شيعت «هيئة الحشد الشعبي»، أمس، جثمان مديرها المالي قاسم ضعيف الزبيدي، بعد تعرضه، أول من أمس، لعملية اغتيال أودت بحياته في ظروف غامضة، وحضر مراسم التشييع التي أقيمت في بغداد وكربلاء قادة «الحشد الشعبي» ومسؤولو فصائله.
وأعلنت «الهيئة» عن وفاة الزبيدي، وهو من أعضاء حزب الدعوة الإسلامية، متأثرا بجراح إثر تعرضه لمحاولة اغتيال في العاصمة بغداد، ولم يصدر عنها أي تفاصيل عن عملية الاغتيال، واكتفت بالقول عبر صفحتها الرسمية في «فيسبوك» إن الاغتيال نفذته «يد الغدر التي تريد النيل من أبناء العراق». كما لم تصدر وزارة الداخلية أي تفاصيل عن الحادث. وأبلغ مصدر أمني «الشرق الأوسط» بأن «مجموعة مسلحة مؤلفة من 4 أشخاص داهمت منزل الزبيدي في حي الكرادة ببغداد، مساء السبت الماضي، ووجهت له إطلاقة نارية في الرأس، نقل على أثرها إلى المستشفى ثم فارق الحياة». ويقول المصدر الذي رفض الإشارة إلى اسمه إن «الجناة قاموا بتخريب ونقل كاميرات المراقبة التي وضعها الزبيدي في منزله بحي الكرادة».
وتحدثت مصادر صحافية عن تشكيل «هيئة الحشد» لجنة تحقيقية برئاسة رئيسها فالح الفياض لكشف ملابسات الحادث، بناء على توجيهات من رئيس الوزراء حيدر العبادي، على أن تقدم نتائج التحقيق النهائية خلال أسبوع واحد.
وأصدر حزب «الدعوة» بيان تعزية وصف فيه الحادث بـ«الإجرامي والإرهابي». وطالب البيان «الأجهزة الأمنية بالكشف عن الجناة الذين ارتكبوا هذه الجريمة الإرهابية سريعا والكشف عمن يقف خلفهم».
من جانبه، أدان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس، اغتيال الزبيدي وطالب الحكومة بـ«عدم السكوت عن مثل هذه الجرائم البشعة وإكمال التحقيق وتقديم الجناة للعدالة فورا». وقال الصدر في رد على سؤال وجهته له مجموعة من عناصر «الحشد الشعبي» بشأن الزبيدي: «بعد أن قال الحق بصدق وبعد أن دافع عن المرجعية وطالب بطاعتها وانتقد بكل شفافية طالته أيدي الغدر والإثم»، مضيفا: «نسأل الله أن يبعد الشر عن كل الأصوات الحقة وأن يبعد (الحشد) عن السياسة».
ويلاحظ أن أغلب بيانات الإدانة التي صدرت عقب وفاة الزبيدي لم تشر إلى «داعش» أو الجماعات الإرهابية المرتبطة به، وتحدثت فقط عن عملية «غدر» تعرض لها، وذلك قد يعزز التكهنات التي تشير إلى أن حادث الاغتيال مرتبط بجماعات مصالح مرتبطة بـ«هيئة الحشد» وتحصل على أموال طائلة منها عبر إضافة أسماء وهمية بهدف الحصول على المرتبات المالية المخصصة لها. ويقول مصدر مطلع، فضل عدم ذكر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، إن «طريقة الاغتيال المدبرة التي حدثت في منطقة محمية في الكرادة، تطرح علامات استفهام كبيرة حول الجهة المنفذة». وأضاف المصدر أن الزبيدي «كان يحظى بسمعة جيدة، وسعى إلى كشف آلاف الأسماء الوهمية المدرجة ضمن لوائح مقاتلي (الحشد)، لأنها تستنزف أموالا طائلة». وتوقع المصدر أن «تظل الشبهات تحوم حول جماعات محددة بالضلوع في عملية الاغتيال، لكني أستبعد أن تستطيع جهات التحقيق كشف ملابسات الحادث أو تقديم الجناة إلى العدالة في القريب العاجل».
وكان العشرات من عناصر «الحشد الشعبي» خرجوا، الأسبوع الماضي، في مظاهرات أمام باب المنطقة الخضراء الرئاسية للمطالبة بحقوقهم المالية والتقاعدية.
من جهة أخرى، أعلن ائتلاف «الوطنية» الذي يتزعمه إياد علاوي، أمس، عن تعرض أحد مرشحيه للانتخابات لهجوم قرب العاصمة. وقال الائتلاف في بيان إن «مجموعة مسلحة تستقل عددا من المركبات اعترضت أحد مرشحي ائتلاف (الوطنية) القياديين» في إحدى مناطق حزام بغداد. وذكر أن «المسلحين أمطروا موكب المرشح بوابل من الرصاص من مدافع رشاشة، ما أسفر عن حصول أضرار جسيمة في سيارات الموكب من دون تسجيل أي خسائر بشرية». ويأتي حادث مرشح «الوطنية» بعد يوم واحد فقط من مقتل مرشح عن «دولة القانون» نتيجة نزاع عشائري في بغداد.
اغتيال المدير المالي لـ«الحشد» في ظروف غامضة
مصادر تحدثت عن كشفه «أسماء وهمية» في قوائم المقاتلين
اغتيال المدير المالي لـ«الحشد» في ظروف غامضة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة