ماجدة الرومي في آخر حفلات المهرجان: أنا جيل بيت الدين

أغنية الختام قصيدة «يا بيروت» كانت أشبه بالنشيد الوطني

ساعتان من الغناء دون توقف أو حتى استراحة
ساعتان من الغناء دون توقف أو حتى استراحة
TT

ماجدة الرومي في آخر حفلات المهرجان: أنا جيل بيت الدين

ساعتان من الغناء دون توقف أو حتى استراحة
ساعتان من الغناء دون توقف أو حتى استراحة

أطلت ماجدة الرومي مساء أول من أمس، من على مسرح قصر بيت الدين، بعباءة زرقاء بلون السماء بخيوط ذهبية، لتلتقي بآلاف زحفوا إلى الشوف للقائها. المدرجات ممتلئة عن بكرة أبيها، وهذا لم يعد شائعاً بعد أن صار الليل موعداً لحفلات عدة متضاربة في أكثر من مهرجان، وتعذّر التنسيق بين المنظمين. «وطني الحب» التي غنتها بالعربية والفرنسية كانت الفاتحة. غالبية الذين جاءوا إلى هنا يعرفون ماجدة جيداً، يحفظون أغنياتها، واكبوها في سنينها. ليس الشبان الصغار غالبية في هذا الجمع الاحتفالي الذي بدا وكأنه جاء يحيي مطربته التي عايشها منذ ظهرت للمرة الأولى فتاة صغيرة في برنامج «ستوديو الفن». هي أيضاً بهذه الروح بادرتهم. قالت إن قلبها يخفق كثيراً، وإنها عبثاً لم تصعد مسرحاً إلا وكان صوت قلبها يسمع «من هون لبيتنا» من شدة الخوف «لو بتعرفوا كيف عم يدق قلبي، كنتوا قلتولي روحي عالبيت». تحدثت عن ذكرياتها في هذا المكان، عن الحفلات الكثيرة التي أحيتها، عن مسيرة طويلة مع بيت الدين وتجربة جميلة «أنا جيل بيت الدين. ناس راحوا وناس إجوا. بغني هون بغني ببيتي، بغني مع ناس بحبهن. أنا عم أحكي عن الست نورا جنبلاط وكل يلي اشتغلوا معا. مش لأني واقفة ببيت الدين، لأ، لأنن بيستحقوا كل محبة وتقدير واحترام من قلبي، وعندي تمني حقيقي انو يستمروا هنه وغير مهرجانات منعقد عليا آمال، يضلوا بقعة نور بهيدا الظلام الكبير يلي عايشين فيه». في إشارة إلى صعوبات تمر بها المهرجانات الكبيرة في لبنان ومخاوف من توقفها، في ظل فرض ضرائب كبيرة على البطاقات التي يتم بيعها ومع تقلص المساعدات وأعداد الرواد. وأشارت الرومي إلى مشاركتها في مهرجان بيت الدين في حفلات عدة قائلة: «نحنا مشينا عكس التيار بسنين صعبة بالثمانينات ويلي بعدا، ويلي اشتغلوا بهل المهرجانات اشتغلوا بظروف كثير صعبة... وقدروا يحافظوا على الفن بالمستوى الرفيع».
قالت ماجدة الرومي إنها ستفعل ما بوسعها لتجعل منها ليلة عرس وفرح. «هذه نيتي والله يكون معي» مرحبة بالضيوف والفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي. أغنية «على باب العتمة معلق قنديل الدار ما تقولوا طول هالليل، قولوا بكرا جاي نهار» ثم إلى القديم القديم، أوائل أغنياتها «عم يسألوني عليك الناس»، «لوّن مع الأيام يا حبيبي» التي استغربت أن يكون الجمهور يعرفها.
ساعتان دون توقف، دون حتى استراحة بمقطوعة موسيقية تلتقط خلالها ماجدة الرومي أنفاسها. غنّت سحبة واحدة، في جو جبلي جميل ومع ذلك، كانت تقول بين الحين والآخر «شوب... كأنو نحنا ببيروت». الأضواء، البروجكتورات الكثيفة، الانفعال، الجهد الكبير الذي تبذله وهي تغني.
تحية لوالدها الذي قالت إنها تتأثر كثيراً وهي تغني له لأنه رحل باكراً كانت أغنية «لا تغضبي مهلاً» و«اسمع قلبي». شارحة لجمهورها أنها تتمرن كثيراً ليبقى فنها على المستوى الذي تربت عليه في بيتها. لأنها تعلمت أن الفن رسالة. داعية الجميع إلى الاستماع إلى الإذاعة اللبنانية، لأنها المدرسة التي خرجت كل أولئك الكبار الناطقين اليوم باسم لبنان. من القديم والجديد غنّت، في اختيارات طغت على حفلها اختيارات الحب والرومانسية والهيام والحرية، بعيداً عن الوطنية الحماسية الجياشة. غنت: «ما حدا بعبّي مطرحك بقلبي»، «كن صديقي»، «غمض عينيك تصور أنو هالعالم إلنا»، «أحبك جداً»، «عم يسألوني عليك الناس»، «بس قلك حبيبي شو بيصير»، «لا ما راح أزعل ع شي»، «إنت وأنا»، و«بقلك أنا بدّي تبقى العمر حدّي». ومن بين جديدها كانت أغنية «لا تسأل ما هي أخباري. لا شيء مهم إلا أنت. فإنك أحلى أخباري»، للدكتورة سعاد الصباح التي قالت إنها تحبها كثيراً، و«كنت أتمنى أن تكون معنا». كما كانت تحية لملحن الأغنية الفنان مروان خوري ولكل الذين شاركوا بقلوبهم في هذا الحفل.
ولم يمر الحفل دون أن تستذكر الماجدة ملحم بركات بأغنيته «من أول وجودي وعيوني موعودة، موعودة بملك» الرجل الذي سيبقى رغم رحيله موجوداً في القلب والذاكرة، ببيوتنا وسهراتنا والأيام السعيدة. اسم أكبر من أن يبتلعه النسيان ملحم بركات».
حين استندت ماجدة الرومي إلى حامل الميكروفون، قالت إن هذا رفيقها وإنه يصلح لأولئك الخائفين الذين يجدون فيه عضداً لهم، وإن لها معه على المسرح ذكريات طويلة ومديدة. بين الطرافة والمصارحة والطرب، وبقلب مفتوح قضت ماجدة الرومي حفلها مع عشاقها لتنهي بأغنيتين «كلمات ليست كالكلمات» التي رددها معها الجمهور، ووقف يصفق تحية لها، فيما حمل آخرون صورها، و«يا بيروت يا ست الدنيا» التي ما إن بدأت موسيقاها تدوي وتدبّ في الساحة الكبرى للقصر، حتى قام الجميع وقوفاً، دون أن يطلب إليهم ذلك، وكأنما هم يستعدون لتأدية النشيد الوطني. غنوا معاً، بصوت عالٍ وحماسي «إنّا كنا منك نغار وكان جمالك يؤذينا يا بيروت» للشاعر السوري نزار قباني. ليختتم الحفل على حماس وحب وفرح، كما أرادته صاحبته وانسحبت دون أن تفسح مجالاً لمزيد.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.