بعد 11 عاماً على رحيله... متحف نجيب محفوظ يتأهب لاستقبال الزوار

تحتضنه «تكية أبو الدهب» الأثرية ويفتتح في الذكرى الـ106 لميلاده

وزيرا الثقافة والآثار المصريان يتفقدان تكية أبو الدهب الأثرية التي تحتضن متحف محفوظ
وزيرا الثقافة والآثار المصريان يتفقدان تكية أبو الدهب الأثرية التي تحتضن متحف محفوظ
TT

بعد 11 عاماً على رحيله... متحف نجيب محفوظ يتأهب لاستقبال الزوار

وزيرا الثقافة والآثار المصريان يتفقدان تكية أبو الدهب الأثرية التي تحتضن متحف محفوظ
وزيرا الثقافة والآثار المصريان يتفقدان تكية أبو الدهب الأثرية التي تحتضن متحف محفوظ

يبدو أن أزمة متحف نجيب محفوظ قد انفرجت بعد أن عرقلت افتتاحه 11 عاما. فقد أعلن وزير الثقافة المصري حلمي النمنم ووزير الآثار المصري خالد العناني، عن تذليل كل العقبات البيروقراطية أمام الانتهاء من المتحف، وذلك بعد أن تفقدا الخميس الماضي، مع الدكتور أحمد عواض رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، تكية أبو الدهب، التي ستكون «مركز إبداع ومتحف الكاتب الكبير الراحل نجيب محفوظ»، بحضور السيدة هدى نجيب محفوظ (أم كلثوم) نجلة الكاتب الراحل، ومهندسي الشركة المنفذة للمشروع.
وتقع التكية ومسجد أبو الدهب بالقرب من مسجد الحسين وسط القاهرة الإسلامية، وتحديداً أمام الباب الرئيسي لجامع الأزهر الشريف. صرح وزير الثقافة بأنّ «تجهيز المتحف بات ضرورة ثقافية؛ إذ سيشهد العام القادم مرور 30 سنة على حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل، ومن المقرر أن تقيم الوزارة احتفالاً أدبياً كبيراً بهذه المناسبة في المتحف، مشيراّ إلى أن حفل الافتتاح سيكون لائقاً بـ«أديب نوبل»، وستوجّه الدعوة لكبار رجال الدولة وكبار المثقفين والإعلاميين، في احتفالية عالمية.
من جانبها، علقت هدى نجيب محفوظ بعد تفقدها المكان المخصص لمتحف والدها بتكية أبو الدهب الأثرية: «أنّها ستقدم كل ما لديها من مقتنيات والدها لكي تُتاح لزوار المتحف الذي وعد وزير الثقافة بافتتاحه في ذكرى ميلاده التي تحل في ديسمبر (كانون الأول) المقبل».
وكان عدد من المثقفين والمقربين من نجيب محفوظ قد طالبوا عقب رحيله في 29 أغسطس (آب) عام 2006، بافتتاح متحف يخلد ذكراه، ويصبح ملتقى لمحبي ومريدي أدبه من مختلف أنحاء العالم، وبالفعل اعتمد وزير الثقافة المصري آنذاك الفنان فاروق حسني قراراً وزارياً رقم (804) لسنة 2006، بتخصيص تكية محمد أبو الدهب بجامع محمد أبو الدهب (أثر رقم 68) بالأزهر بمحافظة القاهرة، ليكون مركزاً ومتحفاً للأديب الكبير نجيب محفوظ. إلا أن اعتراض وزارة الآثار المصرية على بعض الأعمال التي تخص التجهيز المتحفي باعتبارها لا تجوز في مبنى أثري يعود تاريخه إلى عام 1187هـ، أدى لتعطل تأسيسه.
وكان «أبو الدهب» مملوكاً اشتراه علي بك الكبير عام ‏(1175‏ ه ‏1761‏ م‏)، ‏ ومنحه لقب أمير عام ‏1178‏ ه وسمي «أبو الدهب» لحبه الشديد للذهب الذي كان يوزعه على الفقراء‏.‏
ويرجع اختيار «تكية أبو الدهب» لتكون متحفا لمحفوظ لأنّها تقع بالقرب من المنزل الذي ولد به محفوظ بحي الجمالية، وكونها تتوسط عالم القاهرة التاريخية الذي استوحى منه محفوظ الأمكنة الروائية لأغلب رواياته. من ناحية أخرى تعتبر تكية أبو الدهب أهم مجموعة أثرية تجسد روعة العصر الإسلامي بعد مجموعة الغوري، وتتميز بتكاملها ما بين جامع وتكية، حتى أصبحت من أهم التكايا في ذلك العصر، وتعتبر بمثابة أول مدينة جامعية حيث شيدت لتساعد طلاب الجامع الأزهر ولاستكمال رسالته التعليمية.
ومن المقرر أن يُستضاف المتحف على مستويين، الأول في الدور الأرضي للتكية ويتضمن متحف الأديب نجيب محفوظ، الذي يُخصّص لمقتنياته الشخصية، إلى جانب مكتبة لمؤلفات نجيب محفوظ بالعربية، ومكتبة محفوظ باللغات الأجنبية، وقاعة عرض سينمائية، ومكتبة للإعارة الخارجية، وأماكن للصالونات الثقافية، ومخازن للكتب. فيما يخصص المستوى الثاني بالدور الأول: لفصول وقاعات لدراسة السيناريو، والكتابة الإبداعية، وقاعة متعددة الأغراض (ندوات وعروض)، وقاعة غاليري، ومكتبة التسجيلات الفنية، وقاعة (سمع بصرية) لمواد «المالتيمديا» التي تتحدث عن محفوظ في الإذاعة والتلفزيون، وكافتيريا مكشوفة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.