الروبوت الصحافي... سريع وغزير الإنتاج لكنه يحتاج للإنسان

وسائل الإعلام العالمية تتجه للتوسع في استخدام الذكاء الصناعي في إعداد الموضوعات

الروبوت الصحافي... سريع وغزير الإنتاج لكنه يحتاج للإنسان
TT

الروبوت الصحافي... سريع وغزير الإنتاج لكنه يحتاج للإنسان

الروبوت الصحافي... سريع وغزير الإنتاج لكنه يحتاج للإنسان

أول من أمس، نشرت الصحف والمواقع خبر قيام روبوت بقيادة أوركسترا في إيطاليا خلال حفل للمغني العالمي أندريا بوتشلي وهو ما يعني زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في المهام والوظائف التي احتكرها الإنسان. ولكن هل يمكن للروبوت من حل مكان الإنسان تماما؟ ليس تماماً، ففي المثال السابق من حفلة الموسيقى كان الروبوت يعتمد على تلقين المدربين من البشر ولم يمكنه الارتجال. وربما يكون الوضع كذلك في باقي المجالات إلى حين.
في عالم الصحافة دخل الروبوت كمحرر صحافي بقوة خلال الأعوام القليلة الماضية في أكثر من مطبوعة عالمية، فصحيفة «واشنطن بوست»، على سبيل المثال، استخدمت نظام الذكاء الاصطناعي «هليوغراف» لتنتج 850 موضوعاً في العام الماضي. وبالمثل تستخدم وكالة «أسوشييتد برس» برنامجاً آخر للتحرير وكتابة الموضوعات القصيرة، أما صحيفة «لوس أنجليس تايمز» فقد لجأت لنظام ذكاء اصطناعي باسم «كواكبوت» لمتابعة زلزال في لوس أنجليس في عام 2014، وبالفعل أنجز «كواكبوت» المهمة في خلال ثلاث دقائق ولكن في العام التالي حاولت الصحيفة استخدامه لتغطية زلزال آخر في كاليفورنيا، ولكن «كواكبوت» اعتمد على معطيات من زلزال آخر كان قد وقع في ألاسكا، وتم نشر الموضوع بسرعة ولم يخضع للتدقيق من جهاز التحرير، وبالتالي كان الموضوع خالياً من العمق والجودة.
وبالمثل في الصين، حيث طُوِّر نظام «زياو نان» طُبِع أول موضوع من تحرير الروبوت في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، وكان الأول من نوعه في الصين، قام «زياو نان» بكتابة 300 كلمة حول «زحمة» السفر بمناسبة مهرجان الربيع وطبع الموضوع في صحيفة «ساوثرن متروبوليس ديلي». وحسب ما ذكر موقع «ديسرابشن هاب» الروبوت، قال بروفسور وان زياوجون من جامعة أن الروبوت بإمكانه «كتابة أخبار قصيرة أو موضوعات طويلة».
هناك أيضاً نظام ثالث بعنوان «وردسميث»، وهو منتج من شركة «أوتوميتد إنسايتس»، التي تستعين بها وكالة «أسوشييتد برس» منذ عام 2006 لكتابة التقارير الرياضية، ويعمل «وردسميث» الذي صدر في عام 2015 بالتعاون مع المحرر الإنسان الذي يلقنه البيانات اللازمة، ويقوم البرنامج بـ«مسارات متفرعة» لإضافة الكلمات والجمل. ويستطيع «وردسميث» كتابة تقارير لوصف بضائع معينة أو ملخصات مالية.
وتبدو صحيفة «واشنطن بوست» إحدى أهم وسائل الإعلام التي اعتمدت بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي، منذ أن اشتراها جيف بيزوس رجل الأعمال الشهير في 2013، وبدا خلال الأعوام التي تلت ذلك أن الصحيفة تتجه بقوة نحو توظيف الذكاء الاصطناعي في عمليات التحرير وإصدار المحتوى، بشكل أكثر تطوراً مما كان نظام «أوتوميتد إنسايتس»، الذي اعتمدته وكالة «أسوشييتد برس» في كتابة الموضوعات الصحافية الخاصة بنتائج المباريات، وأيضاً في كتابة تقارير الأسهم التي تعتمد على البيانات الرقمية.
بدأت «واشنطن بوست» في الاستعداد لتطوير روبوت صحافي أكثر كفاءة يمكنه تحضير موضوعات متطورة بها بعض العمق والتفاصيل التوضيحية. وبالفعل أطلقت نظام «هليوغراف»، العام الماضي، وبدأت انطلاقته في تغطيات أولمبياد ريو، ثم استخدمت نسخة مطورة منه في تغطية الانتخابات الأميركية، وكانت الخطوات تبدأ بتغذية الروبوت عبر المحررين بالصحيفة بقوالب سردية للموضوعات تشمل جملاً أساسية يمكنه استخدامها بأكثر من شكل مثل «سيطرة الجمهوريين الكونغرس»، ثم يتم ربط البرنامج مع مصدر للبيانات الخاصة بالانتخابات ونتائجها، حيث يقوم «هليوغراف» بعد ذلك بتحديد المعلومات المناسبة ويتم ربطها بالقوالب (المعدة مسبقاً) المتسقة معها، ومن ثم يقوم بالنشر تلقائيّاً.
في حديث لموقع «تيك كرانش»، قال باري بدلام نائب مدير قسم الرياضة بوكالة «أسوشييتد برس» أن تجربة استخدام الروبوت الصحافي أو برنامج الذكاء الاصطناعي استغرقت عاماً، وقام المحررون بالقسم بتجربة البرنامج على مدى أشهر للتأكد من أن تقارير نتائج المباريات التي يصدرها الروبوت ستكون مفهومة لدى القراء. وأشار بدلام إلى أن الوقت الطويل الذي أخذته التجربة كان بسبب نقص الكوادر البشرية من المحررين اللازمين للتحقق من تقارير الروبوت ونقدها.
الروبوت الصحافي قد لا يكون بديلاً كاملاً للإنسان، ولكنه أثبت أهميته في أكثر من جانب، أولها السرعة؛ فنظام «زياومان» الصيني يستطيع كتابة 300 كلمة في ثانية واحدة وهو ما يعد مثالياً لنشر الأخبار العاجلة. في أولمبياد ريو قام روبوت صحافي «زياومينغبوت» الصيني بنشر 450 موضوعاً في 15 يوماً، تتراوح كلمات كل موضوع ما بين 100 إلى 800 كلمة. وجهز الروبوت الموضوعات لموقع أخبار صيني في وقت قياسي؛ نحو دقيقتين بعد انتهاء كل فعالية رياضية.
في 2016 قام «هليوغراف» بتغطية الانتخابات المحلية في ولاية آيوا عبر تحليل البيانات الموجودة على موقع الانتخابات الرئيسي، كما حدد البرنامج الاتجاهات التي يتخذها التصويت.
الجانب الآخر للروبوت الصحافي الذي يجعله مهماً لوسائل الإعلام هو الوصول لكل الفئات وكل فئات الجمهور بمختلف اهتماماته، فصحيفة «واشنطن بوست» حددت أن من أهدافها زيادة جمهورها بدلاً من التوجه لجمهور بعينه عبر عدد محدود من المحررين البشريين مكلفون بإعداد تقارير تستغرق وقتا وجهدا كبيرين.
يقوم «هليوغراف» في هذه الحالة بإعداد موضوعات مختلفة في شتى المجالات لمخاطبة فئات أكثر. وفي كل الحالات يشير المختصون إلى أن فائدة الروبوت الصحافي تكمن في السرعة وغزارة الإنتاج والمعلومات، ولكن ما ينقصه هو اللغة العميقة (لغة الروبوت لا تزال جامدة ومباشرة) والجودة والدقة، وهو ما دعا صحيفة لوس أنجليس تايمز لتذييل الموضوعات المعدة من قبل الروبوت الصحافي بجملة «هذا الموضوع تمت كتابته بواسطة (ألغوريثم) كتبها المحرر». فائدة الروبوت تتجلى في الغوص في البيانات والأرقام ولكنهم لا يملكون القدرات البشرية للمحرر، مثل إجراء المقابلات الصحافية وطرح الأسئلة والعمق في التناول والوصول لمنطلق جديد للأخبار. ويبدو أن الحل المثالي هو التعاون ما بين الصحافي والروبوت لإنتاج موضوعات دقيقة وغزيرة وتحمل الحس الإنساني.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.