نائب الرئيس الأميركي يزور الشرق الأوسط لدفع التسوية

TT

نائب الرئيس الأميركي يزور الشرق الأوسط لدفع التسوية

أكدت السفارة الأميركية في تل أبيب نبأ زيارة نائب الرئيس، مايك بنس، إلى دول عدة في الشرق الأوسط، بعد شهر ونصف الشهر، وذلك «في إطار المساعي لدفع الجهود التي يبذلها الرئيس دونالد ترمب، لتسوية الصراع وإبرام صفقة القرن للسلام الإقليمي بين إسرائيل والعرب، وقضية مكافحة الإرهاب وتعزيز أمن الحلفاء».
وقال مصدر رفيع في الخارجية الإسرائيلية، إن بنس سيبدأ زيارته إلى المنطقة في إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وسيجتمع مع كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ومع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لمناقشة تجديد المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وحسب المصدر الإسرائيلي، فإن من المتوقع أن يتطرق اللقاء مع نتنياهو إلى الاتفاق النووي أيضا، وإلى التعاون في برامج الفضاء.
ثم يتوجه بنس إلى العاصمة المصرية، القاهرة، حيث يجتمع مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وذلك لمناقشة التعاون الأمني بين القاهرة وواشنطن، وقضية مكافحة الإرهاب، وسبل وضع حد لملاحقة الأقليات الطائفية داخل الوطن العربي، وسيشارك في مؤتمر مشترك للحكومة المصرية ورجال الدين للتباحث في حماية الحريات الدينية.
يشار إلى أن بنس سيشارك، قبل الزيارة المشار إليها، في 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، في فعالية ستنظم في نيويورك، بمناسبة مرور 70 عاما على صدور قرار تقسيم فلسطين (القرار رقم 181 من العام 1947)، حيث سيكون الضيف المركزي في الفعالية التي بادر إليها مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون. كما كان بنس، قد ألقى خطابا في المؤتمر السنوي للوبي الداعم لإسرائيل «إيباك»، الذي نظم في شهر مارس (آذار) الماضي، وشدد فيه على التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل، وعلى عزم الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، على إحلال اتفاق سلام «حقيقي ومستقر» بين إسرائيل والفلسطينيين. وأشار، في حينه، إلى أن واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يزعم أنه انحياز ضد إسرائيل في الأمم المتحدة.
الجدير ذكره أن وزير المالية الأميركي، ستيفن مانوتشين، بدأ زيارة لإسرائيل، أمس، والتقى مع نتنياهو، الذي استقبله بكلمة شكر فيها الولايات المتحدة وإدارة ترمب، على دعمهما «ليس لأمننا فحسب الذي يعتبر ضروريا لمستقبلنا، بل أيضا بما يتعلق بالمعطيات الاقتصادية». وقال نتنياهو: «أسلوب التعاون بيننا والأشياء التي نقوم بها، ليس فقط على الصعيد الحكومي، بل أيضا على صعيد القطاع الخاص الإسرائيلي القوي، والقطاع الخاص الأميركي القوي - هذا يشكل أحد أركان متانتنا الاقتصادية. نحن نثمن ذلك كثيرا».
كما شكر نتنياهو الوزير الأميركي على «الإجراءات الصارمة التي اتخذتها وزارة المالية الأميركية ضد النظام الإيراني وخصوصا الحرس الثوري ووكيله حزب الله».
وقال وزير المالية الأميركي: «يسرني الالتقاء بكم مجددا، وتشرفت بحضور لقاءاتكم مع الرئيس ترمب مرات عدة. أنفعل كثيرا من القيام بزيارة رسمية أولى إلى هنا، وآمل أنه ستكون هنالك زيارات كثيرة أخرى. ليس لنا شريك أفضل من إسرائيل في هذه المنطقة».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.