راجح الخوري
كاتب لبناني

ميقاتي وحكومة «المسار» والمصير!

كان الرئيس نجيب ميقاتي أول الذين خرجوا من الاستشارة النيابية مع الرئيس ميشال عون يوم الاثنين الماضي، واكتفى بأن يقول للصحافيين كلمة واحدة: «راجع»، ومنذ تلك اللحظة تلاحقت مجموعة كبيرة من التحليلات والتصريحات السياسية، أجمعت على التساؤل: أهلاً بالراجع، ولكن متى وعلى رأس أي حكومة وكيف؟ لا حاجة للذهاب بعيداً..

العراق بين السندان والمطرقة!

يبدأ رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بعد غد (الاثنين)، زيارة إلى الولايات المتحدة، حيث سيُجري مع الرئيس جو بايدن محادثات مهمة جداً بالنسبة إلى مستقبل الأوضاع في العراق، تجري تحت عنوان: «تأكيد الشراكة الاستراتيجية بين البلدين ودرس سبل التعاون والتنسيق بينهما». مهمة الكاظمي في هذا السياق الدقيق، تبدو في غاية الحساسية على خلفية تفرضها من جهة، الجغرافيا التي لا يمكن تغييرها، ومن جهة أخرى الصراعات الساخنة التي يصعب تغييرها في الوقت الراهن، فليس سراً أن العراق في واقعه السياسي الحالي يقع بين السندان الأميركي والمطرقة الإيرانية، ما يجعله منذ أعوام ساحة للصراع وتبادل اللكمات وتصفية الحسابات بين إير

لبنان... العقوبات لن تصلح الفاسدين!

عندما يقول البنك الدولي إن أزمة لبنان المستمرة منذ أكثر من سنة ونصف السنة، هي أسوأ ثلاث أزمات في العالم منذ عام 1850، وعندما تصبح عناوين الصحف والمجلات في العالم تقريباً، «لبنان..

أفغانستان: الصين و«طالبان» يرثان أميركا!

كان من الغريب فعلاً أن ينسى الرئيس جو بايدن، يوم الجمعة من الأسبوع الماضي، عندما أنهت القوات الأميركية انسحابها من قاعدة باغرام قرب العاصمة الأفغانية، ما سبق أن تعهد به قبل أسابيع قليلة، بالإبقاء على «شراكة مستدامة مع أفغانستان»، الأكثر غرابة أنه بدا كمن يسرع للخروج من مأزق عمره 20 عاماً، في ذكرى اليوم الوطني الأميركي (ذكرى الاستقلال)، عندما رفض الرد على أسئلة الصحافيين عن الانسحاب بعد تلك الحرب المديدة، التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر (أيلول) من العام 2001. ورغم تحذيرات المخابرات الأميركية من أن الحكومة الأفغانية قد تنهار في وقت مبكر من العام المقبل أمام الهجوم المستمر من قبل حركة «طالبان»، لم يتر

جواسيس إسرائيل في إيران!

كانت تصريحات رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية السابق يوسي كوهين قبل أيام، مثيرة للذهول والاستغراب، عندما كشف بالتفاصيل كيف قامت إسرائيل بسرقة الأرشيف النووي الإيراني في 31 يناير (كانون الثاني) من عام 2018، وكيف نفّذت عمليات تفجير وتخريب عدة في منشأة نطنز النووية الإيرانية، وكيف أنها تهدد العلماء النوويين الإيرانيين بالاغتيال، ملمحاً إلى أنها كانت أخيراً قريبة من اغتيال محسن فخري قرب طهران في يناير من العام الماضي. لكن ما يتجاوز الذهول والاستغراب أكثر، جاء في الأسبوع الماضي من إيران عينها لا من إسرائيل، وعلى لسان الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، الذي لم يكتفِ بالحديث عن تفاصيل سرقة الأرشيف النووي

انتخاب رئيسي مجرد خليفة لخامنئي؟

عن أي «فجر إيراني جديد» تتحدث صحف المحافظين في إيران، بعد فوز إبراهيم رئيسي في الانتخابات، التي حملت في نتائجها ومضمونها، وعبر الأرقام التي خرجت من صناديق الاقتراع، الخيبة الضمنية للجميع، سواء للنظام و«الحرس الثوري»، وسواء أيضاً للإصلاحيين، هذا في حين ترتفع الآن في شكل غير مسبوق الدعوات من منظمات دولية إلى التحقيق مع الرئيس المنتخب لارتكابه جرائم ضد الإنسانية، وفي حين يحذّر «معهد الدفاع عن الديمقراطية» الأميركي من رفع العقوبات التي تفرضها عليه واشنطن بسبب جرائمه؟ عشية الانتخابات يوم السبت الماضي، حث المرشد علي خامنئي على الإقبال بأعداد كبيرة على التصويت، معتبراً أن ذك يشكّل عرضاً للقوة على الن

مشروع غربي لمواجهة طريق الحرير

عندما سُئل الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال قمة السبع جنوب بريطانيا، عمّا إذا كانت الولايات المتحدة قد عادت بالفعل زعيمةً متعاونة للعالم الحر، التفت إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى جانبه وقال: «ينبغي توجيه هذا السؤال إلى الرئيس الفرنسي»، وهنا قال ماكرون: «نعم بكل تأكيد، من العظيم جداً أن يكون معنا رئيس أميركي، يمثل جزءاً من هذا التجمع ولديه رغبة تامة في التعاون»! ولكن هل تكفي هذه الكلمات الدبلوماسية لتجاوز محطات من الخلافات بين الجانبين، خصوصاً عندما كان الجمهوريون يتسلمون السلطة في البيت الأبيض؟

حلبة ملاكمة صاروخية في فيينا!

ليس من المرجح أن تُعقد الجولة السادسة من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة وشركائها في فيينا، يوم الخميس المقبل، أي قبل خمسة أيام من موعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية في 18 يونيو (حزيران) الجاري، التي من الواضح تماماً أن النظام في طهران تعمد تحويلها إلى مجرد رسائل ضغط واضحة على مسار المفاوضات، من خلال الحرص الواضح على أن يفوز المتشددون فيها بما يدعم تصلّب المرشد علي خامنئي. في هذا السياق كان اختيار المرشحين المتشددين وفي مقدمهم إبراهيم رئيسي الذي يدعمه خامنئي، ومن الواضح أنه يفضل أن يكون خليفته، فلقد ولّى زمن حسن روحاني الذي وصل إلى الرئاسة من طريق المفاوضات، التي انخرط فيها أيام

محادثات فيينا على نار غزة ومأرب!

قبل أن يغادر أنتوني بلينكن عائداً من جولته بعد مجزرة تدمير غزة، حيث حرص على عدم مقابلة أحد من زعماء حركة «حماس»، التي تعدها واشنطن منظمة إرهابية، كان رئيس الحركة يحيى السنوار، يطلق عرضاً عسكرياً في غزة شارك فيه آلاف المقاتلين وتخلله عرض للراجمات الصاروخية والقناصات وطائرة هجومية مسيّرة، ما زاد في تأكيد المؤكد أن مهمة وزير الخارجية الأميركي لم تكن أكثر من محاولة عابرة لاستيعاب الموقف المتفجر، الذي يُجمع المراقبون على أنه يشكّل بلا ريب، رسالة إيرانية واضحة إلى المفاوضات النووية في فيينا بين الإيرانيين والأميركيين. ليس في هذا الكلام أي مبالغة عندما يقول السنوار: «إن القتال لمدة 11 يوماً هو مجرد ر

لبنان بلد الفراغات القاتلة!

ليس خافياً على أحد في لبنان أن الرئيس ميشال عون الذي رفض «اتفاق الطائف» الذي صار دستوراً للبلاد، لم يتوقف يوماً منذ وصوله إلى بعبدا عن محاولة إدخال نوع من التعديلات عليه، إما بالاجتهاد أو بالمضي في البحث عن تفسيرات لا تقنع أحداً، وخصوصاً لجهة دوره ودور رئيس الحكومة المكلف بعد استشارات نيابية ملزمة لتشكيل الحكومة والتوقيع عليها، ثم إحالتها إلى مجلس النواب لنيل الثقة. لكن تغيير الدستور ليس عملية مزاج أو هوى عند عون أو أحد، ولهذا مثلاً لم يبالغ البطريرك بشارة الراعي عندما قال يوم الأحد الماضي: «إن المسؤولين استنزفوا الدستور حتى جعلوا نصّه ضد روحه، وروحه ضدّ نصه، والاثنين ضد الميثاق»، متسائلاً أي