اتهام لـ«الحشد الإيزيدي» بـ«مجزرة» ضد مدنيين في نينوى

نائب عن الموصل يؤكد الجريمة ويدعو إلى محاسبة الجناة

اتهام لـ«الحشد الإيزيدي» بـ«مجزرة» ضد مدنيين في نينوى
TT

اتهام لـ«الحشد الإيزيدي» بـ«مجزرة» ضد مدنيين في نينوى

اتهام لـ«الحشد الإيزيدي» بـ«مجزرة» ضد مدنيين في نينوى

اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أمس، مقاتلين من الطائفة الإيزيدية في العراق بقتل 52 مدنياً من قبيلة متيوت العربية السُنيّة في نينوى، في يونيو (حزيران) الماضي، أكد النائب عن المحافظة عبد الرحمن اللويزي وقوع «المجزرة» وطالب بمحاسبة الجناة. لكن مسؤولاً إيزيدياً في «الحشد الشعبي» زعم أن القتلى «من عناصر تنظيم داعش».
وذكر تقرير المنظمة الإنسانية أن أقارب الضحايا أخبروها بقيام القوات الإیزیدیة في التاريخ المذكور بعملية «اعتقال قسري ثم إعدام رجال ونساء وأطفال من 8 عائلات من عشيرة متيوت كانت تهرب من المعارك بين (داعش) وقوات الحشد الشعبي غرب الموصل». وأشار إلى أن «القوات الإيزيدية تورطت في حادثين آخرين من حالات الإخفاء القسري لأفراد قبيلتي متيوت وجحيش أواخر عام 2017».
وقالت نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في «هيومن رايتس ووتش» لما فقيه إن «الفظائع المرتكبة ضد الإيزيديين في الماضي لا تمنح قواتهم حرية ارتكاب انتهاكات ضد المجموعات الأخرى مهما كان ماضيها».
ولفتت المنظمة إلى أنها تحدثت إلى شخصين من قبيلة متيوت سافرا عبر القرية التي فُقد فيها 52 شخصاً بعد الهجوم بساعتين. وتحدثت أيضاً إلى عنصر في جهاز مخابرات «الحشد الشعبي» الذي زار القرية، ورأى مقابر جماعية عدة تضم رفات الضحايا.
وذكر التقرير أن اثنين من قادة المجتمع الإيزيدي قالوا لـ«هيومن رايتس ووتش» إن «كتائب (إزيدخان) كانت مسؤولة عن اختطاف وقتل أفراد قبيلة متيوت الـ52». وتحدث عن حوادث مماثلة طالت أشخاصاً آخرين من عشيرة الجحيش.
وأظهر شريط مصور تداولته أوساط عراقية، مجموعة من المقاتلين الذين يعتقد أنهم من الإيزيديين وهم يقومون بحرق جثامين الأشخاص الذين تحدث عنهم التقرير. غير أن مسؤول «فوج لالش» الإيزيدي التابع لـ«منظمة بدر» المنضوية في «الحشد الشعبي» خال علي قال لـ«الشرق الأوسط» إن المقبرة التي أظهرها الفيديو «تعود إلى فبراير (شباط) 2017، بعد أن تعرضنا لهجوم من عناصر (داعش) في قاطع غرب جنوب تلعفر، والجثث تعود لعناصر (داعش)». واعتبر أن تقرير المنظمة الدولية «لا يستند إلى أي معلومات صحيحة، إنما إلى أخبار من عناصر تكره الحشد، ويريدون أن يحولوا الإيزيديين من ضحايا لـ(داعش) إلى جلادين».
لكن النائب عن محافظة نينوى عبد الرحمن اللويزي أكد ارتكاب «الحشد الإيزيدي» مجموعة مجازر في نينوى، وطالب بمحاكمة الجناة. وشدد على أن «اتهام عناصر إيزيدية بارتكاب مجزرة في حق بعض أفراد العشائر العربية، لا يعني التقليل من أهمية الجرائم التي ارتكبها (داعش) ضد الإيزيديين من قتل وتهجير وسبي نساء، ولا يعني أيضاً تبرئة المجرمين».
وقال اللويزي لـ«الشرق الأوسط»: «قبل انطلاق عملية تحرير سنجار بأشهر طويلة، ارتكبت ميليشيا إيزيدية مرتبطة بالحزب الديمقراطي الكردستاني في منطقة شمال سنجار جريمة. وبعد معارك التحرير التي أشرف عليها الحشد الشعبي في مناطق سنجار وتلعفر قام فصيل إيزيدي منضوٍ تحت مظلة الحشد الشعبي بارتكاب جريمة الـ52 شخصاً، وهم 27 امرأة و10 أطفال و15 رجلاً من عشيرة البومتيوت» في يونيو الماضي. كما «اختطفوا 8 مزارعين من العشائر العربية في حادث آخر وما زال مصيرهم مجهولاً».
ورأى اللويزي أن «ما أثار القضية هذه الأيام شريط الفيديو الذي ظهر أخيراً، وأظهر عناصر من الحشد الإيزيدي وهم يقومون بحرق رفات الضحايا». وأشار إلى أن مسؤولين في «الحشد الشعبي» قاموا في حينها بإجراء تحقيق في الحادث، لكنهم لم يتوصلوا إلى نتائج ملموسة لأن «الإيزيديين زعموا أن من ارتكب المجزرة هم عناصر إيزيدية تعمل مع جماعات حزب العمال الكردستاني التركي، ونقلوا الضحايا إلى منطقة بارا خلف جبل سنجار، وهي غير خاضعة لسيطرة الحشد».
واعترفت مفوضية حقوق الإنسان العراقية بوقوع مجزرة الـ52، لكن مصدراً من المفوضية فضّل عدم كشف هويته قال لـ«الشرق الأوسط» إن «أصابع الاتهام لم توجه إلى أي جهة، ذلك أن المنطقة التي وقعت فيها الحادثة تضم فصائل ومجاميع مسلحة عدة... نحن غير متأكدين حتى الآن من أن الجثامين التي وجدت تعود لمجموعة الـ52، وننتظر إجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة الجناة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.