حكومة العبادي تتعهد عدم المساس بـ{كيان} إقليم كردستان

مصادر كردية تتحدث عن تعزيزات لـ«الحشد» جنوب أربيل

نازحة كردية من بلدة طوزخورماتو جنوب كركوك التي سيطر عليها «الحشد الشعبي» تنتظر في مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية في أربيل أمس (أ.ف.ب)
نازحة كردية من بلدة طوزخورماتو جنوب كركوك التي سيطر عليها «الحشد الشعبي» تنتظر في مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية في أربيل أمس (أ.ف.ب)
TT

حكومة العبادي تتعهد عدم المساس بـ{كيان} إقليم كردستان

نازحة كردية من بلدة طوزخورماتو جنوب كركوك التي سيطر عليها «الحشد الشعبي» تنتظر في مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية في أربيل أمس (أ.ف.ب)
نازحة كردية من بلدة طوزخورماتو جنوب كركوك التي سيطر عليها «الحشد الشعبي» تنتظر في مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية في أربيل أمس (أ.ف.ب)

طمأنت الحكومة الاتحادية برئاسة حيدر العبادي حكومة إقليم كردستان بعدم المساس بالمكتسبات الدستورية للشعب الكردي، مؤكدة أنها «لا تنوي التعامل المباشر مع المحافظات، بل ستحترم الكيان الكردي الحالي الذي أقره الدستور العراقي».
وقال سعد الحديثي المتحدث باسم الحكومة الاتحادية «إن مشروع قانون الموازنة لم يشر إلى أي نوع من التعامل المنفرد مع محافظات شمال العراق، بل إن محافظات أربيل والسليمانية ودهوك هي محافظات ضمن إقليم مستقل حدد الدستور حدوده الإدارية ولن تمس الحكومة بهذا الكيان».
جاء ذلك لطمأنة حكومة الإقليم بعد ورود أنباء حول وجود نوايا لدى الحكومة الاتحادية بالتعامل المباشر مع مجالس المحافظات فيما يتعلق برواتب الموظفين الذين تشكك الحكومة الاتحادية بصدقية القوائم التي تقدمها حكومة الإقليم بالعدد الهائل للموظفين الذين يربو عددهم على مليون و250 ألف موظف معينين بوظائف لدى حكومة الإقليم.
وفي سياق متصل كانت حكومة الإقليم تستعد يوم أمس لعقد اجتماع يضم الكتل الكردية في كل من برلمان كردستان ومجلس النواب العراقي للتباحث حول المواد الواردة بمشروع قانون الموازنة لعام 2018 وتوحيد الصف الكردي للدفاع عن الحقوق المالية المقرة بالموازنات السابقة بتخصيص نسبة 17 في المائة من الموازنة كحصة لإقليم كردستان، وخاصة بعد أن أبدت حكومة الإقليم استعدادها الكامل لتسليم جميع الموارد الجمركية والمطارات وعوائد النفط إلى الحكومة الاتحادية مقابل الإبقاء على تلك الحصة دون المساس بها، ولكن بسبب مقاطعة وفدي كتلتي التغيير والجماعة الإسلامية تأجل الاجتماع إلى إشعار آخر على أمل أن تتمكن الحكومة من إقناع قيادة الحزبين بإشراك ممثليهم في الوفد الذي يتم الإعداد لتشكيله للتباحث مع الحكومة الاتحادية بشأن الموازنة والحقوق الدستورية الأخرى.
وقال برزو مجيد، رئيس كتلة حركة التغيير المعارضة في برلمان كردستان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» لقد قررنا عدم المشاركة في الاجتماع المرتقب مع حكومة الإقليم، لأننا نعتبرها حكومة أخفقت في معالجة الأزمات المعيشية التي حلت بالمواطنين، ولذلك نعتقد بأنها غير قادرة في مثل هذا الوضع الحساس أن تفعل شيئا لمعالجة تلك الأزمات وفي مقدمتها مسألة تأمين معيشة المواطنين، ولذلك نحن غير مستعدين لهدر المزيد من الوقت والجهود في سبيل تحقيق ما لا يمكن لهذه الحكومة أن تحققه. وكانت حركة التغيير ومعها الجماعة الإسلامية قد أصرتا خلال الفترة الماضية على ضرورة حل هذه الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني أو حكومة انتقالية إلى حين تنظيم الانتخابات المقبلة، لكن الدعم الأميركي للحكومة الحالية برئاسة نيجيرفان بارزاني ونائبه قباد طالباني حال دون تحقيق أي تقدم في المشاورات الجارية بين تلك الأحزاب لتغيير الحكومة.
على صعيد آخر، أكد قائد محور (التون كوبري) لقوات الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني وجود تحشيدات مريبة بالقرب من نقاط التماس بين قوات «الحشد الشعبي» والبيشمركة. وقال كمال كركوكي: «هناك تحركات مريبة بهذا المحور فالكثير من قوات الحشد معززة بمختلف أنواع الأسلحة تتحرك بهذا الاتجاه ولا نعرف الهدف من تلك التعزيزات والتحركات».
في غضون ذلك، رد كريم نوري المتحدث باسم «هيئة الحشد الشعبي» في تصريحات، قائلا: «إن الأنباء التي تروجها قيادات في الحزب الديمقراطي الكردستاني ليست صحيحة، فكل ما في الأمر أن ما يجري على الجبهة هناك لا يعدو سوى إعادة ترتيب أوضاع القوات وتغيير بعضها ببعض، وليست هناك أي تعزيزات إضافية، كما لا أساس من الصحة تماما لما يروجه هؤلاء القادة من مخاوف بشأن تقدم قوات الحشد نحو حدود مدينة أربيل».
ولاستجلاء حقيقة الموقف في محور التون كوبري، اتصلت «الشرق الأوسط» بالفريق جبار ياور، الأمين العام لوزارة البيشمركة، الذي أكد أن «الأوضاع هادئة تماما في جميع الجبهات، وليس هناك ما يستدعي القلق، فالتحركات في المحور المذكور وجميع المحاور الأخرى قرب كركوك ومخمور والشيخان وصولا إلى منطقة فيشخابور كلها تحركات عادية تجري من الطرفين القوات العراقية والبيشمركة ولا تثير المخاوف، ونحن ليست لدينا أي أوامر بالمواجهة أو المصادمة مع قوات (الحشد)، فمنذ انتهاء الاجتماع الثالث مع القيادات العسكرية العراقية أصبحت الأجواء هادئة».
وحول استكمال تلك المحادثات، قال ياور «نحن أكملنا المحادثات الفنية بالجلسة الثالثة المشتركة، وننتظر نتائج المشاورات الجارية حاليا لبدء جولة المفاوضات السياسية بين أربيل وبغداد، وفي حال عقدت تلك الاجتماعات وتمخضت عن أي نتائج إيجابية فبطبيعة الحال ستنعكس تلك النتائج على محادثاتنا العسكرية». وتابع: «على العموم نحن نلمس هدوءا ونتمنى أن يساعد ذلك على تنقية الأجواء السياسية والشروع بمحادثات بناءة للتغلب على المشاكل القائمة ووقف المصادمات الدموية التي لا نريد أن تحدث حقنا للدماء».



قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
TT

قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)

قال الأمين العام لـ«حزب الله» إن الحزب حقّق «انتصاراً كبيراً يفوق النصر الذي تحقق عام 2006»، وذلك «لأن العدو لم يتمكن من إنهاء وإضعاف المقاومة».

وجاءت مواقف قاسم في الكلمة الأولى له بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار يوم الأربعاء الماضي. وقال قاسم: «قررت أن أعلن كنتيجة (...) بشكل رسمي وواضح أننا أمام انتصار كبير يفوق الانتصار الذي حصل في يوليو (تموز) 2006»، في إشارة إلى الحرب الأخيرة بين الجانبين. وأضاف: «انتصرنا لأننا منعنا العدو من تدمير (حزب الله)، انتصرنا لأننا منعناه من إنهاء المقاومة أو إضعافها إلى درجة لا تستطيع معها أن تتحرك، والهزيمة تحيط بالعدو الإسرائيلي من كل جانب» .

وتوجّه قاسم في مستهل كلمته إلى مناصري الحزب، قائلاً: «صبرتم وجاهدتم وانتقلتم من مكان إلى آخر، وأبناؤكم قاتلوا في الوديان، وعملتم كل جهدكم لمواجهة العدو». وأضاف: «كررنا أننا لا نريد الحرب، ولكن نريد مساندة غزة، وجاهزون للحرب إذا فرضها الاحتلال. والمقاومة أثبتت بالحرب أنها جاهزة والخطط التي وضعها السيد حسن نصر الله فعّالة وتأخذ بعين الاعتبار كل التطورات، و(حزب الله) استعاد قوّته ومُبادرته، فشكّل منظومة القيادة والسيطرة مجدداً ووقف صامداً على الجبهة».

 

ولفت إلى أن إسرائيل فشلت في إحداث فتنة داخلية، قائلاً: «الاحتلال راهن على الفتنة الداخلية مع المضيفين، وهذه المراهنة كانت فاشلة بسبب التعاون بين الطوائف والقوى». وعن اتفاق وقف إطلاق النار، قال قاسم: «الاتفاق تمّ تحت سقف السيادة اللبنانية، ووافقنا عليه ورؤوسنا مرفوعة بحقنا في الدفاع، وهو ليس معاهدة، بل هو عبارة عن برنامج إجراءات تنفيذية لها علاقة بالقرار 1701، يؤكد على خروج الجيش الإسرائيلي من كل الأماكن التي احتلها، وينتشر الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني لكي يتحمل مسؤوليته عن الأمن وعن إخراج العدو من المنطقة».

وأكد أن «التنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون عالي المستوى لتنفيذ التزامات الاتفاق، ونظرتنا للجيش اللبناني أنه جيش وطني قيادة وأفراداً، وسينتشر في وطنه ووطننا».

وتعهّد بصون الوحدة الوطنية واستكمال عقد المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة التي حدّدها رئيس البرلمان نبيه بري، في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، واعداً بإعادة الإعمار بالتعاون مع الدولة، «ولدينا الآليات المناسبة»، قائلاً: «سيكون عملنا الوطني بالتعاون مع كل القوى التي تؤمن أن الوطن لجميع أبنائه، وسنتعاون ونتحاور مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد، في إطار اتفاق الطائف، وسنعمل على صون الوحدة الوطنية وتعزيز قدرتنا الدفاعية، وجاهزون لمنع العدو من استضعافنا».