الحكومة سعد الحريري في بيروت (رويترز)
ملصقات دعائية لتيار «المستقبل» وزعميه رئيس الحكومة سعد الحريري في بيروت (رويترز)

تتوقف عجلة العمل في لبنان بدءاً من ليل السبت، استعدادا للانتخابات النيابية التي تجري غدا الأحد في كل لبنان، حيث اتخذت الحكومة سلسلة قرارات وإجراءات بهدف حماية الأمن، وتسهيل عملية الاقتراع في سائر المناطق، في وقت أعلن وزير الدفاع الوطني يعقوب رياض الصراف أن «كامل مؤسسات وزارة الدفاع اتخذت الترتيبات والإجراءات جميع المرتبطة بالتنسيق مع وزارة الداخلية في تنظيم العملية الانتخابية وتوفير المناخ الآمن للمواطنين، للإدلاء بأصواتهم في السادس من مايو (أيار) المقبل في جميع المناطق اللبنانية».
وأكد الصراف في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي أن «التحضيرات اللوجيستية والأمنية اللازمة لمواكبة الاستحقاق الانتخابي، الذي يمثل إنجازاً جديداً لوطننا، قد اكتملت»، مشدداً على «أهمية دور القوات المسلحة، العين الساهرة على الوطن لتأمين سلامة المواطنين وحسن سير العملية الديمقراطية في أجواء من الطمأنينة والحرية».
وأعطى الصراف توجيهاته إلى المحكمة العسكرية بوجوب البقاء على جاهزية قضائية تامة تواكب الجاهزية الأمنية والوجود في أماكن العمل لاتخاذ الإجراءات المناسبة في حال حدوث أي مخالفة. وتوقفت دوائر القطاع العام أمس الجمعة عن العمل، حتى صباح الثلاثاء، بموجب قرار من مجلس الوزراء، كما توقفت المدارس عن التعليم طوال الأيام الأربعة التي تسبق يوم الانتخابات وتليها، ذلك أن المدارس تتحول إلى أقلام اقتراع في الانتخابات، كما أن موظفي القطاع العام سيكونون رؤساء أقلام الاقتراع في يوم الانتخابات. ووجه رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر أمس، كتابا إلى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عن «التوقف عن العمل في القطاع الخاص والمؤسسات والمصالح المستقلة والمستشفيات الحكومية لممارسة الحق الديمقراطي بالاقتراع أسوة بالقطاع العام».
والى جانب الإجازات في القطاع العام، كانت وزارة الداخلية أصدرت تعميماً طالبت فيه باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لإقفال المطاعم والملاهي، حيث تقفل الأخيرة فقط مساء يوم السبت الذي يسبق العملية الانتخابية، بينما تقفل المقاهي والمطاعم فقط الساعة الواحدة بعد منتصف الليل من يوم السبت الذي يسبق العملية الانتخابية.

وإلى جانب هذه الإجراءات، اتخذت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي إجراءات وتدابير بناءً على القرارات الصادرة عن وزير الداخلية نهاد المشنوق، وبمناسبة إجراء الانتخابات، تقضي بمنع سير الشاحنات على الأراضي اللبنانية، ابتداء من منتصف يوم الجمعة وحتى صباح الاثنين، كما يُمنع سير الدراجات الآلية على الأراضي اللبنانية، يوم الانتخابات، كذلك يُمنع سير المواكب السيّارة على الأراضي اللبنانية ابتداء من عصر السبت وحتى صباح الثلاثاء.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.