مقتل قيادي سوداني في {داعش} أثناء الانسحاب من الموصل

أسرة «أبو الأسباط السوداني» نصبت سرادق العزاء شمال الخرطوم

TT

مقتل قيادي سوداني في {داعش} أثناء الانسحاب من الموصل

لقي سوداني من القيادات المرموقة في تنظيم داعش حتفه في العراق، وذلك أثناء انسحاب أعضاء التنظيم من الموصل إلى الرقة السورية، وذلك بعد استعادة القوات العراقية المدينة، وهزيمة التنظيم الإرهابي يحتل المدينة.
وتولى السوداني «علي عبد المعروف» وكنيته في التنظيم «أبو الأسباط السوداني» مراكز قيادية بارزة في تنظيم داعش، ومن بينها إدارة السجون فيما يعرف بـ«ولاية الخير»، إضافة إلى كونه واحداً من مشرّعي التنظيم، وأحد قادته رفيعي المستوى. وقال خبير الجماعات المتطرفة، الهادي محمد الأمين، لـ«الشرق الأوسط» أمس: إن عبد المعروف لقي مصرعه في مواجهات مسلحة أثناء انسحاب ما تبقى من قادة ورجال التنظيم إلى الرقة السورية، عقب هزيمة التنظيم في الموصل، وإن أسرته وتقطن ضاحية شمبات شمالي الخرطوم نصبت سرادق العزاء إثر إبلاغها بمقتل ابنها. وأبلغ الأمين الصحيفة بأن الأسرة أقامت سرادق العزاء قبل زهاء الشهر بعد تلقيها معلومات بمقتل عبد المعروف في غارة جوية نفذتها القوات العراقية، بيد أنه استطاع إبلاغ الأسرة بأنه لا يزال على قيد الحياة.
وأوضح الأمين، بأن عبد المعروف كان ينتمي إلى تنظيم الإخوان المسلمين، لكنه انشق عنه بداية تسعينات القرن الماضي وتبنى طروحات التنظيمات الإرهابية المتشددة. وبعد احتلال العراق سافر إلى هناك وشارك في القتال ضد القوات الأميركية، وأصيب في إحدى رجليه، ثم عاد للسودان مرة أخرى. ولم يلبث الرجل أن التحق بتنظيم داعش بعد ظهوره، واستطاع التخلص من الرقابة الأمنية التي كانت مفروضة عليه، وسافر إلى العراق عبر سوريا، وهناك حظي بمعاملة خاصة من قيادات التنظيم، باعتباره من «محترفي» العمل الجهادي منذ وقت باكر. وقال المختص بملفات الجماعات المتشددة الأمين: إن عبد المعروف، كان ينتمي إلى «شباب الإخوان المسلمين»، ثم انسلخ عنهم إثر الانشقاق الذي ضرب التنظيم العام 1991، وتحول إلى كادر جهادي، وتخصص في الفنون القتالية؛ وذلك لكونه بطلاً في رياضة «الشينغي ماسو» أو قتال الشوارع.
ووفقاً للأمين، فإن عبد المعروف اشتهر بكونه مدرب رياضات قتالية ورياضات دفاع عن النفس، وإنه شارك في تدريب «شباب الإخوان» على هذه المهارات القتالية، وتلقى الكثير منهم التدريب على يديه، وذلك في بعض مساجد جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة، ولا سيما الكائنة في منطقة «الدروشاب» شمالي الخرطوم.
وانشقت جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة المتشددة عن حركة الإخوان المسلمين التابعة للصادق عبد الله عبد الماجد، بقيادة الراحل سليمان عثمان أبو نارو، وخلفه أمير الجماعة عمر عبد الخالق، وأعلنت رسمياً تأييدها تنظيم داعش بالعراق والشام منذ العام 2015، ودعت الجماعات الأخرى إلى مباركة خلافة زعيم «داعش» «أبو بكر البغدادي».
وتشتبه سلطات الأمن السودانية في وجود وشائج قوية بين نشاط الجماعة السلفية المتشددة، وتسفير أفواج من الشباب السودانيين وطلاب الجامعات خارج البلاد للالتحاق بـ«داعش». واختفى عدد من طلاب الطب والهندسة من ذويهم خلسة، ثم ظهروا في وقت لاحق ضمن مقاتلي التنظيم الإرهابي المتشدد «داعش» في العراق وسوريا وليبيا، في الوقت الذي دونت الكثير من البلاغات باختفاء شباب ترددوا على مركز الجماعة.
وعلى إثر تلك الشكوك اعتقل الأمن السوداني قادة الجماعة لستة أشهر، ثم أطلق في يناير (كانون الثاني) 2016 سراح كل من أمير الجماعة عمر عبد الخالق، ومساعد السديرة وآخرين، بناء على تعهدات والتزامات من جانبهم بعدم العودة للتبشير بأفكار تنظيم الدولة، أو تحريض الشباب وطلاب الجامعات وتحميسهم للسفر للالتحاق بـ«داعش» في العراق وسوريا وليبيا. لكن الجماعة ذكرت أن إطلاق سراح قادتها جاء بقرار من المدعي العام وليس بناء على صفقة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.