يقول مثلٌ غربي: «كمن يبصر الشجر، ولا يرى الغابة»، والمقصود من هذا المثل هو أننا كثيراً ما ننصرف للتفاصيل، فنغفل الكُليّات، أو ننشغل بأمرٍ، وتفوت علينا أمورٌ أخرى أولى منه باهتمامنا، ويكون لارتباطنا بشاغلنا، ولاختياراتنا فيه، تبعات قد تكون جساماً تؤثر في الشأن الأهم على الأمد القريب أو البعيد، قد لا ندرك مبلغها في حينه.
فمجريات الأحداث لا تنشأ في فراغ، وما نقرّره اليوم في أمرٍ من الأمور سيكون له أثره غداً، أو بعد غدٍ، في مسائل ربما لم يكن بعضها في الحسبان وقت صنع القرار، وقد لا تكون ذات صلةٍ مباشرةٍ به. والأمثلة على هذا كثيرة.