تدمير زورق حوثي مفخخ استهدف ميناء المخا

TT

تدمير زورق حوثي مفخخ استهدف ميناء المخا

دمر تحالف دعم الشرعية في اليمن زورقا مفخخا بالمتفجرات استهدف ميناء المخا. ووقع الهجوم على الميناء عند الثالثة فجرا بالتوقيت المحلي أمس، عبر زورق كان موجهاً إلى سفن راسية في الميناء، وتم تدمير الزورق قبل وصوله إلى الهدف.
ولجأ الحوثيون في المواجهات الأخيرة إلى استخدام الزوارق المفخخة لاستهداف السفن على طريقة تنظيم القاعدة الإرهابي، كما عمدوا إلى زراعة الألغام البحرية في محاولة لإيقاف الملاحة واستهداف السفن على سواحل البحر الأحمر.
وفي هذا السياق، أفاد بيان التحالف أن القارب المفخخ اصطدم بالرصيف البحري بالقرب من مجموعة سفن ما أوقع انفجارا لم يتسبب في خسائر بشرية أو مادية تستحق الذكر. وقالت قيادة التحالف في البيان إن الميليشيات الحوثية «بأفعالها الإجرامية تعيق وصول الأدوية والأغذية لليمنيين».
وفيما طالبت قيادة التحالف، المجتمع الدولي بالضغط على الميليشيات للامتثال للقرارات الدولية، أكدت قوات التحالف العمل على تطوير ميناء المخا، ليكون بوابة المساعدات الإنسانية، خاصة إلى تعز، وبديلاً مؤقتاً لميناء الحديدة الخاضع لسيطرة التمرد الحوثي، والذي تعطلت فيه المساعدات الدولية.
وكانت جماعة التمرد الحوثي التي تسمي نفسها «أنصار الله» أقرت أمس باستهداف «سفينة تابعة للتحالف» قبالة سواحل مدينة المخا، غربي اليمن، وهو ما يمثل إقرارا من التمرد بالعمل الإرهابي الذي يمنع استمراره وصول المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب اليمني.
وبحسب مصادر عسكرية متطابقة من داخل اليمن تعمل ضمن القوات الحكومية، هاجم زورق مفخخ تابع للحوثيين، وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، ميناء المخا لكن قوات التحالف فجرته قبل أن يصل إلى الميناء.
ويمثل استهداف تفجير الميناء أمس الهجوم الثاني من نوعه في ظرف أسبوعين، ففي التاسع والعشرين من الشهر الماضي أعلنت قيادة «التحالف العربي» تعرض ميناء المخا للاستهداف بـ«قارب مفخخ» من قبل «الحوثيين»، لكنه اصطدم بالرصيف البحري بالقرب من مجموعة سفن دون أضرار.
وتأتي العملية في الوقت الذي تشهد فيه البلاد تصعيداً عسكرياً على عدد من الجبهات، خصوصاً في جبهة الساحل الغربي لليمن، حيث سيطرت القوات الحكومية المسنودة بقوات التحالف على أكبر قاعدة عسكرية للحوثيين الأسبوع الماضي.
وتخضع مدينة المخا لسيطرة القوات الحكومية، لكن الحوثيين سبق لهم الإعلان عن «استهدافهم سفناً إماراتية وفرقاطة سعودية» في سواحل البحر الأحمر، قبالة سواحل المدينة بـ«صواريخ متوسطة وبعيدة المدى».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.